سورة الحج
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ( 1)). قوله تعالى: ( إن زلزلة الساعة): الزلزلة مصدر ، يجوز أن يكون من الفعل اللازم ، أي تزلزل الساعة شيء ، وأن يكون متعديا; أي إن زلزال الساعة الناس; فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل في الوجهين; ويجوز أن يكون المصدر مضافا إلى الظرف. قال تعالى: ( يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ( 2)). قوله تعالى: ( يوم ترونها): هو منصوب بـ " تذهل " ويجوز أن يكون بدلا من الساعة على قول من بناه ، أو ظرفا لعظيم ، أو على إضمار اذكر; فعلى هذه الوجوه يكون " تذهل " حالا من ضمير المفعول ، والعائد محذوف; أي تذهل فيها... ولا يجوز أن يكون ظرفا للزلزلة; لأنه مصدر قد أخبر عنه. و ( المرضعة): جاء على الفعل ، ولو جاء على النسب لقال: مرضع. و ( ما): بمعنى من ، ويجوز أن تكون مصدرية. و ( ترى الناس): الجمهور على الخطاب وتسمية الفاعل. [ ص: 217] ويقرأ بضم التاء; أي وترى أنت أيها المخاطب ، أو يا محمد صلى الله عليه وسلم. ويقرأ كذلك إلا أنه برفع " الناس " والتأنيث على معنى الجماعة.
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم Pdf
سورة الحج يا ايها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شي عظيم ماهر المعيقلي - YouTube
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم حساسي
هذه السورة قال عنها بعض أهل العلم: إنها من عجائب القرآن، فيها الناسخ والمنسوخ، والمكي والمدني، وفيها السلمي والحربي، وفيها الليلي والنهاري، والسفري والحضري، وهذه كلها من الأنواع كما ذكرت في الكلام على رسالة السيوطي في أصول التفسير. قوله -تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [سورة الحج:1]. وهذه الآية كقوله -تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [سورة النساء:1]. فـ "إنّ" تدل على التعليل، وكأن المعنى: لأن الله عليكم مراقب، يراقب الحركات والسكنات، وهكذا في هذه الآية: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ، وهذا الذي يعرف عند الأصوليين بدلالة الإيماء والتنبيه، أي يقرن الحكم بوصف، لو لم يكن علة له لكان ذلك معيباً. والمعنى اتقوه لأن زلزلة الساعة شيء عظيم؛ ففيها من الأهوال والأوجال والأمور العظيمة الهائلة ما يستدعي العمل، والتشمير في طاعة الله -تبارك وتعالى، والانكفاف عن كل ما لا يليق، فإن العباد سيصيرون إلى مقام وأهوال وأحوال وأوجال لا يقادر قدرها، ويفضي ذلك بهم إلى خلود بلا انقطاع في نعيم دائم، أو في عذاب وجحيم دائم، ومهما وصف الواصفون فإن ذلك لا يفي بأهوال ذلك اليوم، وما يحصل فيه من الأوجال.
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم احساسي
وقال تعالى (لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ). وقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ). ومن هنا عظم ثواب من أطاع الله سراً بينه وبينه، ومن ترك المحرمات التي يقدر عليها سراً. فأما الأول: فمثل قوله تعالى (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ … فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم من
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما
تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر
المصدر.
وخشية الله في الغيب والشهادة من المنجيات، كما قال -صلى الله عليه وسلم- (ثلاث منجيات، وذكر منها: خشية الله في السر والعلن). وقال الشافعي: أعز ثلاثة: الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى أو يخاف. وكان الإمام أحمد ينشد: إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل … خلوتُ ولكنْ قل عليّ رقيب ولا تحسبنّ اللهَ يغفلُ ساعةً … ولا أن ما يخفى عليه يغيبُ وقال الشاعر: إذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلَى الطغياني فاستحي مِن نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني قال ابن رجب رحمه الله: وفي الجملة، فتقوى الله في السر هو علامة كمال الإيمان، وله تأثير عظيم في إلقاء الله لصاحبه الثناء في قلوب المؤمنين. وقال رحمه الله في شرح حديث عمار: فأما خشية الله في الغيب والشهادة، فالمعنى أن العبد يخشى الله سراً وإعلاناً وظاهراً وباطناً، فإن أكثر الناس يرى أنه يخشى الله في العلانية وفي الشهادة، ولكن الشأن في خشيته في الغيب إذا غاب عن أعين الناس، وقد مدح الله من يخافه بالغيب: قال تعالى (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ). وقال تعالى (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ).
في ليلة زفافها رأت شعاعاً من النور خرج منها فأضاء الدنيا من حولها حتى تراءت لها قصور بصرى في الشام وسمعت هاتفاً يقول لها: يا آمنة لقد حملتِ بسيد هذه الأمة. هذه آمنة
من بني زهرة، أحد بطون قريش ذات المكانة العظيمة، وبني عبدالدار بن قصي وهو بطن عريق آخر في قريش، جاءت زهرة طاهرة ثمرة لزواج مبارك بين "وهب بن عبدمناف" سيد بني زهرة شرفا وحسبا ، و"برة بنت عبدالعزى" ذات النسب الأصيل. هذه الزهرة الطاهرة هي "آمنة بنت وهب" التي حملت في بطنها أشرف الخلق "محمداً" نبي الرحمة. البداية والنهاية/الجزء الثاني/نذر عبد المطلب ذبح ولده - ويكي مصدر. وقد عُرفت آمنة بـ "زهرة قريش"، وكانت مخبأة من العيون ، حتى إنَّ الرواة كانوا لا يعرفون ملامحها. وقيل فيها إنها عندما تمت خطبتها على عبدالله بن عبدالمطلب كانت حينها أفضل فتاة في قريش نسباً وموضعاً، وقد عرفت آمنة في طفولتها ابن العم "عبدالله بن عبدالمطلب"، عرفته قبل أن ينضج صباها ، وتلاقت معه في طفولتها البريئة على روابي مكة وبين ربوعها ، وفي ساحة الحرم، وفي مجامع القبائل، ولكنها حجبت منه عندما ظهرت عليها بواكر النضج، وحينها تسارع فتيان مكة إلى باب بني زهرة من أجل طلب الزواج منها. وهذا عبدالله
لم يكن "عبدالله بن عبدالمطلب" بين الذين تقدموا لخطبة "زهرة قريش" برغم ما له من الرفعة والسمعة والشرف، فقد منعه من التقدم إلى "آمنة" نذر أبيه بنحر أحد بنيه لله عند الكعبة؛ حيث إن عبدالمطلب حين اشتغل بحفر البئر، لم يكن له من الولد سوى ابنه "الحارث"، فأخذت قريش تعيب عليه ذلك، فنذر يومها إذا ولد له عشرة من الأبناء سوف ينحر أحدهم عند الكعبة، فأنعم الله عليه بعشرة أولاد أصغرهم "عبدالله" وهو الذي استقر عليه السهم ليكون هو الذبيح.
شرح طريقة الدخول إلى الحلقات الإلكترونية | الجمعية الخيرية الإلكترونية لتحفيظ القرآن الكريم
والمقصود أن عبد المطلب لما جاء يستقسم بالقداح عند هبل، خرج القدح على ابنه عبد الله وكان أصغر ولده وأحبهم إليه، فأخذ عبد المطلب بيد ابنه عبد الله وأخذ الشفرة، ثم أقبل به إلى إساف ونائلة ليذبحه، فقامت إليه قريش من أنديتها فقالوا: ما تريد يا عبد المطلب؟
قال: أذبحه. عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب. فقالت له قريش، وبنوه أخوة عبد الله: والله لا تذبحه أبدا حتى تعذر فيه، لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يجيء بابنه حتى يذبحه، فما بقاء الناس على هذا. وذكر يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: أن العباس هو الذي اجتذب عبد الله من تحت رجل أبيه حين وضعها عليه ليذبحه، فيقال: إنه شج وجهه شجا لم يزل في وجهه إلى أن مات. ثم أشارت قريش على عبد المطلب أن يذهب إلى الحجاز فإن بها عرافة لها تابع، فيسألها عن ذلك، ثم أنت على رأس أمرك إن أمرتك بذبحه فاذبحه، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه مخرج قبلته، فانطلقوا حتى أتوا المدينة فوجدوا العرافة - وهي سجاح - فيما ذكره يونس بن بكير عن ابن إسحاق بخيبر، فركبوا حتى جاؤها فسألوها وقص عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه. فقالت لهم: ارجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله، فرجعوا من عندها، فلما خرجوا قام عبد المطلب يدعو الله، ثم غدوا عليها.
البداية والنهاية/الجزء الثاني/نذر عبد المطلب ذبح ولده - ويكي مصدر
| ذكر رفع عيسى عليه السلام إلى السماء | ذكر صفة عيسى عليه السلام وشمائله وفضائله | فصل اختلاف أصحاب المسيح في رفع عيسى إلى السماء.
ولم يستطع "عبدالمطلب" الوفاء بنذره؛ لأن عبدالله أحب أولاده إليه، وأتى الفرج فقد أشار عليهم شخص وافد من "خيبر" بأن يقربوا عشراً من الإبل ثم يضربوا القداح فإذا أصابه، فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، فإذا خرجت على الإبل فانحروها، فقد رضي ربكم ونجا صاحبكم، وظلوا على هذه الحالة ينحرون عشرًا ثم يضربون القداح حتى كانت العاشرة، بعد أن ذبحوا مائة من الإبل فداءً لعبدالله. وهكذا اجتمعا
بعد ذلك توجه "عبدالمطلب" إلى "وهب" خاطبًا "آمنة" لابنه "عبدالله" فغمر الفرح نفس "آمنة"، وبدأت سيدات آل زهرة تتوافد الواحدة تلو الأخرى لتبارك هذا الزواج، وقيل بأن الفتيات كن يحسدن آمنة لأن عبدالله اشتهر بالوسامة، فكان أجمل الشباب وأكثرهم سحرًا، واستغرقت الأفراح ثلاثة أيام، انتقل بعدها العروسان الى بيتهما ليبدآ حياتهما على بركة الله. ولكن "عبدالله" لم يبق مع عروسه إلا أيامًا قليلة؛ ثم كان عليه أن يلحق بالقافلة التجارية المسافرة إلى غزة والشام، ومرت الأيام وشعرت خلالها "آمنة" ببوادر الحمل، وكان شعورًا خفيفًا لطيفًا ولم تشعر فيه بأية مشقة أو ألم حتى وضعته، وتذكرت أنها في ليلة زفافها رأت شعاعاً من النور خرج منها فأضاء الدنيا من حولها حتى تراءت لها قصور بصرى في الشام وسمعت هاتفاً يقول لها: يا آمنة لقد حملتِ بسيد هذه الأمة.