بدأت أحداث معركة بلاط الشهداء في أوائل شهر رمضان سنة 114هـ، فنشبت بين الجيشين معارك جزئية مدة ثمانية أيام، وفي اليوم التاسع نشبت بينهما المعركة، وعلى مقربة من نهر اللوار هجمت فرسان المسلمين على صفوف الفرنسيين، حتى بدا الإعياء عليهم، ولاح النصر في جانب المسلمين وتكدست جثث القتلى من الجانبين طيلة النهار، حتى فصل الظلام بينهما واخترق الجنود المسلمون الصفوف وراء قائدهم الباسل عبد الرحمن الغافقي. واستشهد الغافقي في 11 أغسطس من عام 114هـ في المعركة الحامية "بلاط الشهداء"، وفيها أبدى المسلمون بقيادة عبد الرحمن الغافقي في الأيام الثلاثة الأولى من المعركة شجاعة نادرة جعلت كفتهم تقترب من التفوق العددي، غير أن تلك القوات وبزعامة الدوق أدوار قامت بحركة التفاف في الأيام التالية على صفوف المسلمين، مما أدى إلى خسارة المعركة واستشهاد قائدها. فريق موقع البوصلة
- عبد الرحمن الغافقي ومعركة بلاط الشهداء - مجلة الباحثون المصريون العلمية
- عبد الرحمن الغافقي - المعرفة
- تفسير الآية الكريمة { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ }
- وقل للمؤمنات يغضُضن من أبصارهنّ
عبد الرحمن الغافقي ومعركة بلاط الشهداء - مجلة الباحثون المصريون العلمية
فكر الغافقي العسكري
تميَّز القائد عبد الرحمن الغافقي من الناحية العسكرية بالحسم، وهو مبدأ في غاية الأهمية، ويحتاج إليه القائد؛ حتى لا تتشتَّت الأمور ويبعد الهدف في ظلِّ التراخي عن اتخاذ القرار وتأخير ذلك عن وقته. كما تميَّز أسلوبه العسكري النابع من فكرة الصائب بالتوازن، بين ما يملك من قوى وما يُريد من أهداف، إضافة إلى اعتماد مبدأ الإعداد قبل التلاقي؛ أي: إعداد الجنود والشعب كله قبل المعركة إعدادًا قويًّا من كافَّة النواحي، والتأكُّد من توافر كل أنواع القوة؛ بداية من قوة الإيمان بالله، مرورًا بقوَّة التماسك والأخوة بين أفراد الجيش جميعًا، بل وأفراد الشعب، وانتهاءً بقوة الساعد والسلاح، وهي القوة المادية، وعدم الاستهانة أو التقليل من شأن أي نوع من أنواع هذه القوى؛ فإن أي قصور في أي نوع منها كفيلٌ بجلب الهزيمة على الجيش كله. وكان عبد الرحمان الغافقي من كبار القادة الغزاة الشجعان، برز قائداً في جيش والي الأندلس السمح بن مالك الخولاني، وفي سنة 102هـ/721م، قاد السمح بن مالك جيشا غزا به أرض الفرنجة في بلاد الغال (گاليا) انطلاقا من سپتمانيا ومركزها أربونة (نربونة) التي فتحها المسلمون قبلا في الجزء الجنوبي الغربي من كاليسيا واتخذوها قاعدة لهم.
عبد الرحمن الغافقي - المعرفة
والسمح هو القائد الرباني المشهور في التاريخ الإسلامي المجاهد الورع قضى على الاضطرابات الداخلية وأقام العدل وأصلح الأمور الإدارية وأعد الجيوش وحرض الناس على الجهاد. توجه السمح بجيشه إلى سرقسطة ثم إلى الشرق من جهة الساحل وعبر جبال ألبرت بطرقها الصعبة حتى دخل غالة من الجنوب الشرقي (فرنسا) وعندما وصل إلى أربونة حاصرها وفتحها عنوة وبدأ النشاط العسكري من الساحل الشرقي لغالة باتجاه تولوز حيث بسط سيطرته على كل الحوامي المحيطة وسيطر على سبتمانيا وتقدم حتى وصل إلى تولوز وضرب عليها حصارًا خانقًا حيث نصبت المنجنيقات وحفرت الخنادق في حين كان سكان تولوز المحاصرين ينتظرون الإمدادات من الشمال لفك الحصار. عبد الرحمن الغافقي - المعرفة. كان الدوق أودو (دوق أكتانية) قد استعان بمعظم دول أوروبا وأعد جيشًا عظيمًا لمواجهة المسلمين في معركة حاسمة وزحف الفرنجة إلى تولوز عام 102 للهجرة وانفتح الجيشان بترتيب القتال وبدأت المعركة برشقات السهام. أصيب السمح بسهم في بداية المعركة، كانت إصابته شديدة أدت لمقتله وكان لذلك تأثيرًا سلبيًا على المقاتلين المسلمين فقاتلوا قتالًا شرسًا عنيدًا وكان الفرنجة يخسرون رؤوس صناديدهم مع كل تقدم طفيف في المنطقة الحرام بين الجيشين وامتلأت الأرض بالأشلاء والدماء ولم يصمد المسلمون طويلًا بدون قائدهم الذي قتل حيث بدأت دفاعاتهم بالانهيار وكان الأمر الذي بات وشيكًا هو الخسارة الحتمية حيث فقدوا الكثير من المقاتلين أيضًا.
المقري, أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد (1988)، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - المجلد الأول ، دار صادر، بيروت. أرسلان, شكيب (-)، تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط ، دار الكتاب العلمية، بيروت. {{ استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= ( مساعدة) عنان, محمد عبد الله (1997)، دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول ، مكتبة الخانجي، القاهرة، ISBN 977-505-082-4. {{ استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |تجاهل خطأ ردمك= تم تجاهله ( مساعدة) ، تأكد من صحة |isbn= القيمة: checksum ( مساعدة) مؤنس, حسين (2002)، فجر الأندلس ، العصر الحديث للنشر والتوزيع ودار المنهل للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت.
هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهم ، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه ، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم ، فإن اتفق أن وقع البصر على محرم من غير قصد ، فليصرف بصره عنه سريعا ، كما رواه مسلم في صحيحه ، من حديث يونس بن عبيد ، عن عمرو بن سعيد ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن جده جرير بن عبد الله البجلي ، رضي الله عنه ، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم ، عن نظرة الفجأة ، فأمرني أن أصرف بصري. وكذا رواه الإمام أحمد ، عن هشيم ، عن يونس بن عبيد ، به. ورواه أبو داود والترمذي والنسائي ، من حديثه أيضا. وقل للمؤمنات يغضُضن من أبصارهنّ. وقال الترمذي: حسن صحيح. وفي رواية لبعضهم: فقال: " أطرق بصرك " ، يعني: انظر إلى الأرض. والصرف أعم; فإنه قد يكون إلى الأرض ، وإلى جهة أخرى ، والله أعلم. وقال أبو داود: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ، حدثنا شريك ، عن أبي ربيعة الإيادي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: " يا علي ، لا تتبع النظرة النظرة ، فإن لك الأولى وليس لك الآخرة " ورواه الترمذي من حديث شريك ، وقال: غريب ، لا نعرفه إلا من حديثه. وفي الصحيح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والجلوس على الطرقات ".
تفسير الآية الكريمة { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ }
27 شوال 1428 ( 08-11-2007)
بسم الله الرحمن الرحيم
نداءٌ من الرحمن - جل جلاله – للمؤمنات الصالحات, الالتزام بمضمونه يحقِّق لهُنَّ حلاوة الإيمان، ويُوصِلهن إلى واسع الجنان:(النظرة سهم مسمومٌ من سهام إبليس, من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه). أختاه! كم نظرةٍ, فعلت في قلب صاحبها *** فعلَ السِّهام بلا قوسٍ, ولا وترِ
ومن كَثُرت نظراته دامت حسراته. تفسير الآية الكريمة { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنّ }. أراد ربٌّكِ لك الخير، حين أمرك بأن تَغُضّي بصركº ليطمئن قلبك، وتسكُن نفسك. إن كنتِ ذات زوجٍ, رضيتِ بما قسمه الله لك،. وإن لم تكوني متزوجة صبرتِ حتى يغنيك الله مِن فضله. لو أنَّ الإنسان أطلق لبصره العنان عصى ربه وأتعب نفسه، رأى الذي لا كلَّه هو قادرٌ عليه، ولا عن بعضه هو صابر.. وفتح باباً للشرِّ والمعصيةº لأنَّ النظر ذريعةٌ إلى ما بعدهº وسببٌ لِمَا وراءه. كلٌّ الحوادث مبدؤها من النظر *** ومعظم النارِ من مستصغرِ الشَّررِ
والمرء ما دام ذا عين يقلبها *** في أعين الغيد موقوف على الخطرِ
يسرٌّ مُقلتَه ما ضرَّ مُهجتــه *** لا مرحباً بسرورٍ, عاد بالضَّـــــــــــــــررِ
أختاه!
وقل للمؤمنات يغضُضن من أبصارهنّ
وما أجمل تلك المؤمنة التي تكون غاضّة مُطرقة! قد تدثَّرت بثوبِ الحياة! وما أسبغه من ثوب وما أعظمه من خلق! وفي الختام ضعي نصب عينيك حديث الصحيحين: (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محاله: العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، اللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوي ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرجلان تزنيان، والفرج يزني)[3]
------------------------------------------------------------
[1] سورة النور: 21
[2] سورة الحشر:16-17
[3] رواه أحمد والطبراني بسند جيد عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ كشف الخفاء للعجلوني 2/77.
تفسير
ابن كثير محتويات القسم | الركن الإسلامي