[طبقات المحدثين بأصبهان: رقم/232]. قلت: وهذه من الألفاظ النادرة في التعديل بل الوحيدة في فنها، و التي تذكر في أعلى مراتب التعديل ، ولا أعلم أحداً قدسبق الإمام وكيع عليها، ولم أقف أيضاً على من استخدمها من الأئمة النقاد غير وكيع في تعديل الرواة وتوثيقهم، فلو لم يكن هذا الإمام الهمام أهلٌ لهذا الوصف لما وصفه وكيع به. وقال أيضاً: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود الطيالسي، قال عبد الله بن عمران: فذكرت ذلك لأبي داود، فقال: قل له ولا لقصير. [مقدمة الجرح والتعديل: ص/224]. وقال علي بن المديني: ما رأيت أحفظ من أبي داود الطيالسي. سليمان بن داود الهاشمي. [طبقات المحدثين بأصبهان: رقم/235]، [تاريخ بغداد: 9/27]. وقال محمد بن بشار سمعت أبا داود الطيالسي يقول: حدثت بأصبهان بأحد وأربعين ألف حديث ابتداءً من غير أن أسأل. [الكامل لابن عدي: 3/278]، [تاريخ بغداد: 9/26]. قال إبراهيم الأصبهاني: سمعت بنداراً محمد بن بشار يقول: ما بكيت على أحد من المحدثين ما بكيت على أبي داود الطيالسي، قال: فقلت له: وكيف؟ قال: فقال: لما كان من حفظه، ومعرفته، وحسن مذاكرته. [تاريخ بغداد: 9/27]. وقال أحمد بن شاذان: سمعت عن أبي داود ستين ألف حديث لم نر معه كتاباً قط.
داود بن سليمان - ويكيبيديا
أقوال العلماء في أبي داودَ:
(1) جاء سهل بن عبدالله التستري إلى أبي داودَ السِّجِسْتاني، فقيل: يا أبا داودَ، هذا سهل بن عبدالله، جاءك زائرًا، فرحب به، وأجلسه، فقال سهلٌ: يا أبا داودَ، لي إليك حاجةٌ،قال: وما هي؟ قال: حتى تقول: قد قضيتُها مع الإمكان،قال: نعم،قال: أخرج إليَّ لسانك الذي تحدِّث به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبِّله،فأخرج إليه لسانه فقبَّله؛ (وفيات الأعيان لابن خلكان جـ 2 صـ 337). (2) قال أبو بكر الخلال (رحمه الله): أبو داودَ السِّجِسْتاني الإمام المقدَّم في زمانه، رجل لم يسبِقْه إلى معرفته بتخريج العلوم وبصره بمواضعها أحدٌ في زمانه، رجل ورع مقدَّم؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 9 صـ 58). داود بن سليمان - ويكيبيديا. (3) قال موسى بن هارون: ما رأيت أفضل من أبي داودَ؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 13 صـ 213). (4) قال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي (رحمه الله): أبو داودَ السِّجِسْتاني: كان أحد حفاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلمه، وعلله، وسنده، في أعلى درجة العفاف، والصلاح، والورع، مِن فرسان الحديث؛ (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي جـ 9 صـ 58). (5) قال إبراهيم الحربي (رحمه الله): أُلِينَ لأبي داودَ الحديثُ، كما أُلِينَ لداودَ الحديدُ؛ (صفة الصفوة لابن الجوزي جـ 4 صـ 69).
وقال النسفي في تفسيره (4/42): "وأما ما يروى من حديث الخاتم والشيطان ، وعبادة الوثن في بيت سليمان عليه السلام: فمن أباطيل اليهود " انتهى. وقال الزمخشري في "الكشاف" (3 / 329) بعد أن ذكر قصة الخاتم: "ولقد أبى العلماء المتقنون قبوله، وقالوا هذا من أباطيل اليهود" انتهى. وقال القرطبي تفسيره لسورة ص: "وقد ضعف هذا القول من حيث إن الشيطان لا يتصور بصورة الأنبياء، ثم من المحال أن يلتبس على أهل مملكة سليمان الشيطان بسليمان ، حتى يظنوا أنهم مع نبيهم في حق، وهم مع الشيطان في باطل" انتهى من تفسير القرطبي (15/201). وقال القاضي عياض في "الشفا (2 / 167): " ولا يصح ما نقله الإخباريون من تشبه الشيطان به، وتسلطه على ملكه، وتصرفه في أمته بالجور في حكمه ، لأن الشياطين لا يسلطون على مثل هذا، وقد عصم الأنبياء من مثله" انتهى. وقال أيضا (8 / 158): "لا تلتفت إلى ما سطره الأخباريون من أهل الكتاب الذين بدلوا وغيروا، ونقله بعض المفسرين، ولم ينص الله تعالى على شيء من ذلك في كتابه، ولا ورد في حديث صحيح" انتهى. قال ذلك عن قصة داود عليه السلام ، ولكن الكلام ينطبق على كل ما يذكر عن أهل الكتاب ولم يثبت عندنا من الكتاب والسنة ما يؤيده.
وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وعن عكرمة أنه قال: إنما سمي البيت العتيق; لأنه أعتق يوم الغرق زمان نوح. وقال خصيف: إنما سمي البيت العتيق; لأنه لم يظهر عليه جبار قط. وقال ابن أبي نجيح وليث عن مجاهد: أعتق من الجبابرة أن يسلطوا عليه. ص5 - شرح تفسير ابن كثير الراجحي - تفسير قوله تعالى ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم - المكتبة الشاملة الحديثة. وكذا قال قتادة. وقال حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن بن مسلم ، عن مجاهد: لأنه لم يرده أحد بسوء إلا هلك. وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن ابن الزبير قال: إنما سمي البيت العتيق; لأن الله أعتقه من الجبابرة. وقال الترمذي: حدثنا محمد بن إسماعيل وغير واحد ، حدثنا عبد الله بن صالح ، أخبرني الليث ، عن عبد الرحمن بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن محمد بن عروة ، عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما سمي البيت العتيق; لأنه لم يظهر عليه جبار ". وكذا رواه ابن جرير ، عن محمد بن سهل النجاري ، عن عبد الله بن صالح ، به. وقال: إن كان صحيحا وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب ، ثم رواه من وجه آخر عن الزهري ، مرسلا.
التفث في قوله تعالى﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ﴾ - ملتقى أهل التفسير
حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, قال الزهريّ: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّمَا سُمّيَ البَيْتُ العَتِقُ لأنَّ الله أعْتَقَهُ" ثم ذكر مثله. وعني بالطواف الذي أمر جلّ ثناؤه حاجٌ بيته العتيق به في هذه الآية طواف الإفاضة الذي يُطاف به بعد التعريف, إما يوم النحر وإما بعده, لا خلاف بين أهل التأويل في ذلك. *ذكر الرواية عن بعض من قال ذلك: حدثنا عمرو بن سعيد القرشي, قال: ثنا الأنصاري, عن أشعث, عن الحسن: ( وَلْيَطَّوَّفُوا بالبَيْتِ العتِيقِ) قال: طواف الزيارة. حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا خالد, قال: ثنا الأشعث, أن الحسن قال في قوله: ( وَلْيَطَّوَّفُوا بالبَيْتِ العتِيقِ) قال: الطواف الواجب. ثم ليقضوا تفثهم و ليوفوا نذورهم. حدثني عليّ, قال: ثنا عبد الله, قال: ثني معاوية عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: ( وَلْيَطَّوَّفُوا بالبَيْتِ العتِيقِ) يعني: زيارة البيت. حدثني يعقوب, قال: ثنا هشيم, عن حجاج وعبد الملك, عن عطاء, في قوله: ( وَلْيَطَّوَّفُوا بالبَيْتِ العتِيقِ) قال: طواف يوم النحر. حدثني أبو عبد الرحمن البرقي, قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة, قال: سألت زُهَيرا عن قول الله: ( وَلْيَطَّوَّفُوا بالبَيْتِ العتِيقِ) قال: طواف الوداع.
ص5 - شرح تفسير ابن كثير الراجحي - تفسير قوله تعالى ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم - المكتبة الشاملة الحديثة
وقد ذكر عن أبي عبد الرحمن السُّلميّ والحسن البصري تحريكها مع " ثم " والواو, وهي لغة مشهورة, غير أن أكثر القرّاء مع الواو والفاء على تسكينها, وهي أشهر اللغتين في العرب وأفصحها, فالقراءة بها أعجب إليّ من كسرها.
وقالت طائفة: سمي عتيقا لأنه لم يملك موضعه قط. وقالت فرقة: سمي عتيقا لأن الله - عز وجل - يعتق فيه رقاب المذنبين من العذاب. وقيل: سمي عتيقا لأنه أعتق من غرق الطوفان ؛ قال ابن جبير. وقيل: العتيق الكريم. والعتق الكرم. قال طرفة يصف أذن الفرس:مؤللتان تعرف العتق فيهما كسامعتي مذعورة وسط ربربوعتق الرقيق: الخروج من ذل الرق إلى كرم الحرية. التفث في قوله تعالى﴿ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ﴾ - ملتقى أهل التفسير. ويحتمل أن يكون العتيق صفة مدح تقتضي جودة الشيء ؛ كما قال عمر: حملت على فرس عتيق ؛ الحديث. والقول الأول أصح للنظر والحديث الصحيح. قال مجاهد: خلق الله البيت قبل الأرض بألفي عام ، وسمي عتيقا لهذا ؛ والله أعلم.