وجاء اليه رجل من اصحابه يقول: من الامام بعدك؟ فقال: ابني، ثم قال: هل يجترئ احد ان يقول ابني وليس له ولد؟
فيحدث الراوي انه لم تمض الايام حتى ولد ابو جعفر الجواد؟
فكان الشيعة المخلصون يعيشون اشد الانتظار لمقدم ولد الامام الرضا (عليه السلام)، الذي زخرت احاديثهم تنبيء عن مقدمه المبارك، وهم الراوون عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: يأبي خيرة الاماء النوبية، وهو يشير الى الامام (عليه السلام)، ليدحضوا حجة الواقفية الذين قد اكثروا من الدعايات ضده.
فبزغ من افق الحق بدر اضحى شمسا للهدى، وسماءً في جلاله، وهو الامام الجواد عليه السلام. الامام محمد الجواد.
وتناقل رواة الحديث على لسان والده العظيم يقول: هذا هو المولود الذي لم يولد في الاسلام اعظم بركة منه.
اجل، لقد ولد الامام في الوقت الذي اختلفت فيه الشيعة ايما اختلاف، وكانت دعايات بعض المخالفين لهم تشق طريقها الى افئدة بعض السذج منهم، كانت آية صدق الامام الرضا (عليه السلام) وابطال زعم الواقفية تثبت بميلاد ابنه الموعود.
فلما ولد الجواد (عليه السلام) ذهبت دعايات الواقفية ادراج الرياح، وذابت كما يذوب الملح في الموج الهادر، واصبح ميلاد الامام سببا لانتصار الحق واتحاد الشيعة، اتباع الحق، بعد الاختلاف والتفرقة، اضف الى ذلك ان الامام الرضا (عليه السلام) كان يقول دائما ان ابني خليفتي عليكم، وهم يرون ان لا ابن له، وحتى اذا بلغ مرحلة الكهولة، ومضت الشكوك تراود افئدة البسطاء من الموالين جاء الامام الجواد (عليه السلام)، فكان ميلاداً مباركاً ميموناً، فهللت الشيعة وسبحت لله لمّا رأت في احاديثها الصدق والحق.
- أحاديث الإمام الجواد(ع) في الحكم والآداب - مركز الإسلام الأصيل
أحاديث الإمام الجواد(ع) في الحكم والآداب - مركز الإسلام الأصيل
31
من وصايا الإمام الجواد (عليه السلام): لا تكن ولياً لله تعالى في العلانية، وعدواً له في السر. 32
من وصايا الإمام الجواد (عليه السلام): اصبر على ما تكره فيما لزمك الحق، واصبر عما تحب فيما يدعوك إلى الهوى. 33
قال رجل للإمام الجواد: أوصني؟ قال (عليه السلام): وتقبل؟ قال: نعم. قال: توسَّد الصَّبر واعتنق الفقر، وارفض الشَّهوات، وخالف الهوى، واعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون.
• و في سنة 1287هـ أمر السلطان ناصر الدين شاه ، بِنَصب ضريح فضّي على الضريح الفولاذي ، و في سنة 1293هـ قام فرهاد ميرزا - عَمُّ ناصر الدين شاه - ببناء الصحن و تجديد عمارته ، فهدَمَ البنيان السابق ، و اشترى عدداً من البيوت المجاورة ، و أضافها إلى سعة الصحن ، و بنى في أطرافه الحُجُرات الجميلة ، و زيَّن جميع الجُدران بالقاشاني ، و فرش الصحن بالصخور الثمينة. و يناسب - في هذا المجال - أن نذكر ما أنشده الشيخ البهائي (رحمه الله) بشأن مرقد الإمامين الكاظمين (عليهما السلام).. يقول:
ألا يا قاصد الــــزَوراءَ عــــرِّجْ
ونَعليك اخلعنْ واخضعْ خشوعاً
إذا لاحــــت لــــديك الــقُبَّتانِ
فتحتهما - لَعَمـرك - نار موسى
ونــــور محـــــمدٍ يتــــلألآنِ
و الحق يقال ، لقد بُني هذا الصرح الشريف ، و شُيِّد هذا المقام الأقدس بأجمل بناءٍ ، و أبهى آيات الفنّ المعماري ، و الجمال الهندسي ، له منظر رائع ، و مرأى تبتهج منه النفوس ، و تنشرح منه الصدور، و يشعر الزائر - حين دخوله الروضة - بالهيبة و الخشوع و الروحانية.