صفة جلوس النبي صلي الله علية وسلم عند الأكل من أكثر الأمور التي يجب اتباعها من قبل المسلمين عند تناول الطعام حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم مهتم وشديد الحرص على أن يصل لأصحابه وللمسلمين كافة التعاليم الإسلامية الخاصة بجميع نواحي الحياة، ومن كيفية الجلوس أثناء تناول الطعام. صفة جلوس النبي صلي الله علية وسلم عند الأكل
كان النبي يأكل ناصبًا ساقه اليمنى جالسًا على قدمه اليسرى، وكان عليه الصلاة والسلام لا يأكل الطعام وهو متكئ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا آكُلُ مُتَّكِئًا»، والسبب في ذلك أن وضعية الاتكاء تجعل الإنسان يأكل المزيد من الطعام ولا يشعر بالشبع، مما يسبب الضرر له. صفة جلوس النبي صلى الله عليه وسلم عند الشرب
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس عندما يشرب، فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أنَّهُ نَهَى أَنْ يَشْرَبَ الرَّجُلُ قَائِمًا. صفة جلوس النبي صلى الله عليه وسلم عند الاكل... - راصد المعلومات. قالَ قَتَادَةُ: فَقُلْنَا فَالأكْلُ، فَقالَ: ذَاكَ أَشَرُّ، أَوْ أَخْبَثُ). [1]
كيف كان فطور النبي صلى الله عليه وسلم
هناك ثلاثة أشياء كان النبي يفعلها عند تناول الطعام وخاصةً عند الإفطار:
كان يبدأ إفطاره بأكل التمر، وذلك نظرًا لفائدة التمر العظيمة للجسم، فإذا لم يجد بدا إفطاره بشرب الماء، قال صلى الله عليه وسلم "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فمن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور".
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ويشرب - صواب أو خطأ
الحمد لله. أولاً:
روى البخاري (4979) عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا آكُلُ مُتَّكِئًا). كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ويشرب - صواب أو خطأ. ومعنى الاتكاء: كل جِلْسة يكون الأكل فيها متمكناً مطمئناً ، لأن ذلك مدعاه ليأكل
كثيراً ، وهو مذموم شرعاً. ولهذا قال النووي:
"وَمَعْنَاهُ: لَا آكُل أَكْل مَنْ يُرِيد الِاسْتِكْثَار مِنْ الطَّعَام
وَيَقْعُد لَهُ مُتَمَكِّنًا, بَلْ أَقْعُد مُسْتَوْفِزًا, وَآكُل قَلِيلًا " انتهى
من "شرح مسلم". قال الحافظ رحمه الله: "
واختلف في صفة الاتكاء فقيل أن يتمكن في الجلوس للآكل على أي صفة كان وقيل أن يميل
على أحد شقيه وقيل أن يعتمد على يده اليسرى من الأرض. قال الخطابي: تحسب العامة أن
المتكئ هو الأكل على أحد شقيه وليس كذلك بل هو المعتمد على الوطاء الذي تحته قال
ومعنى الحديث إني لا أقعد متكئاً على الوطاء عند الأكل فعل من يستكثر من الطعام،
فإني لا آكل إلا البلغة من الزاد، فلذلك أقعد مستوفزاً " انتهى من "فتح
الباري"(9/541)، وينظر معالم السنن للخطابي(4/242) وينظر أيضاً وزاد المعاد لابن
القيم(4/202)
وقال القاري في المرقاة: "
نقل في الشفاء عن المحققين أنهم فسروه بالتمكن للأكل والقعود في الجلوس كالمتربع
المعتمد على وطاء تحته؛ لأن هذه الهيئة تستدعي كثرة الأكل وتقتضي الكبر" انتهى من
"عون المعبود شرح سنن أبي داود"(10/244).
صفة جلوس النبي صلى الله عليه وسلم عند الاكل... - راصد المعلومات
وفي بعض الروايات قال: "الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا". وفي بعضها الآخر: "اللهم بارك لنا فيه وأطعمنا خيرًا منه". صفة جلوس النبي صلي الله علية وسلم عند الأكل - موقع محتويات. وأما أنواع الطعام التي أكلها الرسول صلى الله عليه وسلم فهي - كما يقول المقريزي في إمتاع الأسماع: اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل على مائدة وعلى الأرض، وكانت له قصعة كبيرة، وأكل خبز الشعير، وائتدم بالخل، وأكل القثاء والدُّباء والسمن والأقط والحيس والزبد واللحم والقديد والشواء ولحم الدجاج، ولحم الحبارى، وأكل الخبيص والهريسة، وعاف أكل الضب، واجتنب ما تؤذي رائحته، وأكل الجمار والتمر والرطب والبطيخ، وكان يحب الحلواء والعسل، وجمع بين إدامين، ولم يأكل متكئًا ولا صدقة [1]. [1] إمتاع الأسماع، المقريزي 7/ 262.
صفة جلوس النبي صلي الله علية وسلم عند الأكل - موقع محتويات
والثاني: التربع ، والثالث: الاتكاء على إحدى يديه وأكله بالأخرى، والثلاث مذمومة. وقد جاء في الحديث الصحيح عن أبي جحيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا آكل وأنا متكيء" أخرجه الإمام أحمد والبخاري وابن ماجه. وهناك صفة أخرى للأكل نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الانبطاح، فعن ابن عمر أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه. رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم. وهو صحيح. والله أعلم
اهـ. وقال عنه محقق المقاصد الحسنة: وفي هامش طبعة الخانجي: لم يتكلم عليه المؤلف، وهو حديث لا أصل له. اهـ. وجاء في فتاوى دار الإفتاء المصرية: وقد سئل بعض العلماء عن هذا الحديث -إذا شربتم.. - وعن حديث "إذا أكلتم فأفضلوا" فقال ما نصه: هذان حديثان لا أصل لهما. مجلة الإسلام - المجلد الرابع، العدد 36"
وعلى كل حال، فهذه الأحاديث لا تقوم بها حجة، ولا يصح العمل بها؛ لضعفها، ومعارضتها للأحاديث الصحيحة التي أشرنا إلى بعضها. وعليه؛ فلا ينبغي ترك بقية الطعام أو الشراب دون مبرر؛ كأن يتركه لمن ينتفع به، أو يتركه خشية ضرره. جاء في كشف الخفاء للعجلوني، تعليقا على بعضها: وقال النجم: لم أجده حديثا، بل في الحديث ما يعارضه، كحديث مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة، وقال: إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة، اللهم إلا أن يحمل على ما لو كان له خادم ونحوه، فلا بأس أن يفضل له إن لم يكن قد أطعمه منه...
وفي طبقات الحنابلة لابن رجب، في ترجمة الوزير ابن هبيرة ما نصه: قوله عليه السلام: إذا شربتم فأسئروا. قال: هذا في الشرب خاصة، وأما في الأكل، فمن السنة لعق القصعة والأصابع، وإنما خص الشرب بذلك؛ لأن التراب والأقذار ترسخ في أسفل الإناء، فاشتفاف ذلك، يوجب شرب ما يؤذي.