فاحرصوا ــ بارك الله فيكم ــ على الوفاءِ؛ ففيهِ سلامةُ القلبِ والنَّماءِ، وهو عُنوانُ الظَّفَرِ والفلاحِ في الدنيا والآخرة. حديث شريف عن الوفاء بالعهد. وإياكم ونقض العهودِ وعدمَ الوفاءِ بها فهي علامةٍ من علاماتِ النفاقِ التي حذَّرنَا
منها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أشدَّ التحذيرِ، بقوله: (آيَةُ الْمُنَافِقِ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ)(رواه البخاري ومسلم). أسأل الله جلَّ وعلا أن يجعلنَا وإياكم ممن يوفون بالعهدِ، وأن يحفظَ علينَا وعليكُم ديننَا وعُلماءنا وولاةَ أمرنا واجتماع كلمتِنَا إنه ولي ذلك والقادر عليه. هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب:٥٦). الجمعة: 13 / 5 / 1438هـ
حديث عن الوفاء بالعهد – لاينز
جمال القرآن.. حديث عن الوفاء بالعهد – لاينز. "والموفون بعهدهم إذا عاهدوا" بلاغة وصف الوفاء بالعهد مع الله
جاء القرآن الكريم على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أكثر من 1400 عام، هدى للناس وبيان من الفرقان، فكان لسماعه فعل السحر، من عذوبة الكلمات ومعانيها التى أسرت قلوب المؤمنين، فكل آية من آيات الذكر الحكيم تحمل تعبيرات جمالية وصورا بلاغية رائعة. وفى القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التى حملت تصويرا بالغا، وتجسيد فنى بليغ، ومفردات لغوية عذبة، تجعلك تستمتع بتلاوة كلمات الله التامات على نبيه، ووحيه الأخير إلى الأمة، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: ﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ (سورة البقرة الآية:177). والآية سالفة الذكر، تعبيرا عن الوفاء بالعهود والمواثيق، من القيم الأخلاقيّة العظيمة التى أرساها الإسلام، وقد قرن النبي – صلى الله عليه وسلم – بين الوفاء بالعهد والإيمان، فجعلهما متلازمين، وفي ذلك يقول عليه السلام: "لا إيمَانَ لمن لا أمانة لهُ، ولا دينَ لمن لا عهدَ له"، والوفاء بالعهد خصلة من خصالِ الأنبياء عليهم السّلام.
قال ابن كثير في تفسير قوله:{وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا}، يعني تعالى ذكره: والذين لا ينقضون عَهد الله بعد المعاهدة, ولكن يوفُون به ويتمُّونه على ما عاهدوا عليه من عاهدوه عليه. اهـ. وقال آمراً به عباده المؤمنين،{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[النحل: 91]. وقال تعالى:{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤولًا}[الإسراء: 34]. وقال جل وعلا:{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ} [الرعد: 20]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلا سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ)(رواه الطبراني، وصححه الألباني). وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن حسن العهد من الإيمان))( رواه الطبراني، وصححه الألباني). وعن أنس بن مالك قال: ما خطبنا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال:(لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له) ( رواه أحمد وغيره، وصححه الألباني).