يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) القول في تأويل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لخلقه: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم) ، يعني: ذكرى تذكركم عقابَ الله وتخوّفكم وعيده (4) ، (من ربكم) ، يقول: من عند ربكم ، لم يختلقها محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يفتعلها أحد، فتقولوا: لا نأمن أن تكون لا صحةَ لها. وإنما يعني بذلك جلّ ثناؤه القرآن، وهو الموعظة من الله. وقوله: (وشفاء لما في الصدور) ، يقول: ودواءٌ لما في الصدور من الجهل، يشفي به الله جهلَ الجهال، فيبرئ به داءهم ، ويهدي به من خلقه من أراد هدايته به ، (وهدى) ، يقول: وهو بيان لحلال الله وحرامه، ودليلٌ على طاعته ومعصيته ، (ورحمة) ، يرحم بها من شاء من خلقه، فينقذه به من الضلالة إلى الهدى، وينجيه به من الهلاك والردى. يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم. وجعله تبارك وتعالى رحمة للمؤمنين به دون الكافرين به، لأن من كفر به فهو عليه عمًى، وفي الآخرة جزاؤه على الكفر به الخلودُ في لظًى.
- التفريغ النصي - تفسير سورة يونس _ (19) - للشيخ أبوبكر الجزائري
- موقع الشيخ صالح الفوزان
التفريغ النصي - تفسير سورة يونس _ (19) - للشيخ أبوبكر الجزائري
[٧]
قضاء الله وقدره في كل شيء
قال الله تعالى في سورة الحديد: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}. [٨]
سعادة المؤمن بعطاء الله تعالى
قال الله تعالى في سورة الضحى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}. [٩]
قال الله تعالى في سورة الأنفال: {أُولـئِكَ هُمُ المُؤمِنونَ حَقًّا لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَريمٌ}. [١٠] كما ويمكن الدعاء لنيل السعادة بالاطلاع على هذه المقالات:
دعاء السعادة
دعاء الفرح
المراجع [+] ↑ "المصحف الإلكتروني" ، المصحف الإلكتروني ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-03. ↑ سورة آل عمران، آية: 169-171. التفريغ النصي - تفسير سورة يونس _ (19) - للشيخ أبوبكر الجزائري. ↑ سورة سورة هود، آية: 105-108. ↑ سورة يونس، آية: 57،58. ↑ سورة الروم، آية: 1-5. ↑ سورة الروم، آية: 36. ↑ سورة الشورى، آية: 48. ↑ سورة الحديد، آية: 22،23. ↑ سورة الضحى، آية:5
↑ سورة الأنفال، آية:4
موقع الشيخ صالح الفوزان
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57]
رابط المادة:
فالحاصل أن الناس أقسام ثلاثة: الناقصون والكاملون الذين لا يقدرون على تكميل الناقصين ، والقسم الثالث هو الكامل الذي يقدر على تكميل الناقصين ، فالقسم الأول هو عامة الخلق ، والقسم الثاني هم الأولياء ، والقسم الثالث هم الأنبياء ، ولما كانت القدرة على نقل الناقصين من درجة النقصان إلى درجة الكمال مراتبها مختلفة ودرجاتها متفاوتة ، لا جرم كانت درجات الأنبياء في قوة النبوة مختلفة. ولهذا السر: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ". إذا عرفت هذه المقدمة فنقول: إنه تعالى لما بين صحة نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - بطريق المعجزة ، ففي هذه الآية بين صحة نبوته بالطريق الثاني ، وهذا الطريق طريق كاشف عن حقيقة النبوة ، معرف لماهيتها ، فالاستدلال بالمعجز هو الذي تسميه المنطقيون برهان الإن ، وهذا الطريق هو الطريق الذي يسمونه برهان اللم ، وهو أشرف وأعلى وأكمل وأفضل. موقع الشيخ صالح الفوزان. المسألة الثانية: اعلم أنه تعالى وصف القرآن في هذه الآية بصفات أربعة:
أولها: كونه موعظة من عند الله. وثانيها: كونه شفاء لما في الصدور. وثالثها: كونه هدى. ورابعها: كونه رحمة للمؤمنين. ولا بد لكل واحد من هذه الصفات من فائدة مخصوصة ، فنقول: إن الأرواح لما تعلقت بالأجساد كان ذلك التعلق بسبب عشق طبيعي وجب للروح على الجسد ، ثم إن جوهر الروح التذ بمشتهيات هذا العالم الجسداني وطيباته بواسطة الحواس الخمس ، وتمرن على ذلك ، وألف هذه الطريقة واعتادها.