[تفسير قوله تعالى: (ولا تصعر خدك للناس)] يقول لقمان لابنه: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان:١٨]. وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. التصعير: من الصعر، يقال: هذا الجمل فيه صعر، وفيه صعار، أي: التوت عنقه عندما يصيبه مرض معين من الأمراض في رقبته فتلتوي رقبته وتعوج. فهذا مثل وصورة للإنسان المغرور المتكبر الذي يلوي رأسه متكبراً متعالياً معوجاً له؛ لأنه يفكر في نفسه أنه أعظم من غيره، فهذا الصعار الذي تصاب به الدواب هو مرض في الدواب، وهو مرض في قلب هذا الإنسان الذي عوج نفسه عن الخلق وتعالى عليهم، ونسي نفسه، وهو أذل وأحقر ما يكون في هذا الحال، أي: حال استكباره. قال تعالى: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} [لقمان:١٨] ، وهذه قراءة الجمهور، وقرأها نافع، وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف: (ولا تصاعر خدك للناس) ، والمصاعرة: الميل بالخد، بمعنى: أن يكون أحد خديه عالياً والآخر منخفضاً، فيصعر رقبته على الناس متعالياً مستكبراً، وهذا الإنسان المتكبر يكون أحقر وأذل وأخسر الخلق عند الله سبحانه تبارك وتعالى، ويكفيه خسراناً أن نار جهنم يخرج منها يوم القيامة عنق يصرخ في الناس: وكلت بمن يشرك بالله، وكلت بالجبارين والمتكبرين، وكلت بالمصورين الذين يضاهئون بخلق الله سبحانه.
- وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- ولا تصعر خدك للناس في الايه اسلوب؟ - سؤالك
- أسباب التفرقة بين الأبناء، وآثارها عليهم، والحلول لتجنبها
- التفرقة بين الأبناء .. إلى أين ؟
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
ولا تصعر خدك للناس في الايه اسلوب، قال تعالى في سورة لقمان:"ولَا تُصَعِّر خَدكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚإِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ"،القرآن الكريم فيه الكثير من العبر والمواعظ والتي أصانا بها الله عز وجل ، ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الآية وصية بأن لا يعبس في وجه الناس، ولا التكبر والغرور، وتذكر الله دوما وأن يخشاه. ولا تصعر خدك للناس في الايه اسلوب اللغة العربية من أجمل وأعظم لغات العالم وأكثرها انتشارا، وتتضمن اللغة العربية الكثير من الأساليب وكل منها له غرضه وأداته، ومن الأساليب الموجودة في اللغة العربية مثل: أسلوب النداء، أسلوب النهي، أسلوب الترجي، أسلوب النفي، أسوب الاستفهام، وغيرها. الإجابة هي// ولا تصعر خدك للناس في الايه اسلوب نهي ، حيث إن الآية تنهي عن التكبر والغرور، واستحقار الناس، فالقرآن الكريم فيه الكثير من العبر والمواعظ، والسلوكيات السليمة التي يدعونا للتمسك بها، وينهينا عن كل ما يسيس لنا كمسلمين.
ولا تصعر خدك للناس في الايه اسلوب؟ - سؤالك
[١١]
الوصايا المُتعلِّقة بالعلاقة مع الناس
وردت العديد من الوصايا في ما يتعلّق بالروابط مع الناس، ومنها:
التنفير من الكبر وازدراء الناس
وذلك بقوله: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ) ؛ [١٢] إذ نهاه عن احتقار الناس، وازدرائهم، وعدم الميل عنهم بوجهه، أو إظهار هيئة المُستخِفّ بهم. ولا تصعر خدك للناس في الايه اسلوب؟ - سؤالك. [١٣]
تَرك الخيلاء والفخر
وذلك بقوله: (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) ؛ [١٢] وفي هذا نهي صريح عن عموم التكبُّر؛ سواء كان في المشي، أو في غيره، ونهيٌ عن الفرح المُفرط الذي يَظهر فيه الكِبر، وبيانٌ أنّ الله -عزّ وجلّ- يبغض أهل التكبُّر والخيلاء. [١٣]
الوقار والتوسُّط
وذلك بقوله: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) ؛ [١٤] وفي هذا أمرٌ له بالاعتدال في المَشي، وذلك بالتوسُّط فيه؛ دون إسراع، أو إبطاء مُخِلَّين. [١٥]
أدب الحديث
وذلك بقوله: (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) ؛ [١٤] إذ أمره هنا بخفض الصوت أثناء الكلام؛ لما في ذلك من الوقار، وعدم إيذاء الناس، وضرب له مثلاً بعُلوّ الصوت، ألا وهو صوت الحمير؛ لما كان معروفاً بين العرب من قُبحه.
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ، حدثنا أبي ، عن ابن أبي ليلى ، عن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت بن قيس بن شماس قال: ذكر الكبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشدد فيه ، فقال: " إن الله لا يحب كل مختال فخور ". فقال رجل من القوم: والله يا رسول الله إني لأغسل ثيابي فيعجبني بياضها ، ويعجبني شراك نعلي ، وعلاقة سوطي ، فقال: " ليس ذلك الكبر ، إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس ". ورواه من طريق أخرى بمثله ، وفيه قصة طويلة ، ومقتل ثابت ووصيته بعد موته.
آثار التفرقة بين الأبناء إن الأطفال الذين وقعوا ضحايا الظلم من آبائهم سيحملون حقدًا عليهم في عقولهم، فمن الممكن أن يصبحوا متمردين وعاصين، مع علاج الظلم والتحيز هناك فرصة للغيرة والعداوة بين الإخوة والأخوات وقد تصل إلى حد إيذاء بعضهم البعض في بعض الأحيان، الأطفال الذين عوملوا معاملة غير عادلة على أيدي آبائهم سوف ينتابهم شعور بالاكتئاب والاضطهاد الذي سيغرس في أذهانهم، ومن الممكن تمامًا أن يصابوا لاحقًا باضطرابات نفسية، سيكون الوالدان مسؤولين عن جميع عواقب المعاملة الجزئية والظالمة التي يتعرض لها أطفالهم. لكن على الوالدين بكل إنصاف التعامل مع جميع أطفالهم معاملة عادلة، وتختلف متطلبات الأطفال باختلاف أعمارهم؛ نظرًا لأنهم يولدون في أوقات مختلفة ومن جنسين مختلفين، فقد لا تكون لديهم متطلبات مماثلة طوال الوقت.
أسباب التفرقة بين الأبناء، وآثارها عليهم، والحلول لتجنبها
السؤال:
يقول السائل: في هذه الأيام يفضل التمييز بين الأبناء، يقول: وهذا يخلق عداوة بين الإخوان فيما بينهم أفيدونا بتوجيه الآباء ونصيحتكم. جزاكم الله خيرًا. أسباب التفرقة بين الأبناء، وآثارها عليهم، والحلول لتجنبها. الجواب:
لا يجوز للآباء تفضيل بعض الأولاد على بعض، لا يجوز لهم ذلك، بل هذا منكر؛ النبي ﷺ لما سأله بشير بن سعد أن يعطي النعمان ولده غلامًا قال: أعطيت ولدك كلهم؟ قال: لا، قال: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم وأراد أن النبي ﷺ يشهد فقال: إني لا أشهد على جور سماه النبي ﷺ جورًا. فالمقصود: أنه لا يجوز للأم ولا للأب التفضيل بين الأولاد، بل يجب التسوية بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين، فلا يجوز أن يعطى زيد كذا، ويترك الآخر، لا، بل يجب التعديل بين الأولاد ذكورهم وإناثهم؛ ولهذا في الحديث الآخر: أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء ؟ قال: نعم، قال: فهكذا ؛ لأنه إذا فرق بينهم ساءت أحوالهم، وربما قطعوه أيضًا. فالواجب على الأب والأم والجد والجدة عدم التفضيل، بل يجب العدل للذكر مثل حض الأنثيين، إذا أعطى الذكر مائة يعطي الأنثى خمسين، وإذا أعطى الرجل ألفًا يعطي الأنثى خمسمائة وهكذا، يجب التعديل؛ لقوله ﷺ: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ولقوله لـبشير بن سعد الأنصاري لما أراد أن يشهده على عطيته للنعمان وحده قال: إني لا أشهد على جور وقال لـبشير: أيسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟ قال: نعم، قال: فلا إذًا يعني: فلا تخص بعضهم، سوِّ بينهم حتى يكونوا كلهم في البر لك سواء، نعم.
التفرقة بين الأبناء .. إلى أين ؟
قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ الروم: 21، قال بعض علماء التفسير: المودة والرحمة هما الطفل الذي يقوِّي العلاقة بين الزوجين، ويجعلها أكثر أمناً واستقراراً. طبيعة الأبوة والأمومة يجب أن تجسد كل معاني الرحمة والمودة والحب، ولكن في بعض الأحيان يغيب هذا المعنى عن الكثير. والعلاقات بين الآباء والأبناء من أقدس وأقوى العلاقات في المحيط الإنساني وحب الأم بصفة خاصة حب غريزي وفطري، لا يقدر إنسان على منعه أو دفعه، وبنجاح تلك العلاقة تسعد الأسرة ويخرج للمجتمع جيل قوي على قدر كبير من الوعي والثقافة والدين. ولكن إذا لم يكن بنيان الأسرة قويا وجيدا، ولم يزرع الأب في أبنائه الفضائل والخلق والدين ولم تجمل الأم هذا البناء بالعطاء والحنان والمساواة، ماذا يمكن لنا أن نحصد غير أسرة مفككة ؟!!! غير سوية فاقدة للثقة والاطمئنان، وقد وجهنا الإسلام إلى المساواة بين الأبناء، في كل شيء.. ولكن للأسف!! لقد سادت وانتشرت ثقافة بعيدة كل البعد عن الإسلام وأحكامه ومبادئه.
وأخيرا تنصح عبده ، الوالدين بالمساواة في المعاملة مع الأطفال ، كما أن عليهم أن يتفقا فيما بينهما علي اتباع أسلوب موحد للتربية حتى لا يصاب الطفل بالارتباك, و بث روح التعاون والمحبة بين الأطفال بعضهم البعض، وتكليفهم بمهام جماعية من شأنها خلق هذا التعاون, عدم ذكر السلبيات في الطفل وتجريحه أمام أخوته عند القيام بالخطأ، بل مناقشة ذلك معه على انفراد. تطبيق التعليمات على الجميع، دون التذبذب باتباع طرق مختلفة في العقاب والثواب، وتشجيع التصرفات الحكيمة التي تظهر عليهم. إعطاء الأبناء حقهم في التعبير عن مشاعرهم وحاجاتهم، والاستماع لهم جميعاً.