التفكر في خلق الله
إنَّ التفكُّرَ في مخلوقات الله عزَّ وجلَّ يكشفُ عن عظمة الخالق، ويجعل المرءَ يُقِرُّ بوحدانية الله عز وجل، ويتواضع لعظمته، ويحاسب نفسَه على أخطائها؛ فيزداد إيمانًا وصفاءً، ويُورث الحكمة، ويُحيي القلوب، ويُورث فيها الخوف والخشية من الله عز وجل، فما طالت فكرة امرئ إلا علم، وما علم امرؤ قطُّ إلا عمل، ولو تفكَّر الناس في عظمة الله عز وجل ما عصوه. اعلم - أخي الفاضل - أنَّ التفكُّر في معناه الاصطلاحي الشرعي: إعْمال العقل في أسرار ومعاني الآيات الشرعية والكونية عن طريق التأمُّل، والتدبُّر، وملاحظة وَجْه الكمال، والجمال، ومشاهدة الدقَّة، وحُسْن التنظيم، والسُّنَن الكونية، والتماس الحكمة، والعبرة من وراء ذلك. إنَّ من مجالات التفكُّر الأمورُ التالية:
1- آيات الله الكونية؛ كالجبال، والبحار، والأشجار. 2- الآيات الشرعية في آي القرآن الكريم؛ بأن يُلَاحِظَ بلاغة وفصاحة وحُسْن عرض الآيات، وبيان معانيها، وأحكامها. 3- تكوين الإنسان، وطبيعة النفس البشرية. 4- الكائنات الحية؛ خلقها، ونشأتها، واختلاف طبائعها. قصة عن التفكر في خلق الله. 5- التفكُّر في حال الدنيا، وسرعة زوالها، وعظم فتنتها، وتقلُّب أحداثها. إنَّ المسلم إذا قام بالتفكُّر في جميع ما خلق الله؛ فلا شك أنه سيشعُر بمزيد من الإيجابية المتنوعة التي منها الأمور التالية:
1- قوة الإيمان وزيادته بسعة علم الله وخبرته بخلقه.
الفائدة من التفكر في خلق الله تكمن في أنه
وانظر إلى إجابته العميقة، التي تُؤَكِّد لنا أننا سلكنا الطريق القويم.. إن التفكُّر يقود إلى اليقين في الله عزَّ وجل وقدرته وحكمته وقوَّته، وهنا -لا محالة- ستقدر لله قدره، وتخضع له بكل ذرَّة في كيانك. كيف لا؟ والله جل جلاله قد مدح المتفكِّرين في كونه، والمتدبِّرين في آلائه.. فقال تعالى: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:190-191].. التفكر في خلق الله. كلُّ هذا العلوِّ في العبادة، والترقِّي في الخشوع ؛ جاء مِنْ تَفَكُّرٍ لا يعتمد على علوم متبحِّرة، أو إحصائيات معقَّدة.. إنما فقط نظرة متدبِّرة إلى سماء أو بحر، أو إلى زهرة أو نهر، فكيف لو استخدمنا علومنا -الفلكية، والجغرافية، والطبية، والجيولوجية، والنباتية، وغيرها من علوم- في الدراسة المتفحِّصة، والقراءة المتعمِّقة لمحتويات هذا الكون العجيب؟! راغب السرجاني
أستاذ جراحة المسالك البولية بكلية طب القصر العيني بمصر.
فتفكر فيما أشرنا إليه. التفكر - موقع مقالات إسلام ويب. فمن نظر في هذه الأشياء من حيث أنها فعل الله وصنعه، استفاد المعرفة بجلال الله تعالى وعظمته، وإن قصر النظر عليها من حيث تأثير بعضها في بعض، لا من حيث ارتباطها بمسبب الأسباب، شقي. نعوذ بالله من مزلة أقدام الجهال، ومن الركون إلى أسباب الضلال. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دار القاسم