تعتبر زكاة الذّهب رحمةً من الله عزّ وجلّ لعباده المحتاجين لها، وهي تطهير لأموال الأغنياء، وهي باب من أبواب التّكافل الاجتماعي، ممّا يؤدّي إلى حدوث توازن في المجتمع، فيقلّ بالتالي مستوى الجريمة، ويقلّ الحسد، ويتفرّع التداول المالي إلى كافّة شرائح المجتمع. كيف تحسب زكاة الذهب
أجمع الفقهاء على وجوب زكاة كلّ من الذّهب والفضّة، وذلك لقوله تعالى:" وَاَلَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَِنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ "، التوبة/34-35. وهناك شروط يجب أن تتوافر في الذّهب والفضّة لكي تجب فيها الزّكاة، مثل بلوغها الحول، والنّصاب، وغير ذلك، وأمّا المستثنى من ذلك فهي الحلي والمجوهرات من الذهب أو الفضّة، والتي يقوم مالكها باستعمالها استعمالاً مباحاً في التحلي والتّزين بها، وقال المالكيّة:" وَلَوْ لإِِعَارَةٍ أَوْ إِجَارَةٍ، فَلاَ يَكُونُ فِيهِ زَكَاةٌ "، وهذا رأي الجمهور، وأمّا في المذهب الحنفيّ فقد ذهبوا إلى أنّ الزّكاة تجب في الحلي، مثلها مثل غيرها من أنواع الذّهب والفضّة.
كيف تحسب زكاة الذهب - هوامير البورصة السعودية
العاملين عليها. المؤلفة قلوبهم. في الرقاب. الغارمين. في سبيل الله. ابن السبيل. كيف تحسب زكاة المال؟
تبلغ قيمة الزكاة 2. 5% من مدخرات المسلم السنوية. ويعادل النصاب - الحدّ الأدنى من الثروة التي يجب على المسلم أن يمتلكها حتى تجب عليه الزكاة - 87. 5 غراماً من الذهب أو 612. 4 غراماً من الفضة، وما يعادلها من أنواع الثروات المدخرة الأخرى. وتعتمد قيمة الزكاة بالتحديد على العملة المحلية نظراً لاختلاف العملات وقيمتها من دولة لأخرى ومن وقت لآخر. كيف تحسب زكاة الذهب - هوامير البورصة السعودية. تُستخدم قيمة الفضة لتحديد النصاب في المذهب الحنفي، بينما تُستخدم قيمة الذهب في المذاهب الأخرى. ونظراً لتغير قيمة الذهب والفضة باستمرار، تختلف بعض الشيء قيمة الزكاة التي يخرجها المسلم من عام لآخر. التالي طريقتان ل حساب زكاة المال:
تُقسّم قيمة المدخرات على 40. تُقسّم قيمة المدخرات على 100، ويتم مضاعفة الناتج بـ 2. 5. هل تختلف زكاة الفطر عن زكاة المال؟
لا تجب زكاة المال إلا عند بُلوغ النصاب، أما زكاة الفطر فلا يُشتَرط فيها نصاب معيَّن. كما أنّ زكاة المال يخرجها المسلم عن نفسه في ماله الذي يملكه فقط، بينما يخرج المسلم زكاة الفطر عن نفسه وعن كل من تلزمه نفقتهم، كالزوجة، والأولاد، والوالدين.
تعتبر زكاة الذّهب رحمةً من الله عزّ وجلّ لعباده المحتاجين لها، وهي تطهير لأموال الأغنياء، وهي باب من أبواب التّكافل الاجتماعي، ممّا يؤدّي إلى حدوث توازن في المجتمع، فيقلّ بالتالي مستوى الجريمة، ويقلّ الحسد، ويتفرّع التداول المالي إلى كافّة شرائح المجتمع. محتويات ١ كيف تحسب زكاة الذهب ٢ نصاب المغشوش من الذهب ٣ الذهب والفضة في تكميل النصاب ٤ المراجع كيف تحسب زكاة الذهب أجمع الفقهاء على وجوب زكاة كلّ من الذّهب والفضّة، وذلك لقوله تعالى:" وَاَلَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَِنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ "، التوبة/34-35. وهناك شروط يجب أن تتوافر في الذّهب والفضّة لكي تجب فيها الزّكاة، مثل بلوغها الحول، والنّصاب، وغير ذلك، وأمّا المستثنى من ذلك فهي الحلي والمجوهرات من الذهب أو الفضّة، والتي يقوم مالكها باستعمالها استعمالاً مباحاً في التحلي والتّزين بها، وقال المالكيّة:" وَلَوْ لإِِعَارَةٍ أَوْ إِجَارَةٍ، فَلاَ يَكُونُ فِيهِ زَكَاةٌ "، وهذا رأي الجمهور، وأمّا في المذهب الحنفيّ فقد ذهبوا إلى أنّ الزّكاة تجب في الحلي، مثلها مثل غيرها من أنواع الذّهب والفضّة.
حاسبة الزكاة: كيف ومتى تدفع الزكاة | تكية أم علي
أمّا أبو حنيفة فقد ذهب إلى أنّه يضمّ أحدهما إلى الآخر بالتقويم في أحدهما بالآخر بما هو أنفع وأحظّ للفقراء، أي ضمّ الأكثر إلى الأقلّ. وأمّا العروض فإنّ قيمتها تضمّ إلى الذّهب والفضّة، ويكمل بها نصاب كلّ منهما، قال ابن قدامة:" قَال ابْنُ قُدَامَةَ: لاَ نَعْلَمُ فِي ذَلِكَ خِلاَفًا "، وفي هذا المعنى أيضاً تندرج العملة النّقدية المتداولة. (1)
المراجع
(1) بتصرّف عن الموسوعة الفقهيّة الكويتيّة/ وزراة الأوقاف والشؤون الإسلامية- الكويت. (2) بتصرّف عن فتوى رقم 265/ طريقة إخراج زكاة الذهب/ 18-2-2001/ مركز الفتوى/ إسلام ويب/
(3) بتصرّف عن فتوى رقم 2055/ نصاب الذهب والفضة/20-11-1999/ مركز الفتوى/ إسلام ويب/
وذهب الحنفيّة إلى أنّه في حال بلغ الذّهب المخلوط بالفضّة نصاب الذّهب ففيه زكاة الذّهب، وإن بلغت الفضّة نصاب الفضّة فإنّ فيها زكاة الفضّة إذا كانت الغلبة للفضّة، وفي حال كانت الغلبة للذهب فهو كله ذهب، وذلك لأنّه أغلى قيمةً، ولم يتعرّض المالكيّة لهذه المسألة. ( 1) الذهب والفضة في تكميل النصاب يرى الجمهور ( الحنفيّة، والمالكيّة، ورواية عن أحمد، وقول الثّوري، والأوزاعي) أنّ الذّهب والفضّة يتمّ ضمّهمها إلى بعضهما البعض في إكمال النّصاب، فلو كان عند شخص ما خمسة عشر مثقالاً من الذّهب، مئة وخمسون ردهماً، فإنّ عليه زكاةً في ذلك. وكذكل الحال إن كان عنده من واحد منهما نصاباً ومن الآخر مالاً يبلغ النّصاب فإنّهما يزكّيان معاً، واستدلةا على ذلك بأنّ نفعهما متحدّ. أمّا الشّافعية، وفي رواية أخرى عن أحمد ، وقول لأبي عبيد، وابن أبي ليلى، وأبي ثور، أنّه:" لاَ تَجِبُ فِي أَحَدِ الْجِنْسَيْنِ الزَّكَاةُ حَتَّى يَكْمُل وَحْدَهُ نِصَابًا، لِعُمُومِ حَدِيثِ: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ مِنَ الْوَرِقِ صَدَقَةٌ ". وأمّا القائلون بالضمّ فقد اختلفوا، فرأى مالك، ومحمّد، وأحمد في رواية، وأبو يوسف، أنّ عملية الضمّ تكون بالأجزاء.
كيف تحسب زكاة الذهب - موقع مصادر
ونصاب الذّهب عند جمهور الفقهاء هو عشرون مثقالاً، وزكاة فيما كان أقلّ من ذلك، إلا في حال كان لمالكها فضّة أو عروض تجارة، وبالتالي يكتمل بها النّصاب. وفيما روي عن عطاء، وطاووس، والزّهري، وسليمان بن حرب، وأيوب السّختياني، أنّ نصاب الذّهب معتبر بالفضّة. (1) ونصاب الذّهب في الوقت الحالي يقدّر بخمسة وثمانين غراماً تقريباً، وقيمة الزّكاة فيه ربع العشر، وطريقة حساب النّصاب في ذلك أن يعرف الشّخص مقدار الذّهب أولاً، ثمّ يضرب مقدار الذّهب الذي ليه بسعر الجرام، وأمّا نصاب الفضّة فهو خمسمائة وخمسة وتسعين جراماً من الفضّة قياساً بالوزن الحالي، وفيه ربع العشر. (2) (3)
نصاب المغشوش من الذهب
معنى المغشوش من الذّهب أو الفضّة ما سُبك مع غيره من المعادن، وقد رأى الشّافعية والحنابلة أنّه لا توجد فيه زكاة حتى يبلغ نصاباً خالصاً، وفي حال بلغه فعليه أن يخرج الواجب خالصاً، أو يخرج من المغشوش ما يعلم اشتماله على الخالص بمقدرا الواجب عليه من الزّكاة، مع مراعاة الجودة في ذلك. وأمّا الحنفية فقد قالوا:" إِذَا كَانَ الْغَالِبُ عَلَى الْوَرِقِ الْمَضْرُوبِ الْفِضَّةَ فَهُوَ فِي حُكْمِ الْفِضَّةِ، فَتَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ كَأَنَّهُ كُلُّهُ فِضَّةً، وَلاَ تُزَكَّى زَكَاةَ الْعُرُوضِ، وَلَوْ كَانَ قَدْ أَعَدَّهَا لِلتِّجَارَةِ "، وقالوا:" لأَِنَّ الدَّرَاهِمَ لاَ تَخْلُو مِنْ قَلِيل الْغِشِّ، لأَِنَّهَا لاَ تَنْطَبِعُ إِلاَّ بِهِ، وَالْغَلَبَةُ أَنْ تَزِيدَ الْفِضَّةُ عَلَى النِّصْفِ.
ونصاب الذّهب عند جمهور الفقهاء هو عشرون مثقالاً، وزكاة فيما كان أقلّ من ذلك، إلا في حال كان لمالكها فضّة أو عروض تجارة، وبالتالي يكتمل بها النّصاب. وفيما روي عن عطاء، وطاووس، والزّهري، وسليمان بن حرب، وأيوب السّختياني، أنّ نصاب الذّهب معتبر بالفضّة. ( 1) ونصاب الذّهب في الوقت الحالي يقدّر بخمسة وثمانين غراماً تقريباً، وقيمة الزّكاة فيه ربع العشر، وطريقة حساب النّصاب في ذلك أن يعرف الشّخص مقدار الذّهب أولاً، ثمّ يضرب مقدار الذّهب الذي ليه بسعر الجرام، وأمّا نصاب الفضّة فهو خمسمائة وخمسة وتسعين جراماً من الفضّة قياساً بالوزن الحالي، وفيه ربع العشر. ( 2) ( 3)
نصاب المغشوش من الذهب معنى المغشوش من الذّهب أو الفضّة ما سُبك مع غيره من المعادن، وقد رأى الشّافعية والحنابلة أنّه لا توجد فيه زكاة حتى يبلغ نصاباً خالصاً، وفي حال بلغه فعليه أن يخرج الواجب خالصاً، أو يخرج من المغشوش ما يعلم اشتماله على الخالص بمقدرا الواجب عليه من الزّكاة، مع مراعاة الجودة في ذلك. وأمّا الحنفية فقد قالوا:" إِذَا كَانَ الْغَالِبُ عَلَى الْوَرِقِ الْمَضْرُوبِ الْفِضَّةَ فَهُوَ فِي حُكْمِ الْفِضَّةِ، فَتَجِبُ فِيهِ الزَّكَاةُ كَأَنَّهُ كُلُّهُ فِضَّةً، وَلاَ تُزَكَّى زَكَاةَ الْعُرُوضِ، وَلَوْ كَانَ قَدْ أَعَدَّهَا لِلتِّجَارَةِ "، وقالوا:" لأَِنَّ الدَّرَاهِمَ لاَ تَخْلُو مِنْ قَلِيل الْغِشِّ، لأَِنَّهَا لاَ تَنْطَبِعُ إِلاَّ بِهِ، وَالْغَلَبَةُ أَنْ تَزِيدَ الْفِضَّةُ عَلَى النِّصْفِ.
تفسير و معنى الآية 23 من سورة الأنبياء عدة تفاسير - سورة الأنبياء: عدد الآيات 112 - - الصفحة 323 - الجزء 17. ﴿ التفسير الميسر ﴾
إن من دلائل تفرُّده سبحانه بالخلق والعبادة أنه لا يُسأل عن قضائه في خلقه، وجميع خلقه يُسألون عن أفعالهم. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون» عن أفعالهم. صحيفة تواصل الالكترونية. ﴿ تفسير السعدي ﴾
لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ ْ لعظمته وعزته، وكمال قدرته، لا يقدر أحد أن يمانعه أو يعارضه، لا بقول، ولا بفعل، ولكمال حكمته ووضعه الأشياء مواضعها، وإتقانها، أحسن كل شيء يقدره العقل، فلا يتوجه إليه سؤال، لأن خلقه ليس فيه خلل ولا إخلال. وَهُمْ ْ أي: المخلوقين كلهم يُسْأَلُونَ ْ عن أفعالهم وأقوالهم، لعجزهم وفقرهم، ولكونهم عبيدا، قد استحقت أفعالهم وحركاتهم فليس لهم من التصرف والتدبير في أنفسهم، ولا في غيرهم، مثقال ذرة. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( لا يسأل عما يفعل) ويحكم على خلقه لأنه الرب ( وهم يسألون) أي: الخلق يسألون عن أفعالهم وأعمالهم لأنهم عبيد
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله- تعالى-: لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ تأكيد لوحدانيته وقدرته- سبحانه- أى: لا يسأله سائل- سبحانه- عما يفعله بعباده من إعزاز وإذلال.
صحيفة تواصل الالكترونية
لذلك، ورد في الحديث: (يقال يوم القيامة للعاصي: لماذا لم تعمل؟! فإذا قال: لم أعلم، قيل له: هلا تعلمت؟! )(18). تماماً... كما لا يعذر الجهل أو التجاهل للتكوين، فإذا تناول أحد السم وقال: (لم أعلم)؛ لم ينقذه قوله هذا من التأثر بالسم. وما دام التشريع إرشاداً إلى الجزء غير المنظور من الواقع القائم، فالمتسائل بصدق يعطى الجواب حتى القناعة. وأما المتسائل بعناد، فيقال له: (هذا... الواقع، وإذا لم يعجبك فافعل ما تريد). وتلك التعابير القرآنية والروائية التي أثبتناها مع السؤال، كلها تعابير تعجيزية، لتكبيت المتعنتين. ونجد في القرآن تعابير أقسى منها:
((من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة، فليمدد بسبب إلى السماء، ثم ليقطع، فلينظر: هل يذهبن كيده ما يغيظ؟! ))(19). ((يا معشر الجن والإنس! إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض، فانفذوا. تفسير قوله تعالى: لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. لا تنفذون إلا بسلطان * فبأي آلاء ربكما تكذبان؟! * يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس، فلا تنتصران))(20). 4- بالإضافة إلى: أن كل تلك الآيات والروايات – ونظرائها – صحيحة، ونترك بيان كل واحدة منها لموردها من القرآن، ونكتفي ببيان الآية التي نسير في ظلها:
((لا يُسأل عما يفعل، وهم يُسألون)).
لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ - بوابة الفتح
ثم قال رحمه الله: (وقال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا [الحديد:22]). هذه الآية من الأدلة الدالة على ما تقدم من أنه ما من شيء في الكون من حركة وسكون يقع من الأنفس إلا بقضاء الله وقدره، يقول الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ)، وهذا يشمل كل ما يصيب الإنسان وينزل به مما يفرح به ويسر، ومما يسوءه ويكدره، فكل شيء بقضاء وقدر، فقوله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ [الحديد:22] أي: أنه مكتوب، وهذا يدل على شيئين: على علم الله بهذا المصاب وبهذا النازل، وعلى أنه سبحانه وتعالى قد كتبه، وهذه الآية تدل على العلم وتدل على الكتابة. الخلاف في عود الضمير في قوله تعالى: (نبرأها)
الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية
تفسير قوله تعالى: لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
ونسبة الخطأ والقصور عنده في اختصاصه، أقل من نسبتهما عند غيره في غير اختصاصهم) رغم أن أولئك بشر معرضون للخطأ والقصور؛ بينما يعجلون النكير على الله، حتى كأن الله معرض للخطأ والقصور أكثر من الخبراء العاديين. 3- يجد البشر الحرية في اتباع الدين أو عدم اتباعه، كما يجد الحرية في اتباع نظام الكون أو عدم اتباعه، فهو حر في الانقياد لأحكام: الصدق، والأمانة، والتوحيد، والعبادة... كما هو حر في الانقياد لأحكام: الجاذبية، والطاقة، والقدرة، والنظافة... غير أن الكون يعجل الانتقام ممن يتمرد عليه، والدين لا يعجل الانتقام ممن يتمرد عليه:
فالذي لا يعترف بالجاذبية، ويحاول الانتقال من شاهق إلى شاهق بلا وسيلة مقاومة للجاذبية، فيجتاز هذا الشاهق إلى ذاك؛ يسقط ويتحطم. والذي لا يعترف بالكهرباء، فيعبث بأسلاكها العارية، ستمتصه الكهرباء، وتقذفه هيكلاً من رماد. والذي لا يعترف بالقدرة، فيحاول أن يحمل طناً من حديد؛ سوف يصاب بالفتق وانخلاع المفاصل. والذي لا يعترف بالميكروب، سرعان ما يضر به المرض. بينما الذي لا يعترف بالصدق فيكذب على المتعاملين معه، ولا يعترف بالأمانة فيخون الحقوق والحرمات، ولا يعترف بالتوحيد فيعبد آلهة من الأرض، ولا يعترف بالعبادة فيسترسل في عفويته المادية؛ لا يعاقبه الدين بتلك السرعة التي يعاقب بها الكون المتمردين على نظامه، وإن كانت سلبيات هذه التمردات تنعكس عليه.
الباحث القرآني
(21) سورة الأعراف: الآية 172. (22) نهج البلاغة – الخطبة(1).
فرغم الحرية التي يجدها البشر تجاه التكوين والتشريع معاً، خاضعاً للتكوين أكثر من خضوعه للتشريع لهذا الفارق. وبما أن التكوين يعجل الانتقام، يفهم كل إنسان فلسفة أحكامه بسرعة، ويقتنع بها، فلا يحاول الخروج عليها إلا في فترات فقدان الأعصاب. ويحمل الآخرون سلبيات مخالفة التكوين على المخالف لا على الله، فيقولون: (كان يعرف نتيجة المخالفة، فلماذا خالف؟! ) فيما التشريع –حيث لا يعجل الانتقام– لا يفهم الناس فلسفة أحكامه بسرعة، فلا يقتنعون بها، ويحاولون الخروج عليها كلما وجدوها تزاحم رغبة من رغباتهم، ويحاولون أن يحملوا سلبيات مخالفة التشريع على الله، وإيجاد التبارير للمخالف. لأن البشر معتاد على الاعتراف –وحتى الإيمان– بالقوة المهيمنة ولو بغير حق، وغير معتاد على الاعتراف –مجرد الاعتراف– بالحق إذا لم يكن مهيمناً. ويسعى –عن طريق المناقشة، وإظهار عدم القناعة– إلى إبطال الدين، لإراحة ضميره، وإبعاد اللوم عن نفسه، ظناً منه بأن هذه المحاولات تغير الواقع، بينما الواقع قائم مفروض، يجري أحكامه على المطيع والعاصي، والجاهل والعالم. فالتشريع –كالتكوين– لا يغيره الجهل أو التجاهل، والقناعة أو عدم القناعة. فالجاهل إذا لم يتعلم، وغير المقتنع إذا لم يسع إلى الاقتناع؛ إنما يعرض نفسه، وستنعكس عليه سلبياته.