الاستغفار سِمةُ الأنبياء والمرسلين، ووسيلةُ الأولياء والصَّالحين، كما تدلُّ على ذلك نصوصُ الكتاب المبين، وسُنَّة سيِّد المرسلين - صلَّى الله عليه وسلَّم. أوَّلاً: أبونا آدم - عليه السَّلام -:
هذا أبونا آدم - عليه السَّلام - لما أذنب التجأ إلى ربِّه مُتضرعًا مستغفرًا، نادمًا مسترحِمًا، ومعه كذلك أُمُّنا حواء، فكان مما قالا: ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]. ثانيًا: نوح - عليه السَّلام -:
وهذا نوحٌ - عليه السَّلام - قال: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [نوح: 28]، وقال: ﴿ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ ﴾ [هود: 47]. الاستغفار بعد الذنب مباشرة العلاقات الثنائية. ثالثًا: كليم الله موسى - عليه السَّلام -:
وهذا كليم الله موسى - عليه السَّلام - لما قتل رجلاً من الأقباط، قال: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [القصص: 16]. رابعًا: خليل الله إبراهيم - عليه السَّلام -:
وهذا خليل الله إبراهيمُ - عليه السَّلام - كان يستغفر لنفسه، بل استغفَر لأبيه رغم ضلاله، وبقي على ذلك حتى تيقَّن أن أباه عدوٌّ لله؛ فتبَرَّأ منه، وكان إبراهيم - عليه السَّلام - يستغفر لكلِّ مؤمن سابق ولاحقٍ: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41].
الاستغفار بعد الذنب مباشرة الافراد
ثانياً: إن الاستغفار غير المغفرة، له خاصيتان:
1. زيادة الرزق: يقول تعالى: ﴿قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا﴾.. فإذن، إن الإنسان الذي يشتكي من الفقر؛ عليه أن يستغفر الله عز وجل!.. 2. الإستغفار بعد الذنب - YouTube. إزالة الهموم: عن النبي (صلی الله عيه): (مَن كثرت همومه؛ فعليه بالإستغفار)!.. فرب العالمين لطيف بالمؤمنين، لا يؤجل عقوبته إلى نار جهنم؛ فمن يعصي الله عز وجل أو يذنب ذنباً؛ يرسل عليه سحابة من الهم والغم.. روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إذا أراد الله عزّ وجلّ بعبد خيراً فأذنب ذنباً؛ تبعه بنقمة، ويذكّره الاستغفار.. وإذا أراد الله عزّ وجلّ بعبدٍ شرّاً فأذنب ذنباً؛ تبعه بنعمة ليُنسيه الاستغفار ويتمادى به، وهو قول الله عزّ وجلّ: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ بالنِعَم عند المعاصي) ؛ كأن يكون هناك إنسان: جالس بين عائلته، ممتلئ بطنه، مسترخ في حديقته، ولعله في سفرة سياحية ممتعة؛ وإذا بقلبه ينقبض فجأة، ويكاد أن ينفجر؛ ولا يدري من أين أتى هذا الهم؟!.. إن رب العالمين بيده القلوب، روي عن رَسُولُ اللَّهِ (صلی الله عيه): (إِنَّمَا قَلْبُ ابْنِ آدَمَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ) ، وفي رواية أخرى: (إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل، يقلبها كما يشاء) حزناً وسروراً.
الاستغفار بعد الذنب مباشرة العلاقات الثنائية
اهـ بتصرف من كتاب حجاب المرأة المسلمة. ولا يمكن أن يسوِّيَ عاقل بين شهوة عاجلة منغصة، مع ما يعقبها من ألم البعد عن الله في الدنيا، وما يترتب عليها من حساب في الآخرة، وبين نعيم الجنة وعافية الدنيا وسعادتها.
فإذا أكثرَ العبدُ من التوبة والاستغفارفإنَّ الله قد ضمن أن يَغْفر له؛ كما جاءت بذلك النُّصوص الكثيرة من الكتاب والسُّنة، وإذا غفر الله للعبد فقد فاز في الدُّنيا والآخرة، فمغفرة الله - سبحانه - هي خيرٌ من كلِّ ما يَجمع الناس في هذه الدُّنيا؛ قال تعالى: ﴿ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون ﴾ [آل عمران: 157]. ولولا عفْوُ الله ومغفرته لَخربت البلاد، ولَهلك العباد: ﴿ لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 149]. ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ﴾ [فاطر: 45]. فرُحْماك ربَّنا رحْماك، وعفوَك اللَّهم عَفوك، وصلَّى الله وسلَّم على سيِّد المستغفِرين، وحبيب ربِّ العالمين، نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبِه أجمعين. [1] "مجموع الفتاوى" (3/ 120). [2] "فتح الباري" (11/ 100). [3] "مجموع الفتاوى" (10/ 88). ما حكم إقتراف الذنب بعد الاستغفار؟ | دنيا الوطن. [4] "مجموع الفتاوى" (11/ 255). [5] "مدارج السالكين" (3/ 433 - 434).
إعراب الآيات (10- 13): {لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (10) وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ (12) لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ (13)}. الإعراب: اللام لام القسم لقسم مقدّر (فيه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ذكركم) مبتدأ مؤخّر مرفوع الهمزة للاستفهام التوبيخيّ الفاء عاطفة. جملة: (أنزلنا... ) لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة لا محلّ لها. وجملة: (فيه ذكركم... ) في محلّ نصب نعت ل (كتابا). وجملة: (تعقلون... ) لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغاب عنكم ذلك فلا تعقلون.. وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين | موقع البطاقة الدعوي. الواو عاطفة (كم) خبريّة كناية عن عدد في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من قرية) تمييز (بعدها) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أنشأنا)، وعلامة النصب في (آخرين) الياء. وجملة: (قصمنا... ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو على جملة جواب القسم- وجملة: (كانت ظالمة... ) في محلّ جرّ نعت لقرية. وجملة: (أنشأنا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة قصمنا.
وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين | موقع البطاقة الدعوي
جملة: (ما خلقنا... الصرف: (لاعبين)، جمع لاعب اسم فاعل من لعب الثلاثيّ وزنه فاعل.. إعراب الآية رقم (17): {لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ (17)}. الإعراب: (لو) حرف شرط غير جازم (لهوا) مفعول به أوّل منصوب، والمفعول الثاني مقدّر أي ما يلهى به. والمصدر المؤوّل (أن نتّخذ.. ) في محلّ نصب مفعول به عامله أردنا. (لدنّا) اسم ظرفيّ مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بمن متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله اتّخذناه أي كائنا (إن) حرف شرط جازم، (كنّا) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط، و(نا) اسم كان. جملة: (أردنا... ما الحكمة من خَلْق السماء والأرض وما بينهما؟ (الشعراوي يجيب). وجملة: (نتّخذ... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن). وجملة: (اتّخذناه... وجملة: (كنّا فاعلين... ) لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب الشرط محذوف أي إن كنّا فاعلين لاتّخذناه.. إعراب الآية رقم (18): {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)}. الإعراب: (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالحقّ) متعلّق ب (نقذف)، (على الباطل) متعلّق ب (نقذف)، الفاء عاطفة في الموضعين (إذا) الفجائيّة الواو استئنافيّة (لكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (الويل)، (ما) حرف مصدريّ.
ما الحكمة من خَلْق السماء والأرض وما بينهما؟ (الشعراوي يجيب)
والمصدر المؤوّل (ما تصفون) في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بالويل- أو بالاستقرار- جملة: (نقذف... وجملة: (يدمغه... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة نقذف. وجملة: (هو زاهق... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة يدمغه. وجملة: (لكم الويل... وجملة: (تصفون... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). الصرف: (زاهق)، اسم فاعل من زهق الثلاثيّ، وزنه فاعل. البلاغة: الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ) حيث شبه الحق بشيء صلب، والباطل بشيء رخو، وأستعير لفظ القذف والدمغ لغلبة الحق على الباطل، بطريق التمثيل، فكأنه رمي بجرم صلب على رأس دماغ الباطل، فشقه. وفيه إيماء إلى علو الحق وتسفل الباطل، وأن جانب الأول باق والثاني فان.. إعراب الآيات (19- 20): {وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ (20)}. الإعراب: الواو استئنافيّة (له) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (من)، (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من الواو عاطفة (من) الثاني موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة لا يستكبرون (عنده) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (عن عبادته) متعلّق ب (يستكبرون)، و(لا) نافية في الموضعين.
سبحان الله، كيف يكون القمر ظهراً في ليلة العيد الصغير؟ وحتى الناس العامة يقولون في أمثالهم: (الكذب ملوش رجلين)، نعم. الحق هنا يقول: { وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ} [الدخان: 38] إذن: خلقناهما بالجد لا باللعب، وبالحق لا بالباطل، وفي آية بعدها قال: { مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ} [الدخان: 39] وهذا الثبات دلَّ على الدقة في الخَلْق، وأنها خُلِقت بعناية وهندسة دقيقة محكمة، وبقوانين لا تتعارض منذ خلقها الله وإلى قيام الساعة. تأمل مثلاً الشمس في مشرقها وفي مغربها، وفي حركتها وسرعتها بالنسبة للأرض، تأمل القمر وما يحدث من ظاهرتي الكسوف، كل هذه الآيات تحدث بدقة متناهية وموازينَ لا تتخلَّف أبداً ولا تتعارض، وهاتِ لي أيَّ آلة بشرية تعمل وتظل على الدقة طوال الوقت. والذي خلق السماوات والأرض على نظام دقيق لا يتعارض خَلْقها لغاية، هذه الغاية هي هي منذ آدم عليه السلام وإلى آخر الدنيا. قلنا { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ.. } [الدخان: 39] الشيء الثابت الذي لا يتغير، ويقول سبحانه: { وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ * أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ * وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ} [الرحمن: 7-9].