الحادي عشر: أن غض البصر من حسن الخلق وأفعال ذوي المروءة، حتى إن أهل الجاهلية كانوا يفتخرون بغض البصر، وقد قال عنترة الجاهلي:
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي * حتى يوراي جارتي مأواها
وما أقبح منظر الرجل هو يقلب عينه في المحرمات، ورحم الله القحطاني حيث قال في النونية:
إن الرجال الناظرين إلى النساء * مثل الكلاب تطوف باللحمان
الثاني عشر: أن غض البصر يورث الفراسة، فمن غض بصره وداوم على أكل الحلال لم تكد تخطئ له فراسة. قال أحد السلف: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم.. لم تخطئ له فراسة. وانظر كيف أخبر الله عن قوم لوط فقال عنهم: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ {الحجر:72} لأن التعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب والعياذ بالله. ثمرات الأعمال الصالحة..(8) ثمرات غض البصر. هذه بعض فوائد غض البصر وإلا فهي كثيرة لا تدخل تحت حصر. والله أعلم.
ثمرات الأعمال الصالحة..(8) ثمرات غض البصر
سادسا: أن في غض البصر شكرا لله تعالى على نعمة البصر، فإن البصر نعمة من الله تعالى؛ كما قال تعالى:
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ {الملك: من الآية23} وحق النعم الشكر عليها، فمن غض بصره فقد شكر الله تعالى حيث لم يستعمل نعمة الله في معصيته. سابعا: أن غض البصر يورث محبة الله تعالى، قال مجاهد: غض البصر عن محارم الله يورث حب الله. ثامنا: أن في غض البصر استعلاء على النفس الأمارة بالسوء، وإغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة والغواية، ودليلا صادقا على قوة العزيمة. تاسعا: أن في غض البصر سلامة القلب من أمراض الشهوات وراحة له مما لا صبر له عليه، ورب نظرة أورثت ذلا في الدنيا وخزيا في الآخرة. ورحم الله من قال:
كل الحوادث مبدأها من النظر * ومعظم النار من مستصغر الشرر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها * في أعين العين موقوف على الخطر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها * فتك السهام بلا قوس ولا وتر
يسر ناظره ما ضر خاطره * لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
عاشرا: أن في غض البصر حفظا للمجتمع أجمع من الانزلاق وراء سعار شهواني لا ينطفئ ولا يرتوي، وحماية له من الوقوع في حمأة الرذيلة والفاحشة.
المصدر
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط
تاريخ النشر: الأحد 30 ذو الحجة 1434 هـ - 3-11-2013 م
التقييم:
رقم الفتوى: 225862
95774
0
333
السؤال
أولًا: يجب أن أشكركم على مجهودكم, وأسأل الله عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتكم, أما بعد: فسؤالي يتعلق بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيما معناه: أن من صلى الفجر في جماعة أصبح في ذمة الله, فهل معنى الحديث أن من صلى الفجر سيكون مصونًا من جميع المصائب التي كانت مقدرة له في ذلك اليوم, كتعرضه للسرقة, أو الضرب, أو أي شيء مما نعتبره شرًّا, أو أن للحديث معنى آخر؟
جزاكم الله خير الجزاء, ونفعنا الله وإياكم بالعلم. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخرج مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء, فيدركه, فيكبه في نار جهنم. وليست عنده زيادة: في جماعة ، وقد رواها أبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم ، وأخرج الطبراني في الكبير من حديث أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله، فمن أخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه.
ما المقصود بذمة الله في حديث الرسول &Quot;من صلّى الصبح في جماعة فهو في ذمّة اللَّه...&Quot; - أجيب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على النبى المصطفى. أما بعد،،،،
فعن جُندب بن عبدالله – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة ، فلا يطلُبنكم الله من ذمته بشئ، فإنه من يطلُبه من ذمته بشئ يُدركه ثم يكُبُه على وجهه في نار جهنم).
ذات صلة أحاديث عن ليلة القدر حديث عن قيام الساعة
حديث من صلّى الصبح فهو في ذمّة الله
جاء في الحديث النبوي عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: (مَن صلَّى الصُّبحَ في جماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ فانظرْ يا ابنَ آدمَ لا يطلبنَكَ اللَّهُ بشيءٍ مِن ذمَّتِهِ). [١] وقد تكلَّم العلماء في المعنى المقصود من ذمّة الله فقيل معناها أنّ مَن صلّى الصبح يكون في جوار الله وأمانه، وقيل الذمّة هي عهد الله تعالى، فمن صلّى الصبح فكأنّما عهد الله تعالى أن لا يتعرض له أحد بالسوء، وقيل إنّ الذمّة تشير إلى الصلاة، وهذه الصلاة هي العهد الذي يكون بين العبد وربه، فإن أدّاها حفظه الله في عهده، وإن ضيعها ضيع عهد الله، فإذا طلبه الله ثمّ أدركه أكبَّه في النار بسبب تضييعه لعهده، وهذا الحديث يدل على أهمية صلاة الصبح، فهي مظنّة المشقة، ودلالة على إخلاص العبد لربه. [٢]
المراد من الحديث
قد تكلَّم العلماء في المراد من الحديث الشريف فقيل إنّما أريد به التحذير من التعرَّض لمن يصلي الفجر ويحافظ عليها، فصلاة الصبح هي دلالة على صدق إيمان العبد، فمن صلاّها كان في أمان الله وعهده، فلا ينبغي لأحدٍ من الناس أن يتعرض له بالسوء والأذى، فمن فعل ذلك فقد أخفر الله في ذمته التي أعطاها لمن صلّى الفجر أي أبطلها بعدوانه، وعند ذلك ينتقم الله ممّن تعرض لأمانه وعهده، كما أنّ الحديث يدل على أهمية صلاة الفجر وأنّ المحافظة عليها محافظة على العهد بين العبد وربه.