وإذا صدر الطلاق من الزوج في حالة الغضب، واتضحت أسبابه، واعترف به الزوجان، أو من حضره لم يقع الطلاق – وذلك عملًا بالسنة الصحيحة (بأنه لا طلاق في إغلاق) ومعنى الإغلاق هو الغضب الشديد الذي يجعل صاحبه لا يعي بما يقول حتى إذا تمت مراجعته لسبب قوله بالطلاق قال إنه لم يشعر بأنه قال هذه الكلمة. أما إذا صدر الطلاق من الزوج، وادعى الغضب، ولم تتضح أسبابه الموجبة له، فقد وقع الطلاق – أي يصبح الطلاق نافذاَ، وإذا قال المطلِّق: طالق، ثم طالق، ثم طالق، وقع به ثلاث طلقات، ولا يسأل عن نيته؛ لأنه ثلاث جمل، وكذلك إذا قال المطلِّق: طالق، طالق، طالق بالثلاث، فإنه يقع به ثلاث طلقات، ولا يسأل المطلق عن نيته؛ لأنه فسره بقوله: بالثلاث. الزمان والمكان في سيرة الشيخ عبد العزيز بن باز بين الميلاد والممات وُلد في مدينة الرّياض في 12 (الثّاني عشر) من شهر ذي الحجة من عام 1330 (ألف وثلاثمائة وثلاثين) هجرياَ، ونشأَ في أسرةٍ كريمةٍ من أهلُ العلمٍ والفضلٍ، وكان حريصًا على تحصيل العلم وقد حفظ القرآنَ قبل سن التكليف، وكان رحمه اللهُ بصيرًا، حتى أصابه مرضٌ في السَّنَة السّادسة عشرة من عُمُرِه، حيث ضعف بصرُه، ثم فقد بصره تمامًا في سنِّ العشرين.
سيرة الشيخ عبدالعزيز بن ا
أهم أوصاف ومناصب الشيخ عبد العزيز بن باز أهم فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز الزمان والمكان في سيرة الشيخ عبد العزيز بن باز بين الميلاد والممات أهم أوصاف ومناصب الشيخ عبد العزيز بن باز وصفه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني مجددًا من المجددين بالقرن العشرين بقوله (هو مجدد هذا القرن) وذلك استلهامًا من الحديث الصحيح الذي رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها). وأهم مناصبه القيادية التي تقلدها في حياته: مفتي عام المملكة العربية السعودية. رئيس هيئة كبار العلماء. رئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي. سيرة الشيخ ابن باز - المنشورات. رئيس المجمع الفقهي الإسلامي. مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بدرجة وزير. رئيس المجلس الأعلى العالمي للمساجد. وقد ابتدأ حياته بالعمل قاضيًا في مدينة الدلم لمدة 14 (أربعة عشرة عام) وكان خلالها يقوم بإمامة الناس، ويلقي خطبة الجمعة، فضلًا عن إلقائه الدروس العلمية للتوعية الدينية، مع إصلاحه بين الناس، وقد اشتهر الشيخ في كافة مراحل حياته بمساعدته للفقراء والمحتاجين وبعنايته للطلاب علميًا واجتماعيًا.
سيرة الشيخ عبدالعزيز بن بازگشت
طلابه
1. الشيخ عبد الله الكنهل. 2. الشيخ راشد بن صالح الخنين. 3. الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. 4. الشيخ عبد اللطيف بن شديد. 5. الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود. 6. الشيخ عبد الرحمن بن جلال. 7. الشيخ صالح بن هليل. 8. معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
9. سيرة الشيخ عبدالعزيز بن بازگشت. معالي الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد
10. سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
11. فضيلة الشيخ حمود ابن عقلا الشعيبي
12. فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
13. فضيلة الشيخ محمد بن زيد آل سليمان. 14. فضيلة الشيخ عبدالله الغديان
وفاته ـ
كانت وفاته ـ رحمه الله ـ قبيل فجر يوم الخميس الموافق 27/1/1420هـ
1)
عنوان الكتاب: ترجمة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز. أعدها واعتنى بها: عبدالعزيز بن إبراهيم بن قاسم، ومحمد زياد بن عمر التُّكْلَة. عدد الصفحات: 255 صفحة. دار النشر: أصالة الحاضر. الطبعة: الأولى. سنة النشر: 1430هـ - 2009م. سيرة الشيخ عبدالعزيز بن ا. نبذة عن محتوى الكتاب:
يتكون الكتاب من قسمين:
القسم الأول: يتعلق بمراحل سيرة سماحة الشيخ ابن باز، ويشمل هذا القسم نبذة عن أسرة سماحة الشيخ ابن باز، واسمه، ونسبه، ومولده، ومراحل حياته، وقد قسمها إلى خمس مراحل:
النشأة وطلب العلم (1330 -1357هـ). في قضاء الدِّلَم (1357هـ - 1371هـ). في الرياض مدرسًا (1371-1381هـ). في الجامعة الإسلامية بالمدينة (1381-1395هـ). الاستقرار في الرياض (1395-1420هـ). القسم الثاني: يتعلق بصفاته، وصور من شخصيته - رحمه الله.
[ ص: 52] وقد زعم بعض أهل العربية أنها إنما حركت إلى الفتح في هذا الموضع ، لأنه آخر الحركات. وليس للذي قال من ذلك معنى. لأن ذلك إنما كان جائزا أن يكون كذلك ، لو كان معنى الكلام: لا تضارر والدة بولدها ، وكان المنهي عن الضرار هي الوالدة. على أن معنى الكلام لو كان كذلك ، لكان الكسر في " تضار " أفصح من الفتح ، والقراءة به كانت أصوب من القراءة بالفتح ، كما أن: " مد بالثوب " أفصح من " مد به ". وفي إجماع القرأة على قراءة: " لا تضار " بالفتح دون الكسر ، دليل واضح على إغفال من حكيت قوله من أهل العربية في ذلك. فإن كان قائل ذلك قاله توهما منه أنه معنى ذلك: لا تضارر والدة ، وأن " الوالدة " مرفوعة بفعلها ، وأن " الراء " الأولى حظها الكسر ، فقد أغفل تأويل الكلام ، وخالف قول جميع من حكينا قوله من أهل التأويل. وذلك أن الله - تعالى ذكره - تقدم إلى كل أحد من أبوي المولود بالنهي عن ضرار صاحبه بمولودهما لا أنه نهى كل واحد منهما عن أن يضار المولود. ولا تضار والدة بولدها – محمد فادي الحفار. وكيف يجوز أن ينهاه عن مضارة الصبي ، [ ص: 53] والصبي في حال ما هو رضيع - غير جائز أن يكون منه ضرار لأحد؟ فلو كان ذلك معناه ، لكان التنزيل: لا تضر والدة بولدها. وقد زعم آخرون من أهل العربية أن الكسر في " تضار " جائز.
تفسير سورة البقرة .. الآية (233)
قال الضحاك: إذا طلق [ الرجل] زوجته وله منها ولد ، فأرضعت له ولده ، وجب على الوالد نفقتها وكسوتها بالمعروف. وقوله: ( لا تضار والدة بولدها) أي: لا تدفعه عنها لتضر أباه بتربيته ، ولكن ليس لها دفعه إذا ولدته حتى تسقيه اللبأ الذي لا يعيش بدون تناوله غالبا ، ثم بعد هذا لها رفعه عنها إذا شاءت ، ولكن إن كانت مضارة لأبيه فلا يحل لها ذلك ، كما لا يحل له انتزاعه منها لمجرد الضرار لها. ولهذا قال: ( ولا مولود له بولده) أي: بأن يريد أن ينتزع الولد منها إضرارا بها ، قاله مجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، والزهري ، والسدي ، والثوري ، وابن زيد ، وغيرهم. تفسير سورة البقرة .. الآية (233). وقوله: ( وعلى الوارث مثل ذلك) قيل: في عدم الضرار لقريبه قاله مجاهد ، والشعبي ، والضحاك. وقيل: عليه مثل ما على والد الطفل من الإنفاق على والدة الطفل ، والقيام بحقوقها وعدم الإضرار بها ، وهو قول الجمهور. وقد استقصى ذلك ابن جرير في تفسيره. وقد استدل بذلك من ذهب من الحنفية والحنبلية إلى وجوب نفقة الأقارب بعضهم على بعض ، وهو مروي عن عمر بن الخطاب ، وجمهور السلف ، ويرشح ذلك بحديث الحسن ، عن سمرة مرفوعا: من ملك ذا رحم محرم عتق عليه. وقد ذكر أن الرضاعة بعد الحولين ربما ضرت الولد إما في بدنه أو عقله ، وقد قال سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة: أنه رأى امرأة ترضع بعد الحولين.
لا تضار والدة بولدها
القول في تأويل قوله تعالى ( لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده)
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة ذلك. فقرأه عامة قرأة أهل الحجاز والكوفة والشام: " لا تضار والدة بولدها " بفتح " الراء " بتأويل: لا تضارر على وجه النهي ، وموضعه إذا قرئ كذلك - جزم ، غير أنه حرك ، إذ ترك التضعيف بأخف الحركات ، وهو الفتح. ولو حرك إلى الكسر كان جائزا ، إتباعا لحركة لام الفعل حركة عينه. وإن شئت فلأن الجزم إذا حرك حرك إلى الكسر. [ ص: 47] وقرأ ذلك بعض أهل الحجاز وبعض أهل البصرة: " لا تضار والدة بولدها " رفع. ومن قرأه كذلك لم تحتمل قراءته معنى النهي ، ولكنها تكون [ على معنى] الخبر ، عطفا بقوله: " لا تضار " على قوله: " لا تكلف نفس إلا وسعها ". لا تضار والدة بولدها. وقد زعم بعض نحويي البصرة أن معنى من رفع: " لا تضار والدة بولدها " هكذا في الحكم: - أنه لا تضار والدة بولدها - أي: ما ينبغي أن تضار. فلما حذفت " ينبغي " وصار " تضار " في موضعه ، صار على لفظه ، واستشهد لذلك بقول الشاعر: [ ص: 48] على الحكم المأتي يوما إذا قضى قضيته ، أن لا يجور ويقصد فزعم أنه رفع " يقصد " بمعنى " ينبغي ". والمحكي عن العرب سماعا غير الذي قال. وذلك أنه روي عنهم سماعا: " فتصنع ماذا " إذا أرادوا أن يقولوا: " فتريد أن تصنع ماذا " فينصبونه بنية " أن ".
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 233
فالآية تنص على منع الضرار من الجانبين بإعطاء كل ذي حق حقه بالمعروف ، ويشمل النهي جميع أنواع الضرار المقصودة ، وإنما أسندت المضارة إلى كل واحد من الزوجين للإيذان بأن إضراره بالآخر بسبب الولد إضرار بنفسه ، ثم إن الإضرار الحاصل منهما يحصل منه أيضاً إضرار بالولد. وكيف تحسن تربية ولد بين أبوين غير متلائمين ؟! أما قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ ﴾ فهو معطوف على قوله ﴿ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ ﴾ سواء كان وارث الولد أو وارث المولود له ، والعبارة واضحة في أنه وارث المولود له ، والمعنى أن نفقة إرضاع الولد الميت أبوه تكون من ماله إن كان له مال وإلا فهي على عصبته ، وقال بعض المفسرين: المراد بالوارث وارث الصبي من الوالدين - يعني إذا مات أحد الوالدين فيجب على الآخر ما كان يجب عليه من إرضاعه والنفقة عليه - واللفظ يحتمله ، ولعل الحكمة في إجمال الوارث ليشمل جميع الأنواع. وقوله سبحانه: ﴿ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ﴾ فالفصال: هو الفطام ، لأنه يفصل الولد عن أمه ويفصلها عنه فيكون مستقلاً في غذائه دونها. والمعنى: أن الوالدين هما صاحبا الحق المشترك في الولد والغيرة الصحيحة عليه ، فلا يجوز التقليل من مدة إرضاعه إلا إذا اتفقا على فطامه عن رضا وتشاور مبني على مصلحة الولد ، فالقرآن الحكيم ينص على وجوب التشاور في جميع الأمور العامة والخاصة حتى في أدنى الأشياء وهي تربية الولد ، فلا يبيح لأحد والديه الاستبداد به دون الآخر ، فدين الإسلام الصالح للحياة ينص على وجوب التشاور في الأمور.
ولا تضار والدة بولدها – محمد فادي الحفار
• قال ابن عاشور: (والوالدات.. ) أي: المطلقات اللائي لهن أولاد في سن الرضاعة، ودليل التخصيص أن الخلاف في مدة الإرضاع لا يقع بين الأب والأم إلاّ بعد الفراق، ولا يقع في حالة العصمة؛ إذ من العادة المعروفة عند العرب ومعظم الأمم أن الأمهات يرضعن أولادهن في مدة العصمة، وأنهن لا تمتنع منه من تمتنع إلاّ لسبب طلب التزوج بزوج جديد بعد فراق والد الرضيع؛ فإن المرأة المرضع لا يرغب الأزواج منها؛ لأنها تشتغل برضيعها عن زوجها في أحوال كثيرة. (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ) أي: وعلى أبي المولود، أي: والده. • قال ابن عاشور: عبر عن الوالد بالمولود له، إيماء إلى أنه الحقيق بهذا الحكم؛ لأن منافع الولد منجرة إليه، وهو لاحق به ومعتز به في القبيلة حسب مصطلح الأمم، فهو الأجدر بإعاشته، وتقويم وسائلها. • وقال أبو حيان: ولطيفة أخرى في قوله (وعلى المولود له) وهو أنه لما كلف بمؤن المرضعة لولده من الرزق والكسوة، ناسب أن يسلى بأن ذلك الولد هو وُلِد لك لا لأمه، وأنك الذي تنتفع به في التناصر وتكثير العشيرة، وأن لك عليه الطواعية كما كان عليك لأجله كلفة الرزق، والكسوة لمرضعته.
قال الترمذي: " باب ما جاء أن الرضاعة لا تحرم إلا في الصغر دون الحولين ": حدثنا قتيبة ، حدثنا أبو عوانة ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة بنت المنذر ، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء في الثدي ، وكان قبل الفطام ". وقال: هذا حديث حسن صحيح ، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم: أن الرضاعة لا تحرم إلا ما كان دون الحولين ، وما كان بعد الحولين الكاملين فإنه لا يحرم شيئا. وفاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام ، وهي امرأة هشام بن عروة. قلت: تفرد الترمذي برواية هذا الحديث ، ورجاله على شرط الصحيحين ، ومعنى قوله: إلا ما كان في الثدي ، أي: في محل الرضاعة قبل الحولين ، كما جاء في الحديث ، الذي رواه أحمد ، عن وكيع وغندر ، عن شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب قال: لما مات إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن له مرضعا في الجنة ". وهكذا أخرجه البخاري من حديث شعبة وإنما قال ، عليه السلام ، ذلك; لأن ابنه إبراهيم ، عليه السلام ، مات وله سنة وعشرة أشهر ، فقال: " إن له مرضعا في الجنة " يعني: تكمل رضاعه ، ويؤيده ما رواه الدارقطني ، من طريق الهيثم بن جميل ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحرم من الرضاع إلا ما كان في الحولين " ، ثم قال: لم يسنده عن ابن عيينة غير الهيثم بن جميل ، وهو ثقة حافظ.