قصة هاجر وإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام (4)
حلقة من برنامج " في قصصهم عبرة "، لفضيلة الشيخ " د. راشد بن عثمان الزهراني "؛ في الدروس المستفادة من قصة الخليل إبراهيم عليه السلام مع زوجته السيدة هاجر، وابنها إسماعيل عليهما السلام، وربْطها بواقعنا المعاصِر.
- ما هي قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل وزوجته هاجر؟ - موضوع سؤال وجواب
- قصة هاجر وإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام (4)
- من هم أهل الفترة؟ وهل في زماننا أهل فترة ؟ - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام
- من هم أهل الفترة
ما هي قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل وزوجته هاجر؟ - موضوع سؤال وجواب
تاريخ النشر: الثلاثاء 17 ربيع الآخر 1432 هـ - 22-3-2011 م
التقييم:
رقم الفتوى: 152105
244491
0
639
السؤال
هل تزوج سيدنا إبراهيم عليه السلام بالسيدة هاجر أم كانت ملك يمينه؟ وهل السيدة سارة هي التي طلبت منه أن يتزوج السيدة هاجر؟ وهل فعلا كانت السيدة سارة تكره السيدة هاجر؟ ولماذا ذهب سيدنا إبراهيم بالسيدة هاجر وابنه إسماعيل عليه السلام لشبه الجزيرة العربية؟ وهل ذهابهم لشبه الجزيرة العربية له علاقة بغيرة سارة من هاجر؟ أم أنه أمر إلهي لا علاقة له بذلك؟.
قصة هاجر وإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام (4)
من هي السيدة هاجر؟
في قديم الزَّمان كان هناك نبيٌّ اسمه إبراهيم عليه السَّلام وفي أحد الأيام ذهب بزيارةٍ إلى مدينة مصر مع زوجته سارة، وأثناء تلك الزِّيارة تقدَّم ملك مصر بهديَّةٍ لسارة زوجة إبراهيم -عليه السَّلام- وهي عبارة عن فتاةٍ جميلةٍ جدًا اسمها هاجر، والتي أصبحت فيما بعد والدةً للنَّبي إسماعيل عليه السَّلام. [١]
زواج النبي إبراهيم من السيدة هاجر
كانت سارة هي زوجة إبراهيم عليه السلام ، فكانت لا تنجب الأولاد، ومرَّت الأيام من دون أن يرزقهما الله -تعالى- بمولود، فحزنت سارة لهذا الأمر وتمنَّت أن يرزق الله -تعالى- نبيه إبراهيم ولدًا، فجاءت في أحد الأيام وطلبت من إبراهيم -عليه السّلام- أن يتزوَّج من هاجر؛ أملًا في أن يرزقه الله -تعالى- منها بولدٍ، فعمل إبراهيم -عليه السَّلام- بنصيحتها وتزوَّج السَّيدة هاجر. [١]
مولد سيدنا إسماعيل عليه السلام
كان إبراهيم -عليه السلام- وهاجر وسارة يسكنون في ذلك الوقت في فلسطين في بلاد الشَّام، وبعد أن تزوَّج إبراهيم -عليه السَّلام- من السَّيدة هاجر حملت بولدٍ، وقد فرحت كثيرًا لهذا الأمر وفرح النَّبي عليه السَّلام، وبعد مرور مدّة الحمل ولدت السَّيدة هاجر مولودها، وفرح إبراهيم -عليه السَّلام- بهذا المولود فرحًا كبيرًا.
والسيدة سارة أيضا ماجت نفسها حسرات أنها لم تنجب وبلغت التسعين من عمرها فهل يضيع منها الزوج والأمل ولكنه الاختيار الإلهي لثلاثتهم الزوج الذي يفارق الابن الذي طالما انتظره والأم التي تواجه مصيرا مجهولا لا تعرف ماذا سيحدث لها والزوجة الأولى التي انقلبت لياليها واشتدت غيرتها وهي لا تملك من نفسها شيئا وهي التي زوجته إياها. وفي الحديث الشريف إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. وينطلق سيدنا إبراهيم بعيدا فتسأله السيدة هاجر آلله أمرك بهذا؟ قال نعم قالت إذن لا يضيعنا ثم رجعت. إنها الزوجة المؤمنة العظيمة التي تملأ قلبها الثقة بالله عز وجل ويملأ نفسها الطاهرة الإيمان به وبأنه سبحانه وتعالى لن يضيعها أبدا. ما أروع ما قالته وما أحسن ظنها بربها وما أعظم صبرها فها هي الساعات تمر وجعلت هاجر أم إسماعيل ترضع ولدها وتشرب من الماء حتى نفد ما في السقاء فعطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه وهو يتلوى من شدة العطش فابتعدت عنه وظنت أنه ميت فكرهت أن تراه وهو يموت وظلت تهرول نحو الصفا أقرب جبل إليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلا تجد فتهبط من جبل الصفا وتهرول مرة أخرى وتصل إلى الطرف الآخر عند جبل المروة وتستقبل قمته وتنظر هل من أحد هل من معين فلا تجد أحدا وتفعل ذلك مرة تلو الأخرى حتى بلغت سبعا وبلغ جهدها الذروة فسمعت صوتا حسبته نفسها فإذا هو صوت الفرج ومعجزة الله لأمته الصالحة وأم نبيه الصالح.
ولقد صار الجو ملائمًا ومناسبًا قبيل البعثة حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم أثّر في محيط هؤلاء تأثير الضغط العالي؛ فكأن هذه الأرواح العالية شعرت بمشاعرها وحواسها وبلطائفها وحدْسِها بقرب هطول الرحمة الإلهية؛ فراحوا يبشرون من حولهم بهذه البشارة، ونظن أنّ رسولنا الذي أوتي الشفاعة العظمى يوم القيامة لن ينسى هؤلاء الأشخاص الذين استقبلوه بإخلاص ليأخذ بأيديهم في ذلك اليوم ويرقى بهم إلى عالمه النوراني السعيد، فيكون سببًا لأمنهم وسعادتهم؛ ومثلهم في النجاة فيما نظن من عاشوا في نور الحنيفية السمحة ومن لم يعبدوا الأصنام رغم ما في عهد الفترة من ظلام. هذا الجانب من المسألة يتعلق بالماضي، وهناك جانب آخر يتعلق بيومنا الحالي، ويبدو أنه هو المقصود من السؤال. من هم أهل الفترة. يتعذّر إطلاق صفة "عهد الفترة" على زماننا وصفة "أهل الفترة" على إنسان اليوم حسب ما تقوله كتب علم الكلام؛ لكن العجلة في القطع بإطلاق مثل هذه الأحكام بلا رويّة كافية مخالفٌ لنظرة أهل السنة والجماعة وعدمُ احترام للرحمة الإلهية الشاملة الواسعة. لقد أدركنا عهدًا -خاصة في البلدان الأجنبية- غُيِّبت عنه شمس الإسلام مطلقًا، ومُحي من القلوب اسم الله ورسولِه، واستُعمل العِلم أداة كاذبةً لإنكار الخالق، وبُعث الكفر بوجهه القبيح في دُورِ العلم والعرفان بدلًا من أن تعلو كلمة الله والمعرفة الإلهية؛ واستُعمل العلم والحكمة منصة لسلاح يدكّ قلعة الإيمان ويجعلها أنقاضًا متراكمة بدلًا من أن يكونا طريقًا للوصول إلى الإيمان.
من هم أهل الفترة؟ وهل في زماننا أهل فترة ؟ - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام
إذاً: فالله جل وعلا لم يخلق شراً محضاً، بل خلق شراً نسبياً إضافياً. الحكمة من خلق إبليس
إن من الشرور التي تنسب إلى الله جل وعلا خلق إبليس, وإبليس هو من هو في الغواية والوسوسة وإضلال البشر، فإنه شر كله، ولكن إذا نظرت في الحكمة من خلقه، فإنك ستوقن بأن الله جل وعلا ما خلق إبليس إلا لحكمة عالية بليغة تابعة لهذا الشر، فالله حكم عدل لا يساوي بين المفترقين، ولا يجعل صف الكفار مع صف المسلمين، قال تعالى: أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [الصافات:153-154]. ويوضح ذلك أن الله جل وعلا جعل إبليس يوسوس لهذا ويغوي هذا، حتى يميز بين المؤمن المخلص الذي باع نفسه لله جل وعلا، والذي لا يستجيب لهذه الغواية، وبين الذي يتبع نفسه شهواتها، ويتبع إبليس فيما يوسوس له. من هم أهل الفترة؟ وهل في زماننا أهل فترة ؟ - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام. الحكمة من خلق الكفر
إن الله لا يحب الكفر ولا يريده، ولكنه شاءه كوناً لحكمة عالية بليغة، وهي: أن يتحقق علم الله جل وعلا في أن الخلق منهم المؤمن ومنهم الكافر, وهذا الشر الذي خلقه الله جل وعلا لم يكن شراً محضاً، ولكنه شر نسبي إضافي، أي: بالنسبة للشخص الذي نزل عليه هذا البلاء، أو نزل عليه هذا الشر, فهو شر بالنسبة له، أما لغيره فهو خير.
من هم أهل الفترة
ومن سمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالإسلام عن طريق التلفاز ومات ولم يكن على علم بحقيقة الإسلام، فإننا نحكم عليه في الدنيا بالكفر، ونجري عليه أحكام الكفار من عدم جواز الصلاة عليه، وعدم دفنه في مقابر المسلمين، وعدم إرثه من قريبه المسلم، وغير ذلك من الأحكام، وأما في الآخرة: فقد بينا حاله في الفتوى المشار إليها آنفا، وقولك في سؤالك: هل يعتبر من أهل الكتاب أم كافر ـ ربما يفهم منه أنك لا تعتبر أهل الكتاب كفارا، ولا شك أن أهل الكتاب كفار، وقد بينا أدلة هذا في الفتوى رقم: 2924. ومن أحسن ما وقفنا عليه من كلام أهل العلم في بيان حال أهل الفترة وهل يعذبون أولا ما قاله السيوطي في الحاوي فقد قال رحمه الله تعالى: ولما دلت القواطع على أنه لا تعذيب حتى تقوم الحجة علمنا أنهم غير معذبين، فإن قلتَ: صحت أحاديث بتعذيب أهل الفترة كصاحب المحجن وغيره، قلتُ: أجاب عن ذلك عقيل بن أبي طالب بثلاثة أجوبة:
الأول: أنها أخبار آحاد، فلا تعارض القاطع. الثاني: قصر التعذيب على هؤلاء والله أعلم بالسبب. الثالث: قصر التعذيب المذكور في هذه الأحاديث على من بدل وغير الشرائع وشرع من الضلال ما لا يعذر به. فإن أهل الفترة ثلاثة أقسام:
الأول: من أدرك التوحيد ببصيرته ثم من هؤلاء:
1ـ من لم يدخل في شريعته كقس بن ساعدة، وزيد بن عمرو بن نفيل.
وإنما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ليتسلى به ويعلم أن الحكم ليس خاصا بأبيه، ولعل هذين بلغتهما الحجة؛ أعني أبا الرجل وأبا النبي صلى الله عليه وسلم، فلهذا قال النبي عليه السلام: « إن أبي وأباك في النار »، قالهما عن علم عليه الصلاة والسلام؛ لأنه لا ينطق عن الهوى، قال الله سبحانه وتعالى: { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى. مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى. وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى.