الوقفة الرابعة: إن إحياء هذه الليلة إيمانًا واحتسابًا، هو سبب لمغفرة الذنوب؛ قال عليه الصلاة والسلام: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه)؛ رواه البخاري ومسلم. إن مغفرة ما سلف من ذنوبك هو مقابل ساعات معدودة خلال هذه الليالي المحدودة، إن هذا لهو الفضل العظيم والربح المبين، مع ما يُكتب لك من أجور مقابل أعمالك في إحياء هذه الليلة، فأنت بين كسب الحسنات وتكفير السيئات. الوقفة الخامسة: المقصود من إحياء تلك الليلة هو استثمارها بالطاعات، فاجعَل لك برنامجًا إيمانيًّا في تلك الليالي كلها، وحتى لا تمل، اجعله منوعًا، فالصلاة والدعاء والقرآن وسائر الذكر، والتدبر والصدقة وتعظيم الشعائر، وغير ذلك، كلها عبادات جليلة عظيمة، فكن في كل ليلة متنقلًا بين تلك العبادات، مُغلبًا جانب الصلاة؛ لأنها تشمل كثيرًا مما ذُكر، فانتبه لهذا وفَّقك الله. ليلة خير من ألف شهر.. الأدعية المستحبة في ليلة القدر. الوقفة السادسة: إن من القواطع في تلك الليلة: الأحاديث الجانبية الكثيرة والاطلاع على وسائل التواصل كثيرًا، خصوصًا للمعتكف، فإنها وأمثالها تسرق الوقت من حيث لا يشعر صاحبه، فالحريص الجاد يُقلل كثيرًا في تلك الليالي من هذه القواطع والموانع للوقت، فإنه ثمين جدًّا.
- ليلة خير من ألف شهر.. الأدعية المستحبة في ليلة القدر
ليلة خير من ألف شهر.. الأدعية المستحبة في ليلة القدر
ساعات قليلة تفصلنا عن العشر الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، هذه الأيام التي يطلق عليها أيام العتق من النار، تحمل ليلة عظيمة ومباركة وهي "ليلة القدر" التي تعتبر خير من ألف شهر، وعلينا جميعًا اغتنام هذه الليلة لما فيها من نفحات وخيرات. قيام ليلة القدر
قالت دار الإفتاء المصرية، أنه هناك الكثير من الأمور والوصايا التي يجب اتباعها والأخذ بها لإحياء ليلة القَدر واغتنامها بشتى الطرق وبكل العبادات. وأوضحت الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، هذه الوصايا التي من خلالها يتم إحياء ليلة القدر المباركة ومنها تجنب الإكثار في تناول الطعام حتى يستطيع المسلم القيام والطاعة، ومن ثم العزم على التوبة عند إحياء هذه الليلة الفضيلة. وأكدت على الإكثار من الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، والإقبال على الله عز وجل بكل جوارحك، حتى يصفو عقلك وقلبك من كل شيء سوى الله عز وجل، لافتة الابتعاد عن المشاحنة والعفو عن كل مَن أخطأ في حقك. وأشارت إلى التركيز على "الكيفية"، موضحة أنه ليس المهم أن تنهي 100 ركعة وقلبك ساهٍ لاهٍ، ناصحة بالإخلاص في الدعاء والقيام، فإنها أهم من عدد الركعات التي يكون قلبك فيها مشغولًا بغير الله.
الوقفة السابعة: معنى كلمة ( إيمانًا واحتسابًا) في الحديث في السابق - أن يجعل عمله موافقًا للسنة، وخالصًا لله تعالى، فهما شرطان عظيمان في كل عبادة، فالمرائي والمبتدع ليس لهم حظ مما ذُكر، وفي الحديث القدسي ورد: (تَركتُه وشركَه)، وفي حديث آخر: (وهو للذي أشرك)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ليس عليه أمرنا، فهو رَدٌّ)؛ أي: مردود على صاحبه، فاحرِص على الإخلاص في عباداتك، واجعلها موافقةً للسنة. الوقفة الثامنة: أخي الكريم، إن الطاعة قد يصحبها نوعٌ من المشقة والتعب، وهذا حاصل، لكني ألفتُ نظرك إلى أن المشقة للطاعة تزول في نهايتها، ويبقى أجرها وثوابها، وكذلك فكِّر في المكاسب قبل أن تُفكِّر في المتاعب، علمًا بأن ما تجده من متاعب وقواطع وموانع، إنما هي ابتلاءات لك، فاعقد العزم على الصبر والعمل، فإن الله تعالى كتب لك حينها الأجر العظيم والثواب الجزيل، فلا تُفرط فيه مقابل حاجات يُمكن تأجيلها أو الاستغناء عنها. الوقفة التاسعة: استشعر عظمة تلك الليالي وفكِّر في فضلها، وهل ستُدركها مرة أخرى؟ فإن هذا وأمثاله يدفعك إلى المسارعة إلى استثمارها والعمل الدؤوب فيها، خصوصًا إذا علمت أنها ليالي معدودات محدودات.