ضمن المسارات التي تحركت فيها السلطات التركية للتعامل الهادئ مع المهاجرين، منح الكثيرين منهم -خاصة من ذوي التخصصات المفيدة للمجتمع- الجنسية التركية، كما بدأت بعض المبادرات والبرامج الهادفة لإدماج المهاجرين في المجتمع التركي، وتسير هذه المبادرات بهدوء حتى الآن، وتتولى هذه المبادرات بعض الجهات الرسمية، خاصة وزارة الداخلية، وإدارة الشؤون الدينية، والبلديات، وجمعيات المجتمع المدني سواء التركية أو العربية، ويولي الحزب الحاكم عناية خاصة بها، لكن السؤال هل سيكون الاندماج سهلًا ومقبولًا؟! الهجرة الاختيارية والاضطرارية
هناك فارق كبير بين المهاجرين العرب وغير العرب إلى دول أوربا أو الولايات المتحدة وكندا، والمهاجرين إلى تركيا، فالأولون في غالبهم هاجروا بقرار حر، بحثًا عن حياة أفضل، وهدفهم هو استيطان تلك المجتمعات الجديدة، والحصول على جنسياتها، وعدم التفكير في العودة إلى أوطانهم الأصلية إلا بقصد الزيارة. أما المهاجرون إلى تركيا في غالبهم، فقد كانت هجرتهم اضطرارية، نتيجة الحروب، والاضطرابات السياسية، وبالتالي فهم يعتبرون أنفسهم في هجرة مؤقتة، ويترقبون فرصة العودة حال تحسّن الأوضاع في بلدانهم، وبالتالي فمن الصعب على هذه العقلية أن تتقبل فكرة الاندماج الكامل في المجتمع التركي الذي يعتبرون أنفسهم مجرد ضيوف مؤقتين عليه.
هل الاتراك عربية
ومن العجائب والغرائب أن يتهم الأتراك اليوم العرب بطعنهم لهم من الخلف، وأن يتحدثوا عن خيانة فلسطين لهم بعدما أيّدت قرار الجامعة العربية الأخير، وكأن تركيا لم تكن سبباً في الخلافات الفلسطينية -الفلسطينية عندما وقفت إلى جانب حماس ثم طلبت منها أن تخرج من دمشق للقتال ضدّ سوريا. ويعرف الجميع أنه لولا سوريا لما كانت حماس موجودة أساساً، ولولاها لما دخلت تركيا العالم العربي بعد عام 2002 بعد أن استلم حزب العدالة والتنمية السلطة، قبل أن يطعن الرئيس بشار الأسد من الخلف، بخلاف ما يتهّم الأتراك العرب بفعله. وينسى الأتراك أنهم طعنوا وخانوا بعضهم بعضاً، وآخر مثال على ذلك الحرب القائمة بين "الإسلامي" فتح الله غولان وأخيه في الدين رجب طيب إردوغان الذي سعى قبل عام 2011 إلى إزالة بعض القناعات السلبية عن العرب لدى الأتراك، إلا أنه بعد ذلك التاريخ أسهم بسياساته في ترسيخ هذه القناعات لدى الطرفين. هل الاتراك عرب ساما. ويسجل التاريخ لكل شعوب العالم، أفراداً وجماعات وقيادات ومسؤولين، تفننهم في الخيانة والغدر. هاتان الآفتان ما زالتا السبب الرئيس لكل ما تعاني منه دول المنطقة وشعوبها العربية والتركية والفارسية والكردية، والتي لم تتفق منذ سايكس- بيكو على الحد الأدنى من القواسم المشتركة التي تمنعها من أن يغدر بعضها ببعض!.
هل الاتراك عربية ١٩٦٦
ارتفعت مؤخراً نسبة الزواج بين الأتراك والعرب، بما في هذا الزواج من مميزات ومصاعب. اكتشف قصص حبّ وتفاهم بين أتراك وعرب تُوّجت بالزواج. جهّزت القهوة وبدأت تسكبها في الفناجين المزخرفة على صينية جميلة. وضعتها جانباً، ثم أعادت للمرة الأخيرة تعديل فستانها الذي اشترته خصيصاً للخطوبة، أمام المرآة، قبل أن تخرج بالقهوة التي حضرتها لـ"عريسها" ووالديه. كان الشاب التركي يوسف كيريش يجلس في غرفة الصالون مع أمّه وأبيه، إذ استقبلتهم عائلة الشابة اللبنانية فادية حمودة في منزلهما بالعاصمة بيروت. لم يكن يوسف ولا حتى والداه على علم أن العادة التي يقوم بها الأتراك في يوم الخطوبة، (حين تضع العروس الملح في قهوة العريس)، ستقوم بها عروس ابنهما العربية. لكنّهم فوجئوا حين ارتشف يوسف قهوته من الفنجان، مبتهجين بالتقليد التركي الذي لم يغب في ذاك اليوم ولا في باقي مراسم زفاف ابنهما. هل صحيح ان الاتراك عنصريين ضد العرب ؟. كانت قصة يوسف وفادية لا تشبه قصص الكثيرين من العرب الذين ارتبطوا بشباب أتراك كونهم استقروا قبل سنوات هنا بفعل الهجرة من بلادهم بسبب الحرب، مثل السوريين أو اليمنيين أو الليبيين أو المصريين. إذ كانت فادية تعيش في لبنان منذ صغرها، لكن بعد زيارتها لإسطنبول أكثر من مرة للسياحة، أحبّت تركيا البلد، وقررت تعلّم اللغة التركية.
هل الاتراك عرب ساما
وكان أردوغان قد توعّد مفتعلي الأحداث العنصرية في العاصمة أنقرة منتصف الشهر الجاري بالقول "لن نتسامح أبداً مع الذين يستهدفون حياة طالبي اللجوء وممتلكاتهم ويهدّدون السلامة العامة". هل الاتراك عرب ليونز. كلام أردوغان جاء يوم الخميس 19 آب/أغسطس 2021 خلال مؤتمر صحفي عقده عقب ترؤّسه اجتماعاً للحكومة التركية، في العاصمة التركية أنقرة. وتتوعّد أحزاب المعارضة التركية وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري بشكل مستمر اللاجئين بعدة إجراءات ضدهم مثل إخراجهم من تركيا، حيث دأبت على استخدام ورقة اللاجئين في جميع الانتخابات السابقة. اقرأ أيضا.. تقرير أممي: للعام السابع على التوالي تركيا الأولى عالميا باستضافة اللاجئين
واستدرك "أما ما نراه من أحداث بين فينة وأخرى فهو مجرد ذباب تماما كالذباب الإلكتروني، ولكنه لم ولن ينجح في إبعاد شعبين هما في الأصل شعبٌ واحد ودين واحد وتاريخ واحد". وكان نائب رئيس كتلة حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي بولنت توران قد كشف ، الجمعة 21 آب/أغسطس 2021 "صلة أحزاب المعارضة التركية بالاعتداءات التي طالت عدداً من اللاجئين" المقيمين في تركيا، مؤكدًا أن تلك الأحزاب "انتهجت سياسة تعسفية في هذه القضية". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها توران خلال زيارته ولاية إدرنه شمال غربي تركيا، حيث قال إن "موضوع الهجرة قد تمّ بدوافع سياسية مختلفة جدًا مؤخرًا". وكشف توران أن "تركيا استقبلت خلال العام الماضي 2020 وحده، 500 ألف مهاجر"، مؤكداً أنه "من غير الصواب اعتبار ذلك قضية وطنية وخطوة من شأنها أن تعكّر صفو سلام تركيا". وحول دور الأحزاب التركية المعارضة في تأجيج مشاعر الكراهية تجاه اللاجئين، لفت توران إلى أن "أحزاب المعارضة التركية تحاول تسييس قضية الهجرة في تركيا لتحقيق مصالح خاصة بها". هل الاتراك عربية ١٩٦٦. وأردف قائلا "لا نتوقع أن تكون المعارضة إلى جانبنا في قضية مثل الهجرة قد تكون مشكلة للعالم كله، لكنهم يحاولون وضع سياسة جديدة عبر الاتهامات التي يكيلونها".