انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 22 /
335). وبهذا يتبين أن المراد أن تقال الجملة كاملة ، مائة مرة ، على الصفات التي مر
ذكرها. ويراجع في تعدد صيغ الأذكار الجواب رقم ( 140759). ثانيًا:
تسبيح الله هو تنزيهه عن كل ما لا يليق بجلاله من النقائص. قال النووي في شرح صحيح مسلم (9/160): " معنى التسبيح التنزيه عما لا يليق به
سبحانه وتعالى من الشريك والولد والصاحبة ، والنقائص مطلقًا "
انتهى. وأما تحميد الله فهو الثناء عليه ووصفه بصفات الكمال والتعظيم. ومعنى اسم الله العظيم أنه: ذو العظمة والجلال في ملكه وسلطانه عز وجل ، وأن كل ما
دونه من خلقه يصغرون عن عظمته ، ويُحقَرون في جانب جلاله. انظر: تفسير "جامع البيان " للطبري (3/9) ، و" اشتقاق أسماء الله " للزجاجي ص111. و" تفسير أسماء الله " للزجاج ص46. ويعد قول: "سبحان الله وبحمده " من أجمع ألفاظ الذكر لاشتماله على معاني التنزيه
والتهليل والتحميد والتكبير. قال الحافظ ابن حجر: " ويمكن أن يكون قوله " سبحان الله وبحمده " مختصرًا من
الكلمات الأربع وهي: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ؛
لأن " سبحان الله " تنزيه له عما لا يليق بجلاله وتقديس لصفاته من النقائص ، فيندرج
فيه معنى لا إله إلا الله ، وقوله " وبحمده " صريح في معنى والحمد لله لأن الإضافة
فيه بمعنى اللام في الحمد ، ويستلزم ذلك معنى الله أكبر ؛ لأنه إذا كان كل الفضل
والإفضال لله ومن الله وليس من غيره شيء من ذلك فلا يكون أحد أكبر منه " انتهى.
- سبحان الله العظيم png
سبحان الله العظيم Png
الحمد لله. أولاً:
لم نقف على اللفظ الذي ذكره السائل في سؤاله في رواية تصح عن النبي صلى الله عليه
وسلم ، وإنما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ ،
حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ، سُبْحَانَ
اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ) أخرجه البخاري (6406) ومسلم (2694). وفي هذه الرواية لا تقييد لقول هاتين الكلمتين بعدد معين ، أو زمان معين ، بل
يشرع قولهما مطلقًا بأي عدد وفي أي وقت. وصح - أيضا - عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: ( مَنْ
قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ
مَرَّةٍ ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ
إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ) أخرجه مسلم (2692). ولم يُذكر في هذه الرواية المقيدة لتوقيت الذكر وعدد مراته: قول: " سبحان الله
العظيم " ، وإنما اقتصر الحديث على الجملة الأولى منه فقط: " سبحان الله وبحمده ". وأقرب إلى ما جاء في السؤال ، قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ
قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ
مِائَةَ مَرَّةٍ ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ
بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ).
الأسئلة:
س: حديث سعد بن أبي وقاص صحيح؟
الشيخ: ما أذكر في سنده مقال، لكن يكفي فضل الذكر، يكفي الأحاديث الصحيحة الدالة على هذا الشيء. الطالب: في تخريجه أحسن الله إليك؟
الشيخ: عندك التخريج عليه: حديث سبحان الله عدد ما خلق في السماء ؟
الطالب: الشيخ سليم الهلالي. الشيخ: أيش قال عليه؟
الطالب: قال: ضعيف أخرجه أبو داود والترمذي بإسناد ضعيف، فيه خزيمة راويه عن عائشة بنت طلحة وهو مجهول، وأصل الحديث عند مسلم من حديث جويرية دون ذكر النوى والحصى مما يدل على نكارة هذا اللفظ. الشيخ: حديث جويرية في مسلم: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات وعلى كل حال الإكثار من ذكر الله مطلوب. س: ذكر النوى والحصى؟
الشيخ: لا بأس به، لا بأس تسبح بالنوى أو بالعقد أو بالسبحة لكن الأصابع أفضل. س: الضابط في الاسم متى يكون تزكية ليغير؟
الشيخ: الإنسان يتحرى الأسماء الطيبة ويسمي بها، وأحسنها ما عبد لله، وأسماء الأنبياء كلها طيبة الأصل السلامة إلا ما عبد لغير الله. س: حديث أبي الدرداء الذي ورد في تفضيل ذكر الله على كثير من الأعمال، على ماذا يحمل، وردت في بعض الأحاديث تفضيل الجهاد؟
الشيخ: مثل ما قال ابن القيم على من فعل تلك الأعمال غافلا عن ذكر الله، من فعلها غافلا عن ذكر الله فالذاكر أفضل منه، ومن فعلها مع ذكر الله ومع الإخلاص لله فهو أفضل لأنه جمع بين الخصلتين.