[١٠]
يتخذ: من اتخذ ويتخذ اتخاذًا، الفاعل متَّخِذ والمفعول متَّخَذ، ومعنى اتَّخذه صديقًا: أي جعله صديقًا له وصيَّره، وهو من الأفعال التي تنصب مفعولين، اتَّخذَ موقفًا سلبيًا: اعتمدَ واعتنق، اتَّخذ التدابير: قام بها وأداها وأعدَّها. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة البقرة - قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا - الجزء رقم2. [١١]
دون: تكون بمعنى خسيس وحقر، رجل دون: حقير، وتأتي ظرف مكانٍ معربًا، ضربه دون سبب: ضربه بلا سبب ومن غير سبب، فلانٌ دون فلان: أي أدنى منه، أشعة دون الحمراء: تحت الحمراء، وصل دونهم: أي وصل وحده من غيرهم، ذهبَ دون صديقه: ذهب لوحده وترك صديقه. [١٢]
أندادًا: جمع كلمة ندّ، والجمع أنداد ونُدَداء، ومؤنثه نديدة، وجمع المؤنث ندائد ونديدات، والندُّ هو النظير والمثل والشبيه، والأنداد المعبودات التي تُعبد من دون الله. [١٣]
إعراب آية: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا
يوضِّح إعراب المفردات والكلمات موقع ووظيفة كل كلمة، وبالتالي تحديد المعنى الذي تحمله بشكل دقيق، وقد أولى العلماء هذا المجال اهتمامًا كبيرًا بحثًا ودراسةً لإعراب القرآن الكريم وأُفردت له كتب مستقلة، وفيما يأتي لا بدَّ من ذكر إعراب آية: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا: [١٤]
ومن: الواو حرف عطف، من: حرف جر.
- قوله تعالى : ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ﴾ - الكلم الطيب
- إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة البقرة - قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا - الجزء رقم2
- 30- باب قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً...}
- ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ﴾ ترتيل خاشع للقارئ ياسر الدوسري حفظه الله - YouTube
- معنى آية: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا، بالشرح التفصيلي - سطور
قوله تعالى : ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ﴾ - الكلم الطيب
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الدار الآخرة ، حيث جعلوا [ له] أندادا ، أي: أمثالا ونظراء يعبدونهم معه ويحبونهم كحبه ، وهو الله لا إله إلا هو ، ولا ضد له ولا ند له ، ولا شريك معه. ﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ﴾ ترتيل خاشع للقارئ ياسر الدوسري حفظه الله - YouTube. وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال: قلت: يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال: " أن تجعل لله ندا وهو خلقك ". وقوله: ( والذين آمنوا أشد حبا لله) ولحبهم لله وتمام معرفتهم به ، وتوقيرهم وتوحيدهم له ، لا يشركون به شيئا ، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه ، ويلجئون في جميع أمورهم إليه. ثم توعد تعالى المشركين به ، الظالمين لأنفسهم بذلك فقال: ( ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا). قال بعضهم: تقدير الكلام: لو عاينوا العذاب لعلموا حينئذ أن القوة لله جميعا ، أي: إن الحكم له وحده لا شريك له ، وأن جميع الأشياء تحت قهره وغلبته وسلطانه ( وأن الله شديد العذاب) كما قال: ( فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) [ الفجر: 25 ، 26] يقول: لو علموا ما يعاينونه هنالك ، وما يحل بهم من الأمر الفظيع المنكر الهائل على شركهم وكفرهم ، لانتهوا عما هم فيه من الضلال.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة البقرة - قوله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا - الجزء رقم2
قال الفراء: أنشدني أبو تراب: أحب لحبها السودان حتى حببت لحبها سود الكلاب
ومن في قوله من يتخذ في موضع رفع بالابتداء ويتخذ على اللفظ ، ويجوز في غير القرآن " يتخذون " على المعنى ويحبونهم على المعنى و " يحبهم " على اللفظ ، وهو في موضع نصب على الحال من الضمير الذي في يتخذ أي محبين ، وإن شئت كان نعتا للأنداد ، أي محبوبة. والكاف من كحب نعت لمصدر محذوف ، أي يحبونهم حبا كحب الله. والذين آمنوا أشد حبا لله أي أشد من حب أهل الأوثان لأوثانهم والتابعين لمتبوعهم. وقيل: إنما قال والذين آمنوا أشد حبا لله لأن الله تعالى أحبهم أولا ثم أحبوه. ومن شهد له محبوبه بالمحبة كانت محبته أتم ، قال الله تعالى: يحبهم ويحبونه. وسيأتي بيان حب المؤمنين لله تعالى وحبه لهم في سورة " آل عمران " إن شاء الله تعالى. قوله تعالى: ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب قراءة أهل المدينة وأهل الشام بالتاء ، وأهل مكة وأهل الكوفة وأبو عمرو بالياء ، وهو اختيار أبي عبيد. 30- باب قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً...}. وفي الآية إشكال وحذف ، فقال أبو عبيد: المعنى لو يرى الذين ظلموا في الدنيا عذاب الآخرة لعلموا حين يرونه أن القوة لله جميعا. ويرى على هذا من رؤية البصر.
30- باب قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً...}
أما الحب الطبيعي: حب النساء، حب المال، هذا ليس له دخل في العبادة، إنما حب العبادة الذي يتضمن الخضوع والذل والانكسار وطلب الحاجات؛ هذا هو حب العبادة الذي فرضه الله على عباده أن يحبوا ربهم حبًا كاملاً، بل يجب أن يكون أحب إليهم من كل شيء، من الأهل والمال، ولهذا في الحديث: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار. والمقصود من هذا أن الواجب إخلاص المحبة لله محبة العبودية، وأنه لا يجوز أن يُحب مع الله لا ملك ولا نبي ولا شجر ولا حجر محبة معناها التعبد، معناها اعتقاد العبودية فيه وأنه ينفع ويضر، أو أنه يصلح للعبادة، أو أنه يخاف ويُرجى أو أنه يصلي له ويسجد أو ما أشبه ذلك محبة العبادة.
﴿ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ﴾ ترتيل خاشع للقارئ ياسر الدوسري حفظه الله - Youtube
واعلم أن المراد إنكار محبتهم الأنداد من أصلها لا إنكار تسويتها بحب الله تعالى ، وإنما قيدت بمماثلة محبة الله لتشويهها وللنداء على انحطاط عقول أصحابها ، وفيه إيقاظ لعيون معظم المشركين وهم الذين زعموا أن الأصنام شفعاء لهم كما كثرت حكاية ذلك عنهم في القرآن ، فنبهوا إلى أنهم سووا بين محبة التابع ومحبة المتبوع ، ومحبة المخلوق ومحبة الخالق لعلهم يستفيقون فإذا ذهبوا يبحثون عما تستحقه الأصنام من المحبة وتطلبوا أسباب المحبة وجدوها مفقودة كما قال إبراهيم عليه السلام يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا مع ما في هذا الحال من زيادة موجب الإنكار. [ ص: 92] وقوله والذين آمنوا أشد حبا لله أي أشد حبا لله من محبة أصحاب الأنداد أندادهم ، على ما بلغوا من التصلب فيها ، ومن محبة بعضهم لله ممن يعترف بالله مع الأنداد ، لأن محبة جميع هؤلاء المحبين وإن بلغوا ما بلغوا من التصلب في محبوبيهم لما كانت محبة مجردة عن الحجة لا تبلغ مبلغ أصحاب الاعتقاد الصميم المعضود بالبرهان ، ولأن إيمانهم بهم لأغراض عاجلة كقضاء الحاجات ودفع الملمات ، بخلاف حب المؤمنين لله فإنه حب لذاته وكونه أهلا للحب ، ثم يتبع ذلك أغراض أعظمها الأغراض الآجلة لرفع الدرجات وتزكية النفس.
معنى آية: ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا، بالشرح التفصيلي - سطور
التوبة ( 24) ---------------- قال ابن كثير: " أي إن كانت هذه الأشياء ﴿ أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا ﴾ أي فانتظروا ماذا يحل بكم من عقابه ونكاله بكم ". وقال مجاهد والحسن ـ رحمهما الله ـ في تفسير قوله تعالى: ﴿ حتى يأتي الله بأمره ﴾: " بعقوبة آجلة أو عاجلة ". وقال الزمخشري في تفسير هذه الآية: " وهذه آية شديدة لا نرى أشد منها ". وعن أنس أن رسول الله قال: ( لا يؤمن أحكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين). أخرجاه: البخاري ( 15) ومسلم ( 44) ---------------- ( لا يؤمن) قال ابن حجر: " والمراد بالنفي: كمال الإيمان ". ( وولده ووالده) قال الحافظ: " وذكر الولد والوالد أدخل في المعنى لأنهما أعز على العاقل من الأهل والمال ، بل ربما يكونان أعز من نفسه ، وذكر الناس بعد الوالد والولد من عطف العام على الخاص وهو كثير "
ولهما عنه قال: قال رسول الله: ( ثلاثُ من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار). رواه البخاري ( 16) ومسلم ( 43) ---------------- ( ثلاث) أي ثلاث خصال.
{والذين آمنوا أشد حباً لله} وقيل إنما قال {والذين آمنوا أشد حباً لله} لأن الله تعالى أحبهم أولاً ثم أحبوه ومن شهد له المعبود بالمحبة كانت محبته أتم، قال الله تعالى: {يحبهم ويحبونه} [54-المائدة]. قوله تعالى: {ولو يرى الذين ظلموا} قرأ نافع وابن عامر ويعقوب (ولو ترى) بالتاء وقرأ الآخرون بالياء وجواب لو هاهنا محذوف ومثله كثير في القرآن كقوله تعالى {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به} [الرعد-31] يعني لكان هذا القرآن، فمن قرأ بالتاء: معناه ولو ترى يا محمد الذين ظلموا أنفسهم من شدة العذاب لرأيت أمرأً عظيماً، وقيل: معناه قل يا محمد: أيها الظالم لو ترى الذين ظلموا أو أشركوا في شدة العقاب لرأيت أمراً فظيعاً، ومن قرأ بالياء: معناه ولو يرى الذين ظلموا أنفسهم عند رؤية العذاب أو لو رأوا شدة عذاب الله وعقوبته حين يرون العذاب لعرفوا مضرة الكفر وأن ما اتخذوا من الأصنام لا ينفعهم. قوله تعالى: {إذ يرون} قرأ ابن عامر بضم الياء والباقون بفتحها. {العذاب أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب} أي بأن القوة لله جميعاً معناه لرأوا وأيقنوا أن القوة لله جميعاً. وقرأ أبو جعفر ويعقوب (إن القوة) و (إن الله) بكسر الألف على الاستئناف والكلام تام عند قوله {إذ يرون العذاب} مع إضمار الجواب.