الستر على المخطيء هدي وخلق نبوي، وهو لا يعني إقراراً لخطأ المخطيء، ولا تهويناً من زلته، ولكنه ـ مع الإنكار عليه ومناصحته ـ يأخذ بيده ليستمر في سيره إلى الله، ويفتح له باب التوبة وتصحيح الخطأ، إذ ربما يفقد الإنسانُ حياءه عندما تُكْشَف أخطاؤه، فيتجرَّأ على المزيد من الخطأ، وقد حثّنا النبي صلى الله عليه وسلم على الستر بفعله وقوله، وبين لنا أجره وفضله الكبير، فقال صلى الله عليه وسلم: ( من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة).
- من ستر مسلما ستره
- من ستر مسلما ستره الله
من ستر مسلما ستره
حيث أنه طالما الانسان ليس معروف عنه الأذى أو الفساد في المجتمع بين البشر فمن المستحب أن تلتزم الكتمان فيما فعله أو لا تسعى الى كشف سره أو الطعن فيه. بل عليك أن تدعمه وأن لا تكون سلاح جديد ضده بسبب الخطأ الذى ارتكبه وأن تنصحه وتتحدث معه في السر وتدافع عنه في العلن، فمن الممكن أن توبخه بقوة وتقول له كل شئ لتجريم فعلته ولكن في السر فقط. وهذا النوع من الستر هو الى حثنا عليه الله تعالى ويمنحنا من أجله الثواب وهو ما يتحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في محور حديثه الشريف. قد يهمك ايضًا: شرح حديث ثلاثة لا يدخلون الجنة كامل
ما الحالات التي يستحب فيها الستر
من الأمور التي يستحب فيها الستر هى أن يكون الإنسان ارتكب شئ بسيط ولكنه عن دون عمد وليس معروف بارتكاب تلك الأمور السيئة، وأن يكون هناك دافع قوى كان سبب في ارتكابه، وأن لا يكون هذا الفعل به أذى كبير وضرر للأخرين. هنا يمكن الستر على الإنسان ونصيحته والحديث معه، وأيضا مساعدته في ازالة اى أضرار حدثت نتيجة فعلته، وأن يتعهد امامك بعدم الرجوع الى تلك الأفعال من جديد. من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. ما هى الحالات التي لا يجب فيها الستر
هناك حالات أصبح من الضرورى الحديث عنها وكشفها أمام الجميع، حتى يعلم الكل الصح والخطأ وأن هناك عقاب، فأحيانا تكون الفضيحة عقاب يديد للعديد من المخطئين وردع كبير لمن أجرم في حق الأخرين.
من ستر مسلما ستره الله
ثم قال: لا يظلمه ولا يسلمه لا يظلمه لا في ماله ، ولا في بدنه، ولا في عرضه، ولا في أهله، يعني لا يظلمه بأي نوع من الظلم ولا يسلمه يعني لا يسلمه لمن يظلمه ، فهو يدافع عنه ويحميه من شره، فهو جامع بين أمرين: الأمر الأول: أنه لا يظلمه. والأمر الثاني: أنه لا يسلمه لمن يظلمه بل يدافع عنه. ولهذا قال العلماء - رحمهم الله -: يجب على الإنسان أن يدافع عن أخيه فعرضه وبدنه وماله. في عرضه: يعني إذا سمع أحداً يسبه ويغتابه ، يحب عليه أن يدافع عنه. من ستر مسلما ستره. وكذلك أيضاً في بدنه: إذا أراد أحد أن يعتدي على أخيك المسلم وأنت قادر على دفعه، وجب عليك أن تدافع عنه، وكذلك في ماله: لو أراد أحد أن يأخذ ماله، فإنه يجب عليك أن تدافع عنه. ثم قال عليه الصلاة والسلام: والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه يعني أنك إذا كنت في حاجة أخيك تقضيها وتساعده عليها؛ فإن الله تعالى يساعدك في حاجتك ويعينك عليها جزاءً وفاقاً. ويُفهم من ذلك أن الإنسان إذا ظلم أخاه؛ فإن أخوته ناقصة، وإذا أسلمه إلى من يظلمه؛ فإن أخوته ناقصة، وإذا أسلمه إلي من يظلمه، فإن أخوفه ناقصة، وإذا لم يكن في حاجته، فإن هذا يفوته الخير العظيم، وهو كون الله تعالى في حاجته.
السؤال:
ما معنى حديث: مَن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة ؟
الجواب:
هذا عامٌّ، "يستر" عامٌّ، يعمّ الستر الحسي والستر المعنوي، والستر المعنوي أهم وأكبر، فالستر الحسي أن تجده عاريًا فتكسوه -تجد أخاك عاريًا فتكسوه- كسوةً من عندك، أو نقودًا يشتري بها كسوةً، فهذا يدخل في الحديث، لكن أعظم من ذلك ستر عورته الدينية التي هي معصية، فتستره ولا تفضحه، ولا تخزه، هذا أعظم من ذلك. فإذا سترت أخاك، وجدتَه على معصيةٍ فسترت عليه، ونصحته، وحذَّرته من مغبَّتها، ولكن لم تُحدّث بها الناس، فأنت بهذا فزتَ بهذا الجزاء العظيم، والله يقول سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ [النور:19]. فالستر على أخيك إن وجدتَه في بيت تهمةٍ، وجدته يستتر بالدخان، يستتر بشرب المسكر، وجدتَه على معصيةٍ أخرى مُستترًا بها، فسترتها عليه، ولم تذعه عند الناس تقول: وجدتُ فلانًا كذا..... ما المقصود بالستر في حديث من ستر مسلما... - إسلام ويب - مركز الفتوى. هذا لك فيه أجرٌ عظيمٌ: ستره الله في الدنيا والآخرة ، لكن لا يمنع هذا من النَّصيحة، فتستره وتنصحه وتُوجهه إلى الخير، وتحذّره من مغبَّة هذا الشيء. فتاوى ذات صلة