قالوا: يا أبا بكر اشترى بها رقيقا فأعتقهم. قال: أنشدك الله ، أقلبك الساعة على ما كان عليه ؟ قال: اللهم لا ، إنما مالك حمار ، إنما يعبد الله مثل محمد بن واسع. قال الأصمعي: لما صاف قتيبة ل لترك ، وهاله أمرهم ، سأل عن محمد بن واسع. فقيل: هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه ، يبصبص بأصبعه نحو السماء. قال: تلك الأصبع أحب إلي من مائة ألف سيف شهير وشاب طرير. عن هشام ، قال: دعا مالك بن المنذر الوالي محمد بن واسع ، فقال: اجلس على القضاء ، فأبى. فعاوده وقال: لتجلسن ، أو لأجلدنك ثلاثمائة ، قال: إن تفعل ، فإنك مسل ط ، وإن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة. قال سعيد بن عامر: دخل محمد بن واسع على الأمير بلال بن أبي بردة ، فدعاه إلى طعامه ، فاعتل عليه ، فغضب ، وقال: إني أراك تكره طعامنا ، قال: لا تقل ذاك أيها الأمير ، فوالل ه لخياركم أحب إلينا من أبنائنا. قال: ودعاه بعض الأمراء ، فأراده على بعض الأمر ، فأبى. فقال: إنك أحمق. قال محمد: ما زلت يقال لي هذا منذ أنا صغير. انظر سير أعلام النبلاء
2016-02-07, 05:24 PM #3 دخل بلال بن أبي بردة على ابن واسع وهو لابس مدرعة خشنة من الصوف
فقال له بلال: ما يدعوك إلى لبس هذا الكساء الخشن أبا عبد الله ، فتشاغل عنه الشيخ ولم يجبه
فقال بلال: مالك لا تجبني
فقال: أكره أن أقول زهدا فأزكي نفسي وأكره أن أقول فقرا فأشكو ربي وأنا لا أريد هذا ولا ذاك
فقال بلال: ألك حاجة نقضيها
فقال: أما أنا فما لي من حاجة أسألها أحدا من الناس وإنما أتيتك في حاجة لأخ مسلم ، فإن أذن الله في قضائها قضيتها وكنت محمودا ، وإن لم يأذن الله في قضائها لم تقض وكنت معذورا.
محمد بن واسع ............. ( روائع التابعين 3 ) - مدونة فتكات
ومحمد بن واسع بن جابر بن الأخْنس، الإمام الربّاني القدوة أبو بكر، ويقال: أبو عبدالله الأزديّ البصري، أحد الأعلام الزهَّاد، حريص على كتمان عبادته، كان يقول: إنّ الرجل ليبكي عشرين سنة، وامرأته معه لا تعلم. فكان من اهتمامه بالحديث الصادق، ونظرته إلى أثر الحديث، في مَنْ يُحدّثون به، ما روي أنّ قاصاً كان يقرب من محمد بن واسع، ويقول في حديثه: مالي أرى القلوب لا تخشع، والعيون لا تدمع، والجلود لا تقشعر؟ فقال محمد بن واسع: يا فلان ما أرى القوم أُتوا إلا من قِبلك، إنّ الذكر إذا خرج من القلب، وقع على القلب، وفي بعضها زيادة: وإذا خرج من اللسان، فإنه لا يتجاوز الآذان. كأنه يقول: إن الناس في أعمالهم يراقبون الله، لأنهم يعملون بطلب رضاه، لا مراءاة أو تفاخراً، وكان يتورّع عن الجلوس للقضاء والفتيا، توقِّياً عن الخلل والزّلل، مع أنه إذا سئل إنسان من أهل البصرة، من أعلم أهل بلدكم، يقول: محمد بن واسع، وقد دعاه الوالي محمد بن المنذر، فقال له: اجلس على القضاء: فأبى فعاوده، وقال: لتجلس أو لأجلدنّك ثلاث مائة. قال: إن تفعل فأنت مسلّط، وإن ذليل الدنيا خيرٌ من ذليل الآخرة، وامتنع عن القضاء لذلك. قال الذّهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء): ودعاه بعض الأمراء، فأراده على بعض الأمور، فأبى.
محمد بن واسع - أرابيكا
بقلم |
علي الكومي |
الاحد 12 ابريل 2020 - 08:35 م
محمد بن واسع ابن جابر بن الاخنس تابعي جليل ولد في البصرة في عهد الدولة الأموية دون أن يحدد تاريخ معين لمولده كان من رواة الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم إذ روي 15حديثا وكان محل ثقة وعدولا بين الرواة لم يرد له حديث كان صواما قواما زاهدا في كل شئ مهما غلاء ثمنه وزادت قيمته. هذا التابعي حاز مكانة عظيمة بين قومه وحيث كان معاصروه يصفونه بالإمام القدوة وأفضل أهل البصرة حيث نقل الاصمعي عن سليمان التيمي قوله عن ابن واسع:"ما أحد أحب أنألقى الله بمثل صحيفته مثل محمد بن واسع "وروى معتمر عن أبيه القول: "ما رأيت أحدا قط أخشع من محمد بن واسع" وقال جعفر بن سليمان كنت إذا وجدت من قلب قسوة غدوت فنظرت إلى وجه محمد بن واسع. من هو محمد بن واسع ؟ وعن مناقب التابعي الجليل نقل حماد بن زيد قول رجل لمحمد بن واسع:أوصيني قال اوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة قال كيف قال ازهد في الدنيا وعنه قال طوبى لمن وجد عشاءولم يجد غداء ووجد غداء ولم يجد عشاء والله عنه راض. مناقب التابعي الجليل لم تقف عند الزهد والورع والتقوي حيث كان ابن واسع مقاتلا شجاعامقداما يرهب الأعداء وكيف لأ حين يصفه فائح اسلامي عظيم هو قتيبة بن مسلم الباهلي بأن اصبعه افضل من مائة الف سيف حيث نقل الرواةالقول: لما صاف قتيبة بن مسلم للترك وهاله أمرهم سأل عن محمد بن واسع فقيل هو ذاكفي الميمنة جامح على قوسه يبصبص بأصبعه نحو السماء فقال الباهلي تلك الاصبع أحب الي من مئة ألف سيف شهير وشاب طرير.
ص159 - كتاب صفة الصفوة - محمد بن واسع بن جابر - المكتبة الشاملة
يزيد لم يكن أمامه في ظل حيرة جنوده المسلمين ، الإ أن بادرهم بابتسامة ، ثم قال لهم:" والله ثم والله ، إني أعرف جيدًا رجلًا إذا ما عرض عليه تاجًا مثلما أملك ، أو أي شيء أغلى منه ، فإنه بكل تأكيد ، وبدون تردد ، سيزهد فيه. محمد بن واسع والقائد يزيد والمفاجأة وبعد المحادثة التي تمت بين ابن المهلب وجنوده قام باستدعاء ، محمد بن واسع ، بوصفا كان واحد من ابرز مقاتلي الجيش الإسلامي ، عرض يزيد عليه بأن يأخذ منه التاج النفيس ، الذي يملكه ، إلا أن ابن واسع ، رفض أن يأخذالتاج ، بدون أي تردد ، وقال قولًا واحدًا: إنني لا حاجة إلي في مثل هذا التاج ". رفض ابن واسع للتاج لم يدفع القائد الي اليأس بل ، وعاد يطلب من محمد بن واسع ، أن يأخذ منه التاج ، مرة ثانية ، حيث قال له: " أقسمت عليك يا ابن واسع ، أن تأخذ مني هذاالتاج " ، حينها لم يجد ابن واسع بدًا من أن يأخذ منه التاج. وبعد أخذ ورد غادر التابعي الجليل مجلس يزيد ومعه التاج ، وخرج به في الحال، إلا أن ابن الملهب قد أمر أحد رجاله بتتبع محمد بن واسع ، حتى يرى ما سيقوم بفعله تجاه التاج الذي قد حصل عليه بين يديه ، وأوصاهم بمراقبته جيدًا ، سار الرجل وراء ابن واسع ، فوجده أثناء سيره في طريقه ، قد رأى سائلًا ، يبدو عليه الفقرالشديد ، والحاجة الملحة القائد يزيد واستعادة التاج الرجل الفقير طلب من التابعي الجليل المساعدة وهنا كانت الصاعقة تنزل علي الجندي الذي أمر ه يزيد بن المهلب بتتبع ابن واسع.
أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عِيْسَى, حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بنُ الحُسَيْنِ، عَنْ هِشَامٍ, قَالَ: دَعَا مَالِكُ بنُ المُنْذِرِ الوَالِي مُحَمَّدَ بنَ وَاسِعٍ, فَقَالَ: اجْلِسْ عَلَى القَضَاءِ, فَأَبَى فَعَاوَدَهُ, وَقَالَ: لَتَجلِسَنَّ أَوْ لأَجْلِدَنَّكَ ثَلاَثَ مائَةٍ. قَالَ: إِنْ تَفْعَلْ, فَإِنَّك مُسلَّطٌ, وَإِنَّ ذَلِيْلَ الدُّنْيَا خَيْرٌ مِنْ ذَلِيْلِ الآخِرَةِ. قَالَ: وَدَعَاهُ بَعْضُ الأُمَرَاءِ, فَأَرَادَهُ عَلَى بَعْضِ الأَمْرِ, فَأَبَى, فَقَالَ: إِنَّكَ أَحْمَقٌ. قَالَ مُحَمَّدٌ: مَا زِلْتُ يُقَالُ لِي هَذَا مُنْذُ أَنَا صَغِيْرٌ. وَرَوَى أَنَّ قَاصّاً كَانَ يَقرَبُ مُحَمَّدَ بنَ واسع, فقال: مالي أَرَى القُلُوْبَ لاَ تَخشعُ. وَالعُيُوْنَ لاَ تَدمعُ, وَالجُلُوْدَ لاَ تَقشَعِرُّ? فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا فُلاَنُ! مَا أَرَى القَوْمَ أَتَوْا إلَّا مِنْ قِبَلِكَ, إِنَّ الذِّكْرَ إِذَا خَرَجَ مِنَ القَلْبِ وَقَعَ عَلَى القَلْبِ. وَقِيْلَ: كَانَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ يَسرُدُ الصَّوْمَ وَيُخْفِيْهِ. قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَامِرٍ: دَخَلَ مُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ عَلَى الأَمِيْرِ بِلاَلِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ, فَدَعَاهُ إِلَى طَعَامِهِ فَاعْتلَّ عَلَيْهِ, فَغَضِبَ, وَقَالَ: إِنِّي أُرَاكَ تَكرَهُ طَعَامَنَا.
[1]
تعريف الرجاء عند ديكارت
الأمل أو الرجاء هو ميل الإنسان لتصديق وإقناع نفسه بأن ما يرغب به سيحصل عليه بالتأكيد ، الأمر الذي يتم بناءً على حركة معينة للأرواح وهي خليط من الفرحة والرغبة. تعريف الخوف والرجاء مباشر. [1]
تعريف الخوف عند ديكارت
الخوف هو أمر مختلف تمامًا ينبع من الروح أيضًا ، لكنه يجعل الإنسان يميل لفكرة أنه لن يستطيع تحقيق الهدف ولن يحدث ما ينتظره ، وبالرغم من الاختلاف الكبير بين الأمل والخوف إلا أنهم من الممكن أن يلتقوا في روح واحدة في آن واحد ، حين يبدأ الإنسان في ترتيب الأفكار التي تدعم فرضية تحقيق الهدف والأفكار الأخرى ، أو الأسباب التي تنفي تلك الفرضية. [1]
الفرق بين الخوف والرجاء عند ديكارت
بالرغم من أن الشعورين من الممكن أن يجتمعًا دون أن يقضي أحدهما على الآخر إلا أن الخلل الحاد بينهما قد يسبب أضرارًا ، فبينما ترتفع نسبة الخوف بشكل كبير فهي تطرد الأمل من داخلنا مما يعرضنا للشعور بالعجز التام وربما اليأس وهذا اليأس يجعلنا نرى الأهداف مستحيلة ينطفئ الشغف بداخلنا تمامًا " لأن الرغبة لا تحتمل إلا الأشياء المحتملة ". [1]
أما تصديق الأمل الجارف أو التفاؤل بشكل كبير يجعلنا نطرد الخوف تمامًا من داخلنا ويحل محله الرضا ، ويقول ديكارت أن الشعور بالقلق والإصرار أفضل من إعاقة الإبداع ، فإن التفاؤل الزائد يولد الثقة والرضا فعند اليقين بأننا سنصل إلى ما نريد ونحن مازلنا في مرحلة تحقيق ما نرغب ، فإن الشغف يقل بداخلنا وتبرد انفعالاتنا.
تعريف الخوف والرجاء في
وقوله: غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ {غافر: 3}. وقوله تعالى: وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا {الأنبياء: 90}. وقوله تعالى: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ {الزمر: 9}. وقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ {المؤمنون: 60-61}. وفي الحديث عن أنس ـ رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف. تعريف الخوف والرجاء بث مباشر. رواه الترمذي، وحسنه الألباني. وقال القرطبي في التفسير: أمر بأن يكون الإنسان في حالة ترقب وتخوف وتأميل لله عز وجل، حتى يكون الرجاء والخوف للإنسان كالجناحين للطائر يحملانه في طريق استقامته، وإن انفرد أحدهما هلك الإنسان، قال الله تعالى: نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ {الحجر:49،50}.
تعريف الخوف والرجاء بث مباشر
وقال سبحانه: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[الأعراف:55، 56]. فلابد من الرغبة والرهبة، ولابد من الخوف والطمع، ولابد من الرجاء والوجل. منهج قرآني وهدي نبوي
والتوازن بين الخوف والرجاء منهج قرآني وسبيل رباني وهدي نبوي، أرسى الله قواعده في القرآن وأرشد إليه عباد الرحمن حتى لا تميل بهم إحدى الكفتين فتطغى على أختها فتهلك صاحبها
يقول سبحانه في كتابه العزيز: { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}(الحجر:49ـ50). فأخبرهم أنه غفور رحيم، وحتى لا يغتروا برحمته أتبعها بأن عذابه هو العذاب الأليم. وهذا مثل قوله تعالى: { اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(المائدة::98). تعريف الخوف والرجاء في. فإنه خوفهم شديد عقابه، وحتى لا يقنطوا ذكرهم بواسع رحمته وعظيم مغفرته. ومثله قوله تعالى: { إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ}(فصلت:43)، وقوله: { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ}(الرعد:6).
تعريف الخوف والرجاء مباشر
قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا ﴾ [الأعراف: 169]. وذم القائل: ﴿ وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴾ [الكهف: 36]. قال معروف الكرخي: "رجاؤك رحمةَ من لا تطيعُه خِذلانٌ وحمق". كيف يمكن الجمع بين الخوف و الرجاء - ملك الجواب. ولذلك قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 218]. والمعنى: أولئك الذين يستحقون أن يرجوا رحمة الله. واعلم أن الرجاء محمود؛ لأنه باعث على العمل، واليأس مذموم؛ لأنه صارف عن العمل. والرجاء يورث طريق المجاهدة بالأعمال، والمواظبة على الطاعات كيفما تقلبت الأحوال، ومن آثاره التلذذ بدوام الإقبال على الله تعالى، والتنعم بمناجاته، والتلطف في التملق له، فإن هذه الأحوال لا بد أن تظهر على من يرجو ملكاً من الملوك، أو شخصاً من الأشخاص، فكيف لا يظهر ذلك في حق الله سبحانه وتعالى؟ فمتى لم يظهر استدل به على حرمان مقام الرجاء، فمن رجا أن يكون مراداً بالخير من غير هذه العلامات فهذا مغرور. في فضيلة الرجاء:
روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي.
خوف الملائكة وخوف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل:50] ومن خوف نبينا – صلى الله عليه وسلم- أن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قط مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى لهواته، إنما كان يبتسم، وكان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه، فقلت: يا رسول الله: الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرفت الكراهة في وجهك. ص175 - كتاب جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف - المطلب الرابع الخوف والرجاء - المكتبة الشاملة. فقال: « يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ قد عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا ». (أخرجاه في الصحيحين). 20
18
55, 589
(وكذلك قال الله في البرق والرعد: (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ) [الرعد: ١٢]. [*] (فضائل الخوف: (١) جمع الله عز وجلّ لأهل الخوف الهدى والرحمة، والعلم، والرضوان، فقال تعالى: {هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} (الأعراف: من الآية ١٥٤). وقال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} (فاطر: من الآية ٢٨). وقال عز وجل: {رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة: من الآية ٨]. (٢) وقد أمر الله عز وجل بالخوف، وجعله شرطاً في الإيمان، فقال عز وجل: {ْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: من الآية ١٧٥]. الفرق بين الخوف والرجاء | المرسال. [*] قال ابن جرير: لا تخافوا أيها المؤمنين المشركين ولا يعظمن عليكم أمرهم ولا ترهبوا جمعهم مع طاعتكم إياي فأطعتموني واتبعتم أمري وإني متكلف لكم بالنصر والظفر ولكن خافوني واتقوني أن تعصوني أن تخالفوا أمري فتهلكوا إن كنتم مؤمنين فالله عز وجل أولى أن يخاف منه من الكفار والمشركين.