حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) قال: كانت للنبي: ذنوب قد أثقلته، فغفرها الله له. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ) يعني: الشرك الذي كان فيه. معنى الذي انقض ظهرك. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ) قال: شرح له صدرَه، وغفر له ذنبَه الذي كان قبل أن يُنَبأ، فوضعه. وفي قوله: ( الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) قال: أثقله وجهده، كما يُنْقِضُ البعيرَ حِمْلُه الثقيل، حتى يصير نِقضا بعد أن كان سمينا ( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ) قال: ذنبك الذي أنقض ظهرَك، أثقل ظهرك، ووضعناه عنك، وخفَّفنا عنك ما أثقل ظهرَك. ابن عاشور: الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) و { أنقض} جعل الشيءَ ذا نقيض ، والنقيض صوت صرير المحمل والرحْل وصوتُ عظام المفاصل ، وفرقعةُ الأصابع ، وفعله القاصر من باب نصر ويعدّى بالهمزة. وإسناد { أنقض} إلى الوِزر مجاز عقلي ، وتعديته إلى الظهر تَبع لتشبيه المشقة بالحمل ، فالتركيب تمثيل لمتجشم المشاققِ الشديدة ، بالحَمولة المثقلة بالإِجمال تثقيلاً شديداً حتى يسمع لعظام ظهرها فرقعة وصرير.
- تفسير الطبري سورة الشرح المصحف الالكتروني القرآن الكريم
- الذي انقض ظهرك - YouTube
- الباحث القرآني
- معنى قوله تعالى الذي أنقض ظهرك - إسلام ويب - مركز الفتوى
- حديث عن الصدق وترك الكذب ’ موضوع عن الصدق والحياة | صقور الإبدآع
- وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا | موقع البطاقة الدعوي
- شرح حديث عليكم بالصدق
تفسير الطبري سورة الشرح المصحف الالكتروني القرآن الكريم
وهو تمثيل بديع لأنه تشبيه مركب قابل لتفريق التشبيه على أجزائه. ووصف الوزر بهذا الوصف تكميل للتمثيل بأنه وزر عظيم. واعلم أن في قوله: { أنقض ظهرك} اتصالَ حرفي الضاد والظاء وهما متقاربا المخرج فربما يحصل من النطق بهما شيء من الثقل على اللسان ولكنه لا ينافي الفصاحة إذ لا يبلغ مبلغ ما يسمى بتنافر الكلماتتِ بل مثله مغتفر في كلام الفصحاء. والعرب فُصحاء الألسن فإذا اقتضى نظم الكلام ورود مثل هذين الحرفين المتقاربين لم يعبأ البليغ بما يعرض عند اجتماعهما من بعض الثقل ، ومثل ذلك قوله تعالى: { وسبحه} [ الإنسان: 26] في اجتماع الحاء مع الهاء ، وذلك حيث لا يصح الإدغام. وقد أوصى علماء التجويد بإظهار الضاد مع الظاء إذا تلاقيا كما في هذه الآية وقوله: { ويوم يعض الظالم} [ الفرقان: 27] ولها نظائر في القرآن. الذي انقض ظهرك - YouTube. وهذه الآية هي المشتهرة ولم يزل الأيمة في المساجد يتوخون الحذر من إبدال أحد هذين الحرفين بالآخر للخلاف الواقع بين الفقهاء في بطلان صلاة اللحَّان ومَن لا يحسن القراءة مطلقاً أو إذا كان عَامداً إذا كان فذاً وفي بطلان صلاة من خلفه أيضاً إذا كان اللاحن إماماً. إعراب القرآن: «الَّذِي» اسم موصول صفة وزرك «أَنْقَضَ» ماض فاعله مستتر «ظَهْرَكَ» مفعول به والجملة صلة.
الذي انقض ظهرك - Youtube
السعدى: { الَّذِي أَنْقَضَ} أي: أثقل { ظَهْرَكَ} كما قال تعالى: { لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}. الوسيط لطنطاوي: و ( أَنقَضَ ظَهْرَكَ) أى: أثقله وأوهنه وأتعبه ، حتى سمع له نقيض ، وهو الصوت الخفى الذى يسمع من الرَّحْل الكائن فوق ظهر البعير ، إذا كان هذا الرحل ثقيلا ، ولا يكاد البعير يحمله إلا بمشقة وعسر. تفسير الطبري سورة الشرح المصحف الالكتروني القرآن الكريم. والمعنى: لقد شرحنا لك - أيها الرسول الكريم - صدرك ، وأزلنا عنك ما أثقل ظهرك من أعباء الرسالة ، وعصمناك من الذنوب والآثام ، وطهرناك من الأدناس ، فصرت - بفضلنا وإحساننا - جديرا بحمل هذه الرسالة ، بتبليغها على أكمل وجه وأتمه. فالمراد بوضع وزره عنه صلى الله عليه وسلم مغفرة ذنوبه ، وإلى هذا المعنى أشار الإِمام ابن كثير بقوله: قوله - تعالى -: ( وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ) بمعنى ( لِّيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) وقال غير واحد من السلف فى قوله: ( الذي أَنقَضَ ظَهْرَكَ) أى: أثقلك حمله.. ويرى كثير من المفسرين أن المراد بوضع وزره عنه صلى الله عليه وسلم: إزالة العقبات التى وضعها المشركون فى طريق دعوته ، وإعانته على تبليغ الرسالة على أكمل وجه ، ورفع الحيرة التى كانت تعتريه قبل النبوة.
الباحث القرآني
﴿الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ﴾ قال: أثقل ظهرك. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ﴾: كانت للنبيّ ﷺ ذنوب قد أثقلته، فغفرها الله له. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ﴿أَنْقَضَ ظَهْرَكَ﴾ قال: كانت للنبي: ذنوب قد أثقلته، فغفرها الله له. ⁕ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ﴿وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ﴾ يعني: الشرك الذي كان فيه. معنى قوله تعالى الذي أنقض ظهرك - إسلام ويب - مركز الفتوى. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ﴾ قال: شرح له صدرَه، وغفر له ذنبَه الذي كان قبل أن يُنَبأ، فوضعه. وفي قوله: ﴿الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ﴾ قال: أثقله وجهده، كما يُنْقِضُ البعيرَ حِمْلُه الثقيل، حتى يصير نِقضا بعد أن كان سمينا ﴿وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ﴾ قال: ذنبك الذي أنقض ظهرَك، أثقل ظهرك، ووضعناه عنك، وخفَّفنا عنك ما أثقل ظهرَك. * * *
وقوله: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾
يقول: ورفعنا لك ذكرك، فلا أُذْكَرُ إلا ذُكِرْتَ معي، وذلك قول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
معنى قوله تعالى الذي أنقض ظهرك - إسلام ويب - مركز الفتوى
تاريخ النشر: الجمعة 24 صفر 1435 هـ - 27-12-2013 م
التقييم:
رقم الفتوى: 233575
16724
0
200
السؤال
ما معنى قوله تعالى: "الذي أنقض ظهرك"؟ ولكم جزيل الشكر. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال البغوي في تفسيره: الذي أنقض ظهرك: أثقل ظهرك، فأوهنه؛ حتى سمع له نقيض، أي صوت. وقال عبد العزيز بن يحيى، وأبو عبيدة: يعني خففنا عنك أعباء النبوة، والقيام بأمرها. والله أعلم.
⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ﴾ قال: إذا فرغت من أمر الدنيا، وقمت إلى الصلاة، فاجعل رغبتك ونيتك له. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: إن الله تعالى ذكره، أمر نبيه أن يجعل فراغه من كلّ ما كان به مشتغلا من أمر دنياه وآخرته، مما أدّى له الشغل به، وأمره بالشغل به إلى النصب في عبادته، والاشتغال فيما قرّبه إليه، ومسألته حاجاته، ولم يخصص بذلك حالا من أحوال فراغه دون حال، فسواء كلّ أحوال فراغه، من صلاة كان فراغه، أو جهاد، أو أمر دنيا كان به مشتغلا لعموم الشرط في ذلك، من غير خصوص حال فراغ، دون حال أخرى. وقوله: ﴿وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾
يقول تعالى ذكره: وإلى ربك يا محمد فاجعل رغبتك، دون من سواه من خلقه، إذ كان هؤلاء المشركون من قومك قد جعلوا رغبتهم في حاجاتهم إلى الآلهة والأنداد. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ﴿وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ قال: اجعل نيتك ورغبتك إلى الله. ⁕ حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد ﴿وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ قال: اجعل رغبتك ونيتك إلى ربك. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ﴿وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ قال: إذا قمت إلى الصلاة.
⁕ حدثنا أبو كُرَيب وعمرو بن مالك، قالا ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ قال: لا أُذْكَرُ إلا ذُكْرِتَ معي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ قال النبيّ ﷺ: "ابْدَءُوا بالعُبُودَةِ، وَثَنُّوا بالرسالة" فقلت لمعمر، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده، فهو العبودة، ورسوله أن تقول: عبده ورسوله. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب، ولا متشهد، ولا صاحب صلاة، إلا ينادي بها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث، عن درّاج، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدريّ، عن رسول الله ﷺ، أنه قال: "أتانِي جِبْرِيلُ فَقالَ إنَّ رَبِّي وَرَبكَ يَقُولُ: كَيْفَ رَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ؟ قال: الله أعْلَمُ، قال: إذَا ذُكِرْتُ ذُكرتَ مَعِي". وقوله: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: فإنّ مع الشدّة التي أنت فيها من جهاد هؤلاء المشركين، ومن أوّله ما أنت بسبيله رجاء وفرجا بأن يُظْفِرَكَ بهم، حتى ينقادوا للحقّ الذي جئتهم به طوعا وكَرها.
ولكن ثقافتنا السطحية إضافة إلى الانبهار بما يأتي من قبل هؤلاء جعل الجميع يقبلون عليه إقبال الظمآن على الماء البارد. وآخرون ابتدعوا لنا مايسمونه افتراء (علم الطاقة) ولا يزالون فرحين به ظانين أنفسهم أنهم قد أوتوا مالم يؤت غيرهم من وسائل الشفاء والتحفيز ثم إذا تتبعت هذا الأمر وجدت كل ذلك أوهاما وتخرصات لا أثر لها إلا استغلال السذج من الناس والأدهي والأمر عندما يحاول هؤلاء المخدوعون أن يلبسوا ذلك كل هلباس الدين ويجعلون له صبغة دينية. لكن الغريب أن يترك هؤلاء يخدعون العمة ويستغلونهم دون رقابة أو محاسبة ، ويكذبون كذبا ظاهرا ، بل لك أن تقول: إنهم يشابهون المسيح الدجال بكثير من الأمور. حديث عن الصدق وترك الكذب ’ موضوع عن الصدق والحياة | صقور الإبدآع. أعاذنا الله وإياكم من فتنة الجميع. وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
(ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)
2010-11-22, 03:15 AM #2 رد: ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب
جزاك الله خيراً شيخي الفاضل 2010-11-23, 06:50 AM #3 رد: ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب
جزاك الله أخانا رضا على مرورك الطيب
2010-11-24, 12:52 PM #4 رد: ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب
بارك الله فيك يتفنن في الكذب! ويتلذذ به فيبدع فيه!
حديث عن الصدق وترك الكذب ’ موضوع عن الصدق والحياة | صقور الإبدآع
باب تحريم الكذب
قَالَ الله تَعَالَى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [الإسراء:36]، وقال تَعَالَى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق:18]. وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا | موقع البطاقة الدعوي. 1/1542- وعنْ ابنِ مسعود قال: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: إنَّ الصِّدْقَ يهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإنَّ البرِّ يهْدِي إِلَى الجنَّةِ، وإنَّ الرَّجُل ليَصْدُقُ حتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدّيقًا، وإنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ وإنَّ الفُجُورَ يهْدِي إِلَى النارِ، وَإِنَّ الرجلَ ليكذبَ حَتى يُكْتبَ عنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا متفقٌ عَلَيْهِ. 2/1543- وعن عبدِاللَّهِ بنِ عَمْرو بنِ العاص رضي اللَّه عنْهُما، أنَّ النَّبيّ ﷺ قَالَ: أَرْبعٌ منْ كُنَّ فِيهِ، كَانَ مُنافِقًا خالِصًا، ومنْ كَانتْ فيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ، كَانتْ فِيهِ خَصْلةٌ مِنْ نِفاقٍ حتَّى يَدعَهَا: إِذَا اؤتُمِنَ خَانَ، وَإذا حدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصمَ فجَرَ متفقٌ عَلَيْهِ. وَقَدْ سبقَ بيانه مَعَ حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ بنحوهِ في باب الوفاءِ بالعهدِ. 3/1544- وعن ابن عباسٍ رضي اللَّه عنْهُما عن النَّبي ﷺ، قالَ: مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لمْ يرَهُ، كُلِّفَ أنْ يَعْقِدَ بيْن شَعِيرتينِ، ولَنْ يفْعَلَ، ومِنِ اسْتَمَع إِلَى حديثِ قَوْم وهُمْ لهُ كارِهُونَ، صُبَّ في أُذُنَيْهِ الآنُكُ يَوْمَ القِيامَةِ، ومَنْ صوَّر صُورةً عُذِّبَ وَكُلِّفَ أنْ ينفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَليْس بِنافخٍ رواه البخاري.
وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا | موقع البطاقة الدعوي
فالكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار؛ نعوذ بالله منها. وقوله: «وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ»، وفي لفظ: «لَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا»؛ والكذب من الأمور المحرمة؛ بل قال بعض العلماء: إنه من كبائر الذنوب؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم توعده بأنه يُكتب عند الله كذابًا. ومن أعظم الكذب: ما يفعله بعض الناس اليوم، يأتي بالمقالة كاذبًا، يعلم أنها كذب، لكن من أجل أن يُضحك الناس، وقد جاء في الحديث الوعيد على هذا، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحْدِثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ» ( [2]) ؛ وهذا وعيد على أمر سهل عند كثير من الناس. فالكذب كله حرام، وكله يهدي إلى الفجور، ولا يُستثنى منه شيء. ورد في الحديث، أنه يستثنى من ذلك ثلاثة أشياء: في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث المرأة زوجها، وحديثه إياها. شرح حديث عليكم بالصدق. ولكن بعض أهل العلم قال: إن المراد بالكذب في هذا الحديث التورية وليس الكذب الصريح. وقال: التورية قد تسمى كذبًا؛ كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ إِلَّا ثَلَاثَ كَذْبَاتٍ: ثِنْتَيْنِ مِنْهُنَّ فِي ذَاتِ اللهِ تَعَالَى: قَوْلُهُ: ﴿ إِنِّي سَقِيمٌ ﴾ [الصافات: 89]، وَقَوْلُهُ: ﴿ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ﴾ [الانبياء: 63]، وَوَاحِدَةٌ فِي شَأْنِ سَارَّةَ... »، الحديث، وهو لم يكذب، وإنما ورَّى تورية هو فيها صادق.
شرح حديث عليكم بالصدق
وحذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الكذب و بين مضرته وشؤم عاقبته، فهو أصل الفجور الذي هو طريق إلى النار. معاني الكلمات:
عليكم بالصدق
أي الزموا الصدق، والصدق: هو ضد الكذب، وهو الإخبار بالشيء على وفق الواقع. البر
البر اسم جامع للخير كله، من فعل الحسنات وترك السيئات، ويطلق على العمل الصالح الدائم المستمر معه إلى الموت. يتحرى الصدق
أي يقصده ويعتني به. حتى يكتب
أي حتى يحكم له بهذا الوصف وينال مثل ما ينالون. يكذب
هو الإخبار بالشيء على خلاف ما في الواقع. الفجور
هو اسم جامع للشر، ويطلق على الانبعاث في المعاصي غير مكترث بممارسة الفسق والفساد. كذابا
هو من يتكرر منه الكذب حتى يعرف به ويصير له سجية وخلق. فوائد من
الحديث:
أن للجنة أعمالًا توصل إليها منها الصدق، وأن للنار أعمالًا توصل إليها منها الكذب. الأمر بالصدق لأنه يدل ويوصل إلى البر الذي هو جِمَاع الخير، والبر هو الطريق المستقيم للجنة. أن الصدق خلق كريم يحصل بالاكتساب والمجاهدة، فإن الرجل ما يزال يصدق ويتحرى الصدق، حتى يكون الصدق سجية له وطبعًا، فيكتب عند الله من الصديقين والأبرار. أن الكذب خلق ذميم يكتسبه صاحبه من طول ممارسته، وتحريه قولاً وفعلاً، حتى يصبح خُلقاً وسجية، ثم يكتب عند الله -تعالى- كثير الكذب عديم الصدق.
قال: «إن كان قد قال ذلك فقد صدق»؛ فمنذ ذلك اليوم سُمِّي الصديق، رضي الله عنه. وأما الكذب قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ». «إِيَّاكُمْ» للتحذير؛ أي: احذروا الكذب، والكذب هو الإخبار بما يخالف الواقع، سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل. فإذا قال لك قائل: ما اليوم؟ فقلت: يوم الخميس، أو يوم الثلاثاء؛ وهو يوم الأربعاء فهذا كذب؛ لأنه لا يطابق الواقع؛ لأن اليوم يوم الأربعاء. والمنافق كاذب؛ لأن ظاهره يدل على أنه مسلم وهو كافر، فهو كاذب بفعله. وقوله: «وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ»؛ الفجور: الخروج عن طاعة الله؛ لأن الإنسان يفسق ويتعدى طوره ويخرج عن طاعة الله إلى معصيته، وأعظم الفجور الكفر - والعياذ بالله - فإن الكفرة فجرة؛ كما قال الله: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴾ [عبس: 42]، وقال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾ [المطففين: 7 – 11]. وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 14].
وفي هذا الحديثِ يُعلِّمُنا الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ نكونَ صادقينَ مُحبِّينَ لِلصِّدقِ، ويُخبِرُ بأجْرِ الصَّادِقينِ ومَنزِلتِهم؛ لِيَحمِلَنا على التِزامِه، فيُخبِرُ أنَّ الصِّدقَ يُوصِلُ إلى الخَيراتِ كُلِّها، فالبِرُّ هو اسمٌ جامِعٌ لِلخَيرِ كُلِّه، والصِّدقُ يُطلَقُ على صِدقِ اللِّسانِ، وهو نقيضُ الكَذِبِ، والصِّدقِ في النِّيَّةِ، وهو الإخلاصُ، والصِّدقِ في العَزمِ على خيرٍ نواه، والصِّدقِ في الأعمالِ، وأقَلُّه استواءُ سَريرتِه وعلانيَتِه، والصِّدقِ في المقاماتِ، كالصِّدقِ في الخوفِ والرَّجاءِ وغيرهما، فمن اتَّصَف بذلك كان صِدِّيقًا، أو ببَعْضِها كان صادقًا. وأخبَرَ أنَّ البِرَّ يُوصِلُ إلى الجَنَّةِ، ومِصداقُ ذلك في كتابِ اللهِ تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} [الانفطار: 13]، وأنَّ الرَّجُلَ ليَصدُقُ في السِّرِّ والعَلانيةِ، ويَقصِدُه، ويجتَنِبُ نقيضَه الذي هو الكَذِبُ، فيكونُ الصِّدقُ غالِبَ حالِه، حتى يَبلُغَ في الصِّدقِ غايَتَه ونِهايَتَه، فيَدخُلَ في زُمرةِ الصَّادِقينَ، ويَستَحِقَّ ثَوابَهم. ثمَّ نَفَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ الكَذِبِ -وهو قولُ الباطِلِ، والإخبارُ على غَيرِ ما هو في الواقِعِ، وأعظَمُه: الكَذِبُ على اللهِ تعالَى، وعلى رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، ويُبَيِّنُ عاقِبةَ مَن تَخَلَّقَ به، فيُخبِرُ بأنَّ الكَذِبَ يُوصِلُ إلى الفُجورِ الذي هو ضِدُّ البِرِّ، وهو المَيلُ عن الاستِقامةِ.