وقد جمع العلماء بين هذا الحديث مع ما عارضه من الآيات؛ نذكر هنا ما
قاله العلامة ابن القيم -رحمه الله-:
وهاهنا أمر يجب التنبيه عليه، وهو أن الجنة إنما تدخل برحمة الله –تعالى- وليس عمل
العبد مستقلاً بدخولها، وإن كان سبباً، ولهذا أثبت الله –تعالى- دخولها بالأعمال في
قوله: { بِمَا
كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}؛
ونفى رسول الله دخولها بالأعمال بقوله: ( لن يدخل أحد
منكم الجنة بعمله)، ولا تنافي بين الأمرين لوجهين: أحدهما ما ذكره سفيان
وغيره قال: كانوا يقولون النجاة من النار يغفر الله، ودخول الجنة برحمته، واقتسام
المنازل والدرجات بالأعمال. ويدل على هذا حديث أبي هريرة أن أهل الجنة إذا دخلوها
نزلوا فيها بفضل أعمالهم. رواه الترمذي 2. والثاني: أن الباء التي نفت الدخول هي باء المعاوضة التي يكون فيها أحد العوضين
مقابلاً للآخر، والباء التي أثبتت الدخول هي باء السببية التي تقتضي سببية ما دخلت
عليه لغيرة، وأن لم يكن مستقلاً بحصوله، وقد جمع النبي بين الأمرين بقوله: ( سدوا
وقاربوا وأبشروا واعلموا أن أحداً منكم لن ينجو بعمله). قالوا: ولا أنت يا
رسول الله، قال: ( ولا أنا ألا أن يتغمدني الله برحمته) 3. أكرَمَكِ الله فلا تتذَللي - - لن ينسى الله .. - Wattpad. وهذا من رحمته -سبحانه وتعالى- بخلقه حيث جعل العمل الصالح سبباً لدخول الجنة، وذلك
بعد تفضله ورحمته، وذلك لأن الإنسان لو عمل ما عمل من الأعمال فإنه لا يمكن أن يؤدي
حق نعمة من نعم الله عليه، ولذلك قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: ( لن
ينجى أحداً منكم عمله).
- لن ينسى الله عليه
- لن ينسى الله على
لن ينسى الله عليه
إنني لأتذكر ما كنت أقرؤه في كتب الشيخ الدكتور شيخ المجاهدين عبد الله عزَّام رحمه الله وتقبلَّه في الشهداء، بأنَّ كثيراً من المجاهدين كانوا يخرجون من المعركة وألبستهم مخرقة من الرصاص ولكن لم يدخل جسدهم رصاصة واحدة.. وأنَّه لا ينال الشهادة في سبيله إلاَّ من اصطفاه الله وكان سيرته طيبة بين الناس، وإنَّنا لنحسب أنَّ الأخ المصور علي الجابر كان من هؤلاء الذين اصطفاهم الله، هكذا نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا. لن ينجي أحدا منكم عمله. اللهم إنَّا نشهد أنَّ علي الجابر كان قد آمن بك، وكان يريد الشهادة في سبيلك، وكان يكره الظلم والظالمين، فاكتبه شهيداً عندك، وشفِّع به سبعين رجلاً من أقاربه. اللهم إن نسألك أن ترفع درجته في عليين، وتخلفه في عقبه بخير، وأن تبارك لهم في صفقة أيمانهم، وأن تحسن لنا الختام أجمعين.
لن ينسى الله على
الله لا يتذكر خطايانا في طريقة معاملته لنا. بل يعاملنا كأبرار. تقول رسالة كورنثوس الثانية 5: 21 "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ". وهكذا "ينسى" الله خطايانا. ونحن نخطيء، حتى كمؤمنين، ولكننا نعلم أن الله أمين حتى يغفر خطايانا (يوحنا الأولى 1: 9). الله يطهرنا، ثم يمضي قدماً. فلا يمسك علينا خطايانا. بل، يعتقنا من عبودية الخطية ويحررنا لكي نختبر حياة جديدة. وعندما ندرك غفران الله الكامل في المسيح، يمكننا أن ننضم الى الملك حزقيا في تسبيحه للفادي: " فَإِنَّكَ طَرَحْتَ وَرَاءَ ظَهْرِكَ كُلَّ خَطَايَايَ" (اشعياء 38: 7). الامام الخامنئي: لن ينسى لبنان بركات العلّامة فضل الله. ونستطيع، مثل بولس، أن ننسى ما هو وراء ونسعى "نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (فيلبي 3: 14). EnglishEnglish
عد إلى الصفحة الرئيسية باللغة العربية
هل حقاً ينسى الله خطايانا؟ كيف يمكن لإله كلي العلم أن ينسى أي شيء؟ ألا يعرف الله ويتذكر كل شيء؟
لن ينسانا الله #إعلان_زين - YouTube