واختاره ابن جريرٍ. وقال أبو صالحٍ: {في عمدٍ ممدّدةٍ}. يعني: القيود الطّوال. آخر تفسير سورة ويل لكل همزة لمزة). [تفسير القرآن العظيم: 8/481-482]
تفسير سوره الهمزه للاطفال
ثم فسر هذه الحطمة بعد إبهامها فقال:
(نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ) أي إنها النار التي لا تنسب إلا إليه سبحانه، إذ هو الذي أنشأها وأعدها لعقاب العصاة والمذنبين، وفى وصفها بالموقدة إيماء إلى أنها لا تخمد أبدا بل هي ملتهبة التهابا لا يدرك حقيقته إلا من أوجدها. تفسير سوره الهمزه للشعراوي. ثم وصفها بأوصاف تخالف نيران الدنيا ليؤكد مخالفتها لها فقال:
(1) (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) أي إنها تتغلب على الأفئدة وتقهرها، فتدخل في الأجواف حتى تصل إلى الصدور، فتأكل الأفئدة، والقلب أشد أجزاء البدن تألما، فإذا استولت عليه النار فأحرقته، فقد بلغ العذاب بالإنسان غاية لا يقدرها قدرها. وقد يكون المراد بالاطلاع المعرفة والعلم، وكأن هذه النار تدرك ما في أفئدة الناس يوم البعث، فتميز العاصي عن المطيع، والخبيث عن الطيب، وتفرق بين من اجترحوا السيئات في حياتهم الأولى، ومن أحسنوا أعمالهم، وإنا لنكل أمر ذلك إلى علام الغيوب. وفي وصفها بالاطلاع على الأفئدة التي أودعت باطن الإنسان في أخفى مكان منه - إشارة إلى أنها إلى غيره أشد وصولا وأكثر تغلبا. (2) (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) أي إنها مطبقة عليهم لا يخرجون منها، ولا يستطيعون الخروج إذا شاءوا، فهم « كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها ».
بتصرّف. ↑ أَبُو اليُمْن العُلَيْمي، فتح الرحمن في تفسير القرآن ، صفحة 432. بتصرّف. ↑ جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور ، صفحة 168. بتصرّف.