اقتربت ساعة الجريمة وكادت تنتهي بما تم الاتفاق عليه، لولا تلك النفس القلقة عند أحدهم، والتي غيّرت في اللحظات الأخيرة جزئية مهمة في الخطة، فكان الإلقاء في الجُب أو البئر، بدلاً من القتل، كي يموت الفتى الصغير بعيداً عن أعينهم، فذلك أخف وطأة على نفوسهم، أو هكذا بدا الأمرُ، كما لو أن بعض جزيئات الرحمة والشفقة اختلطت بأرواحهم في تلك اللحظات العصيبة، فقرروا إثر ذلك إلقاءه في الجب، بدلاً من رؤية أخيهم مخنوقاً أو مذبوحاً مسفوك الدم أمام أعينهم. في ذلك إشارة مهمة لنا خلاصتها أن الخير لا يختفي أبداً، وإن تعمْلق وتعاظم الشر، بل إن الخير ليخرج من رحم الشر أيضاً. الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه. هذا ما حدث مع إخوة يوسف لحظة تغيير بعض تفصيلات الخطة، وليس إلغاءها. فالنية والعزم هو التخلص من أخيهم وإزهاق روحه، لكن أسلوب الخلاص تغير، وبهذا التغيير الذي هو لطفٌ من الله ربما بسبب دعوات الأب، تغير القدر أيضاً، ليعيش يوسف – عليه السلام – أعواماً مديدة، ستتغير أثناءها أمور أكثر، وتقع أحداث أ كبر. محنة تحمل منحة
يخرج الصغير يوسف من كيد أو محنة الإخوة، ليدخل في محنة الرق وما سيتعرض له من بائعي الرقيق في مصر. حتى إذا خرج من محنة البيع في سوق الرقيق بعد حين من الدهر لم يطل، وجدته يدخل أجواء محنة جديدة هي العبودية، وإن كانت راقية، لكنها ضمن نطاق ليست لك حرية التصرف فيه كما لو كنت حراً طليقاً.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة يوسف - الآية 51
وقد إتهمونا بالخيانة والعمالة ، حتى أن رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني وبالتواطوء مع أحد العناصر المنتفعة من سلطته نجح في طردي أنا شخصيا من جريدة دولية كنت أعمل فيها لأكثر من أربعة عشر سنة بسبب مقال نشرته ضد فساد حكومته ، وقبلها إتهمني أحد أزلامه بالقذف والتشهير حسب قانون البعث للعقوبات وحوكمت بشهر سجن لكتابتي مقالا ضد محافظ أربيل. أنظروا الى تعليقات مرتزقة الإعلام على مقالاتنا بإيلاف لتتأكدوا بأن كل اولئك الذين كانوا يصفون كردستان بأنها جنة الله على الأرض ، تبين بأنها لاتعدو سوى جحيما مستعرا لايتحمل الإنسان العيش فيه فيهرب الى منافي الأرض ومهاجرها. الآن حصحص الحق..! | مقالات وآراء. وتبين بأن مهندس الإعمار بكردستان كانت شهادته مزورة ، وأنه مدمر كردستان وليس مهندسها بدليل أنه بعد خبرة 17 عاما من رئاسة الحكومة لم يستطع تدبير نصف رواتب المعلمين.. والآن ماذا يقول هؤلاء المرتزقة عن أوضاع كردستان ؟. – أين القيادة الحكيمة لمسعود بارزاني وكردستان تمضي نحو الهاوية بعد 25 عاما من الحكم ؟. – أين الدولة الكردية التي يبشر بها بارزاني وكيف يمكن بنائها على الحديدة ؟
– أين تحويل أربيل الى دبي ثانية والكهرباء تدنت ساعات تجهيزه لبيوت المواطنين الى أقل من عشر ساعات يوميا ؟.
الآن حصحص الحق..! | مقالات وآراء
قال تعالى: { يوسف أيها الصديق أفۡتنا فی سبۡع بقر ٰتࣲ سمانࣲ یأۡكلهن سبۡع عجافࣱ وسبۡع سنۢبلٰت خضۡرࣲ وأخر یابسٰتࣲ لعلیۤ أرۡجع إلى ٱلناس لعلهمۡ یعۡلمون} (يوسف: 46)
من روائع القرآن الكريم، ومن قلائل السور التي تقرأها دفعة واحدة، أو بدون توقف. فيها قصة كاملة، بطلها النبي الكريم يوسف – عليه السلام – الذي يمر بمشاهد متنوعة، تدور أحداثها في منطقة جغرافية محدودة، لكنها بلا حدود من الدروس والعبر والعظات. ومهما كتبت عنها، فإنك تجد المزيد مما يمكن الحديث عنه في كل مرة تعاود الكتابة عنها. في هذه السورة تجد نفوساً بشرية متنوعة، هي نفسها التي تتكرر منذ بدء التناسل البشري، بدءاً بقصة ابني آدم هابيل وقابيل، كنفس قابيل الحاسدة وما بعدها من نفوس أخرى، ستظهر تباعاً على مدار التاريخ إلى يوم الناس هذا.. تجد مثلاً في سورة يوسف شخصيات عديدة، كل شخصية صاحبة نفسية معينة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة يوسف - الآية 51. فهناك النفس الطيبة، والنفس الحقودة، وثالثة شريرة، ورابعة ساكنة، وأخرى قلقة، إلى آخر قائمة النفوس البشرية المختلفة. الحسد ، مثلما أنه دفع بقابيل لقتل أخيه هابيل، والسُنّة السيئة التي سنّها بداية العهد البشري وما يعني ذلك من تبعات سيحملها على ظهره يوم الدين، فإنه الحسد نفسه أو مشهد الغيرة الزائدة عن الحد، يدفع بـ إخوة يوسف ، وهم رجال بالغون ناضجون ومدركون، للخضوع أمام أهواء ورغبات نفوسهم غير السوية في تلكم اللحظات، والتي أشعل الحسد نيران قلوبهم ليدفعهم إلى تخطيط متسرع مليء بالثغرات، لا لشيء، سوى وضع حد لميل الأب الشيخ تجاه يوسف الصغير أكثر منهم، وهم الكبار، سنده وسواعده.
الآن حصحص الحق - 8 - حمل الإنسان للأمانة - YouTube