ثم حدَّثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عن عقوبة تارك الصلاة كيف أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- وعده ببئريَن في جهنم الأول اسمه غي، والثاني اسمه أثام، ثم تحدَّث له عن عمق هذين البئرين. [٤] وكيف لو أنَّ صخرةً عظيمةً أُلقيَت من شفير جهنم ستبلغ قعر هذين البئرين بعد خمسين سنة من شدة بُعْد قعرهما، بالإضافة إلى تجمّع صديد أهل النار في هذين البئريَن، قال الله -تعالى-: (أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) ، [٣] وقال: (وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا). عقوبه تارك الصلاه - موقع المتقدم. [٥] [٤]
ترك الصلاة سبب في دخول سقر
قال الله -تعالى-: (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) ، [٦] بيَّن الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية سؤال أهل الجنَّة للمجرمين عن سبب دخولهم سقر فأجابوهم: أنهم لم يكونواْ من أصحاب الصلوات الخمس، كما قال ذلك الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-. [٧]
استحقاق تارك الصلاة الويل من الله
قال الله -سبحانه وتعالى-: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) ، [٨] أخبر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية عن عقاب الذين لا يُصلّون ووعدهم بالويل، واختلف أهل التفسير في معنى كلمة (ساهون) على النحو الآتي: [٩]
قَالَ قَتَادَةُ: "سَاهٍ عَنْهَا لَا يُبَالِي؛ صَلَّى أَمْ لَمْ يُصَلِّ".
عقوبه تارك الصلاه - موقع المتقدم
السؤال: سئل فضيلة الشيخ: ما حكم من يتخلف عن صلاة الجماعة ، وما حكم من يقول إذا نصح: -الصلاة بكيفي إن شئت صليت وإن لم شئت لم أصل-؟
الإجابة: فأجاب فضيلته بقوله: المتخلفون عن الجماعة عاصون لله ورسوله لقوله تعالى: { وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} ( النساء: من الآية102). ولقوله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم: « أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار » ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ، ولقد كان الرجل يؤتي به يهادى بين الرجلين حتى في الصف"، وهذا دليل على أن صلاة الجماعة من أجل الطاعات وأعظم القربات. لكن العلماء اختلفوا فيها على ثلاثة أقوال: فمنهم من قال: إنها شرط لصحة الصلاة، أن من صلى في بيته بدون عذر شرعي فإن صلاته باطلة، وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو رواية عن الإمام أحمد واختيار ابن عقيل رحمهما الله.
عقوبة تارك الصلاة - منتديات شوق
وفريق آخر يقول: (بل أنت فاسقٌ عاصٍ فاجر، يجب قتلك حدًّا إنْ أصررت على ترك الصلاة)؟
2- تركُ الصلاةِ من أكبر الكبائر المُوبِقة: قال ابن حزم - رحمه الله -: (مُؤخِّر الصلاة عن وقتها صاحِبُ كبيرة، وتاركُها بالكلية - أعني الصلاة الواحدة - كمَنْ زنى وسرق؛ لأنَّ تَرْكَ كلِّ صلاةٍ أو تفويتَها كبيرةٌ، فإنْ فَعَل ذلك مراتٍ؛ فهو من أهل الكبائر إلاَّ أنْ يتوب، فإنْ لازَمَ تركَ الصلاة؛ فهو من الأخسرين الأشقياء المجرمين). 3- تركُ الصلاةِ نِفاق: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [النساء: 142] أي: إنهم يُصلُّون مُراءاةً وهم مُتكاسلون مُتثاقلون، لا يرجون ثواباً، ولا يعتقدون على تركها عِقاباً. قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (إنْ كان في جماعةٍ صَلَّى، وإن انفرد لم يُصلِّ)؛ لأن النفاق يُورث الكسلَ في العبادة لا محالة، وإنما يدفعهم إلى الصلاة؛ الرغبةُ في إرضاء الناس، والتظاهرُ بالإيمان، فِراراً من الذم، وسعياً إلى الكسب والمغنم. 4- تركُ الصلاةِ من أسباب عذابِ القبر: قال ابن القيم - رحمه الله -: (ولا تظُنُّ أن قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13، 14]، يَخْتصُّ بيوم المعاد فقط؛ بل هؤلاء في نعيمٍ في دورهم الثلاثة، وهؤلاء في جحيمٍ في دورهم الثلاثة).
6- تركُ الصلاةِ مُصيبةٌ وبلاء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مِنَ الصَّلاَةِ صَلاَةٌ، مَنْ فَاتَتْهُ؛ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ» رواه البخاري. وعند مسلم: «مَنْ فَاتَتْهُ الْعَصْرُ؛ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ» رواه مسلم. أي: نُقِصَ وسُلِبَ، فبقي وِتْراً بِلا أهلٍ ولا مال، فلْيكن حذَرُه من فَوتِها؛ كحَذَرِه من ذَهابِ أهلِه ومالِه. والمَوتور: هو مَنْ أُخِذَ أهلُه ومالُه، وهو ينظر إلى ذلك، وذلك أشدُّ لِغَمِّه. ومَنْ فاتته الصلاةُ أشبَهَهُ؛ لاجتماعِ غَمِّ الإثم، وغَمِّ فَقْدِ الثواب. قال أبو بكر بن عَيَّاش - رحمه الله -: (مِسكينٌ مُحِبُّ الدنيا؛ يسقط منه درهم، فيَظَلُّ نهارَه يقول: "إنَّا لله وإنا إليه راجعون"، ويَنقُصُ عمرُه ودينُه، ولا يحزن عليه). ومن البليَّة أنْ ترى لك صاحِباً
في صورة الرَّجُلِ السميعِ المُبصرِ
فَطِنٌ بِكلِّ مُصِيبةٍ في مالِه
وإذا يُصابُ بدِينِه لم يَشْعُرِ
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا» حسن - رواه الترمذي. الخطبة الثانية
الحمد لله.. أيها المسلمون، ومن عقوبة ترك الصلاة:
7- تركُ الصلاةِ سببُ استحواذِ الشيطانِ على العبد: قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36].