الزوجة الصالحة كنز الرجل
فإنَّ مِن نِعَمِ الله الدينيةِ والدنيويةِ على العَبدِ الصالحِِِِ.. أن يَسَّرَ له مَن يُعِينُه في حياتِه على أداءِ مُهِمَّتِه في عِمارةِ الأرضِ بالعِبادة وطاعةِ الله، ورِعايَةِ الأبناءِ وتربيةِ النشءِ تربيةً صالحةً. وقد كانت مَعرَكةُ الشَّرِّ التي شَنَّها الشيطانُ على الإنسانِ تشمَلُ الحربَ على آدم عليه السلام وزوجِه معا، وعلى كلِّ بني آدم وذُريَّاتِهم، ثم كان التكليف مشتركا، والبلاء مشتركاً.. وكانت الزوجة الصالحةُ خيرَ مُعِين لزوجِها على تطاوُلِ القرونِ والأزمانِ؛ وقد سجَّل تاريخُ السيرة النبوية ذلك في مُؤازَرةِ خديجة رضي الله عنها لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم في بدايةِ الوحي، وأم سلمة في الحديبية، وسائر أمهات المؤمنين في كثيرٍ مِن مَواقِفِهن رضي الله عنهن جميعا. وقد ذَكَّرَ الله عِبادَه بِما بَثَّهُ بين الزَّوجَيْن مِن مَحَبةٍ وشَفَقةٍ وأُلْفةٍ ورَحْمةٍ، فقال الله عزَّ وجَلَّ: (ومِن آياتِه أنْ خَلقَ لكم مِن أنفُسِكم أزواجاً لِتَسكُنُوا إليها وجَعلَ بينَكم مَودةً ورحمةً إنَّ في ذلك لآياتٍ لِقومٍ يتفكَّرُون). ( الروم 21) وقال تعالى: (يا أيها الناسُ اتقوا ربَّكم الذي خَلقَكم مِن نفسٍ واحدةٍ وخَلقَ منها زوجَها) الآية، وقال في هذه الآية الكريمة: (وجَعلَ منها زوجَها لِيَسْكُنَ إليها) أي: لِيألَفَها ويَسْكُنَ بها، كقولِه تعالى: (ومِن آياتِه أنْ خَلقَ لكم مِن أنفُسِكم أزْواجاً لِتَسْكُنُوا إليها وجَعلَ بينَكم مَوَدةً ورحمةً)؛ فلا أُلْفةَ بين رُوحَيْن أعْظم مِمَّا بين الزَّوجَيْن؛ ولهذا ذكرَ تعالى أنَّ الساحِرَ ربَّما تَوَصَّلَ بِكَيْدِه إلى التفرِقةِ بين المرءِ وزَوجِه".
الزوجة الصالحة كنز الرجل الجاري 585
والمرأة ان وعت معنى الطاعة وأدتها بحقها فإنها تملك قلب زوجها, وتكسب ثقته ودوام حبه, فيقابلها بأضعاف ما أعطته حتى يصير الأمر وكأنه هو الذي يعطيها, ويلبي رغبتها, قليل من النساء من يفهمن ذلك, وأقل منهن من تعمل به, لا شك أن الطاعة تقوي أواصر المحبة بين الزوجين, وعندما تحب الزوجة زوجها ستؤدي جميع حقوق زوجها عليها, وما ذلك إلا صورة عملية وإشعاراً لزوجها بالحب الذي إستقر في قلبها, لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدنيا متاعها المرأة الصالحة, إذا نظرت إليها سرَتك وإذا أمرتها أطاعتك, وإذا أقسمت أبرًَتك, وأذا غبت عنها حفظتك في عرضها ومالها. إنها الزوجة الصالحة التي تبتسم لزوجها حينما ينظر إليها فلا تقطيب للحاجبين, ولا نظرات شرزة بل ابتسامات مفعمة بالحب والبشر. فبيت الزوجية ليس مملكة يتخاصم ويتنافس سكانها أيهم يفرض رأيه, بل بالتفاهم والتشاور تتخذ القرارات وتحلَ العقد. من طاعة الزوج أن لا تصوم المرأة نفلاً (إستحباباً) إلا بإذنه, ولا تخرج إلا بإذنه ولا تأذن لأحد في بيته إلا بإذنه, ولا تتصرف إلا بإذنه, وتقيم مع زوجها في مسكنه, وهذا على سبيل المثال لا الحصر. إذ إن المرأة لا تؤدي حق ربها حتى تؤدي حق زوجها, وأهمها الطاعة.
الزوجة الصالحة كنز الرجل الجاري 575
إذ كيف للأب أن يقول مثل ذلك الكلام ، والرجل لا يأتي إلى زوجته ، إلا بأنواع متواضعة جدًا من الطعام ، حتى اللحوم ، والفاكهة ، فلم تدخل إلى بيتهما طيلة بضعة شهور سابقة ، فكيف ذلك ، أخذ يفكر إن كان الأب يستنكر عليه ذلك مثلًا بطريقته. ظل الرجل منشغلًا بالأمر ، حتى عاد إلى بيته ، ونادى على زوجته ، فسألها عن الأمر ، وأخبرها بما حدثه به والدها ، فنظرت الزوجة إلى زوجها بحياء ، ولطف ، ثم أخبرته ، بأنها كلما ذهبت إلى بيت أهلها ، كانوا يقدمون إليها أنواعًا ، وألوانًا ، وأشكالًا من أفخم ، وأروع الطعام ، والفاكهة. إلا أنالزوجة ، على الرغم من ذلك ، كانت تعرض عنه ، ولم تقبل أن تتناول منه شيئًا ، وكانوا إذا سألوها عن السبب ، تخبرهم بأنها قد ملت تلك الأصناف كلها ، لأن زوجها لا يكف عن جلبها لها ، لدرجة أنها تشتهي الأطعمة العادية المتواضعة ، إلا أن زوجها لا يكف عن جلب تلك الأطعمة الفخمة ، فنعم الزوجة الصالحة. للحصول على تفسير لحلمك.. حمل تطبيقنا لتفسير الاحلام:
اجهزة الاندرويد: تفسير الاحلام من هنا
اجهزة الايفون: تفسير الاحلام من هنا
[٣]
مظاهر عفة المرأة
لقد أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة أنْ تصونَ وتَعِفَّ نفسها عن كل ما يخدِش من حيائها، ومن مظاهر عِفّة المرأة مع زوجها ما يأتي:
حُسن الأخلاق وطِيب المَعْشر
لقد أوجب الإسلام على المرأة أنْ تُطيع زوجها في ما يُرضي الله ورسوله، وأنْ تُحسِن معاملته ومعاشرته، وأنْ تمتنع عن فعل كل ما يَضيق به الرجل ويزعجه، فلا تعبس في وجهه ولا تكون في صورة يكره النظر إليها؛ لأنّ طاعة الزوج من الأعمال المُوجِبَة للجنّة. وقد قرن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- طاعة الزوج بإقامة الفرائض، فقال: (إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها وصامتْ شهرَها وحصَّنتْ فرْجَها وأطاعت بعلَها دخَلتْ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شاءتْ). [٤] [٥]
حفظ سمعة الزوج وصيانة عرضه
لقد ذكر الله عز وجل صفات المرأة الصالحة في القرآن ووصفها بأنّها حافظة للغيب، أي عندما يغيب الزوج عنها وعن بيتها، فإنّها تحفظ نفسها وعفّتها وتصون عرض زوجها وتحافظ على سمعته وترعى ماله وأولاده، قال تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ). [٦] [٧]
التزامها بالستر
إنّ الستر سمة من سمات المرأة العفيفة، وصفة من صفاتها النبيلة، ولقد أمر الله المسلمات بالستر أمام الأجانب وفرض عليهنّ الحجاب صيانةً لعفّتهنّ وحِفظًا لهنّ عن كل ما يُؤذيهنّ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).