قصص وعبر من التاريخ - YouTube
- قصص وعبر من التاريخ السعودى – السعودية
- "فزت ورب الكعبة"
قصص وعبر من التاريخ السعودى – السعودية
[٥] لقد علّمنا الفاروق عمر بن الخطاب أنّ الأمن يأتي من العدل، لذلك كان رضي الله عنه لا يأخذ جنداً لحمايته وهو خليفة المسلمين، ولم تكن عصاه تؤدب الثّائرين، ولم يكن اسمه يربك الناس، فكان بسيطاً وسمحاً، وعزيزاً في جاهليته، وعظيماً في إسلامه، لذلك كانت دولته عظيمة وأمته قوية، وكان الإسلام مزدهراً وساطعاً في عهده، ففي أحد الأيام وجده سفير أحد الدول العظمى نائماً أسفل شجرة، وقد وضع تحت رأسه نعليه دون خوف، فمن يحكم دولته بالعدل يأمن نفسه وينام قرير العين.
لكن أم حبيب بنت العاص رأت «عمرو بن العاص، فركضت إليه بأعمدة الخيام تحذره من الهزيمة والتراجع.. كانت خائفة على جنود الإسلام من الهزيمة.. لكن "عمرو بن العاص طمانها وأخبرها أنه عائد إلى ساحة المعركة من جديد.. لضرب رؤوس الكفار
وزغردت النساء عندما رأت رؤوس الروم وهي تتساقط على الأرض… وزغردت النساء عندما رأت رايات الحق ترتفع فوق سماء اليرموك…. قصص وعبر من التاريخ ميلادي. وفي اليرموك انتصر جيش المسلمين على أعداء الله ورسوله.. وفرح المسلمون يومند بهذا النصر..
بهذا الإعلان العظيم إختتم علي عليه السلام حياته التي ابتدأت في بيت الله وانتهت في بيت الله!! ومابين المبدأ والمنتهى كانت سجدة طويلة لله.. يعلن الفوز في وقت عظيم.. ومكان أعظم … وطريقة ظلت تهز أركان التاريخ. لم أعرف أو أسمع عن حاكم يتم إغتياله في عاصمته ويقسم برب الكعبة ويقول: " فزت "!! اي فوز يتحدث عنه علي ابن ابي طالب عليه السلام ؟! أنا أقسم برب الكعبة لو اجتمعت كل قواميس السياسة والحكم في العالم لما استطاعت ان تحيط بمعنى هذا الفوز! اشترك في 80 غزوة وصرع بها أبطال العرب وصناديدهم ولم يقل فزت!! بايعه الناس على الخلافة في مشهد لم يسبق لأي خليفة أن مرّ به.. ولم يقل فزت!! بل قال: اتخذوني وزيراً لا أمير! منذ سنين كلما أمر على هذه الكلمة "فزت ورب الكعبة" أشعر ان كل منظومتي الفكرية تهتز!! "فزت ورب الكعبة". اذا كان علي عليه السلام هو الفائز.. فمن الخاسر ياترى ؟!! الفوز والخسارة في قاموس عليّ يرسمان لوحة الإنسانية التي أرادها الله ان تستخلفه في عالم الوجود.. فليراجع كل منّا (فوزه) و (خسارته) ويعرضهما على قاموس عليّ عليه السلام…
أعظم الله اجوركم.. فاز علي.. وخسرت الإنسانية فقده ورب الكعبة..
بقلم: عباس محمود العقاد
"فزت ورب الكعبة"
حتى جاءت تلك الضربة من يد اللعين لتريح الإمام، ولتضع حدا لتعبه ومعاناته، وللمرارة التي كانت تملأ كيانه، لقد أراحته ولكنها أحزنت العالم إلى يوم يبعثون. إن هتافه عليه السلام المقترن بالضربة المشؤومة: (فزت ورب الكعبة) يعني خسارتنا الفادحة لإمامنا العادل، وكسرنا الذي لن يحظى بجبر، وإننا سنظل على مدى الأزمان تتقاذفنا أيدي الجبّارين والظلمة حتى يظهر الله من نسل علي من يملأ الأرض قسطا وعدلا بعدما مُلئت ظلما وجورا.
_______________________________________ الكاتب: سعيد مصطفى دياب
6
0
540