عاشت إسطنبول خلال الأيام القليلة الماضية بؤسًا لم تشهده من قبل، عندما تحولت الثلوج التي هي نعمة من السماء إلى كابوس لأهالي المدينة، التي نرجو من الله أن يحفظها مما هو أسوأ. لكن عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، فقد دفعتنا هذه المصيبة إلى التفكير في الآخرين. نعم تضررنا بعض الوقت، لكن رأينا بأعيننا كيف يمكن أن تفتك هذه الثلوج وهذا البرد القارس بأناس ضعفاء لا حيلة لهم. أغلقت الثلوج طرقنا ساعات وربما يومًا بأكمله، لكنها في أماكن أخرى تحولت إلى شبح موت فوق أطفال إخوتنا. قصة قلب ماما الكبير | يلا تنام. الأمطار والثلوج في الأصل نعمة من الله، لكن البشر قد يحولونها إلى فواجع. وهل هناك فاجعة أكبر من أن يتسبب إنسان في قتل بطيء وتعذيب لمئات الآلاف من البشر عبر دفعهم إلى العيش في ظروف لا تصلح حتى للحيوانات؟
حتى لا يناموا
15 طفلًا في إدلب السورية ماتوا وهم نائمون إثر تجمدهم من البرد. كم شخصا سمع بذلك؟ وكم شخصا أحسّ بعمق هذه الفاجعة؟ بات الآباء يتناوبون على حراسة أطفالهم خوفًا من أن يتجمدوا، أو بالأحرى كي يعرفوا من تجمد منهم! نعم، حتى يعرفوا فقط، فلا يملكون من أمرهم شيئًا. لا يملكون من الأمر سوى مشاهدة أطفالهم يتجمدون! أما الأمهات فبدلًا من أن يغنين لأطفالهن كي يناموا، صرن يفعلن المستحيل كي لا ينام أطفالهن فيتجمدوا من البرد وهم نائمون.
حديث : (يا علي، لا تنم حتى تأتي بخمسة أشياء ...) - الإسلام سؤال وجواب
ما نوع الدرس الذي ننتظره يا ترى حتى ندرك أن معنى الوطن قد اختزل في قطعة أرض يراد منها تحقيق الربح فحسب؟
كل طفل يتحدى هذا البرد ويخرج منه سالمًا دون أن يموت متجمّدًا، سيكون قلبه وعاءً لحساب عسير ستواجهه الإنسانية عاجلًا أو آجلًا. ولذلك فإن فراعنة عصرنا لا يريدون لهؤلاء الأطفال أن يكبروا، يخافون منهم، يريدون منهم أن يموتوا قبل أن يكبروا؛ لأن فراعنة عصرنا يخافون من حساب هؤلاء الأطفال حينما يكبرون. فلْيخافوا ما استطاعوا، لن يغني خوفهم عن مواجهة المصير شيئًا، لن تكون التدابير التي اتخذوها سوى تعجيل بنهايتهم وهلاكهم. مهما كان حجم فراعنة عصرنا فلا بد من وجود "موسى" يقف في وجههم، فقتل الأطفال لن يقف عائقًا أمام "موسى". على العكس؛ كلما قتلوا مزيدًا من الأطفال نهض "موسى" جديد لمحاسبتهم. حديث : (يا علي، لا تنم حتى تأتي بخمسة أشياء ...) - الإسلام سؤال وجواب. المصدر: الجزيرة مباشر
قصة قلب ماما الكبير | يلا تنام
من أجل ألا يتجمد أطفالهن يمشين بهم طوال الليل بأرجل حافية لا تقيها من البرد سوى نعال رقيقة. ومع كل ذلك، لا يملك هؤلاء الأمهات من الأمر شيئًا حينما يعصف البرد القارس بأرواحهن أو أرواح أطفالهن؛ لأن ما يعيشون فيه بالجملة عبارة عن ظروف قاسية فوق طاقة التحمل. وبينما نأوي نحن هانئين إلى أسرّة مريحة، فإن أطفال جيراننا يموتون من البرد والجوع. ألسنا أبناء أمة واحدة؟
خنجر مسموم
إن كل طفل يموت ما هو إلا نار مشتعلة في كبد أمه، وخنجر مسموم في قلب أبيه، وحساب عسير نُسأل عنه جميعًا. وعلى الرغم من أن قصة موت رضيع سوري متجمد من البرد العام الماضي في إدلب أيضًا، لاقت تفاعلًا كبيرًا، فإنه يبدو أن مثل هذه القصص لم تترك أثرا في بعض القلوب والضمائر. يجب أن يكون الطفل أكبر وأهم نقطة يمكن أن تلتقي عندها الإنسانية، بالنسبة لنا جميعًا. مهما بلغت درجة التنافس والتسابق بيننا، فلا بد أن نلتقي نحن البشر عند رؤية الوجه النقي البريء لأي طفل. لكن وجه هذا الطفل الذي يفتح باب الجنة لا يعني شيئًا أمام قلوب مغلقة ومختوم عليها عند بعض البشر. بينما كانت مأساة موت الرضيع السوري متجمّدًا لا تزال تفتك بقلوبنا، كان زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض في تركيا، كمال كليجدار أوغلو، يصف اللاجئين والنازحين الذين فروا إلى إدلب بـ"الإرهابيين".
حكت. الجنية، هيلا هوب، ودخلت هي ورامي جوا قلب ماما،
ويا حزرك شو طلع في جوا قلب ماما؟
طلع مكتوب بخط كبير انا بحب رامي ورامز قد بعض هدول ولادي،
حكى رامي: بس انا بدي ماما الي لحالي
الجنية: طيب تعال نسأل قلب ماما ونشوف، وسألت الجنية القلب: يا قلب ماما قديش بتحب رامي؟
انا بحب رامي قد البحر وموجاته وقد الليل ونجماته وقد الشتا ومياته. فرح رامي لما سمع هاد الشي. وطلعوا رامي والجنية من قلب ماما وراحوا لقلب بابا،
حكى رامي: يا قلب بابا قديش بتحبني؟
بحبك يا رامي قد البحر وموجاته وقد الليل ونجماته وقد الشتا ومياته
فرح رامي لما شاف محبته كبيرة بقلب ماما وبابا ورجع مع جنية الاحلام على تخته و من الصبح اول ما صحي ركض عند بابا وماما وباسهم ومسك ايد اخوه رامز وصار يلعب معه. وصار رامي يدير باله على اخوه الصغير ويحبه وعرف قديش محبته كبيرة بقلب ماما وبابا. وتوته توته خلصت الحدوته
فقال: لقد حملتموها على غير المحمل ، ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا) فلم يلتفتوا إلى إله غيره. وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، والسدي ، وغير واحد. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبد الله الظهراني ، أخبرنا حفص بن عمر العدني ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال: سئل ابن عباس ، رضي الله عنهما: أي آية في كتاب الله أرخص ؟ قال قوله: ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) على شهادة أن لا إله إلا الله. وقال الزهري: تلا عمر هذه الآية على المنبر ، ثم قال: استقاموا - والله - لله بطاعته ، ولم يروغوا روغان الثعالب. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا) على أداء فرائضه. وكذا قال قتادة ، قال: وكان الحسن يقول: اللهم أنت ربنا ، فارزقنا الاستقامة. وقال أبو العالية: ( ثم استقاموا) أخلصوا له العمل والدين. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة فصلت - الآية 30. وقال الإمام أحمد: حدثنا هشيم ، حدثنا يعلى بن عطاء ، عن عبد الله بن سفيان الثقفي ، عن أبيه; أن رجلا قال: يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: " قل آمنت بالله ، ثم استقم " قلت: فما أتقي ؟ فأومأ إلى لسانه. ورواه النسائي من حديث شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، به. ثم قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا إبراهيم بن سعد ، حدثني ابن شهاب ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز الغامدي ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله ، حدثني بأمر أعتصم به.
ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة في مقدار الأجر
حكاه ابن جرير عن ابن عباس ، والسدي. ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة يا ولي الله. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة ، حدثنا عبد السلام بن مطهر ، حدثنا جعفر بن سليمان: سمعت ثابتا قرأ سورة " حم السجدة " حتى بلغ: ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة) فوقف فقال: بلغنا أن العبد المؤمن حين يبعثه الله من قبره ، يتلقاه الملكان اللذان كانا معه في الدنيا ، فيقولان له: لا تخف ولا تحزن ، ( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) قال: فيؤمن الله خوفه ، ويقر عينه فما عظيمة يخشى الناس يوم القيامة إلا هي للمؤمن قرة عين ؛ لما هداه الله ، ولما كان يعمل له في الدنيا. وقال زيد بن أسلم: يبشرونه عند موته ، وفي قبره ، وحين يبعث. رواه ابن أبي حاتم. وهذا القول يجمع الأقوال كلها ، وهو حسن جدا ، وهو الواقع.
ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة التي تحيط بالإنسان
قال: " قل ربي الله ، ثم استقم " قلت: يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي ؟ فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطرف لسان نفسه ، ثم قال: " هذا ". وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث الزهري ، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وقد أخرجه مسلم في صحيحه والنسائي ، من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: " قل آمنت بالله ، ثم استقم " وذكر تمام الحديث. وقوله: ( تتنزل عليهم الملائكة) قال مجاهد ، والسدي ، وزيد بن أسلم ، وابنه: يعني عند الموت قائلين: ( ألا تخافوا) قال مجاهد ، وعكرمة ، وزيد بن أسلم: أي مما تقدمون عليه من أمر الآخرة ، ( ولا تحزنوا) [ أي] على ما خلفتموه من أمر الدنيا ، من ولد وأهل ، ومال أو دين ، فإنا نخلفكم فيه ، ( وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فيبشرونهم بذهاب الشر وحصول الخير. وهذا كما في حديث البراء ، رضي الله عنه: " إن الملائكة تقول لروح المؤمن: اخرجي أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان ، ورب غير غضبان ". إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنـزل عليهم الملائكة ألا تخافوا . [ فصلت: 30]. وقيل: إن الملائكة تتنزل عليهم يوم خروجهم من قبورهم.
إنك أنت القوي العزيز. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.