مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 25/6/2016 ميلادي - 20/9/1437 هجري
الزيارات: 156459
ما معنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
((من شر ما خلق وذرأ وبرأ))؟
تأمَّلتُ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((أصبحنا وأصبح المُلك لله، والحمد لله، أعوذ بالله الذي يُمسِك السماء أن تقع على الأرض إلَّا بإذنه، من شرِّ ما خلَق وذرَأ وبرَأ)). وقلت: ما الفرق بين قوله: "خلق - ذرأ - برأ"؟
فرأيتُ أن هذا الدعاء المبارك الذي نردِّده في الصباح والمساء كما علَّمنا نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم - يتضمَّن معنى الاستعاذة من جميع المخلوقات؛ من إنس، وجن، وهوامَّ، وسِباع، وغيرها من سائر المخلوقات. ما معنى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (من شر ما خلق وذرأ وبرأ)؟. وبيان ذلك بالآتي:
• من شر ما خلق: معنى الخالق: الذي يُخرِج من العدم إلى الوجود، والخالق: المقدِّر؛ فأنت بهذه الكلمة تستعيذ من شرِّ جميع المخلوقات. • ومعنى ذرَأ ؛ كما قال الراغب: "الذرء: إظهار الله تعالى ما أبداه، يُقال: ذرأ الله الخلقَ؛ أي: أوْجَد أشخاصهم". قال ابن الأثير: "ذرأ: إذا خلقهم، وكأن الذرء مختصٌّ بِخَلْق الذُّرية". ومنه قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المؤمنون: 79]. فأنت بهذه الكلمة ( ذرأ) تَستعيذ من شرِّ الإنس والجن.
- اعوذ بالله من شر ما خلق من
- اعوذ بالله من شر ما خلق وذرا وبرا
- اعوذ بالله من شر ما خلق محمود يسمى هذا
- اعوذ بالله من شر ما خلق الله
- اعوذ بالله من شر ما خلق عظيم
اعوذ بالله من شر ما خلق من
دعاء أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
لا شك أن هذا دعاء اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ يحتوي على بعض المعاني العميقة والقيّمة، ومنها:
ضرورة الإلتجاء إلى الله تعالى في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ يتعرض لها الإنسان في حياته من مُعوقات أو مشاكل أوهمٌ قد ألمّ به، فهو سبحانه وتعالى القادر على أن يصرفه عنه ويُفرج عنه ما هو فيه. اعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق - YouTube. الاستعاذة بكلمات الله تعالى من الأدعية التي تُحبط عمل الشيطان، فهو يتربص بالإنسان ليل نهار ويكيد له المكائد ويريد أن يوقعه في الخطأ والأذى النفسي والبدني على طول الأوقات ولا منجاة له إلا بدعائه الذي يتضرع من خلاله لمولاه عز وجل. التفسير لمعاني كلمات الدعاء والأحاديث هو أمرٌ هام، فلا يردد المسلم الدعاء دونما معرفة المعنى ودونما استحضار نية حسنة ولكن يجب أن يكون له من ذلك التفسير نصيب؛ حتى يتحقق له ما يريده. تتبُع أثر النبي –صلى الله عليه وسلم- من أهم ما يأخذ به الإنسان بيد العزم في هذه الحياة الدنيا، حيث لم تترك السُنّة شاردة ولا واردة إلا وأحصتها وأوردتها. يتضح لنا أهمية دعاء اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ فهو يُحصن الإنسان ويحميه من كل سوء، وليس أدلّ على ذلك من نزول جبريل –عليه السلام- لتلقين النبي –صلى الله عليه وسلم- هذا الدعاء لما فيه من أهميةٍ خاصة.
اعوذ بالله من شر ما خلق وذرا وبرا
من شر ما خلق: من كل مخلوق فيه شر. قوله: "من شر ما خلق"، أي: من شر الذي خلق، لأن الله خلق كل شيء: الخير والشر، ولكن الشر لا ينسب إليه، لأنه خلق الشر لحكمة، فعاد بهذه الحكمة خيراً، فكان خيراً. وعلى هذا تكون "ما" موصولة لا غير، أي: من شر الذي خلق، لأنك لو أولتها إلى المصدرية وقلت: من شر خلقك، لكان الخلق هنا مصدراً يجوز أن يراد به الفعل، ويجوز أيضاً المفعول، لكن لو جعلتها اسماً موصلاً تعين أن يكون المراد بها المفعول، وهو المخلوق. اعوذ بالله من شر ما خلق عظيم. وليس كل ما خلق الله فيه شر، لكن تستعيذ من شره إن كان فيه شر، لأن مخلوقات الله تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي: شر محض، كالنار وإبليس باعتبار ذاتيهما، أما باعتبار الحكمة التي خلقهما الله من أجلها، فهي خير. خير محض، كالجنة، والرسل، والملائكة فيه شر وخير،كالإنس، والجن، والحيوان. وأنت إنما تستعيذ من شر ما فيه شر. قال ابن القيم رحمه الله: أي من كل شر في أي مخلوق قام به الشر من حيوان أو غيره، إنسياً أو جنياً، أو هامة أو دابة، أو ريحاً أو صاعقة، أو أي نوع من أنواع البلاء في الدنيا والآخرة. و ما ههنا موصولة وليس المراد بها العموم الإطلاقي، بل المراد التقييدي الوصفي، والمعنى: من شر كل مخلوق فيه شر، لا من شر كل ما خلقه الله، فإن الجنة والملائكة والأنبياء ليس فيهم شر، والشر يقال على شيئين: على الألم، وعلى ما يفضي إليه.
اعوذ بالله من شر ما خلق محمود يسمى هذا
رواه البخاري (3371). والله أعلم.
اعوذ بالله من شر ما خلق الله
يرحل: ينتقل. لم يضره شيء: لم يصبه أذى ولا ما يؤدّي إلى الأذى. اعوذ بالله من شر ما خلق محمود يسمى هذا. الشرح الإجمالي: تخبرنا خولة بنت حكيم (رضي الله عنها) بأن النبي صلى الله عليه وسلم سن للمسلمين هذه الاستعاذة عوضا عن الاستعاذة بالجن وغيرهم من المخلوقات، وأخبر أن من استعاذ واعتصم بكلمات الله الكاملة المنزهة عن كل نقص وعيب، فإن الله سيكفيه شر كل مخلوق فيه شر حتى ينتقل من مكانه الذي استعاذ فيه. قوله: "لم يضره شيء"، نكرة في سياق النفي، فتفيد العموم من شر كل ذي شر من الجن والإنس وغيرهم والظاهر الخفي حتى يرتحل من منزله، لأن هذا خبر لا يمكن أن يتخلف مخبره، لأنه كلام الصادق المصدوق، لكن إن تخلف، فهو لوجود مانع لا لقصور السبب أو تخلف الخبر. ونظير ذلك كل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأسباب الشرعية إذا فعلت ولم يحصل المسبب، فليس ذلك لخلل في السبب، ولكن لوجود مانع، مثل: قراءة الفاتحة على المرضى شفاء، ويقرأها بعض الناس ولا يشفى المريض، وليس ذلك قصوراً في السبب، بل لوجود مانع بين السبب وأثره والشاهد من الحديث: قوله: "أعوذ بكلمات الله". والمؤلف يقول في الترجمة: الاستعاذة بغير الله، وهنا استعاذة بالكلمات، ولم يستعذ بالله، فلماذا؟ أجيب: أن كلمات الله صفة من صفاته، ولهذا استدل العلماء بهذا الحديث على أن كلام الله من صفاته غير مخلوق، لأن الاستعاذة بالمخلوق لا تجوز في مثل هذا الأمر، ولو كانت الكلمات مخلوقة ما أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الاستعاذة بها.
اعوذ بالله من شر ما خلق عظيم
والمراد بالكلمات هنا: الكلمات الكونية والشرعية. التامات: الكاملات المنزهات عن كل نقص وعيب. قوله: "التامات"، تمام الكلام بأمرين:
الصدق في الأخبار. العدل في الأحكام. قال القرطبي: قيل: معناه الكاملات التي لا يلحقها نقص ولا عيب، كما يلحق كلام البشر. وقيل معناه: الشافية الكافية. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق (مطوية). وقيل الكلمات هنا هي القرآن. فإن الله أخبر عنه بأنه "هدى وشفاء" وهذا الأمر على جهة الإرشاد إلى ما يدفع به الأذى. ولما كان ذلك استعاذة بصفات الله تعالى كان من باب المندوب إليه المرغب فيه، وعلى هذا فحق المستعيذ بالله أو بأسمائه وصفاته أن يصدق الله في التجائه إليه، ويتوكل في ذلك عليه، ويحضر ذلك في قلبه، فمتى فعل ذلك وصل إلى منتهى طلبه ومغفرة ذنبه. قال شيخ الإسلام رحمه الله: وقد نص الأئمة كأحمد وغيره على أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق. وهذا مما استدلوا به على أن كلام الله غير مخلوق. قالوا: لأنه ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه استعاذ بكلمات الله وأمر بذلك، ولهذا نهى العلماء عن التعازيم والتعاويذ التي لا يعرف معناها خشية أن يكون فيها شرك. وقال ابن القيم: ومن ذبح للشيطان ودعاه، واستعاذ به وتقرب إليه بما يجب فقد عبده، وإن لم يسم ذلك عبادة ويسميه استخداماً، وصدق، هو استخدام من الشيطان له، فيصير من خدم الشيطان وعابديه، وبذلك يخدمه الشيطان، لكن خدمة الشيطان له ليست خدمة عبادة، فإن الشيطان لا يخضع له ولا يعبده كما يفعل هو به.
وقد بوّب عليه ابن السني في عمل اليوم والليلة: باب من يخاف من مردة الشياطين. وبوّب عليه ابن أبي شيبة: باب فِي الرَّجُلِ يَفْزَعُ مِن الشّيءِ. وبوّب عليه الهيثمي في غاية المقصد: باب ما يقول إذا رأى الشياطين. ولا حرج في قراءة هذا الذِّكر صباحا ومساء؛ للتحصن من كيد الشياطين. والله تعالى أعلم.