قال القرظي: تدبرتها في القرآن ، فإذا هم المنافقون ، فوجدتها: ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه) الآية. وحدثني محمد بن أبي معشر ، أخبرني أبي أبو معشر نجيح قال: سمعت سعيدا المقبري يذاكر محمد بن كعب القرظي ، فقال سعيد: إن في بعض الكتب: إن [ لله] عبادا ألسنتهم أحلى من العسل ، وقلوبهم أمر من الصبر ، لبسوا للناس مسوك الضأن من اللين ، يجترون الدنيا بالدين. قال الله تعالى: علي تجترئون! وبي تغترون!. وعزتي لأبعثن عليهم فتنة تترك الحليم منهم حيران. فقال محمد بن كعب: هذا في كتاب الله. حيثيات الحكم في قضية داعش إمبابة: أصحاب التيارات الضبابية تستروا بالدين للسيطرة على عقول الشباب. فقال سعيد: وأين هو من كتاب الله ؟ قال: قول الله: ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا) الآية. فقال سعيد: قد عرفت فيمن أنزلت هذه الآية. فقال محمد بن كعب: إن الآية تنزل في الرجل ، ثم تكون عامة بعد. وهذا الذي قاله القرظي حسن صحيح. وأما قوله: ( ويشهد الله على ما في قلبه) فقرأه ابن محيصن: " ويشهد الله " بفتح الياء ، وضم الجلالة ( على ما في قلبه) ومعناها: أن هذا وإن أظهر لكم الحيل لكن الله يعلم من قلبه القبيح ، كقوله تعالى: ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) [ المنافقون: 1].
حيثيات الحكم في قضية داعش إمبابة: أصحاب التيارات الضبابية تستروا بالدين للسيطرة على عقول الشباب
تفسير: (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)
♦ الآية: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (205). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وإذا تولى سعى في الأرض ﴾ الآية وذلك أنَّه رجع إلى مكَّة فمرَّ بزرعٍ وحُمُرٍ للمسلمين فأحرق الزَّرع وعقر الحُمُر فهو قوله: ﴿ ويهلك الحرث والنسل ﴾ أَيْ: نسل الدَّوابِّ.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 204
وتابعت فيا من تعجل بالخوض في أمور الدين من غير أن يكون له حظًا من العلم الشرعي بالدراسة والإجازة، إياك أن يفتتن بك الناس عن جهل، فإن العبد ليتكلم بالكلمة من سَخَطِ اللهِ لا يُلقي لها بالًا يهوى بها في جهنم، وإياك أن تغتر بعلمِ زائف أو منقوص فيكون لك جزاء من قال فيهم قُل هَل نُنَبِئُكُم بِالأَخسَرِينَ أَعمالا الّذِينَ ضَلّ سَعيُهُم فيِ الحَياة الدُنيا وَهُم يَحسَبُونَ أنَهُم يُحسِنُون صُنعًا.
وقراءة الجمهور بضم الياء ، ونصب الجلالة ( ويشهد الله على ما في قلبه) ومعناه: أنه يظهر للناس الإسلام ويبارز الله بما في قلبه من الكفر والنفاق ، كقوله تعالى: ( يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله) الآية [ النساء: 108] هذا معنى ما رواه ابن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس. وقيل: معناه أنه إذا أظهر للناس الإسلام حلف وأشهد الله لهم: أن الذي في قلبه موافق للسانه. وهذا المعنى صحيح ، وقاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، واختاره ابن جرير ، وعزاه إلى ابن عباس ، وحكاه عن مجاهد ، والله أعلم. وقوله: ( وهو ألد الخصام) الألد في اللغة: [ هو] الأعوج ، ( وتنذر به قوما لدا) [ مريم: 97] أي: عوجا. وهكذا المنافق في حال خصومته ، يكذب ، ويزور عن الحق ولا يستقيم معه ، بل يفتري ويفجر ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ". وقال البخاري: حدثنا قبيصة ، حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ترفعه قال: " أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ". قال: وقال عبد الله بن يزيد: حدثنا سفيان ، حدثني ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ".
0
4 إجابات
Xcrazy99
مشترك منذ: 20-02-2014
المستوى: مساهم
مجموع الإجابات: 1
مجموع النقاط: 1 نقطة
النقاط الشهرية: 0 نقطة
Xcrazy99 منذ 8 سنوات
لقد جاء جواب الشرط بعد فعل الشرط مباشرة بلا أدنى فاصل \"تهادوا تحابوا\".. ولربما كان مكانها تهادوا تسود المحبة.. أو تهادوا حتى تتحابوا.. وهذا يدل على سرعة النتيجة.. فلحظة الهدية هي لحظة المحبة وليس بعدها بزمن
يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): \" تهادوا تحابوا\".. إنهما كلمتان لا ثالث لهما ولكنهما حويا الدرر بأنواعه.. والذهب بلمعانه.. والفضة ببريقها. Issaabdo
مجموع الإجابات: 23
مجموع النقاط: 17 نقطة
Issaabdo منذ 8 سنوات
قول النبي (صلى الله عليه وسلم): \" تهادوا تحابوا\".. والفضة ببريقها. لقد حوت الكلمتان الشرط وجوابه.. والعمل وجزاؤه.. والبذرة والثمرة.. والفعل ورد الفعل. فأروني بالله عليكم بيانا أبين من هذا البيان وإجمالا ً أجمل من هذا الإجمال فهيا نبحر في بحر المعاني لننال شرف المحاولة:
لقد عبر الحديث بالفعل المضارع في فعل الشرط وجوابه.. والذي يدل على التجدد والاستمرار وكأن المطلوب ليس الهدية مرة واحدة.. معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا. ثم نغلق باب الهدايا.. وإنما المطلوب المداومة على كل حال وفى كل مجال.
معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا
يُنظر: ((مطالع الأنوار)) لابن قُرقول (5/223)، ((فتح ذي الجلال والإكرام)) لابن عثيمين (4/321). ) [5] أخرجه البخاري (2566)، ومسلم (1030). وَجْهُ الدَّلالةِ: في الحديثِ تَحريضٌ على الهِبةِ ولو كانتْ بشَيءٍ يسيرٍ [6] ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) للعَيْني (13/125). 3- وعنه رضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ((لو دُعيتُ إلى ذِراعٍ أو كُراعٍ [7] الكُراعُ: مِن الإنسانِ ما دونَ الرُّكبةِ، ومِن الدَّوابِّ ما دون الكعْبِ، والأصلُ أنَّ كُراعَ الشَّيءِ طرَفُه، وأكارعُ الأرضِ: أطرافُها القاصيةُ، وأكارعُ الشاةِ: قوائمُها. يُنظر: ((تفسير غريب ما في الصحيحين)) لمحمد بن أبي نصر الحُميدي (ص: 541)، ((غريب الحديث)) لابن الجوزي (2/286)، ((تصحيح التصحيف)) للصَّفَدي (ص: 439). لَأجَبتُ، ولو أُهدِيَ إلَيَّ ذِراعٌ أو كُراعٌ لَقَبِلتُ)) [8] أخرجه البخاري (2568). 4- وعنه رضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ((تَهادَوا تَحابُّوا)) [9] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (594)، وأبو يعلى (6148)، والبيهقي (12297). جوَّد إسنادَه العراقيُّ في ((تخريج الإحياء)) (2/53)، وحسَّنه ابنُ حجر في ((التلخيص الحبير)) (3/1047)، وحسَّن الحديثَ الألبانيُّ في ((صحيح الأدب المفرد)) (594).
وَجْهُ الدَّلالةِ: أنَّ الهَديَّةَ نوعٌ مِنَ الهبةِ، والأمرُ بالتَّهادِي للتَّودُّدِ والتَّآلُفِ [10] ((فتح ذي الجلال والإكرام)) لابن عُثيمين (4/319). ويُنظر: ((شرح منتهى الإرادات)) للبُهُوتي (2/429). ثانيًا: مِنَ الإجماعِ نَقلَ الإجماعَ على ذلك: العِمرانيُّ [11] قال العمراني: (أجمَعَ المسلمون على استِحبابِها). ((البيان)) (8/108). ، وابنُ رُشدٍ [12] قال عُلَيش: (نصَّ اللَّخميُّ وابنُ رُشدٍ على أنَّ الهِبةَ مَندوبةٌ، وحكَى ابنُ رُشدٍ عليه الإجماعَ). ((منح الجليل شرح مختصر خليل)) (8/174). ويُنظر: ((حاشية البَنَّاني على شرح الزُّرْقاني على مختصر خليل)) (7/171). ، والزَّيْلَعيُّ [13] قال الزَّيْلَعيُّ عن الهِبةِ: (هي مَشروعةٌ مَندوبٌ إليها بالإجماعِ). ((تبيين الحقائق)) (5/91). ، والهَيْتَميُّ [14] قال ابنُ حجَرٍ الهَيْتَميُّ: (الأصلُ في جَوازِها [أي: الهبةِ]، بلْ نَدْبِها بسائرِ أنواعِها الآتيةِ -قبْلَ الإجماعِ- الكتابُ والسُّنةُ). ((تحفة المحتاج)) (6/295). ثالثًا: لأنَّها مِن بابِ الإحسانِ والتَّودُّدِ، وهما مَندوبٌ إليهِما [15] ((المبسوط)) للسَّرَخْسي (12/43). رابعًا: لِمَا فيه مِنَ التَّوسِعةِ على الغَيرِ، وهي مَندوبٌ إليها [16] ((كشَّاف القِناع)) للبُهُوتي (4/299)، ((مطالب أولي النُّهى)) للرُّحَيْباني (4/378).