(17). وعنه أيضا (عليه السلام): "لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وشفاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسعة رحمة الله عز وجل". (18). وقد تعهد الله بالرحمة، وهذا ما تدلنا إليه الآيات وبعض روايات المعصومين (عليهم السلام). قال تعالى: { وَإِذَا جَآءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِـَٔايٰتِنَا فَقُلْ سَلٰمٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلٰى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُۥ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوٓءًۢا بِجَهٰلَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعْدِهِۦ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (19)
وقال أيضا: { قُل لِّمَن مَّا فِى السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضِ قُل لِّلَّهِ ۚكَتَبَ عَلٰى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلٰى يَوْمِ الْقِيٰمَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوٓا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}. (20). وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "ما خلق الله من شئ إلا وقد خلق له ما يغلبه، وخلق رحمته تغلب غضبه". (21). و عن الإمام الباقر (عليه السلام): "إن الله تبارك وتعالى الحليم العليم إنما غضبه على من لم يقبل منه رضاه، وإنما يمنع من لم يقبل منه عطاه، وإنما يضل من لم يقبل منه هداه... كتب على نفسه الرحمة، فسبقت قبل الغضب فتمت صدقا وعدلا".
سعة رحمة الله والذاكرات
اللهم أدخلنا في واسع رحمتك وعفوك وسترك وكرمك يا أرحم الراحمين. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى. عباد الله: باب الله مفتوح ليس عليه حاجب, والاتصال به مباشر, وكرمه واسع ورحماته منتشرة, فما عذرنا وما حجتنا؟! إن الشقي مَن لم تسعه هذه الرحمات وهذه الهبات... الشقي من ضيّع وفرّط وتمادى وسها عن الله حتى أدركه الشقاء والعذاب والهوان. سعة رحمة الله يعتبرها المؤمن فُرَصًا للإقبال على الله, والتعرض لرحماته وهباته بالأعمال الصالحة, وفعل الخير والتوبة وترك المعاصي. أما أهل الغفلة فيعصون الله ويتفلتون على شرعه, ويأتون بالصغيرة والكبيرة, ويقولون الله غفور رحيم. ليس هذا المقصود من سعة رحمة الله, كيف نبارز الله بالمعصية ولا نخاف ولا نخشى؟ إن رحمات الله وعفوه وسعة مغفرته تُستجلب بطاعته واتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم- ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[آل عمران: 132[. سعة رحمة الله تستجلب بالصلاة والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[التوبة:71[.
سعة رحمة ه
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أيها المذنب المُقصِّر، وكُلُّنا ذاك الرجل، سأهمس في أُذُنيك: هل عَلِمتَ سِعَةَ رحمةِ الله تعالى؟ قال الله تعالى - إخباراً عن حملة العرش، ومَنْ حولهم، أنهم يقولون: ﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ﴾ [غافر: 7]، وقال سبحانه: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]. فرحمةُ الله تعالى وسِعَتْ وشَمِلت كلَّ شيءٍ في العالَمِ العُلويِّ والسُّفلي، البَرَّ والفاجر، المُسلِمَ والكافر، فما من أحد إلاَّ وهو يتقلَّب في رحمة الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار. ولكنْ للمؤمنين الرحمةُ الخاصةُ بهم، والتي يَسعَدون بها في الدَّارين؛ ولذلك قال سبحانه – في تمام الآية السابقة: ﴿ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ فالكافر لا رحمةَ له في الآخرة. فيا أيها العبدُ التائب.. أبشر بالرحمة الواسعة التي وسِعَت كلَّ شيءٍ..
لقد فتح الرحيمُ - تبارك وتعالى - أبوابَ رحمته للتائبين - نسأل الله تعالى أن نكون منهم - فقال الرحيمُ جل وعلا: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].
سعة رحمة الله على
[1] مفتاح دار السعادة، (1/ 66). [2] (الأعرابي) هو الأقرع بن حابس. [3] انظر: النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى، محمد الحمود النجدي (1/ 250). [4] مختصر الصواعق المرسلة، (2/ 112). [5] انظر: مختصر الصواعق المرسلة، (2/ 121-124).
سعة رحمة الله العظمى السيد
قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ تَحَابُّوا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تَرَاحَمُوا». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كُلُّنَا رَحِيمٌ. قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ، وَلَكِنْ رَحْمَةُ الْعَامَّةِ رَحْمَةُ الْعَامَّةِ». فَلَيْسَ المَطْلُوبُ قَصْرَ الرَّحْمَةِ عَلَى مَنْ تَعْرِفُ مِنْ قَرِيبٍ أَو صَدِيقٍ، وَلَكِنَّهَا رَحْمَةٌ عَامَّةٌ تَسَعُ العَامَّةَ كُلَّهُمْ، وَأَحَادِيثُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تُبْرِزُ هَذَا العُمُومَ في إِفْشَاءِ الرَّحْمَةِ، وَالحَثِّ عَلَى انْتِشَارِهَا. روى الإمام البخاري عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَرْحَمُ اللهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ». وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ».
سعة رحمة الله عليه
فاغتنِموا مَواسمَ العبادةِ قبلَ فواتها، فالحياةُ مغنَم، والأيّام مَعدودَة، والأعمارُ قصيرة.
فَبِالرَّحْمَةِ تَجْتَمِعُ القُلُوبُ، وَبِالرِّفْقِ تَتَأَلَّفُ النُّفُوسُ، وَالقَلْبُ يَتَبَلَّدُ مَعَ اللَّهْوِ الطَّوِيلِ وَالمَرَحِ الدَّائِمِ، لَا يَشْعُرُ بِحَاجَةِ مُحْتَاجٍ، وَلَا يُحِسُّ بِأَلَمِ مُتَأَلِّمٍ، وَلَا يُشَاطِرُ في بُؤْسِ بَائِسٍ، وَلَا حُزْنِ مَحْزُونٍ. روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلَاً شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ لَهُ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ، فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ». وَالرَّحْمَةُ لَا تُنْزَعُ إِلَّا مِنْ شَقِيٍّ عِيَاذَاً بِاللهِ تَبَارَكَ وتعالى. أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْلِ الرَّحْمَةِ. آمين. ** ** **
تاريخ الكلمة:
الجمعة: 1/ جمادى الأولى /1441هـ، الموافق: 27/ كانون الأول / 2019م
العنوان: خير صفوف الرجال أولها
التاريخ: April 4, 2008 عدد الزيارات: 11511
فقال من خلفه آمين فوافق قوله قول أهل السماء غفر له ماتقدم من ذنبه " رواه البخاري ومسلم.. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها" رواه مسلم. معاني المفردات:
خير صفوف الرجال: أكثرها ثواباً. خير صفوف الرجال آخرها. شرها: أقلها أجراً
الصف الأول: هو الذي يلي الإمام. من فوائد الحديث:
1- حث الرجال على التبكير إلى المساجد حتى يصلوا في الصف الأول. وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم أقواماً يتأخرون عن الصلاة فنهاهم وقال: "تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله" رواه مسلم فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن التأخر عن الصفوف الأول وعن التبكير إلى الصلاة من أولها لا يزال يتمادى بصاحبه حتى يؤخره الله في النار أو في المنزلة أو في العلم والعياذ بالله. 2- من فضل الصف الأول أنه على مثل صف الملائكة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال -في حديث ذكره –: (والصف الأول على مثل صف الملائكة ، ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه) رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
خير صفوف الرجال اولها
تنبيه: لا يُعترض على ما صَدَّرتُ به المقالة من إطلاق تحريم الاختلاط، بأنَّ ثمة حالات لا يَحْرُم فيها، فهذا الأسلوب جارٍ على قواعد اللغة، وسَنن العرب، بل قد جاء على حدِّ قول بعض أكابر الأئمة، وهو الإمام الحسن البَصري (المتوفى سنة 110) رحمه الله تعالى، حيث قال: «إن اجتماع الرجال والنساء لَبِدْعَةٌ» رواه الإمام الخلال رحمه الله تعالى، بإسناده إليه، كما في «اقتضاء الصراط المسقيم» 645:2. خير صفوف الرجال أولها. وعزا الأثرَ إلى الإمام الحسن البصري أيضاً الحافظُ ابن رجب رحمه الله تعالى، كما في «تسلية نفوس النساء والرجال عند فقد الأطفال» ص16، بلفظ: «اختلاط النساء بالرجال في المجالس بدعة». تنبيه ثانٍ: في الحث على تقدم الرجال، والنهي عن تأخرهم حِكمٌ ذكرها العلماء رحمهم الله تعالى، كالاقتداء بالإمام، والأخذ عنه، وغير ذلك مما لا يَتسع المقام لذكره، لكنْ كان المقصود هو بيان شرِّ الاختلاط، وقد نَصَّ أئمتنا على أنه من حِكَم الحُكْم. قال الإمام النووي (المتوفى سنة 676) رحمه الله تعالى، في «شرح صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالى» 210:4: «إنما فضَّل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال، لبُعدهنَّ من مخالطة الرجال، ورؤيتهم، وتعلق القلب بهم عند رؤية حركاتهم، وسماع كلامهم، ونحـو ذلك».
خير صفوف الرجال أولها
فائدة: النساءُ خيرُ صفوفِهنَّ آخرُها، وشرُّها أولها، إلا في إحدى حالتين، فيكُنَّ مثلَ الرجال؛ خيرُ صفوفهنَّ أولها، وشرُّها آخرها؛ الأولى: إنْ صلَّينَ جماعةً لوحدهـنَّ منفردات، لا مع الرجال. الثانية: أنْ يصلِّينَ مع الرجال، لكن بوجود حائل. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى، في «المجموع شرح المهذب» 192:4-193 عند ذِكْرِه استحباب الصف الأول ثم الذي يليه: «هذا الحكم مستمرٌ في صفوف الرجال بكل حال، وكذا في صفوف النساء المنفردات بجماعتهن عن جماعة الرجال، أمَّا إذا صلتِ النساءُ مع الرجال جماعة واحدة، وليس بينهما حائل؛ فأفضلُ صفوف النساء آخرها». حديث «ألا تصفون كما تصف الملائكة»، «خير صفوف الرجال أولها..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. اقتراح: أقترح على السادة الأماثل من أهل العلم التأمل بتوسعٍ في آية كريمة أو حديث شريف دالٍ على ذم الاختلاط، والنظر في وجوه هذا الذم والتشنيع، والتدليل عليه، وتقييد ذلك ونشره. وقد أخبرني فضيلة الشيخ محمد بن أحمد الفراج وفقه الله تعالى، أنه استنبط وجوه ذم الاختلاط من قصة نبي الله موسى عليه السلام مع المرأتين، ولم أقف عليه. نسأل الله سبحانه وتعالى القبولَ والسداد، والهداية والإرشاد، والثبات حتى الممات. وصلى الله وسلَّم وبارك على نبينا وسيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله ربِّ العالمين.
فالحديث النبيل يحث النساء على التستر والاختباء عن أعينهن قدر الإمكان. ما هو حكم صلاة الجماعة للرجال الأصحاء سواء في المنزل أو في الطريق؟ هل الصف الأخير أفضل للنساء إذا كن وحدهن في المجموعة؟ الصف الأخير هو أفضل الصفوف بالنسبة للنساء في جماعة مع الرجال ، أما إذا كن وحدهن في مجموعة دون رجال ، فإن الأولوية في هذه الحالة تكون للصف الأول تمامًا مثل الرجال ؛ وفي هذه الحالة تنكر الحكمة من أن الرتبة الأخيرة هي أفضل رتبهم إذا صلوا جماعة مع الرجال. خير صفوف الرجال اولها. يسمى السابق للمغناطيس في انتقالات الجملة وبذلك يكون قد تم الانتهاء من هذه المادة التي حملت عنوان أحسن الرتب للرجال ، حيث يذكر نص الحديث الشريف ، ثم شرحه ، ودرجة صحته ، وبيان الثمار بالتفصيل.. صلاة الجماعة مع الرجال فقط. المراجع ^ رواه مسلم ^ شرح الحديث 15/12/2021 ^ شرح الحديث 15/12/2021 ^ شرح الحديث 15/12/2021