وبعد جهد جهيد.. وصلت أخيراً -ولكل مجتهد نصيب- إلى ماكتبه أحد المجتهدين الكبار في أمتنا ، وإن لم ينل حقه وحظه الحقيق من الشهرة ، التي نالها غيره ممن لايبلغون مدَّه ولا نصيفه. يقول الباحث المغربي الألمعي ، والفقيه المالكي النحرير "محمد بن الأزرق الأنجري": إنَّ "يأجوج ومأجوج" فيروس مزروع في عقول المسلمين"! وذلك في مقال رائع منشور له على شبكة الإنترنت.
اين موقع سد ياجوج وماجوج – لاينز
بعد أن وصلنا إلى بُغيَتِنا ، وبينما كان أبنائي منهمكين في اللعب والمرح والفرح ؛ كنتُ أنا مهموماً أقدحُ زنادَ الفكر ، وأضربُ جِمارَ التأمل ، وأنا أتوسَّدُ قول الشاعر: متفردٌ بصبابتي متفردٌ بكآبتي متفردٌ بعنائي! كنت أتساءل بيني وبين نفسي: فوقَ أيِّ بقعةٍ من بقاع الأرض تعيش هذه الأعداد الخرافية الجزافية من بني آدم؟ ماذا يأكلون وماذا يشربون وأي هواء يتنفسون؟ كيف ينجحُ هؤلاء في إحداث شق ينسلُّ منه شعاع الشمس فيقول الذي عليهم غداً نكمل! فيعودون في اليوم التالي ليجدوا كل مافعلوه قد انسد من جديد! وهكذا إلى أن يقول الذي عليهم (ويبدو أنه لايموت أبداً!! ): "إن شاء الله"!! فعندها يخرجون! اين موقع سد ياجوج وماجوج – لاينز. فلماذا إذن يكررون هذا الخطأ في كل مرة؟ وكيف يقولون "إن شاء الله" وهم كفار؟ كما تخبرنا بذلك الأخبار! ثم كيف سيمرُّ بعضُهم على بحيرة طبريا فيشربوا جميع مائها الذي يقدر بنحو أربعة تريليون (مليون مليون) لتر من الماء! هذا يعني أن عددهم أكثر من ألف ضعف سكان الصين!
ويبدو أن الذي وضع هذه الروايات الأسطورية الخرافية ، كان يظنُّ أن أمة المسلمين ستبقى هي الأقوى والأكثر تفوقاً على غيرها من الأمم! موقع ردم ياجوج وماجوج. ولم يكن يعرفُ أنَّ دولةً ما سوف تُكتشفُ في أقصى الأرض ، وأنَّ أبناءها سينجحون في تفجير الذرةّ ثم سيصنعون أفلاماً سينمائية تقصُّ بطولاتهم الافتراضية التي تحكي دورهم في منازلة الغزو الفضائيِّ الذي سيأتي ليضرب الأرض ، فتتصدى له الجيوش الأميريكية الباسلة بما تملكه من أسلحة نووية وقنابل هيدروجينية فتاكة ، بغية إنقاذ الأرض وأهلها من الهلاك! وهكذا فلكلِّ قومٍ أهازيج يتغنون بها! وبينما هذه الأسئلة المروعة والمشروعة تضربني في سويداء عقلي لأيام ، وبينما أنا أمرُّ على مواقع الانترنت المختلفة ، لأبحث فيها عن جوابٍ منطقي يشفي حيرتي ، تطالعني عشراتُ المقالات المتهافتة والتسجيلاتُ المربكة التي تفتقت عنها قريحةُ مشايخ التيار السلفي الوهّابي ، ومنها حوارٌ عبثيٌ لشيخٍ يُدعَى "محمود المصري" مع الإعلامي الشهير "عمرو الليثي" وأقل مايقال عنه أنه مثيرٌ للضحك والسخرية في آنٍ معاً! فقد تسبب هؤلاء المشايخ في جنوح الشباب نحو الإلحاد بعدما رأوا ذلك التضارب الواضح والخلل المبين فيما يطرحونه مما يناقض العقل والمنطق.