قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله تلاوة خاشعة للشيخ خالد الوصابي 1443 - YouTube
- قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُواعَلَى أَنفُسِهِمْ - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام
- (قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم ) تلاوة بصوت_عبيدة موفق من سورة (الزمر) - YouTube
- قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن . [ الزمر: 53]
قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُواعَلَى أَنفُسِهِمْ - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام
الحاصل أن الآية الأولى هي فيمن ارتد عن الدين، واستمر على ردته ولم
يتب إلا عند الموت وعند الغرغرة كما في الحديث "إن التوبة تقبل ما لم يغرغر" [رواه
الإمام أحمد في "مسنده" من حديث عبد الله بن عمر رضي الله
عنهما]، وبعض العلماء يحملها على من تكررت ردته فإنه لا تقبل توبته
بل يقام عليه حد الردة بكل حال.
وأما الآية الثانية وهي قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ}
[سورة الزمر: آية 53] فهذه في الذي يتوب قبل حضور الموت فإن
الله جل وعلا يتوب عليه، وبهذا يتضح أنه لا تعارض بين الآيتين
الكريمتين. 0
11, 921
وقال عبد الله بن مسعود وغيره: هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى. قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله وإن شئت حذفت الياء; لأن النداء موضع حذف. النحاس: ومن أجل ما روي فيه ما رواه محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: لما اجتمعنا على الهجرة ، اتعدت أنا وهشام بن العاص بن وائل السهمي ، وعياش بن أبي ربيعة بن عتبة ، فقلنا: الموعد أضاة بني غفار ، وقلنا: من تأخر منا فقد حبس فليمض صاحبه. فأصبحت أنا وعياش بن عتبة وحبس عنا هشام ، وإذا به قد فتن فافتتن ، فكنا نقول بالمدينة: هؤلاء قد عرفوا الله - عز وجل - وآمنوا برسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم افتتنوا لبلاء لحقهم ، لا نرى لهم توبة ، وكانوا هم أيضا يقولون هذا في أنفسهم ، فأنزل الله - عز وجل - في كتابه: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إلى قوله تعالى: أليس في جهنم مثوى للمتكبرين قال عمر: فكتبتها بيدي ثم بعثتها إلى هشام. قال هشام: فلما قدمت علي خرجت بها إلى ذي طوى فقلت: اللهم فهمنيها فعرفت أنها نزلت فينا ، فرجعت فجلست على بعيري فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم. قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن . [ الزمر: 53]. وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان قوم من المشركين قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا ، فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو بعثوا إليه: إن ما تدعو إليه لحسن ، أوتخبرنا أن لنا توبة ؟ فأنزل الله - عز وجل - هذه الآية: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ذكره البخاري بمعناه.
(قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم ) تلاوة بصوت_عبيدة موفق من سورة (الزمر) - Youtube
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا
مناسبة الآية ومعناها الإجمالي
هذه الآية وردت في الثلث الأخير من سورة الزمر بعد سلسلة من الوعيد للكفار وضرب الأمثلة بما حلَّ مِن سخط الله على الأمم السابقة؛ فبعدها جاء التبشير؛ كعادة القرآن بالتوازن بين التبشير والإنذار، فقال -تعالى-: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ). [١] وقد جاء التبشير بعد كثرة الوعيد رحمةً بنفوس المخاطبين، حتى لا تيأس النفوس وتنفر وتستوحش، فخاطبهم على لسان نبي الرحمة صارفاً القول إلى خطابه بعد أسلوب الغيبة، [٢] ومناسبة الآية تُبرز المعنى الإجمالي لها الذي لخصه ابن مسعود بقوله: إنَّ أكبر آية فرجاً في القرآن: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّه). [١] [٣] وقريب منه ما وصفها به علي بن أبي طالب حين قال بأنه لا توجد آية في القرآن أوسع منها، [٣] فقد بيَّنت هذه الآية أنَّ باب السماء مفتوح لكل تائب، ولن يُغلق قبل بدء أهوال يوم القيامة، لذا فقد "أعلم الله -تعالى- أنَّ مَنْ تاب وآمن غفر الله له كلَّ ذنب".
[٤]
ا لتفسير التحليلي للآية
يمكن تفسير الآيات تحليلياً ببيان معاني المفردات والتراكيب كما يأتي:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ) مطلوب منك أيها الرسول الكريم أن تحفز العاصين بمختلف أصنافهم وتثير حماسهم على طرق باب التوبة، وعليك أن توجه النداء لكل الذين أفرطوا في الجناية على أنفسهم بالإسراف في المعاصي والشرك وسفك الدماء، وفي هذه الآية ألوان حسنة من بلاغة المعاني والبيانِ، منها: إقبالُه على العاصين من عباده، ونداؤه لهم ليُقبلوا طلباً للتوبة، ومنها: إضافة العباد إليه إضافةَ تشريفٍ، ومنها: الالتفاتُ من التكلم إلى الغَيْبةِ. [٥]
(لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) ذكر اسمه الأعظم -سبحانه وتعالى- تنويهاً بأنه "لا نزاع أنَّ عدم اليأس منِ الرحمة يكون مشروطاً بالتوبة والإيمان"، [٦] فلا ينقطع رجاؤكم وتيأسوا وتمتنعوا، وقد عظَّمت الآية الترجية بصرف القول عن ضمير المتكلم، وأيضاً إضافة الرحمة إلى اسم (الله) وهو الاسم الأعظم الجامع لجميع صفات الجلال والإكرام. [٧]
(إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) علل هنا سبب عدم القنوط من رحمة الله على سبيل التأكيد والتكرر للاسم الأعظم له -سبحانه وتعالى-؛ تعظيماً لحال التائبين وعنايةً بهم، فكما أنه -سبحانه وتعالى- متصف بالانتقام فهو أيضاً متصف بالعفو والغفران؛ لذلك فإنه (يَغْفِرُ) إن شاء (الذُّنُوبَ) ، ورغم أن لام التعريف تفيد معنى الاستغراق لكل الذنوب إلا أنه أكده فقال: (جَمِيعًا) ، ولا يبالي بعِظم الجريمة ولا يغلق باب التوبة، ولا يحول بين العبد والتوبة أي حائل.
قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن . [ الزمر: 53]
وروي عن ابن عمر قال: نزلت هذه الآيات في عياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين كانوا قد أسلموا ثم فتنوا وعذبوا ، فافتتنوا فكنا نقول: لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلا أبدا ، قوم أسلموا ثم تركوا دينهم لعذاب عذبوا فيه ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات ، فكتبها عمر بن الخطاب بيده ثم بعث بها إلى عياش بن ربيعة والوليد بن الوليد وإلى أولئك النفر فأسلموا وهاجروا. وروى مقاتل بن حيان عن نافع عن ابن عمر قال: كنا معاشر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نرى أو نقول: ليس بشيء من حسناتنا إلا وهي مقبولة حتى نزلت: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم " ( محمد - 33) فلما نزلت هذه الآية قلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا ؟ فقلنا: الكبائر والفواحش ، قال: فكنا إذا رأينا من أصاب شيئا منها قلنا قد هلك ، فنزلت هذه الآية ، فكففنا عن القول في ذلك ، فكنا إذا رأينا أحدا أصاب منها شيئا خفنا عليه ، وإن لم يصب منها شيئا رجونا له ، وأراد بالإسراف ارتكاب الكبائر. وروي عن ابن مسعود أنه دخل المسجد فإذا قاص يقص وهو يذكر النار والأغلال ، فقام على رأسه فقال: يا مذكر لم تقنط الناس ؟ ثم قرأ: " ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ".
* هذه الفتوى ننشرها باسم الفقيه الذي أفتى بها في كتبه القديمة لغرض إفادة الباحثين من هذا العمل الموسوعي، ولا تعبر بالضرورة عن ما تعتمده دائرة الإفتاء. اسم المفتي: سماحة الدكتور نوح علي سلمان رحمه الله (المتوفى سنة 1432هـ)
الموضوع: ما تفسير قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِم... الآية)
رقم الفتوى: 2650
التاريخ: 06-08-2012
التصنيف: تفسير القرآن
نوع الفتوى: من موسوعة الفقهاء السابقين
السؤال:
ما معنى قوله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر/53. الجواب:
هذه الآية يفسرها ما بعدها وهو قول الله تعالى: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) الزمر/54 إلى قوله تعالى: (بلى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) الزمر/59)، فالآيات تدعو إلى التوبة قبل إغلاق باب التوبة، وهو يُغلَق في وجه الإنسان إذا رأى ملك الموت.