فالعدل في الإسلام لا يتأثَّر بحُبٍّ أو بُغْضٍ، فلا يُفَرِّقُ بين حَسَب ونَسَب، ولا بين جاهٍ ومالٍ، كما لا يُفَرِّقُ بين مسلم وغير مسلم، بل يتمتَّعُ به جميعُ المقيمين على أرضه من المسلمين وغير المسلمين، مهما كان بين هؤلاء وأولئك من مودَّة أو شنآنٍ. العدل في الإسلام - جريدة الغد. مواقف من العدل في الإسلام
ومن المواقف التي تدلل على ما سبق قصة أسامة بن زيد مع المرأة المخزومية، فلمَّا حاول أسامة بن زيد أن يتوسَّط لامرأة من قبيلة بني مخزوم ذات نسب؛ كي لا تُقطَعَ يَدُها في جريمة سرقة، ما كان من رسول الله r إلاَّ أن غضب غضبًا شديدًا، ثم خطب خطبة بليغة أوضح فيها منهج الإسلام وعدله، وكيف أنه سوَّى بين كل أفراد المجتمع رؤساء ومرءوسين، فكان ممَّا قاله في هذه الخطبة: "إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْـحَدَّ، وَايْمُ اللهِ! لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا" [4]. وقد روى الإمام أَحمد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أنه قال: أفاء الله U خيبر على رسول الله r، فأقرَّهم رسول الله r كما كانوا، وجعلها بينه وبينهم؛ فبعث عبد الله بن رواحة فخرصها [5] عليهم، ثم قال لهم: "يا معشر اليهود، أنتم أبغض الخَلْقِ إليَّ، قتلتم أنبياء الله U، وَكَذَبْتُمْ على الله، وليس يحملني بغضي إيَّاكم على أن أحيف عليكم؛ قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر، فإن شئتم فلكم،وإن أبيتم فَلِي".
- العدل في الاسلام السنة الثالثة اعدادي
العدل في الاسلام السنة الثالثة اعدادي
مفهوم العدالة في الإسلام
ما هو المقصود من مفهوم العدالة لغةً والعدالة اصطلاحًا وما الفرق بينهما؟
العدالة لغة
العدالة هي مصدر عَدُل بالضم، ويقال عدل عدالة وعدولة، فهو عدل، أي رضا ومقنع في الشهادة، وفي تعريف العدل الذي يأتي بمعنى ضد الجور والظلم والقهر ، فهو مصدر عدل في الأمر فهو عادل، وتعديل الشيء تقويمه، يقال عدله تعديلًا فاعتدل، أي: قومته فاستقام، وكل مثقف معتدل، وتعديل الشاهد نسبته إلى العدالة. [١]
العدالة اصطلاحًا
تعريف الإمام الخطيب البغدادي: إن العدالة التي يجب أن يتمتع فيها كل من يقوم بمقام الشاهد على حدث ما أو ناقل له، والتي من المفترض أن يتصف فيها الشاهد محققًا بذلك الغاية من وجوده وشهادته، وتحقيقًا لغرض العدالة الأسمى، هي العدالة التي تشير إلى استقامة دين المرء ، وسلامة نفسه من الضلال والفسق والفجور واتباعه طريق الرشاد والصلاح وما أمر الله تعالى به حتى يكون الإنسان سليم القلب والهوى، وكل ما يخالف صدق الجوارح هو ما ذهب الإسلام إلى فرض الابتعاد عنه. [١]
تعريف [١] الغزالي: العدالة عبارة عن استقامة الإنسان على السيرة والدين، وتعود مرجعيتها إلى ما يحمله الإنسان في نفسه وعقيدته وجوارحه وتحمله إلى ملازمة التقوى والمروءة جميعًا، حتى تحصل ثقة النفوس بصدقه.
الإسلام هو دين العدالة، وإنَّ أمة الإسلام هي أمة الحق والعدل، وقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم العدل، وكان نموذجًا في أعلى درجاته، وأقامه خلفاؤه من بعده...
نماذج من عدل الرسول صلى الله عليه وسلم الإسلام هو دين العدالة، وإنَّ أمة الإسلام هي أمة الحق والعدل، وقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم العدل، وكان نموذجًا في أعلى درجاته، وأقامه خلفاؤه من بعده. - فقد ورد "أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يُعدِّل به القوم، فمرَّ بسواد بن غزيَّة حليف بني عدي ابن النجار قال: وهو مستنتل[1] من الصف، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح في بطنه، وقال: « استوِ يا سواد ». فقال: يا رسول الله، أوجعتني، وقد بعثك الله بالعدل، فأقدني. قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: « استقد ». العدل في الاسلام السنة الثالثة اعدادي. قال: يا رسول الله، إنَّك طعنتني، وليس عليَّ قميص. قال: فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه، وقال: « استقد »[2]، قال: فاعتنقه، وقبَّل بطنه، وقال: « ما حملك على هذا يا سواد؟ ». قال: يا رسول الله، حضرني ما ترى، ولم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم له بخير" (رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة: [3/1404]، قال الألباني في السلسلة الصحيحة [6/808]: "إسناده حسن إن شاء الله تعالى").