سورة التكوير من الآية (1) إلى الآية (18) وعدد آيات السورة كاملة (29) آية كريمة. وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ. التفسير حرفياً: " والمراد بقوله تعالى: "و الصبح إذا تنفس" إدبار الليل. وقيل: المراد بها إقبال الليل: و هو بعيد لما عرفت. قال تعالى: "و الصبح إذا تنفس" أي عطف على الخنس، وقوله "إذا تنفس" قيد للصبح، و كذلك عد الصبح متنفسا ، وهذا بسبب انبساط ضوئه على الأفق ، و دفعه الظلمة التي غشيته نوع من الاستعارة بتشبيه الصبح، و قد طلع بعد غشيان الظلام للآفاق ، بمن أحاطت به متاعب أعمال شاقة ثم وجد خلاء من الزمان فاستراح فيه، و تنفس ، فعد إضاءته للأفق تنفسا منه كذا يستفاد من بعضهم". أما الزمخشري فقد ذكر فيه وجها آخر فقال في الكشاف: " فإن قلت: ما معنى تنفس الصبح؟ قلت: إذا أقبل الصبح أقبل بإقباله روح و نسيم فجعل ذلك نفسا له على المجاز".
- وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ
وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ
11-05-2014, 01:05 PM #1 وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ
قال الله تعالى في كتابه العزيز: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}... سورة التكوير الآيات من 15 – 19. يقسم الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} والواو هنا للقسم والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، ففي هذه الآية أقسم الله سبحانه بالصبح إذا تنفس وفي هذه العبارة يُشبه الله سبحانه وتعالى عملية بدأ ظهور الشمس في الأفق {الصُّبْحِ} بإنسان بدأ بأخذ النفس أي أخذ شهيق بعد استراحة أو سبات مؤقت عند الزفير. وكما نعلم أن عملية التنفس هي من أهم العمليات الحيوية التي تقوم بها الكائنات الحية حيث يقوم الإنسان من خلال هذه العملية بإدخال الهواء الغني بالأوكسجين إلى الرئتين (الشهيق) حيث تقوم الرئتين بامتصاص الأوكسجين وطرح ثاني أكسيد الكربون وهذه العملية هامة جداً لجسم الإنسان ولا يستطيع إي إنسان أن يستغني عنها أكثر من دقائق معدودة وتوقفها يعني الموت المحقق. حيث يستفيد الجسم من الأوكسجين في حرق الغذاء وإنتاج الطاقة التي تبعث الحياة في خلايا الجسم وأنسجته ففي الصباح عند بدأ ظهور الشمس (الصبح) تبدأ عملية غاية في الأهمية والتعقيد هي عملية التركيب الضوئي حيث تقوم النباتات بأخذ غاز ثاني أكسيد الكربون (الغاز المؤذي الذي لا يستطيع الإنسان استهلاكه) من الهواء وتطرح غاز الأوكسجين بدلاً عنه.
فيقول وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ثم يقول وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ وكأن الصبح من وطأة ظلمة الليل قد أرهق بالظلمة، ثم أخذ يتنفس، كأنه كانت مخمودة أنفاسه. وكذلك يعطينا هذا التعبير الحيوي معنى أن النهار وإشراق الضوء يمنحنا الهواء النقي للتنفس، فبالليل يخرج ثاني أكسيد الكربون من الأشجار والخضراوات، ثم بالصبح تنتج النباتات كلها الأكسجين الصالح الذي يجعل الناس تستطيع التنفس، فالكون بالصبح ابتدأ بالتنفس. وكأن ذلك رمز للرسالات التي كانت موجودة ثم ذهبت، ثم طم الظلام بعدها فكان هذا الظلام يحتاج أن يخرج الله صبحاً...
صبح هداية وصبح يبعث خير النبي "صلى الله عليه وسلم" بالإسلام فكأن منهج النبي "صلى الله عليه وسلم" هو متنفس الصبح للبشرية. المصدر: من خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله
حين يهدى الصبح.. ابتهال للشيخ نصر الدين طوبار