المراجع: الموسوعة الكونية الكبرى- الجزء 14- آيات الله في خلق الإنسان وبعثه وحسابه – د. ماهر أحمد الصوفي. 9
0
24, 385
الباحث القرآني
أفلا تبصرون يعني بصر القلب ، ليعرفوا كمال قدرته. وقيل: إنه نجح العاجز ، وحرمان الحازم. قلت: كل ما ذكر مراد في الاعتبار. وقد قدمنا في آية التوحيد من سورة " البقرة " أن ما في بدن الإنسان الذي هو العالم الصغير شيء إلا وله نظير في العالم الكبير ، وذكرنا هناك من الاعتبار ما يكفي ويغني لمن تدبر. ﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك, فقال بعضهم: معنى ذلك: وفي سبيل الخلاء والبول في أنفسكم عِبرة لكم, ودليل لكم على ربكم, أفلا تبصرون إلى ذلك منكم. * ذكر من قال ذلك:حدثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاريّ, قال: ثنا أبو أُسامة, عن ابن جُرَيح, عن ابن المرتفع, قال: سمعت ابن الزُّبير يقول: ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) قال: سبيل الغائط والبول. حدثنا ابن حُميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن ابن جُريج, عن محمد بن المرتفع, عن عبد الله بن الزُّبير ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) قال: سبيل الخلاء والبول. وفي أنفسكم أفلا تبصرون الإعجاز العلمي. وقال آخرون: بل معنى ذلك: وفي تسوية الله تبارك وتعالى مفاصل أبدانكم وجوارحكم دلالة لكم على أن خلقتم لعبادته. * ذكر من قال ذلك:حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ), وقرأ قول الله تبارك وتعالى وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ قال: وفينا آيات كثيرة, هذا السمع والبصر واللسان والقلب, لا يدري أحد ما هو أسود أو أحمر, وهذا الكلام الذي يتلجلج به, وهذا القلب أيّ شيء هو, إنما هو مضغة في جوفه, يجعل الله فيه العقل, أفيدري أحد ما ذاك العقل, وما صفته, وكيف هو.
إنها حكمة ولطف بالغين من خالق رحيم حكيم. العظام: خلق الله العظام وجعل منها فوائد كثيرة للجسد، فمن ناحية فهي التي تكسب جسم الإنسان شكله العام، ومن ناحية أخرى فإن بعض العظام يقوم بمهمة جليلة وهي حماية بعض الأعضاء الرخوة من العوامل الخارجية؛ فالجمجمة تحمي المخ من العوامل الخارجية، وكذلك القفص الصدري فإنه يحمي القلب والرئتين، وأيضًا العمود الفقري الذي يحمي النخاع الشوكي. ومن لطف الخالق أنه خلق بين المفاصل (مواضع إلتقاء عظمتين) سائلًا يسهل عملية الحركة، ولولا ذلك السائل لما أستطاع الإنسان أن يمشي ولصرخ من الألم عند كل حركة، وذلك لأن ذلك السائل هو الذي يسهل الحركة. الـــمــــخ: ذلك العضو الغامض الذي أحتار العلماء في تعقيده؛ فوزنه حوالي 1330 جرام، مع هذا الوزن المحدود المتوسط فإنه يحتوي على 30 مليار خلية عصبية، وخلال كل ثانية تفكير أو مذاكرة يجري داخل كل خلية عصبية 15 ألف تفاعل كيميائي!!! الباحث القرآني. ، وذلك لتمهد للأوامر العصبية أن تسير بسرعة 350 كم/ ساعة وهذا هو سبب قدرة الإنسان من رؤية الأشياء والتحدث بأسمائها في أقل من ثانية!! ولولا تلك التفاعلات لحدثت فجوة زمنية بين رؤية الإنسان للأشياء وبين إدراكه لحقيقتها.
السؤال الرابع عشر ما الفرق بين الفرض والواجب | موقع فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان
عدد الصفحات: 31 عدد المجلدات: 1
تاريخ الإضافة: 14/7/2016 ميلادي - 9/10/1437 هجري
الزيارات: 6334
أضف تعليقك:
إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني
(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق
رجاء، اكتب كلمة: تعليق في المربع التالي
مرحباً بالضيف
أما في الاصطلاح الشرعي: الواجب من حيث وصفه بالوجوب هو ما يثاب على فعله ، ويعاقب على تركه. تحرير محل النزاع:
لا خلاف بين العلماء على أن الواجب والفرض متباينان من حيث المفهوم، كما مر تعريفهما لغة، ولا خلاف في أن ما ثبت بدليل قاطع يكفر جاحده ، وما ثبت بدليل فيه ظن: لا يكفر جاحده، ولا خلاف في أنه يطلق أحدهما مكان الآخر ، فالجمهور يطلقون على الفرض والواجب معنيين مترادفين على مسمى واحد، والحنفية يطلقون كل واحد مكان الآخر ، إذ يقولون: أن الوتر فرض عملاً لا اعتقاداً، ولا خلاف في وجوب العمل في كل منهما ويأثم تارك واحد منهما. السؤال الرابع عشر ما الفرق بين الفرض والواجب | موقع فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان. المطلب الثانـــي
دراســـة المسألــــة
إن منشأ الخلاف في هذه المسألة هو على مذهبين هما:
المذهب الأول: أن الفرض يرادف الواجب ، وهذا ما ذهب إليه إمام الكاملية تبعاً لجمهور العلماء لكونه سار على منهجهم حيث استدل على تأييد مذهبه، من الاستدلال باللغة ، لأنها من الألفاظ المترادفة كالحتم واللازم ، إذ الترادف من صفات الألفاظ والمصطلحات ، وقال الواجب لغةً: الساقط ، ولما كان الساقط يلزم مكانه سمي اللازم الذي لا خلاص منه واجباً ، ويرادف الواجب، الفرض. المذهب الثاني: أن الفرض لا يرادف الواجب أي أن الفرض غير الواجب وهذا ما ذهب إليه الحنفية ، وقال الكلوذاني: هو ما ثبت بأعلى منازل الثبوت ، وحكي ابن عقيل الحنبلي رواية عن الإمام أحمد أن الفرض ما لزم بالقرآن ، والواجب ما كان بالسنة.