إعراب الآية 47 من سورة الأنبياء - إعراب القرآن الكريم - سورة الأنبياء: عدد الآيات 112 - - الصفحة 326 - الجزء 17.
- الموازين يوم القيامة
- تفسير قوله تعالى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
الموازين يوم القيامة
ويجوز أن تكون الواو للحال من قوله { رَبِّك} [ الأنبياء: 46] ، وتكون نون المتكلم المعظّم التفاتاً لمناسبة الجزاء للأعمال كما يقال: أدّى إليه الكيل صاعاً بصاع ، ولذلك فرع عليه قوله تعالى: { فلا تظلم نفس شيئاً}. ويجوز أن تكون الجملة معترضة وتكون الواو اعتراضية. والوضع حقيقته: حط الشيء ونَصْبه في مكان ، وهو ضد الرفع. ويطلق على صنع الشيء وتعيينه للعمل به وهو في ذلك مجاز. والميزان: اسم آلة الوزن.
تفسير قوله تعالى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ
10 مايو, 2012 بصائر التوحيد
2872 زيارة
ورد في كتاب ((البصائر والذخائر)) لأبي حيَّان التوحيدي أنَّ شخصاً شتم عمر بن عبد العزيز، فقال له رضي الله عنه: ( لولا يوم القيامة لأجبتك). إنَّه الخوف من يوم القيامة، يومَ {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ}. (الشعراء:88)، وإنَّه فقه معنى قوله تعالى: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ}. (القمر:53). فكلُّ حركات الإنسان وسكناته في هذه الدنيا مسطورة في كتاب، وكلُّ أقواله مدوّنة في سجل لا يظلم فيه أحدٌ.. {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}. (ق:18). وستوزن أقواله وأعماله يوم القيامة في ميزان دقيق وصفه المولى تبارك وتعالى:{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}. (الأنبياء:47). تفسير قوله تعالى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ. إنَّه الميزان الذي سينصبه الله سبحانه يوم القيامة للأعمال، قال الله تعالى:{ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ}. (الأعراف:8)؛ حيث بيّن في هذه الآية الكريمة أنَّ وزنه للأعمال يوم القيامة حق أي لا جور فيه، ولا ظلم، فلا يزاد في سيّئات مسيء، ولا ينقص من حسنات محسن.
ويجوز أن يكون مفعولاً لأجله فإنه مصدر صالح لذلك. واللام في قوله تعالى { ليوم القيامة} تحتمل أن تكون للعلة مع تقدير مضاف ، أي لأجل يوم القيامة ، أي الجزاء في يوم القيامة. وتحتمل أن تكون للتوقيت بمعنى ( عند) التي هي للظرفية الملاصقة كما يقال: كتبَ لثلاث خلون من شهر كذا ، وكقوله تعالى: { فطلقوهن لعدتهن} [ الطلاق: 1] أي نضع الموازين عند يوم القيامة. وتفريع { فلا تظلم نفس شيئاً} على وضع الموازين تفريع العلة على المعلول أو المعلول على العلة. الموازين يوم القيامة. والظلم: ضد العدل ، ولذلك فرع نفيه على إثبات وضع العدل. و { شيئاً} منصوب على المفعولية المطلقة ، أي شيئاً من الظلم. ووقوعه في سياق النفي دل على تأكيد العموم ، أي شيئاً من الظلم. ووقوعه في سياق النفي دلّ على تأكيد العموم من فعل { تُظلم الواقع أيضاً في سياق النفي ، أي لا تظلم بنقص من خير استحقته ولا بزيادة شيء لم تستحقه ، فالظلم صادق بالحالين والشيء كذلك. وهذه الجملة كلمة جامعة لمعان عدة مع إيجاز لفظها ، فنُفِيَ جنس الظلم ونُفي عن كل نفس فأفاد أن لا بقاء لظلم بدون جزاء. وجملة { وإن كان مثقال حبة من خردل} في موضع الحال. و ( إنْ) وصلية دالة على أن مضمون ما بعدها من شأنه أن يُتوهم تخلف الحكم عنه فإذا نُصّ على شمول الحكم إياه علم أن شموله لما عداه بطريق الأولى.