عالم متجدد
9 يناير 2015
02:57 صباحا
قراءة
دقيقتين
د. عارف الشيخ قلنا في مقال سابق إن المغرضين اتهموا الإسلام بعدم إنصاف المرأة عندما جعل للرجل سهمين في الميراث، وجعل لها سهماً واحداً، في حين أن الله تعالى قرر ذلك في القرآن الكريم الذي هو دستور العباد شاءوا أم أبوا، فقال: "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين". (الآية 11 من سورة النساء). اتهامهم الإسلام بالظلم لا شك أنه دعوى باطلة من الأساس، لأن القرآن الكريم كلام رب العالمين، والله تعالى متصف بأنه أحكم الحاكمين. للذكر مثل حظ الأنثيين || شبهة تفضيل الذكر على الأنثى في الميراث - كلماتنا. ولقد بيّنا في المقال السابق أن الرجل عليه تبعات مالية كثيرة، ما جعل الإسلام ينظر إليه نظرة أخرى، ففلسفة "للذكر مثل حظ الأنثيين"، أو فلسفة الميراث عموماً ليست مبنية على معيار الذكورة والأنوثة، وهو معيار عنصري بحت. وإنما الإسلام عندما أوجد هذا التفاوت بين الرجل والمرأة في الميراث، حكّم في ذلك معايير أخرى، من أبرزها المعايير الثلاثة التي بيّنها الفقهاء وهي: درجة القرابة بين الورثة، وموقع الجيل الوارث، والعبء المالي الملقى على الوارث. انظر إلى المعيار الأول وهو درجة القرابة، تجد أن الأنصبة تتغير إلى الزيادة، كلما اقتربت الصلة بين الوارث والمتوفى، وليست قاعدة "للذكر مثل حظ الأنثيين" هي السائدة.
- يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين
- للذكر مثل حظ الانثيين في خمس مواضع
- للذكر مثل حظ الأنثيين تفسير
يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين
السبت 7 سبتمبر 2019 06:58 م لم يكن النقاش الدائر اليوم بين مختلف الأطياف الدينية والسياسية، والفعاليات الحقوقية والجمعوية حول موضوع المساواة في الإرث وليد اللحظة، وليست الدعوة إلى المساواة في الإرث دعوةً مستحدثة، وإنما يعود أصل المسألة إلى عشرينيات القرن الماضي، حيث شهدت هذه الفترة تشكُّل خارطة الفكر العربي، وتموضع تياراته الأيديولوجية. إذ تعود بواكير الدعوة إلى المساواة في الإرث إلى سنة 1928، وذلك حين ألقى المفكر المصري القبطي سلامة موسى، محاضرةً له في جمعية الشبان المسيحيين بالقاهرة، دعا فيها إلى المساواة في الإرث، مشيراً إلى أن قاسم أمين كان ينوي المطالبة بالمساواة إلا أنه توقف لعدم نضوج الرأي العام. وعقب محاضرته أرسل خطاباً إلى هدى شعراوي، رئيسة الإتحاد النسائي، يدعوها أن تطلب من وزارة الحقانية سنَّ قانونٍ يساوي بين الرجل والمرأة في الميراث، وقد أحدثت دعوته هذه آنذاك لغطاً وجدلاً واسعين، وتضاربت حولها الآراء. بنشقرون: "للذكر مثل حظ الأنثييْن" أمْرٌ بصريح الوحي. ولربما حاولت حركة تحرير المرأة، وهي حركة علمانية وليبيرالية، نشأت في مصر، ومنها انتشرت في أرجاء البلاد الإسلامية والعربية، أن تكون سبَّاقة للدعوة إلى المساواة في الميراث باعتباره أحد أهداف الحركة التي طالبت، إلى جانب ذلك، بجعل الحجاب والنقاب للاختيار، وتقييد الطلاق وجعله في المحكمة ومنع تعدد الزوجات، وتمتد أهداف هذه الحركة إلى جعل المرأة متساوية في الحقوق والواجبات مع الرجل وأن يصبح لها دور فعال في المجتمع.
للذكر مثل حظ الانثيين في خمس مواضع
أما أخته فهي لن تدفع مهرا عندما تتزوج، بل إنها ستأخذ المهر، ولن تتحمل مسئولية أسرتها ومصاريفهم وعيشهم وسكنهم، وهي ليست ملزمة بدفع أي شيء من ذلك عن زوجها إلا إن رغبت بمساعدته. الرد علي شبهة ان ميراث الانثي نصف ميراث الذكر | موقع نصرة محمد رسول الله. بل إنها ليست ملزمة بدفع أي شيء من لوازمها هي. وعلى ذلك فإن التفاوت بين الأخوين الذكر والأنثى في الميراث هو غاية العدل. من كتاب "إتحاف الكرام"
أصدرت دار الحكمة للطباعة والنشر كتابا بعنوان "إتحاف الكرام بمئة وأربعين حالة ترث المرأة فيها أضعاف الرجل في الإسلام" للباحث الأزهري علي محمد شوقي، ويقع الكتاب في 233 صفحة. وبعد المقدِّمة وضع الكاتب تمهيدًا لكتابه في نحو 60 صفحة، قام فيه باستقراء أبواب علم المواريث، ووقف على المسائل التي كُرِّمت فيها المرأة أو رُجِّحت على الرجل أو انفردت بها من دون الرجل.
للذكر مثل حظ الأنثيين تفسير
يعني: أنّ هذه الوصيّة من الله نافِذة لا مجال للتخلّف عنها ؛ لأنّها تبيين لحدود الله التي مَن تعدّاها فسوف يُدخِله ناراً وله عذابٌ مُهين ، والعذاب المُهين هنا إشارة إلى أنّ المتجاوز لحريم الشريعة قد أطاح بكرامةِ نفسه وسقط حيث مستوى المَهانة الفظيعة. أفَبعد هذا التأكيد على الأخذ بما أوصى الله بشأن المِيراث يتجرّأ ذو مُسْكَةٍ على التلاعب بنصّ الكتاب ، اللّهمّ إلاّ إذا فَقََدَ وعيه.
محاولات فاشلة
هنا وفي يومنا الحاضر نُجابِهُ محاولاتٍ يبدو الفشل في مُحيّاها ، بعد حِيادها عن منهج فهمِ النصّ على ما رسمته طريقة الاستنباط من كتاب الله ، فمِن قائل: إنّ النصّ الوارد في القرآن الكريم جاء بلفظ التَوصية: ﴿ يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ... يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين. ﴾ 3 ، والإيصاء ترغيب في الأمر وليس فرضاً واجباً ؛ ولعلّ الشرائط الزمنيّة حينذاك كانت تستدعي هذا التفاضل المندوب إليه ولكن في وقتها ، الأمر الذي لا يُحتِّم الحكم لا بصورةِ فرضٍ ولا بشكلٍ دائم على الإطلاق! قالوا: واليوم ، حيث تغيّرت الشرائط وتبّدلت الأحوال البيئيّة والاجتماعيّة العامّة فلا أرضيّة لهذا التفاضل ، ولا هو يتناسب مع الأوضاع الراهنة المتغايرة مع الوضع القديم ، لا سيّما والأمر لم يكن فرضاً بل مجرّد نَدبٍ ، فلا مُقتضى في الوقت الحاضر للأخذ بهذا الأمر الذي كان راجحاً في ظرفه ولا رجحان له اليوم! وقائل آخر: إنّه على فَرضِ إرادة الفريضة لكن التداوم لا مجال له بعد ملاحظة رَهنِ أحكام الشريعة ـ في قسمها المتغيّر ـ بأوقاتها وظروفها الخاصّة حيث المصالح المُقتضية حينذاك والمُنتفية في الحال الحاضر.