الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الكريمِ المنانِ ذِي الفضلِ والإحسانِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه ومَنْ سارَ على نهجِه إلى يومِ الدينِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد: فاتقوا الله أيها المؤمنون:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}(آل عمران: 102). عبادَ اللهِ: أَقبلتْ العشرُ الأولُ من شهرِ ذي الحجةِ وهيَ من المواسمِ الفاضلةِ التي أكرمنَا بها ربُّنا جلَّ وعلا، وبشَّرنَا بها نبيُّنا محمدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقال: (مَا مِنْ أَيامٍ العملُ الصالحُ فيهَا أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيامِ) ـ يعني عشرَ ذي الحجِّة ـ قالوا: يا رسولَ اللهِ: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قالَ: (ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجلٌ خرجَ بنفسِه ومالِه، ثُمَّ لم يرجعْ من ذلكَ بشيءٍ)(رواه البخاري). قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ: "والذي يظهرُ أنّ السببَ في امتيازِ عشرِ ذِي الحجةِ، لمكانِ اجتماعِ أمهاتِ العبادةِ فيه، وهي الصلاةُ والصيامُ والصدقةُ والحجُّ، ولا يأتي ذلك في غيرهِ".
ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله
7. الإخلاص في الدعاء والقيام أهم من عدد الركعات التي يكون قلبك فيها مشغولًا بغير الله. 8. احرص على الطهارة طوال هذه الليلة ما تيسر ذلك. 9. تيقن من إجابة دعائك فإن عدم اليقين باستجابة الدعاء قد يشكِّل حاجزًا. 10. كن على يقين من أن الله سيستجيب دعاءك ويتقبل منك. 11. الإلحاح والإصرار على الدعاء فإن الله عز وجل يحب العبد الُملِحٌّ بالدعاء. 12. استغفر الله عز وجل من كل ذنب ارتكبته واسأله أن يعفو عنك. 13. أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي وآله والترضي عن أصحابه. 14. أكثر من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وردد: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا. 15. الإكثار من طلب العتق من النار. تبدأ أولى لياليها من مغرب الخميس.. 25 وصية من الإفتاء لإحياء ليلة القدر - التغطية الاخبارية. 16. الدعاء بتيسير الرزق الحلال وإصلاح الحال. 17. الدعاء بقول: ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين...
18. الدعاء للزوج أو الزوجة بصلاح الحال وراحة النفس والبال. 19. أكثرْ من الدعاء حال سجودك فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. 20. أطلْ سجودك وتضرعك لربك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وظهورُكم ثقيلةٌ من أوزارِكم فخفِّفوها عنها بطولِ سجودِكم». 21. لا تُضيِّعْ أي فرصة واحذر من التقصير لحظة فإن الرحمات والنفحات الربانية مفتوحة في هذه الليلة.
عوامل بناء النفس وأشار علي جمعة ، إلي أن الصنف السابق بنى أساسه على مجموعة من عوامل بناء النفس ومنها: ـ التقرب إلى الله عز وجل بما يجب من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وخير ما تقرب به المتقربون إلى الله تعالى الفرائض التي فرضها عليهم، ثم إن في النوافل لمجالا واسعا عظيما لمن أراد أن يرتقي إلى مراتب عالية عند الله، وفضل الله واسع يؤتيه من يشاء. ـ ومن عوامل بناء النفس: محاسبتها محاسبة دقيقة: فالنفس بطبيعتها تميل إلى الشهوات، فلابد لها من محاسبة، والكل لا يشك أننا إلى الله راجعون، محاسبون على الصغير والكبير، قال تعالى: «وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ»، ومن حاسب نفسه علم عيوبها وزلاتها ومواطن الضعف فيها، فبدأ بعلاجها ووصف الدواء لها، فينمي ذلك في النفس الشعور بالمسئولية ووزن الأعمال والتصرفات بميزان دقيق، ألا وهو ميزان الشرع. ـ ومن أهم عوامل بناء النفس: تعلم القدر المفروض من العلم المقرب إلى الله تعالى والعمل به، واتباع العلماء الحاملين لميراث النبوة، وهذا لأن العبادة بلا علم توقع في سوء فهم للدين بالتشدد الذي يصرف الناس عن دين الله أو بالتساهل الذي يفك عرى الدين، وما انتشرت الأفكار الغريبة عن مجتمعنا في هذا العصر إلا عن جهل غير المتخصصين غالبا.