الاسم في اللغة العربية يكون إما من المرفوعات أو من المنصوبات أو من المجرورات، فالمنصوبات من الأسماء، هي التي يدخل عليها أداة أو حرف من حروف النصب، وجعل حركة آخرها الفتحة "ــَ"، وهي لها سبعة عشر موضعًا، من بينها المفعول به، المفعول المطلق، المفعول لأجله، وغيرها، والمفعول المطلق هو اسم منصوب مشتق من لفظ الفعل، وهو يدل على حدث غير مقترن بزمن، ومن الأمثلة عليه، أقدّر الأصدقاء تقديراً كبيراً، هنا (تقديراً) هو المفعول المطلق، لأنها مصدر مشتقّ من لفظ الفعل وهو (أقدّر) أي أقدّر تقديراً. ص122 - كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - باب المفعول له - المكتبة الشاملة. أنواع المفعول المطلق
يأتي المصدر المفعول المطلق من أجل توكيد الفعل، ومثال له " قفز الأرنب قفزًا" فهنا المفعول المطلق قفزًا جاء توكيد لفعل القفز. يأتي المصدر المفعول المطلق لبيان نوعه، مثل " قاتل المجاهدون قتال الأسود "، فيكون المفعول المطلق هنا قتال، جاء لبيان نوع القتال وهو كقتال الأسود. يأتي المفعول المطلق لبيان عدده، مثال " سجدتُ سجدتين، والمفعول المطلق هنا سجدتين، جاء لبيان عدده أي عدد السجدات وهما اثنتان. ما ينوب عن المفعول المطلق
ينوب عن المفعول المطلق ما يلي:
ـ لفظتا كل وبعض، مضافتان إلى المصدر نحو، مثال " اجتهدت بعض الاجتهاد، وقوله تعالى " فلا تميلوا كل الميل" والديل أن كل نائب عن المفعول المطلق لأنها مضافة إلى المصدر بعدها.
أمثلة على المفعول المطلق وشرحه - موسوعة
ـ المصدر المرادف نحو، مثل " قعدت جلوسًا، فرحت جذلًا، قمت وقوفًا"، حيث تنوب المصادر المنصوبة في الجمل، جلوسا، جذلًا، وقوفًا"، تأتي نائب عن المفعول المطلق، وحكمها يكون النيابة، نظرًا لأنها تشتق من لفظ الفعل، وتأتي في المعنى بناء على استعمال المصدر من لفظ فعله. ـ اسم الإشارة، مثل، اجتهدت ذلك الاجتهاد ، ويبدو أن في استعمال الإشارة هنا دلالة على المبالغة أكثر من قول: اجتهدتُ الاجتهاد، ونظير ذلك قوله تعالى: " ذلك الكتاب لا ريبَ فيه" فالإشارة فيه للتفخيم. ـ العدد، مثل وقفتُ ثلاثَ وقفاتٍ، وقوله تعالى: (فاجلدوهم ثمانينَ جلدةٍ) فـ (ثمانين) نائب عن المفعول المطلق منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم لكونه من ألفاظ العقود. مثال علي المفعول المطلق. ـ الضمير العائد على المصدر، مثل قوله تعالى " لا أُعذبه أحداً من العالمين" فالهاء في " أعذبه" نائب عن المفعول المطلق بتقدير "أعذب العذاب" وهي هاء المصدر لا هاء المفعول، لأنها عائدة على المصدر. ـ لفظ أي الاستفهامية أو الكمالية، وهي تدل على كمال المعنى أو الشرطية، مثل " أيّ سيرٍ تسيرُ أسيرُ، و: قرأتُ أيَّ قراءةٍ)، وقوله تعالى " وسيعلمُ الذين ظلموا أيَّ مُنقلبٍ ينقلبون " فـ ( أيّ) في الآية الكريمة مثلا استفهامية للتهديد، نائبة عن المفعول المطلق منصوبة بالفتحة وهي مضافة و(منقلبٍ) مضاف إليها.
ص122 - كتاب خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - باب المفعول له - المكتبة الشاملة
الإعراب: خبزَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح. الخبازُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. خُبزاً: مفعول مطلق منصوب. توضيح النوع مثال: عملَ الخياطُ عملاً جميلاً، معنى الجملة: وصف العمل بأنّه جميل. الإعراب: عملَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح. الخياطُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة. عملاً: مفعول مطلق منصوب. جميلاً: صفة منصوبة. مثال على المفعول المطلق. مثال: عملتُ عملَ المعلم، معنى الجملة: توضيح نوع العمل الذي عملته، وهو عمل المعلم. الإعراب: عملتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل. عملَ: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. المعلم: مضاف إليه مجرور بالكسر. بيان العدد مثال: همستُ همسةً، معنى الجملة: الدلالة على أنّ الهمسة تمّت مرةً واحدةً. الإعراب: همستُ: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير في محل رفع فاعل. همسةً: مفعول مطلق منصوب. المثنى والجمع مع المفعول المطلق تجوز تثنية، وجمع كل من المفعول المطلق الذي يوضّح النوع، والذي يبيّن العدد. مثالٌ على المفعول المطلق الذي يوضّح النوع: جلستُ جِلستي زيد وخالد. مثالٌ على المفعول المطلق الذي يبيّن العدد: ربطتُ الحبلَ ربطتين. لا تجوز تثنية، وجمع المفعول المطلق الذي يؤكّد فعله، فلا يجوز قول: ركضتُ ركضين.
وَأنْشد بعده وَهُوَ الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ: (وأغفر عوراء الْكَرِيم ادخاره... وَأعْرض عَن شتم اللَّئِيم تكرما) على أَنه يرد على من اشْترط التنكير فِي الْمَفْعُول لَهُ هَذَا الْبَيْت وَبَيت العجاج السَّابِق. فَإِن قَوْله: ادخاره مفعول لَهُ وَهُوَ معرفَة. قَالَ الأعلم: نصب الادخار والتكرم على الْمَفْعُول لَهُ وَلَا يجوز مثل هَذَا حَتَّى يكون الْمصدر من معنى الْفِعْل الْمَذْكُور قبله فيضارع الْمصدر الْمُؤَكّد لفعله كَقَوْلِك: قصدتك ابْتِغَاء الْخَيْر. فَإِن كَانَ الْمصدر لغير الأول لم يجز حذف حرف الْجَرّ لِأَنَّهُ لَا يشبه الْمصدر الْمُؤَكّد لفعله كَقَوْلِك: قصدتك لرغبة زيد فِي ذَلِك لِأَن الرَّاغِب غير القاصد انْتهى. لَكِن الْمبرد أخرجهُمَا من هَذَا الْبَاب وجعلهما من بَاب الْمَفْعُول الْمُطلق قَالَ فِي الْكَامِل: قَوْله: وأغفر عوراء الْكَرِيم ادخاره أَي: أدخره ادخاراً. أمثلة على المفعول المطلق وشرحه - موسوعة. وأضافه إِلَيْهِ كَمَا تَقول: ادخاراً لَهُ. وكذكلك قَوْله: تكرماً غنما أَرَادَ لتكرم: فَأخْرجهُ مخرج أتكرم تكرماً انْتهى. وأغفر: أستر يُقَال: غفر الله لي أَي: ستر عني الْعقُوبَة فَلم يعاقبني.