القول الرابع: مذهب الحنابلة:
المشهور من مذهب الحنابلة أنه يحرم استعمالهما، ولا يجوز التحري، ولا يشترط للتيمم إراقتهما ولا خلطهما [6]. هذا ملخص الأقوال في المسألة، وبعضها أقوى من بعض، وسوف نعرض أدلة أقوى الأقوال في المسألة. دليل من قال: يتيمم:
قالوا: إذا اجتمع مبيح وحاظر، على وجه لا يتميز أحدهما عن الآخر، وجب اجتنابهما جميعًا؛ لأن اجتناب النجس واجب، ولا يمكن اجتنابه إلا بتركهما جميعًا. ص83 - اختيارات القاضي أبي يعلى الحنبلي الفقهية من أول كتاب الطهارة إلى آخر باب التيمم - المسألة الثانية عشرة حكم اشتباه الماء الطاهر بالنجس - المكتبة الشاملة. (83) ويشهد لهذا ما رواه مسلم، قال: حدثني الوليد بن شجاع، حدثنا علي بن مسهر، عن عاصم، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم، قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((وإن وجدت مع كلبك كلبًا غيره، وقد قتل، فلا تأكل؛ فإنك لا تدري أيهما قتله... )) الحديث، والحديث رواه البخاري [7]. هذا الدليل الأثري، وأما الدليل النظري، فإن هذا الرجل إن توضأ بأحدها لم يؤدِّ الصلاة بيقين؛ لاحتمال أن يكون الماء نجسًا، وإذا توضأ بكل واحد منها وصلى لزمته صلاتان للظهر مثلاً، وهو خلاف الأصول، فوجب العدول إلى التيمم. دليل من قال: يتحرى:
الدليل الأول:
(84) ما رواه البخاري، قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قال عبدالله: صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إبراهيم: لا أدري زاد أو نقص، فلما سلم، قيل له: يا رسول الله، أحدث في الصلاة شيء، قال: ((وما ذاك؟))، فأخبر، وفيه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((وإذا شك أحدكم في صلاته، فليتحر الصواب، فليتم عليه، ثم ليسلم، ثم يسجد سجدتين)) [8].
ص83 - اختيارات القاضي أبي يعلى الحنبلي الفقهية من أول كتاب الطهارة إلى آخر باب التيمم - المسألة الثانية عشرة حكم اشتباه الماء الطاهر بالنجس - المكتبة الشاملة
أرجو توضيح المسألة. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمذهب جمهور العلماء أن الماء المستعمل في طهارة واجبة طاهر في نفسه غير طهور ـ أي غير مطهر لغيره ـ فلا يجوز استعماله في الطهارة، وذهب بعض العلماء إلى طهوريته ـ وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وجماعة من المحققين ـ و قول الجمهور أحوط، والخروج من الخلاف مهما أمكن أمر حسن، ولتراجع الفتاوى التالية أرقامها ففيها مزيد بسط وتفصيل: 140654 ، 136117 ، 64017.
انتهى من " المغني " (1/20) بتصرف يسير. وقال الإمام أحمد: " لا تتوضأ بكلِّ شيءٍ زال عنه اسم الماء ". الحال الثالثة:
أن يتغير الماء المطلق بشيء من الطاهرات ، ولكنه لم يخرج عن مسمَّى الماء ، كالماء الذي خالطه صابون فغير لونه ، أو وقع فيه حمص فغير طعمه ، أو زعفران فغير رائحته ، ولكن لا يزال اسم الماء يشمله ، ففي الطهارة به خلاف بين العلماء. فجمهور العلماء على أن الماء المتغير بالطاهرات ، هو ماء طاهر غير مطهر ، لأَنَّهُ زال عنه اسم الماء المطلق ، فلا يقال له: ماء ، على سبيل الإطلاق. ينظر: " المغني" (1/21) ، " الكافي " لابن عبد البر (1/155) ، " المجموع " (1/103). ومذهب الإمام أبي حنيفة ورواية عن الإمام أحمد أنه ماء طاهر مطهر ، لأنه ماء ، وهو قول ابن حزم ، واختاره ابن المنذر وشيخ الإسلام ابن تيمية ، ومن المعاصرين: اللجنة الدائمة ، والشيخ ابن باز ، والشيخ ابن عثيمين. قال ابن حزم: " وَكُلُّ مَاءٍ خَالَطَهُ شَيْءٌ طَاهِرٌ مُبَاحٌ فَظَهَرَ فِيهِ لَوْنُهُ وَرِيحُهُ وَطَعْمُهُ ، إلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَزُلْ عَنْهُ اسْمُ الْمَاءِ, فَالْوُضُوءُ بِهِ جَائِزٌ ، وَالْغُسْلُ بِهِ لِلْجَنَابَةِ جَائِزٌ... سَوَاءٌ كَانَ الْوَاقِعُ فِيهِ مِسْكًا ، أَوْ عَسَلاً ، أَوْ زَعْفَرَانًا ، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ " انتهى من " المحلى " (1/200).
تاريخ النشر: 2009-11-04 11:19:37
المجيب: د. إبراهيم زهران
تــقيـيـم:
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب في مقتبل العمر وفي بداية العشرينات من عمري، إلا أنني أصبت بدوالي الخصية، ووفقاً للأشعة فقد صنفت على أنها متوسطة على الجانب الأيمن ومائلة للدرجة الكبرى إلى الجانب الأيسر، وقد أجريت تحليل السائل منوي (Casa) وكانت النتيجة -بفضل الله- مطمئنة، ولكن ما ألاحظه هو الزيادة المستمرة في حجم الدوالي مع الوقت، وتكون كتلة صغيره صلبة فوق الخصيتين مباشرة وملاصقه لها وأسفل الدوالي، وأخاف أن يسبب ذلك لي أي مشكلات في المستقبل، مع العلم أن أمامي الكثير من الوقت حتى أتزوج، أفيدوني أفادكم الله. الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ستجد في مثل حالتك اختلاف في وجهات النظر بين الأطباء في ماذا يجب فعله في مثل حالتك، هل نقوم بعمل ربط الدوالي في هذا الوقت، أم ننتظر إلى ما بعد الزواج، وننظر هل هناك تأخر في الإنجاب أم لا؟ وعلى هذا الأساس نقوم بعمل اللازم، لذا سأعرض لك وجهة نظري أو ما أنصح به في مثل حالتك. أرى أنه طالما أن تحليل السائل المنوي سليم وطبيعي، وكذلك لا يوجد ألم نتيجة الدوالي، وكذلك لا يوجد أي تغير في حجم وتكوين الخصية، فأرى أنه لا يوجد داعي لعمل عملية الدوالي في هذا الوقت، ومن الأفضل الانتظار إلى ما بعد الزواج، وفي حال تأخر الإنجاب لمدة عام فعندها نحتاج إلى عمل العملية.
عملية الدوالي في الخصية بالانجليزي
ولا غالبًا ما لا تظهر أي من أعراض الإصابة سوى بعض الانتفاخات في الأوردة الموجودة حول كيس الصفن. يرجع سبب حدوث دوالي الخصيتين إلى تعطل حركة تصريف الدم كما ذكرنا مُسبقاً، على غرار الدوالي التي تظهر في الساقين، فيؤثر اضطراب سير حركة تدفق الدم على درجة حرارة الخصية، ومن ثم إضعاف إنتاج الحيوانات المنوية وهرمون التستوستيرون. استناداً إلى ما سبق فإننا نستطيع الإشارة إلى عدة أسباب قد تدفع الرجال إلى الخضوع لعملية الدوالي، منها:
العقم
يعتبر تأخر الإنجاب من أهم أسباب الخضوع إلى العملية خوفاً من الإصابة بالعقم. إن وجود خلل في كفاءة وعدد الحيوانات المنوية الناتج عن الإصابة بدوالي الخصية قد يدفع الطبيب لاتخاذ قرار إجراء الجراحة. هنا يستطيع المريض الاستفسار عن سعر عملية دوالي الخصية. تضخم كيس الصفن
يعتبر انتفاخ الخصية من الأسباب الطارئة التي تحتم الخضوع إلى الجراحة، وينبغي معرفة أن سعر عملية دوالي الخصية قد يزداد إن كانت الدوالي ظاهرة في كلتا الخصيتين. الشعور بألم مستمر
قد يعاني المريض من آلام حادة نتيجة انسداد أوردة الخصية والإصابة بالتورمات،ما يجعل الخضوع إلى العملية أمراً حتمياً للتخلص من تلك الآلام.
عملية الدوالي في الخصية طبيعيا
تاريخ النشر: 2010-11-28 11:56:12
المجيب: د. إبراهيم زهران
تــقيـيـم:
السؤال
السلام عليكم. هل اختفاء الألم بدوالي الخصيتين بعد العلاج يعني أن الدوالي انتهت؟ أم أن المضادات الحيوية تسكن أعراض الدوالي لفترة ما بعد انتهاء الدواء، ولكن الدوالي لا زالت موجودة؟! وشكراً. الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فتعتمد عملية الدوالي على ربط الأوردة الموجودة لمنع تجمع الدم بها، وبالتالي بعد الانتهاء من العملية قد نجد بعض الأوردة، ولكن تكون مربوطة وليس بها دم متجمع، وعن الألم فمن المفترض زوال الألم بعد عملية الدوالي؛ لأن الألم من أحد أسباب عمل عملية الدوالي، وقد نجد أشخاصاً لديهم دوالي من الدرجة الثالثة، ولا تسبب لهم أي ألم، وبالتالي لا علاقة مباشرة بين وجود الألم وبين الدوالي. من الممكن أن تعود الدوالي مرة أخرى بعد العملية في حوالي (20%) من الحالات، ويكون ذلك بعد شهور من العملية، ويتم معرفة ذلك من خلال عمل أشعة (دوبللر) على الخصيتين من أجل التشخيص. والله الموفق. مواد ذات الصله
لا يوجد صوتيات مرتبطة
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
لا توجد تعليقات حتى الآن
مواد ذات الصله
لا يوجد صوتيات مرتبطة
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
لا توجد تعليقات حتى الآن