قال ابن حجر رحمه الله:
" استُشكل جواز حذف " الصلوات " مع ثبوتها في جميع الروايات الصحيحة ، وكذلك " الطيبات " مع جزم جماعة من الشافعية بأن المقتصر عليه هو الثابت في جميع الروايات ؟
ومنهم من وجه الحذف بكونهما صفتين ، كما هو الظاهر من سياق ابن عباس " انتهى من "فتح الباري" (3/234). وأما الصيغة الثانية: وهي المستحبة: فهي أن يأتي بالتشهد على أي صيغة من الصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بكمالها ، ويسن التنويع بينها ، فيأتي بهذا مرة ، وبهذا مرة. الصلاة على النبي ﷺ بعد التشهد الأول في الصلاة. وينظر جواب السؤال ( 98031). ثانيا:
التشهد الأول والتشهد الثاني: لا يختلفان ، إلا في أن في التشهد الثاني زيادة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أتى بها على أي صفة أجزأ ، وأقل ما يكفي في ذلك " اللهم صلّ على محمد " ينظر "الروض المربع" (1/198). والأفضل: أن يلتزم اللفظ الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك:)اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) رواه البخاري (3370(.
- الصلاة على النبي ﷺ بعد التشهد الأول في الصلاة
- الصلاة على النبي بعد التشهد
- الصيغة المجزئة من التشهد في الصلاة - الإسلام سؤال وجواب
- تفسير القران الكريم للشيخ بسام جرار | تفسير ولو أن قرآنا سيرت به الجبال او كُلم به الموتى - YouTube
- تلاوة رائعة للقارئ سعد الغامدي " ولو ان قرانا سيرت به الجبال" - YouTube
- تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٥١
الصلاة على النبي ﷺ بعد التشهد الأول في الصلاة
التشهد في الصلاه يكون في ركعه الثانيه و الركعه الأخيره من الصلاه.
الصلاة على النبي بعد التشهد
الصلاةُ على النَّبيِّ بعدَ التَّشَهُّدِ
رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رضي الله عنه [1] قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكَيْفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ:" قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد» [2]. معاني الكلمات:
صَلِّ: صلاة الله على العبد هو ثناؤه عليه في الملأ الأعلى. آلِ مُحَمَّدٍ: كل أتباعه على دينه. حَمِيدٌ: يعني محمود. مَجِيدٌ: يعني ممجَّد، والمجد هو العظمة والسلطان والعزة والقدرة. الصلاة على النبي بعد التشهد. بَارِكْ: البركة هي الخير الكثير الواسع الثابت.
الصيغة المجزئة من التشهد في الصلاة - الإسلام سؤال وجواب
وقال الحنابلة (رحمهم الله): اذا كانت الصلاة ذات تشهد واحد، كصلاة الفجر أو السنن التي تُصلى مثنى مثنى، فإنه يجلس مفترشًا، أما إذا كان في الصلاة تشهدان، فإنه يجلس متوركًا في التشهد الأخير [6]. الصيغة المجزئة من التشهد في الصلاة - الإسلام سؤال وجواب. قال ابن قدامة الحنبلي (رحمه الله) وهو يبيِّن سبب التورك في التشهد الأخير في الصلاة التي فيها تشهدان: "وَهَذَا لِأَنَّ التَّشَهُّدَ الثَّانِيَ، إنَّمَا تَوَرَّكَ فِيهِ لِلْفَرْقِ بَيْنَ التَّشَهُّدَيْنِ، وَمَا لَيْسَ فِيهِ إلَّا تَشَهُّدٌ وَاحِدٌ لَا اشْتِبَاهَ فِيهِ، فَلَا حَاجَةَ إلَى الْفَرْقِ" [7]. والمرأة كالرجل في هـذا لشمـول الخطـاب لها في قـوله صلى الله عليه وسلم: ((وَصَلُّـوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)) [8]. وقـد رجَّح الإمام المباركفوري (رحمه الله) بعد أن ذكر أدلة المذاهب (الجلوس في التشهد الأول على هيئة الافتراش، وفي التشهد الأخير على هيئة التورك)، فقال: "وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ لَيْسَ نَصٌّ صَرِيحٌ فِيمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مَالِكٌ وَمَنْ مَعَهُ وَلَا فِيمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو حَنِيفَةَ وَمَنْ مَعَهُ وَأَمَّا مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الشَّافِعِيُّ وَمَنْ مَعَهُ فَفِيهِ نَصٌّ صَرِيحٌ فَهُوَ الْمَذْهَبُ الرَّاجِحُ " [9].
واختلف الفقهاء (رحمهم الله) في موضعهما في الصلاة:
قال الحنفية (رحمهم الله): الرجل يسن له الافتراش، والمرأة يسن لها التورك؛ لأنه أستر لها، ولا فرق في ذلك بين التشهد الأول أو الأخير، أو الجلسة بين السجدتين [2]. وقال المالكية (رحمهم الله): أن هيئة الجلوس المسنونة في جميع جلسات الصلاة هي التورك سواء في ذلك الرجل أو المرأة [3]. وقال الشافعية (رحمهم الله): التورك مستحب في التشهد الأخير من الصلوات كلها، سواء كانت ذات تشهدين كصلاة (الظهر والعصر والمغرب والعشاء) أو تشهد واحد كصلاة (الصبح والجمعة وصلاة التطوع)؛ لأنَّهُ تشهُّدٌ يُسَنُّ تطويله، فَسُنَّ فيه التَّوَرُّكُ كالثاني.... والافتراش في بقية جلسات الصلاة [4]. قال الامام النووي (رحمه الله): " الْحِكْمَةُ فِي الِافْتِرَاشِ فِي التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ وَالتَّوَرُّكِ فِي الثَّانِي أَنَّهُ أَقْرَبُ إلَى تذكر لصلاة وَعَدَمِ اشْتِبَاهِ عَدَدِ الرَّكَعَاتِ وَلِأَنَّ السُّنَّةَ تَخْفِيفُ التَّشَهُّدِ الْأَوَّلِ فَيَجْلِسُ مُفْتَرِشًا لِيَكُونَ أَسْهَلَ لِلْقِيَامِ وَالسُّنَّةُ تَطْوِيلُ الثَّانِي وَلَا قِيَامَ بَعْدَهُ فَيَجْلِسُ مُتَوَرِّكًا لِيَكُونَ أَعْوَنَ لَهُ وَأَمْكَنَ لِيَتَوَفَّرَ الدُّعَاءُ وَلِأَنَّ الْمَسْبُوقَ إذَا رَآهُ عَلِمَ فِي أَيِّ التَّشَهُّدَيْنِ " [5].
وهذا الدعاء كله مشروع في التشهد الأخير في الرابعة من الظهر والعصر والعشاء، وفي الثالثة من المغرب، وفي الثانية من الفجر والجمعة. أما التشهد الأول في الظهر والعصر والمغرب والعشاء فإن الصحيح فيه أنه يشرع أن يصلي فيه على النبي ﷺ فقط، أما الدعاء فيكون في التشهد الأخير كما تقدم وكما دل على ذلك حديث ابن مسعود المخرج في الصحيحين. والله ولي التوفيق [1]. من برنامج (نور على الدرب)، شريط رقم (11). (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 11/161). فتاوى ذات صلة
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة ، حدثنا منجاب بن الحارث ، أنبأنا بشر بن عمارة ، حدثنا عمر بن حسان ، عن عطية العوفي قال: قلت له: ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) الآية ، قالوا لمحمد ، صلى الله عليه وسلم: لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها ، أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان يقطع لقومه بالريح ، أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى يحيي الموتى لقومه فأنزل الله هذه الآية. قال: قلت: هل تروون هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبي ، صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم ، عن أبي سعيد ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم. وكذا روي عن ابن عباس ، والشعبي ، وقتادة ، والثوري ، وغير واحد في سبب نزول هذه الآية ، فالله أعلم. وقال قتادة: لو فعل هذا بقرآن غير قرآنكم ، فعل بقرآنكم. وقوله: ( بل لله الأمر جميعا) قال ابن عباس: [ أي] لا يصنع من ذلك إلا ما يشاء ، ولم يكن ليفعل ، رواه ابن إسحاق بسنده عنه ، وقاله ابن جرير أيضا. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٥١. وقال غير واحد من السلف في قوله: ( أفلم ييأس الذين آمنوا) أفلم يعلم الذين آمنوا. وقرأ آخرون: " أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ". وقال أبو العالية: قد يئس الذين آمنوا أن يهدوا ، ولو يشاء الله لهدى الناس جميعا.
تفسير القران الكريم للشيخ بسام جرار | تفسير ولو أن قرآنا سيرت به الجبال او كُلم به الموتى - Youtube
حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا شبـابة، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { وَلَوْ أنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى} قول كفـار قريش لـمـحمد: سير جبـالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة، أو قرّب لنا الشأم فإنا نتـجر إلـيها، أو أخرج لنا آبـاءنا من القبور نكلـمهم فقال الله تعالـى: { وَلَوْ أنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ أوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أوْ كُلِّـمَ بِهِ الـمَوْتَـى}. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، بنـحوه. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، نـحوه. قال: ابن جريج، وقال عبد الله بن كثـير، قالوا: لو فسحت عنا الـجبـال، أو كلـمت به الـموتـى، فنزل ذلك. تفسير القران الكريم للشيخ بسام جرار | تفسير ولو أن قرآنا سيرت به الجبال او كُلم به الموتى - YouTube. قال ابن جريج، وقال ابن عبـاس: قالوا: سير بـالقرآن الـجبـال، قطع بـالقرآن الأرض، أخرج به موتانا. حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن كثـير: قالوا: لو فسحت عنا الـجبـال، أو أجريت لنا الأنهار، أو كلـمت به الـموتـى، فنزل: { أفَلَـمْ يَـيْأسِ الَذِينَ آمَنُوا}.
القرآن الكريم - الرعد 13: 31 Ar-Ra'd 13: 31
تلاوة رائعة للقارئ سعد الغامدي &Quot; ولو ان قرانا سيرت به الجبال&Quot; - Youtube
اهـ. وقال أبو حيان في "البحر المحيط" 5/ 393: وهذه القراءة ليس قراءة تفسير لقوله ﴿أَفَلَمْ يَيْأَسِ﴾ كما يدل عليه ظاهر كلام الزمخشري، بل هي قراءة مسندة إلى الرسول -ﷺ-، وليست مخالفه للسواد، إذ كتبوا (ييئس) بغير صورة الهمزة، وهذه كقراءة فتبينوا وفتثبتوا، وكلتاهما في السبعة، وأما قول من قال: إنما كتبه الكاتب وهو ناعس فسوق أسنان السين فقول زنديق ملحد. تلاوة رائعة للقارئ سعد الغامدي " ولو ان قرانا سيرت به الجبال" - YouTube. اهـ. وقال الزمخشري في "كشافه" 2/ 360: وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتًا بين دفتي الإمام، وكان متقلبًا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه، لا يغفلون عن جلائله ودقائقه، خصوصًا عن القانون الذي إليه المرجع والقاعدة التي عليها البناء، هذه والله فرية ما فيها مرية. ]]: (أفلم تيأس الذين آمنوا)، فقيل له: ﴿أَفَلَمْ يَيْأَسِ﴾ فقال: أظن الكاتب كتبها وهو ناعس، يريد أنه كان في الخط بتاءين، فزاد الكاتب سينة واحدة فصار (ييئس) فقرئ ييس. وقوله تعالى: ﴿أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ﴾ قال أبو علي [["الحجة" 4/ 438. ]]: ﴿أَنْ﴾ هاهنا مخففة من الثقيلة وفيه ضمير القصة، والحديث على تقدير: أنه لو يشاء، كقوله ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ﴾ [المزمل: 20] و ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ﴾ [طه: 89].
أيضًا: ييئس: يعلم في لغة النَّخَع، وهذا قول أكثر المفسرين، مجاهد [[الطبري 13/ 155، القرطبي 9/ 320. ]] والحسن [["زاد المسير" 4/ 331، القرطبي 9/ 320. ]] وقتادة [[الطبري 13/ 155، وأبو الشيخ كما في "الدر" 4/ 118، و"زاد المسير" 4/ 331. ]] وابن زيد [[الطبري 13/ 155، وأبو الشيخ كما في "الدر" 4/ 118، و"زاد المسير" 4/ 331. ]]، واختلف أهل اللغة في هذا. وقال أبو عبيدة [["مجاز القرآن" 1/ 332. ]] والليث [["تهذيب اللغة" (يئس) 4/ 3991. ]]: ألم ييئس: ألم يعلم، وأنشد أبو عبيدة [[في "مجاز القرآن" 1/ 332 نسبه لسحيم بن وثيل اليربوعي. وانظر: "اللسان" 8/ 4946 وكان وقع عليه سباء فضرب عليه بالسهام، وفي "اللسان" 8/ 4946 له أو لولده جابر بن سحيم. وفي "البحر المحيط" 5/ 392 لسحيم، وغير منسوب في "المعاني الكبير" 2/ 1148 لابن قتيبة، وفي "الميسر والقداح" (33)، الطبري 13/ 153، القرطبي 9/ 320 ونسبه لمالك بن عوف النصرى، و"مشكل القرآن" (192) وزهدم: فرس سحيم، و"الكشاف" 2/ 360، و"تهذيب اللغة" (يأس) 4/ 3991، و"الحجة" 4/ 437، و"مقاييس اللغة" 6/ 154، "ديوان الأدب" 3/ 258، و"المخصص" 13/ 20. ]]:
أقُولُ لهم بالشِّعْبِ إذ يأسِرُونَنِي... ألم تَيْأسُوا أني ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ
بمعنى: ألم يعلموا، وأنشد الليث [[اختلف في نسبة البيت، فنسبه القرطبي 9/ 320، وأبو حيان في "البحر المحيط" 5/ 392 إلى رياح بن عدي.
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٥١
وقوله: ( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم) أي: بسبب تكذيبهم ، لا تزال القوارع تصيبهم في الدنيا ، أو تصيب من حولهم ليتعظوا ويعتبروا ، كما قال تعالى: ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون) [ الأحقاف: 27] وقال ( أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون) [ الأنبياء: 44]. قال قتادة ، عن الحسن: ( أو تحل قريبا من دارهم) أي: القارعة. وهذا هو الظاهر من السياق. قال أبو داود الطيالسي: حدثنا المسعودي ، عن قتادة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله: ( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة) قال: سرية ، ( أو تحل قريبا من دارهم) قال: محمد صلى الله عليه وسلم ، ( حتى يأتي وعد الله) قال: فتح مكة. وهكذا قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، في رواية. وقال العوفي ، عن ابن عباس: ( تصيبهم بما صنعوا قارعة) قال: عذاب من السماء ينزل عليهم ( أو تحل قريبا من دارهم) يعني: نزول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهم وقتاله إياهم. وكذا قال مجاهد ، وقتادة ، وقال عكرمة في رواية عنه ، عن ابن عباس: ( قارعة) أي: نكبة. وكلهم قال: ( حتى يأتي وعد الله) يعني: فتح مكة.
وقال آخرون: بل معناه: { وَلَوْ أنَّ قُرآناً سُيِّرَتْ بِهِ الـجِبـالُ} كلام مبتدأ منقطع عن قوله: { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بـالرَّحْمَنِ}. قال: وجواب «لو» مـحذوف استغنـي بـمعرفة السامعين الـمرادَ من الكلام عن ذكر جوابها. قالوا: والعرب تفعل ذلك كثـيراً، ومنه قول امرىء القـيس: فَلَوْ أنَّها نَفْسٌ تَـمُوتُ سَرِيحَةً ولكِنَّها نَفْسٌ تَقَطَّعُ أنْفُسَا وهو آخر بيت في القصيدة، فترك الـجواب اكتفـاء بـمعرفة سامعه مراده، وكما قال الآخر: فَأُقُسِمُ لَوْ شَيْءٌ أتانا رَسُولُهُ سِوَاكَ وَلكِنْ لَـمْ نَـجِدْ لكَ مَدْفَعا
1 2 3 4 5 6