وقال الذهبي: غريب تفرد به عقبة. وقال النووي في الأذكار: (ص74): في إسناده أبو سعد البقال وهو البقال وهو ضعيف باتفاق الحفاظ. قلت: وهو كما قالوا: فإن إسناده ضعيف؛ لضعف أبي سعد البقال وتدليسه، وقد عنعنه. وانظر: ((الضعيفة)) (5020). وللحديث شواهد:
1- عن المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) تعليقاً (8/ 75)، والطبراني (20/ 838)، من طريق رشدين بن سعد عن حيي بن عبد الله المغافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم – وكان يكون بأفريقية – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قال إذا أصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً؛ فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الجنة)). قلت: إسناده ضعيف؛ لضعف رشدين بن سعد، وحييّ بن عبد الله فيه ضعف. ((التهذيب)) (3/ 103)، (2/ 490). 2ـ حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وله طريقان:
الأول: يرويه خزيمة بن خازم القائد عن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال إذا أصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، رضي الله تعالى عنه)).
- رضيت بالله ربا
- رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا - YouTube
- قول: «رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً» - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
- عطاء بن أبي رباح وورعه في التفسير
رضيت بالله ربا
وكيف يرتاح؟! وكيف يحيا؟!. والرضا سببٌ يوجب الجنة للعبد، يقول -تعالى-: ( لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[المائدة: 119], وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " من قال: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً، وجبت له الجنة "(رواه مسلم). فحري بالعبد أن يقف مع نفسه وقفات، ويساءل نفسه ويراجعها عن رضاه عن الله وأقداره وتشريعاته، ورضاه عن الحلال والاكتفاء به، وبغضه للحرام والانتهاء عنه، ومتابعة النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل أحواله، ويرضى بالإسلام عقيدةً وشريعةً ومنهج حياة.
فعَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَبِيًّا، وَحِينَ يُمْسِي مِثْلَ ذَلِكَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُرْضِيَهُ)). ما فضل قول رضيت بالله كدعاء بعد التشهد في الصلاة؟
يعتبر الدعاء بعد التشهد من الأعمال المستحبة عند الله عز وجل، فمن الممكن وأن يدعو المرء بما شاء له أن يدعو مما يريد من أمور الدنيا والآخرة. وإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقرأ التحيات لله إلى آخرها ثم ليتخير من المسألة ما شاء له من الله عز وجل أو ما أحب له رواه مسلم وروى البخاري: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به، والدعاء بما يتعلق بالآخرة أفضل مما يتعلق بالدنيا. لأنه المقصود الأعظم والخلاص الأبدي والدائم، والدعاء المأثور أي المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من غيره ومنه: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت. ومن خلال ذلك نستنتج أن قولك: " رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا " لاحرج فيه ولا يترتب عليه شيء "
أما بخصوص نطقك بحرفين أو ثلاثة فقط من هذا الحديث، حتى إذا لم تكمل الدعاء فهذا من قبيل الزيادة القولية ليس أكثر، وقد اختلف أهل العلم ايضاً عن ما إذا كان في الاستطاعة قوله في سجود السهو أم لا، وعلى القول بمشروعيته فإنه مستحب فقط ولا إثم في تركه، ولا يمكن أن تبطل الصلاة بذلك.
رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا - Youtube
ولقد دلل الله سبحانه وتعالى على ذلك بالأدلة الواضحة والبراهين الظاهرة في أكثر من موضعٍ من القرآن الكريم كقوله تعالى: { قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ. فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس:31-32]، وقال تعالى: { قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ. قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس:34-35]. وفي هذا الذكر المبارك من أذكار الصباح والمساء يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم نَبِيًّا ».
فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ ، فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ ،
فَفَعَلَ ، ثُمَّ قَالَ: وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي
الْجَنَّةِ ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ،
قَالَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ،
الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ). رواه الإمام مسلم في " صحيحه " (رقم/1884) والنسائي في " السنن الكبرى " (9/7) وقال
– منبها على الاختلاف على أبي هانئ -: " خالفه عبد الله بن وهب ، رواه عن أبي هانئ
، عن أبي عبد الرحمن ، عن أبي سعيد ", وقال الطبراني في " المعجم الأوسط " (8/
317): " ورواه الليث بن سعد ، وعبد الله بن وهب ، عن أبي هانئ ، عن أبي عبد الرحمن
، عن أبي سعيد ". وهذا الاختلاف في الإسناد على أبي هانئ لا يضر إن شاء الله ، فسياق الحديث واحد
تقريبا ، وإن كان الأرجح هو السياق الثاني ، وذلك لثلاثة أدلة:
الدليل الأول: أن عبدالله بن وهب أوثق من عبد الرحمن بن شريح ، فقد كان أحد الأئمة
الأعلام ، وجاء في ترجمته في " تهذيب التهذيب " (6/73): " قال الحارث بن مسكين:
جمع ابن وهب الفقه ، والرواية ، والعبادة ، ورزق من العلماء محبة وحظوة من مالك
وغيره.
قول: «رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً» - محمد بن صالح العثيمين - طريق الإسلام
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبره أن هناك عملاً يرفع الله به صاحبه في الجنة مائة درجة، ولم يخبره بذلك ابتداء؛ ليتشوق لها أبوسعيد -رضي الله عنه- لأجل أن يسأل عنها، فإذا علمها بعد الإبهام كانت أوقع في نفسه، فقال: وما هي يا رسول الله؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: " الجهاد في سَبِيل الله، الجهاد في سَبِيل الله". فالمجاهد مع كونه من أهل الجنة، إلا أن منزلته أرفع من غيره ممن آمن بالله ربَّا وبالإسلام دِيناً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً ولم يجاهد في سبيل الله تعالى، وهذا من فضل الله -تعالى- وكرمه للمجاهدين في سبيله، فلما جادوا بأنفسهم في سبيل الله -تعالى- أكرمهم الله تعالى وأنزلهم في الجنة أفضل المنازل وأعلى الدرجات، والجزاء من جنس العمل. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
البنغالية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
الأيغورية
الكردية
الهوسا
عرض الترجمات
ورواه وكيع عن مسعر فأخطأ في إسناده قال وكيع ثنا مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلام عن سابق عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:... فذكره بنحوه. أخرجه أحمد (4/ 337)، وقال مصعب بن المقدام ثنا مسعر. أخرجه ابن قانع في ((الصحابة)) (1/ 326). قلت: ومحمد بن بشر العبدي أثبت في مسعر من وكيع. ((سؤالات ابن بكير للدارقطني)) (48). ورواية مسعر هذه شاذة؛ والمحفوظ ما رواه شعبة وهشيم وروح. قال المزي في رواية شعبة وهشيم في ((تحفة الإشراف)) (9/ 220): وهو الصواب، وفي ((تهذيب الكمال)) (10/ 125): وهو الصحيح. وقال العلائي في ((جامع التحصيل)) (971):... ووقع فيها الوهم - يعني: في رواية ابن ماجه - من مسعر؛ بقوله فيه: ((عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم عنه... )). وقال ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/ 354): ورواية شعبة ومن وافقه أرجح من رواية مسعر؛ لأن أبا سلام ما هو صحابي هذا الحديث، بل هو تابعي شامي معروف، واسمه ممطور، وأخرج له مسلم وغيره، وهو بتشديد اللام، وخادم النبي صلى الله عليه وسلم واسمه حريث، وقد جاءت الرواية من طريق أبي سلام عنه عند النسائي في حديث آخر، ولست أستبعد أن يكون هو ثوبان المذكور أولاً، وهو ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً، ولأبي سلام عنه عده أحاديث عند مسلم وأبي داود وغيرهما، والله أعلم.
والعجيب أن عطاء بن أبي رباح -رحمه الله- مع أنه من أعلم الناس بالمناسك إلا أنك إذا نظرت في بعض المنقول عنه في أحكام المناسك لربما لو قال بها قائل اليوم لرماه الناس بالجهل. ودعنا من عطاء ، لو جاءك إنسان وقال لك: فلان أفتاني بأن المبيت في مزدلفة سنّة، ماذا تقول؟ ماذا ستقولون؟ أنا أظن أن العبارات لا يمكن أن تذكر في المسجد، طبعاً بعض أهل العلم يقول: المبيت بمزدلفة ركن، وبعضهم يقول: واجب، وهذا هو الراجح، لكن أن يقال سنة فلا. فأقول: نحتاج إلى مراجعة طريقة نظرنا وحكمنا على الأشياء وتفكيرنا، المشكلة أننا نكون سمعنا قولاً واحداً، ثم بعد ذلك ليس عندنا أي استعداد أن نسمع غيره، أبداً. لو جاءك إنسان وقال لك الآن: صيام يوم عرفة بالنسبة للحاج، ما حكمه؟ قلتَ له: ليس ذلك من السنة، والنبي ﷺ أفطر، وكذلك الخلفاء الأربعة. فقال لك: سألت فلانا، فقال: من السنة أن تصوم وأنت في عرفة، إلا إن كان في ذلك مشقة، كأيام الصيف، وأما في الشتاء فإن السنة أن يصام، ماذا ستقول؟
عطاء بن أبي رباح يقول: من السنة صيام عرفة بعرفة، إلا إن شق عليه، وفي بعض الروايات عنه قال: إذا كان في الشتاء صام.
عطاء بن أبي رباح وورعه في التفسير
ولما رأت السيدة المكية أن غلامها قد باع نفسه لله…ووقف حياته على طلب العلم…
تخلت عن حقها فيه, وأعتقت رقبته تقرباً لله عز وجل, لعل الله ينفع به الإسلام والمسلمين…
ومنذ ذلك اليوم اتخذ عطاء بنُ أبي رباح البيت الحرام مقاماً له…. فجعله داره التي يأوي إليها…
ومدرسته التي يتعلم فيها…
ومصلاه الذي يتقرب فيه إلى الله بالتقوى والطاعة. حتى قال المؤرخون: كان المسجد فراش عطاء بن أبي رباح نحواً من عشرين عاما…. وقد بلغ التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح منزلةً في العلم, فاقت كل تقدير…. وسما إلى مرتبة لم ينلها إلا نفر قليل من معاصريه…. فقد روي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه وعن أبيه, أم "مكة معتمراً [ جاء إلى مكة معتمراً] …. فأقبل الناس عليه يسألونه ويستفتونه, فقال:
إني لأعجب لكم يا أهل "مكة"
أتجمعون لي المسائل لتسألوني عنها وفيكم عطاء بن أبي رباح؟! وقد وصل عطاء بن أبي رباح إلى ما وصل إليه من درجة في الدين والعلم بخصلتين اثنين:
أولاهما: أنه أحكم سلطانه على نفسه, فلم يدع لها سبيلا لترتع [ لتتلذذ وتتنعم] فيما لا ينفع…. وثانيهما: أنه أحكم سلطانه على وقته, فلم يهدره في فضول [ الزائد عن الحاجة من الكلام] الكلام والعمل….
وفاة عطاء بن أبي رباح:
توفى عطاء بن رباح ، عام أربعة عشرة ومائة ، وقيل في بعض المصادر أنه قد توفي في خمس عشرة ومائة ، وأنه ما كان لديه فراشه سوى المسجد ، ظل به حتى مات. تصفّح المقالات