وأما حياة الأنبياء والشهداء وسائر الأولياء فحياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله وليست كالحياة التي كانت لهم في الدنيا, وبهذا يتبين أن الحق مع الفرقة الأولى التي قالت: إن الاستعانة بغير الله على ما تقدم شرك. منقول من موقع طريق الاسلام
الاستعانة بغير الله والذاكرات
حكم الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، الاستعانة هي أن يستعين الأنسان بأحد من الناس في موقف معين، يكون بحاجة للوقوف جمبه أو العمل في قضاء حاجة معين معه، أما بالنسبة للاستعانة بغير الله في الشيء الذي لا يقدر عليه غير الله عز وجل فهذا سوف نتطرق له في سطور مقالنا اليوم.
الاستعانة بغير الله على
الاستعانة بغير الله جائزة إذا كان المستعان ممن يمكنه أن يعين فيما سؤل فيه...
السؤال: أما سؤاله الثالث يقول: هل تجوز الاستعانة بغير الله؟ وهل يجوز الحلف بغير الله؟
الإجابة: الاستعانة بغير الله جائزة إذا كان المستعان ممن يمكنه أن يعين فيما سؤل فيه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر الصدقات: « وتعين الرجل في دابته إذ تحمله عليها أو ترفع له عليها متاعاً ». وأما استعانته بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا لا يجوز، وهو من الشرك. وأما الحلف بغير الله فهو محرم، بل نوع من الشرك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: « لا تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ». محمد بن صالح العثيمين
كان رحمه الله عضواً في هيئة كبار العلماء وأستاذا بجامعة الإمام محمد
بن سعود الإسلامية
39
25
39, 062
الاستعانة بغير الله عليه
وعلى أساس هذه الضابطة نجد القرآن الكريم الذي يحصر الاستعانة به تعالى في قوله (وَإِيّاكَ نَسْتَعين) هو نفسه يأمر بالاستعانة بغيره ويرشد إلى بعض الأُمور التي يمكن للإنسان الاستعانة بها، كقوله تعالى:
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاّ عَلى الخاشِعينَ). (3)
وفي قصة ذي القرنين وبناء السد في وجه هجوم يأجوج ومأجوج يقول سبحانه:
(قَالَ ما مَكّنّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعينُونِي بِقُوَّة). (4)
فلا ريب أنّ عالم الخلق عامّة والحياة الإنسانية خاصة قائمة على أساس الاستعانة بالأشياء الأُخرى، وليس ذلك مخالفة لأصل التوحيد في الاستعانة، وذلك لأنّ الاستعانة بغيره سبحانه تقع في شعاع وفي ظل الاستعانة بحوله وقوته التي وضعها تحت اختيار البشر. والعجيب أنّ بعض المخالفين قد فرّق بين الأحياء والأموات، فأباح الاستعانة بالأحياء واعتبرها أمراً جائزاً، وأمّا الاستعانة بالأموات فذهب إلى أنّها أمر محرّم، بل اعتبرها شركاً يجب الابتعاد عنه!!! ويرد على ذلك أنّ العمل إذا كان شركاً في حقيقته وواقعه، فلا أثر حينئذ للحياة وعدمها فيه أبداً، ومن هنا لابدّ من القول: إنّ الاستعانة بغيره سبحانه جائزة بشرط الاعتقاد بكون المعين إنّما يتحرك ويفعل في إطار قدرته وتمكينه سبحانه وتعالى له، فلا تكون الاستعانة حينئذ شركاً، سواء كان الطرف المعين حيّاً أو ميّتاً.
الاستعانة بغير الله العظمى السيد
إنّ هذه الشبهة تقوم على فرضية كون المتوسّل يستعين بغير اللّه في الشدائد والمحن التي تحيط به، والمفروض أن يستعين باللّه تعالى وحده، كما في قوله: (وَإِيّاك نَسْتَعين). جواب الشبهة
إنّ هذه الشبهة يثيرها من لا علم له بألف باء القرآن الكريم، فقد أثبتنا في بحوثنا السابقة أنّه من الممكن جداً نسبة الفعل إلى اللّه تعالى وإلى العبد في آن واحد، وذكرنا لذلك نماذج متعددة من القرآن الكريم من قبيل: قبض الأرواح، كتابة الأعمال، وغير ذلك. وذكرنا هناك أنّه لا منافاة بين النسبتين، لأنّ نسبة الفعل للّه على نحو الاستقلال،ونسبته إلى العبد على نحو التبعية. فإنّه تعالى يقوم بالفعل من دون حاجة إلى الاستعانة بغيره مهما كان ذلك الغير، والحال انّ غيره إنّما يقومون بالعمل في ظل قدرته وعونه سبحانه، ومن هنا يكون فعل العبد في الحقيقة هو فعل اللّه. وعلى هذا الأساس لا مانع من حصر الاستعانة به سبحانه، لأنّه هو الغني والمطلق، وفي نفس الوقت نستعين بغيره بشرط أن لا تكون تلك الاستعانة في عرض الاستعانة به سبحانه، لأنّ غيره لا يملك حولاً ولا قوّة ليكون في عرض اللّه سبحانه، بل الحقيقة أنّ تلك الاستعانة تقع في طول الاستعانة به سبحانه وهي في المآل ترجع إليه عزّ وجل.
ثم ذكر المصنف أيضًا في أدلتها: حديث: (إذا استعنت فاستعن بالله)، وفي هذا الحديث حَصَر الاستعانة بالله وحده دون غيره من الخلق، وهو يدل على أن الاستعانة عبادة للأمر بها، فإنه لا يؤمر إلا بما يُعبد به الله جل وعلا ، ثم إن الأمر بالاستعانة بالله جاء في جواب الشرط (إذا)، فصار مُتَرتبًا مع ما قبله لما يفيد الحصر والقصر، يعني: إذا كنت متوجهًا للاستعانة فلا تستعن بأحد إلا بالله جل وعلا، فلما أَمر به علمنا أنه من العبادة، ثم لما جاء في جواب الشرط أفاد الحصر. والاستعانة فيها معنى الطلب، وما كان فيها معنى الطلب من العبادات، فإنه يصلح دليلًا لها كل ما فيه وجوب إفراد الله جل وعلا بالطلب والسؤال، فأي دليل فيه وجوب إفراد الله جل وعلا بالدعاء، يصلح دليلًا بإفراد الله جل وعلا بأنواع الطلب؛ كقوله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، فإنه يصلح دليلًا للاستعانة، والاستعاذة، والاستغاثة، ونحو ذلك. والاستعانة بالله جل وعلا تتضمن ثلاثة أمور:
الأول: كمال الخضوع والتذلل لله تعالى. والثاني: الثقة بالله جل وعلا، واعتقاد كفايته.
عناصر محتوى المفردة:
المقدمة
المادة الأساسية
(الاستعانة): لغة: مصدر استعان وهو من العون بمعنى المعاونة والمظاهرة على الشّيء، يقال: فلان عوني أي معيني وقد أعنته، والاستعانة طلب العون. (اصطلاحا): طلب العون من الله، ويطلب من المخلوق ما يقدر عليه من الأمور. قال الله تعالى: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)﴾. [الفاتحة]وقال تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾. [البقرة: 45]عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أنّه قال: «دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا قلنا: يا رسول الله، دعوت بدعاء كثير لم نحفظ منه شيئا ». فقال: «ألا أدلّكم على ما يجمع ذلك كلّه؟ تقول: اللهمّ إنّا نسألك من خير ما سألك منه نبيّك محمّد، ونعوذ بك من شرّ ما استعاذ منه نبيّك محمّد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله ».
من هو ابو الانبياء ولماذا سمي بهذا الاسم عبر موقع فكرة ، يتسائل العديد من الناس عن أبو الانبياء ولماذا هو بالتحديد الذي سمي بهذا الاسم عن باقي الانبياء التي أرسلهم الله سبحانه وتعالى، وسوف نقدم لكم من خلال المقال التالي معلومات هامة عن أبو الانبياء ولماذا سمي بهذا الاسم، وبعض الأيات القرانية التي ذكرت أبو الانبياء عليه السلام، فتابعونا. ص436 - كتاب التيسير في التفسير أبو حفص النسفي - سورة الأنبياء عليهم السلام - المكتبة الشاملة. من هو أبو الانبياء
أبو الأنبياء هو سيدنا ابراهيم عليه السلام، وسمي بهذا الاسم لأن جميع الأنبياء من ذريته فـ هو يُعد أب لجميع الأنبياء التي أرسلت للديانات الثلاثة الاسلام والمسيحية واليهودية. ليس هذا الاسم الوحيد الذي يطلق على سيدنا ابراهيم بل هناك أيضًا لقب خليل الله، الذي يوضح مدى قرب ومحبة الله سبحانه وتعالى لـسيدنا ابراهيم عليه السلام. يعتبر سيدنا ابراهيم نبي مقدس لدى الاديان الثلاثة الاسلام والمسيحية واليهودية حيث أنه بالنسبة للمسلمين أبو الانبياء، ولليهود هو الأب المكرم ومؤسس الديانة اليهودية، بينما في المسيحية هو شخص مقدس ورمز ايماني. عاش سيدنا ابراهيم عليه السلام طيلة حياته يدعوا قومه الى عبادة الله سبحانه وتعالى وترك الاصنام والألهة التي يعبدونها ولكن لم يأمن معه الا القليل.
ص436 - كتاب التيسير في التفسير أبو حفص النسفي - سورة الأنبياء عليهم السلام - المكتبة الشاملة
الأنبياء بعثهم الله تعالى لهدى الناس ، وهذا شرف الله على الناس أجمعين ، ونعمة من نعمته عليهم، لأن هداية الناس يعني تنقية قلوبهم من النجاسة والكفر والشرك والضلال ، وقد وعد الله تعالى هؤلاء، الذين يتبعون الرسل ، بركات الله عليهم أجمعين لينالوا الأجر العظيم والأجر العظيم في الدنيا، وأما من ابتعد عنهم ولم يؤمنوا ويؤمنوا بما أنزلوا ، فسيكون له عذاب أليم في الدنيا والآخرة.
وقيل: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} من الظلمات الثلاث: ظلمةِ الدنيا، وظلمةِ القبر، وظلمةِ النار. وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "دعوةُ ذي النون ما دعا بها مؤمنٌ إلا استُجيب له" (١). وقيل: صحب يونسُ النونَ سبعةَ أيام فلزمه الاسمُ فلا يفارقه، والمؤمن صحبه الإيمانُ سبعين سنة فكيف يفارقه الاسم؟ * * * (٨٩) - {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}. وقوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا}: عطفٌ على ما تقدم. وقوله تعالى: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ}: أي: دعا ربه: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا} ؛ أي: بلا ولدٍ يعينني على إقامة دِينك. وقوله تعالى: {وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}: أي: أعلمُ أنك لا تضيِّع دينك، ولا تُخْلي الدنيا بعدي عن قائمٍ بحقِّك، وهذا على وراثة النبوة. من هو الملقب ابو الانبياء. وقيل: معناه: ربِّ لا أسألك ولدًا يرث (٢) مالي نفاسةً على أخذِ ميراثي من غير ولدي، فإن الأموال كلَّها صائرةٌ إلى غير وارث سواك، وأنت خيرُ الوارثين لأن الموروث مِلكُك وعطيَّتك ومنك كان وإليك عاد. (١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١٤٦٢)، والترمذي (٣٥٠٥)، والنسائي في "الكبرى" (١٠٤١٧)، وفي "عمل اليوم والليلة" (٦٥٥)، والحاكم في "المستدرك" (١٨٦٢) وصححه، من حديث سعد ابن أبي وقاص رضي اللَّه عنه.