وبعدما علم كسرى بهزيمة جنوده لم يحتمل الهزيمة ومات قهرا وحسرة. حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن معركة ذي قار
ذكروا عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال لما بلغه ما كان من ظفر ربيعة بجيش كسرى: ( هذا أول يوم انتصف العرب فيه من العجم وبي نصروا). فحفظ ذلك منه ، وكان يوم الواقعة. معركة ذي قار - الجزء الرابع | قارئ جرير. قصيدة ذي قار
افتخر العديل بن الفرخ العجلي بأهله من العرب وانتصارهم على الفرس من خلال هذه الأبيات حيث قال في ذلك الشأن:-
ما أوقد الناس من نار لمكرمــة.. إلا اصطلينا وكنا موقــدي النــار
وما يعدون من يـوم سمعـت به.. للناس أفضـل من يوم بذي قــار
جئنا بأسلابهم والخيل عابســة.. يوم استبلنا لكســرى كل أسـوار.
حديث الرسول عن معركة ذي قار كامل
وترى روايات أخرى أن هانئ بن مسعود، كان يخشى عاقبة هذه الحرب وأنه لم يكن يريد مقابلة الفرس، وكل ما كان يريده هو الاحتفاظ برهينة النعمان. وأن الفرس عندما دنوا من العرب بمن معهم: انسل قيس بن مسعود ليلًا فأتى هانئًا، فقال له: أعط قومك سلاح النعمان فيقووا، فإن هلكوا كان تبعًا لأنفسهم، وكنت قد أخذت بالحزم، وإن ظفروا ردوه عليك. ففعل. فقسم الدروع والسلاح في ذوي القوى والجلد من قومه. حديث الرسول عن معركة ذي قار كلية. فلما دنا الجمع من بكر، قال لهم هانئ: "يا معشر بكر، إنه لا طاقة لكم بجنود كسرى ومن معهم من العرب، فاركبوا الفلاة". فتسارع الناس إلى ذلك، فوثب حنظلة بن ثعلبة بن سيار فقال له: إنما أردت نجاتنا، فلم تزد على أن ألقيتنا في الهلكة، فرد الناس وقطع وضن الهوادج، لئلا تستطيع بكر أن تسوق نساءهم إن هربوا -فسمي مقطع الوضن- وهي حزم الرحال. ويقال: مقطع البطن، والبطن حزم الأقتاب، وضرب حنظلة على نفسه قبة ببطحاء ذي قار، وآلى ألا يفر حتى تفر القبة. فمضى من مضى من الناس، ورجع أكثرهم. واستقوا ماء لنصف شهر، فأتتهم العجم، فقاتلتهم بالحنو، فجزعت العجم من العطش، فهربت ولم تقم لمحاصرتهم، فهربت إلى الجبابات، فتبعتهم بكر وعجل، فقاتلوهم بالجبابات يومًا.
حديث الرسول عن معركة ذي قار تحميل Hd
تحكي كتب التاريخ والأدب قصة يوم من أيام العرب العظيمة في الجاهلية القريبة من الإسلام، رُوي فيه حديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو يوم ذي قار، وفيه حديث: (ذاك يوم انتصفت فيه العرب من العجم). والناظر في كتب التاريخ والأدب يجد أثر ذلك اليوم كبيراً في الشعر الجاهلي والإسلامي، لكنه يتلاشى بعد ذلك، وعلى خلاف المعهود عن العرب في التغنّي بأمجاد الأوائل لا نجد في الدراسات المعاصرة وما قبلها ذاك الأثر المأمول ليومٍ وُصف بأنه: (انتصفت فيه العرب من العجم)! حديث الرسول عن معركة ذي قار 19. وأما قصة تلك المعركة، وكانوا قديماً يسمّون المعارك أياماً لأنها تدوم يوماً وقد تطول فيكون لكل وقعة منها اسماً، حتى لتجد لحرب البسوس أياماً كثيرةً مثلاً؛ فيمكن اختصارها: كانت العرب في الجزيرة العربية قبائل شتى لم تعرف وحدةً سياسيةً ولا نظاماً شاملاً، لكل قبيلة نظامها ومجلسها وقيادتها، وكانت في الجزيرة مراكز تميزت عن القبائل المتبدّية بنوع من التحضّر، لكنها كانت مدعومةً من جهات خارجية؛ فكان المناذرة في العراق وولاؤهم لكسرى فارس، والغساسنة في الشام وولاؤهم للروم. فالمناذرة درع الفرس في وجه العرب، كما الغساسنة حصن الروم الأول في وجه العرب، ولا يكون أمير من المناذرة أو الغساسنة إلا أن يتم دعمه وتثبيت ملكه من سادتهم الفُرس والروم وإن كان سليل أسرة الـمُلك والقبيلة، يسلّطونه على مَن يخرج على أمرهم من القبائل، أو يتسلطون من أنفسهم على مَن يشاؤون... والكلام عن العرب الجاهليين، وليس عن شيء اليوم!!
حديث الرسول عن معركة ذي قرار دادن
ويوم ذي قار لم يكن إذن يومًا واحدًا، أي معركة واحدة وقعت في ذي قار وانتهى أمرها بانتصار العرب على الفرس، بل هو جملة معارك وقعت قبلها ثم ختمت بـ "ذي قار"، حيث كانت المعركة الفاصلة فنسبت المعارك من ثم إلى هذا المكان. ومن هذه الأيام: يوم قراقر، ويوم الحنو. خطب هانئ بن مسعود في جيش العرب بمعركة ذي قار ضد الفرس فقال - هوامير البورصة السعودية. حنو ذي قار، ويوم حنو قراقر، ويوم الجبابات، ويوم ذي العجرم، ويوم الغذوان، ويوم البطحاء: بطحاء ذي قار، وكلهن حول ذي قار [2]. متى وقع يوم ذي قار؟ أما متى وقع يوم ذي قار، فالمؤرخون مختلفون في ذلك، منهم من جعله في يوم ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهم من جعله عند منصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من وقعة بدر الكبرى، ومنهم من جعله قبل الهجرة. وقد ذهب "روتشتاين" إلى أنه كان حوالي سنة "604م"، وذهب نولدكه إلى أنه بين "604" و"610م". وأكثر أهل الأخبار أنه وقع بعد المبعث ورووا في ذلك حديثًا قالوا إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما بلغه من هزيمة ربيعة جيش كسرى، قال: "هذا أول يوم انتصف العرب من العجم، وبي نصروا" [3]. أحداث يوم ذي قار والذي يستنتج من روايات أهل الأخبار عن معركة ذي قار أن هانئ بن مسعود الشيباني لم يكن قائد بني شيبان ولا غيرها من العرب يوم ذي قار، بل تذهب بعض الروايات إلى أنه لم يدرك هذا اليوم؛ لأنه هلك قبله، وإنما هو: هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود.
حديث الرسول عن معركه ذي قار صوت
ولما حصل فصل الصيف ارسل اليهم كسرى جيشا من الفرس على راسه الهامرز النستري المزربان الاكبر لكسرى وكان يقود الف فارس وجيشا اخر من الف فارس بقيادة (جلا بزين) وارسل مع الجيشين مجموعة من الفيلة وقد جعل كسرى قيادة الجيش العليا لإياس بن قبيصة الذي خرج في كتيبتين شهباوين، وكتيبة روسر وكان برفقته قيس بن مسعود بن خالد بن ذي الجدين عامل كسرى على (سفوان) وخالد بن يزيد البهراني والنعمان بن زرعة التغلبي والنمر بن قاسط وهم زعماء العرب الموالين للفرس. حديث الرسول عن معركه ذي قار صوت. ولما اقترب الفرس من العرب (انسل قيس بن مسعود ليلا فأتى هانئا فقال له: اعط قومك سلاح النعمان فيقووا به فان هلكوا كان تبعا لأنفسهم وكنت قد اخذت بالحزم وان ظفروا ردوه اليك ففعل، فقسم الدروع والسلاح في ذوي القوى والجلد من قومه). وكان هانيء بن مسعود يخشى عاقبة هذه الحرب ويكره مقابله الفرس فلما دنا الجمع من قومه قال لهم (يا معشر بكر انه لا طاقة لكم بجنود كسرى ومن معهم من العرب فاركبوا الفلاة) فنهض حنضلة بن ثعلبة وقال له( انما اردت نجاتنا فلم تزد على ان القيتنا في الهلكة) فرد الناس وقطع (وضن الهوادج)، وهي اربطة الرحال لئلا تستطيع بكر ان تسوق نسائهم ان هربوا. وقد اشتبك العرب والفرس في قتال عنيف وخاصة الى جانب بكر بنو عجل وبنو اياد وبنو شيبان وغيرهم من قبائل العرب الذين يشعروا ان هذه المعركة ستقرر مصير العرب في المنطقة فخاضوها ببسالة نادرة.
حديث الرسول عن معركة ذي قار كلية
وعندما اشتد الحر ونزلت بكر إلى موقع الماء أرسل كسرى جيشًا مكونًا من ألف فارس من العجم يرأسهم الهامرز ألتستري المزربان الأعظم لكسرى حيث أمر كسرى النعمان أن يخيرهم بين ثلاث أمورٍ: إمّا أن يسلموا للملك أو أن يتركوا البلاد أو أن يدخلوا الحرب فاختاروا الأخيرة. وفي اليوم الثاني من المعركة تراجعت جيوش الفرس من شدة العطش إلى الجبايات، فقامت بكر وعجل بملاحقتهم وازداد عطش الفرس، كما اتفقت قبيلة إياد مع قبيلة بكر بأن تخذل الفرس بعد أن كانت تقاتل معهم، وعندما جاء اليوم الثالث نصب يزيد بن حمار السكوني كمينًا للفرس موجهًا ضربةً قاضيةً إلى قلب الجيش الفارسي، وقامت قبيلة إياد بتنفيذ وعدها في خذلان الفرس الأمر الذي أحدث اضطرابًا شديدًا في صفوفهم مما جعلهم يُهزمون شر هزيمة.
ولقد استمرت المعركة عدة ايام وفي اليوم الاول كان النصر حليف الفر س وفي اليوم الثاني جزع الفرس من العطش وتراجعوا الى الجبابات فتبعهم بنو بكر وبنو عجل وباقي العرب. ولما اشتد العطش بجنود الفرس مالوا الى بطحاء ذي قار حيث حمى القتال وفي هذا اليوم اظهر بنو عجل بطولات رائعة وكانت نسائهم تحثهم على القتال قائلة:
ان يضفروا فينا الغزل... ايها فداء لكم بنو عجل
واثناء ذلك ارسل بنو اياد الى بني بكر سرا يعرضون عليهن ان يتعاونوا معهم عندما يلتقون بالفرس واعوانهم واتفقوا على ان يتراخوا في القتال حتى ينهزموا وحدث ذلك عندما التقى الفريقان في مكان من ذي قار يسمى (الجب) فانهزمت اياد حسب الاتفاق السابق كما انهزم الفرس. وفي هذه المعركة استبسل بنو شيبان في القتال ومنى الفرس بهزيمة نكراء وقتل منهم عدد كبير ومن بينهم (الهامرز) و(جلابزين). ويطلق الاخباريون على موقعة ذي قار عدة اسماء منها يوم قراقر ويوم الحنو اي حنو ذي قار ويوم الجبايات ويوم الفذوان ويوم بطحاء ذي قار ويوم ذي العجرم وقد اطلقت هذه الاسماء على المعارك التي وقعت حول موضع ذي قار كما اختلف المؤرخون والاخباريون في تاريخ وقوع هذه المعركة وحددها بعضهم بين عام 604م وعام 610م ومنهم (روتشتاين) و(نولدكه) ويتفاوت هذا التاريخ بين الاخباريين العرب فبعضهم جعلها يوم ولادة الرسول(صلى الله عليه وآله) او يوم بعثة الرسول او بعد هجرته الى يثرب او عقب غزوة بدر.