ثم قال تعالى: ( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) أي: قد لاح على صفحات وجوههم ، وفلتات ألسنتهم من العداوة ، مع ما هم مشتملون عليه في صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله ، ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل ، ولهذا قال: ( قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون).
- وما تخفي صدورهم أكبر - وكالة أخبار العرب | arab news agen
- جريدة الرياض | وما تخفــي صدورهم أكبر
- وما تخفي صدورهم أكبر - محمد بن شاكر الشريف - طريق الإسلام
- [ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ]
وما تخفي صدورهم أكبر - وكالة أخبار العرب | Arab News Agen
وروي عن ابن مسعود أنه قال: اعتبروا الناس بإخوانهم. ثم بين تعالى المعنى الذي لأجله نهى عن المواصلة فقال: لا يألونكم خبالا يقول فسادا. يعني لا يتركون الجهد في فسادكم ، يعني أنهم وإن لم يقاتلوكم في الظاهر فإنهم لا يتركون الجهد في المكر والخديعة ، على ما يأتي بيانه. وروي عن أبي أمامة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا قال: ( هم الخوارج). وروي أن أبا موسى الأشعري استكتب ذميا فكتب إليه عمر يعنفه وتلا عليه هذه الآية. وقدم أبو موسى الأشعري على عمر - رضي الله عنهما - بحساب فرفعه إلى عمر فأعجبه ، وجاء عمر كتاب فقال لأبي موسى: أين كاتبك يقرأ هذا الكتاب على الناس ؟ فقال: إنه لا يدخل المسجد. فقال لم! وما تخفي صدورهم أكبر - وكالة أخبار العرب | arab news agen. أجنب هو ؟ قال: إنه نصراني; فانتهره وقال: لا تدنهم وقد أقصاهم الله ، ولا تكرمهم وقد أهانهم الله ، ولا تأمنهم وقد خونهم الله. وعن عمر - رضي الله عنه - قال: لا تستعملوا أهل الكتاب فإنهم يستحلون الرشا ، واستعينوا على أموركم وعلى رعيتكم بالذين يخشون الله تعالى. وقيل لعمر ، - رضي الله عنه -: إن هاهنا رجلا من نصارى الحيرة لا أحد أكتب منه ولا أخط بقلم أفلا يكتب عنك ؟ فقال: لا آخذ بطانة من دون المؤمنين.
جريدة الرياض | وما تخفــي صدورهم أكبر
أتهزأ بالدعاء وتزدريه
وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن
لها أمدٌ وللأمد انقضاء
وإن مما يثلج الصدر ما قامت به بلادنا أعزها الله بتوجيه من قيادتها وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين جعله الله ذخرا للإسلام والمسلمين من إغاثة عاجلة لإخواننا في غزة، متمثلة في الأدوية والأغذية، وفتح أبواب المستشفيات للجرحى والمرضى عبر جسر طبي جوي، نسأل الله أن لا يحرم القائمين عليه الأجر والمثوبة. علينا أن نحذر من خذلان إخواننا المظلومين المستضعفين فقد قال عل يه الصلاة والسلام: (( مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَه)).
وما تخفي صدورهم أكبر - محمد بن شاكر الشريف - طريق الإسلام
( MENAFN - Al-Bayan) لا يود الإنسان أن يقوم بإعادة فتح ملفات الماضي، لأنّ الضجيج الإعلامي حوله، يحاول إيهامه بأنّ العالم قد تغيّر، وأن سنوات استعباد الشعوب وامتهان قيمة الإنسان، تبعاً للونه أو عِرقه أو دينه قد وَلَّت، ويُحاضر علينا دهاقنة الغرب بذلك ليل نهار، إمّا تصريحاً وإمّا تلميحاً، رغم أننا لم نسمع لهم اعتذاراً لمجازر الإبادة التي فعلها أسلافهم شرقاً وغرباً، والتي دفعت بأحد القساوسة أن يُصدر فتوى، بأن الهنود الحمر لا أرواح لهم لإباحة قتلهم، بل إن قانوناً كان سارياً بالولايات المتحدة حتى عام 1861، كان يمنح جائزة مالية لكل أبيض يأتي بفروة رأس هندي أحمر! نقول تلك فترة قد ذهبت «ولا تزر وازِرةٌ وِزْرَ أُخرى»، وليس من المنطقي أن يُجرَّم الأحفاد بما ارتكبه الأجداد، فكما يقول مثلنا المحلي «كل شاة تتعلّق بريلها»، ولكن نعلم جميعاً أنّ الظروف الطبيعية والحياة المستقرة، لا تُخرِج حقائق البشر، وإنما يُعرَف الناس وتُكتَشَف معادنهم في الأوقات الصعبة، وعندما «توصل الحلقة البطان»، لذلك، قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ذات يوم: «لا تكرهوا الفتنة، فإنها تُخرِج رؤوس الفِتَن»، والأزمات تظهر معها حقائق الناس دون رتوش أو مساحيق تجميل!
[ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى:
أما بعد: فيا أيها الناس، اتقوا الله - تعالى -حق التقوى. عباد الله، يقول الله جل جلاله: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىُّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـاهُم فِي الأرضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَـاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَـاقِبَةُ الأمُورِ [الحج: 40، 41]. وما تخفي صدورهم أكبر. أمة الإسلام، أمةُ محمد أمةٌ مرحومة، وأمة منصورة، وأمة معصومةٌ أن تجتمع على خطأ وباطل، أمةٌ اختارها الله، فجعلها خير الأمم وأفضلَها، وجعل غيرَها تابعاً لها، فهي أمةٌ متبوعة، لا أمة تابعة لغيرها، {كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ, أُخرِجَت لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]، أمةٌ منصورة، وحقاً إن النصرَ مضمونٌ لها، ولكنه مشروط بنصرةِ دين الله، وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ، والناصر لله هو الناصر لدينه، المقيم لشرعه، المحكِّم له، العالِمُ به، فهذا هو الناصر لدين الله - جل وعلا -. وهذا النصر له علاماتٌ واضحة، وقد بيَّن الله في هذه الآية أسبابَ النصر بقوله: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّـاهُم في الأرضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَاتَوُا الزَّكَـاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَـاقِبَةُ الأمُورِ}.
أيها المؤمنون: لقد تكالب الكفرة باختلاف مللهم على الإسلام وأهله في كل بقاع الأرض، يحاولون القضاء على دين الإسلام وأهله ودعاته، ولكن الله -عز وجل- يأبى إلا أن يتمَّ نورَه وينصر دينه، ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة:32-33]. وما تخفي صدورهم اكبر. فدين الإسلام باقٍ حتى يرث الله الأرض ومن عليها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ ". إنه، مهما أصاب الأمةَ من ضعف ووهن، فإنها لا تموت وتنتهي أبدا، ولكنها تقوى وتسود تارة وتهن وتضعف تارة، ولا يصيبها الضعفُ والوهن والذلة إلا إذا أعرضت عن دين الله، ولم تقم بما أوجب الله عليها، وجعلت ثقتها وتوكلها على غير الله. عباد الله: عجبا لمسلم يقرأ قول الله -عز وجل-: ( وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [آل عمران:161]، ومع هذا يتعلق بالمخلوقين، ويلجأ إليهم، ويبتغي النصر من عندهم!