ومن روعة الإعجاز العلمي في هذه الآية الكريمة أن الله سبحانه يذكر الفؤاد بعد السمع والبصر لمعنى علمى دقيق أيضا وهو أن اكتساب العلم يحصل بعد الانتقال من مرحلة الادراك الحسى بالسمع والبصر إلى مرحلة الادراك العقلى، وهذه هى طريقة تعلم المعارف والخبرات وكلها تجيئ بحسب الترتيب الذى ذكره القرآن وهو الادراك الحسى أولا ثم الادراك العقلى، ودليل ذلك وأضح في أن الطفل يولد لا يعلم شيئا ثم تتوالى عليه المدركات الحسية وتتكاثر عن طريق السمع ثم اليصر فإذا ما صارت مجموعة المدركات الحسية كافية يأتى دور الفؤاد ليعقل ويعى ما أدركه الطفل منها بحواسه. وهناك حقيقة أخرى في تقديم السمع على البصر وهو أن القرآن يذكر السمع مفردا ويذكر الابصار بصيغة الجمع وفى ذلك سر من أسرار الاعجاز أيضا لان استقبال الاذن للمسموع لا خيار للانسان فيه حيث لا حجاب يحجب وصول الصوت إلى طبلة الاذن، أما العين فللانسان الخيار في أن يرى أو لا يرى ولها جفون تساعد على ذلك.. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الإسراء - الآية 36. التحرير والتنوير (يونس 31) وأفرد { السمع} لأنه مصدر فهو دال على الجنس الموجود في جميع حواس الناس. وأما { الأبصار} فجيء به جمعاً لأنه اسم، فهو ليس نصاً في إفادة العموم لاحتمال توهم بصر مخصوص فكان الجمع أدل على قصد العموم وأنفى لاحتمال العهد ونحوه بخلاف قوله: { إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً} [الإسراء: 36] لأن المراد الواحد لكل مخاطب بقوله: { ولا تقفُ ما ليس لك به علم} (الأنعام 46) والمراد بالقلوب العقول التي بها إدراك المعقولات.
- ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك
- ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه
- ان السمع والبصر والفؤاد كل
- قراءة كتاب نهاية العالم
ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك
ونلحظ هنا ملحظاً يجب الانتباه إليه، ففي هذه الآية الكريمة يقول الحق سبحانه: { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ} [يونس: 31]. بينما يقول في آية أخرى في سورة السجدة: { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ} [السجدة: 9]. ولا بد أن ننتبه إلى الفارق بين " الخَلْق " و " الجَعْل " ، و " الملْك " ، فالخلق قد عرفنا أمره، وملكية كل شيء لله ـ تعالى ـ أمر مُلْزِمٌ في العقيدة، ومعروف، أما " الجَعْل " ، فهو توجيه ما خلق إلى مهمته. فأنت تجعل الطين إبريقاً، والقماس جلباباً، هذا على المستوى البشري، أما الحق سبحانه وتعالى فقد خلق المادة أولاً، ثم جعل من المادة سمعاً وبصراً، وزاد من بعد ذلك { أَمَّن يَمْلِكُ} ، فمن خَلَق هو الله تعالى، ومن جَعَلَ هو الله تعالى، ومن مَلَكَ هو الله تعالى. معلومة بيانية جميلـــــــــــة: إفراد السمع وجمع البصر: لأن السمع غلب عليه المصدرية (أي حقيقة عملية السمع التي تتم في مركز السمع في المخ) فأفرد ، وهو إدراك لمؤثر واحد وهو الاهتزازات الصوتية. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه. واللائق بالأبصار هو الجمع ، لأن عملية الإبصار تتم عن طريق الإدراك لآثار الألوان المختلفة على مركز الإبصار. قال وقلت: دخل على مجلسنا شاب جليل القدر قريب المكانة وشاركنا في مطعمنا ومشربنا ونحن متبذّلون متبسّطون وفاتحنا بمسألة دقيقة طالباّ تفجير عيونها وإساحة كظائمها: ما الحكمة من إفراد السمع وجمع الأبصار في آيات من كتاب الله.. ؟ قال الشيخ: تلك مسألة نفيسة تكلم فيها السابقون اللاحقون وتنافسوا في تحريرها على وجوه كثيرة منها: إن السمع يُدرَك به من جهات كثيرة وفي الظلمة والنور فإذا توحدت جهة إدراكها توحّد لفظ هذه الجهة ؛ وأما البصر فلا يُرى به إلا جهة واحدة تلك التي تقابلك فلذلك احتيج إلى الجمع والتعداد فيه لإظهار جميع جهات البصر.
إن البحث في القرآن لا ينتهي ولن ينتهي فهو معين لا ينضب؛ ورغم كثرة الدراسات القرآنية فلا يزال القرآن الكريم يهب الجديد من أسرار عجائبه التي لا تنقضي في دلالة عملية لإعجاز لفظه وعبارته، وفي دراسة جامعية جديدة عن أسلوب التعليل في القرآن، أكدت الباحثة الفلسطينية نجوى نايف عبد النبي شكوكاني أهمية الدرس البلاغي للقرآن وضرورة البحث فيه كونه يخاطب العقل والوجدان معًا، ويبرز ما للقرآن من أسرار تتكشف بالدارسة، وهو ما يجعلنا نقرأ القرآن بطريقة مغايرة تزيدنا يقينًا وتطمئن به قلوبنا جيلاً بعد جيل. وهدفت الدراسة والتي جاءت تحت عنوان: "التعليل في القرآن الكريم وأثره على العالم والمتعلم" والتي حصلت فيها الباحثة على درجة الدكتوراه من الجامعة الإسلاميّة العالميّة بماليزيا إلى توضيح المنهج السليم في التعامل مع أسلوب التعليل في القرآن الكريم من خلال إبراز أثره الشامل في العَالِم والُمتعلِّم نتيجةً لتكرار الأخذ به وتطبيقه على مجالي التعلّم والتعليم؛ وذلك من خلال بعض المواضيع والأساليب التي وَرَدَ بها، تلافيًا للاقتصار على الجانب النظري المعهود عند البحث. وعلى سبيل تحرير الألفاظ بتوضيح معانيها للوصول إلى نتائج دقيقة، عمدت الدراسة إلى بيان المقصود بأسلوب التعليل في القرآن الكريم عند علماء الأصول والنحو والتفسير، مبينة أهمية أسلوب التعليل في القرآن الكريم، والأدوات التي استُخدمت فيه، كما بينت الموضوعات التي استَخدم فيها القرآن الكريم أسلوب التعليل، واستنتاج آثار كل ذلك وفوائده، إضافة لإبراز أثر أسلوب التعليل في القرآن الكريم على العالم والمتعلم، مع بيان مجالات التأثر به فكرًا وسلوكًا.
ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه
من أسرار تقديم السمع على البصر..
سر تقديم السمع على البصر- فقيل: إنما قدم عليه؛لأنه أشرف منه، من حيث إنه يُدرَك به من الجهات الست، وفي النور والظلمة، ولا يُدرَك بالبصر؛
إلا من الجــهة المقابلة، وفي النور دون الظلمة. وهذا ما ذكره- أيضًا- أصحاب الشافعي، وحكَوْا- هم وغيرهم- عن أصحاب أبي حنيفة أنهم قالوا:
البصر أفضل؛ من حيث أن إدراكه أكمل، ونصبوا معهم الخلاف، وذكروا الحجاج من الطرفين. والتحقيق في هذه المسألة الخلافية: أن إدراك البصر أكمل؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ليس المخبر كالمعاين ". ولكن السمع، يحصل به من العلم لنا، أكثر ممَّا يحصل بالبصر
فالبصر أقوى وأكمل، والسمع أعم وأشمل.. فهذا له صفة العموم والشمول، وذاك له صفة التمام والكمال. وإذا تقابلت المرتبتان،
كان كل واحد منهما مفضلا، ومفضلا عليه. خطبة عن قوله تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. وبذلك يترجَّح أحدهما على الآخر بما اختصَّ به من صفات. ولهذا قيل: لما كان إدراك القلب والسمع من جميع الجوانب، جُعِل المانع فيهما الختم، الذي يمنع من جميع الجهات،
ولما كان إدراك البصر من الجهة المقابلة فقط، خُصَّ المانع فيه بالغشاء، المتوسط بين الرائي، والمرئي؛
كما في قوله تعالى:{ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}( البقرة:7)،
وقوله تعالى:{ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً} ( الجاثية:23).
وهذا الظاهر. وقال الزجاج: يستشهد بها كما قال {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم} وقال القرطبي في أحكامه: يسأل الفؤاد عما اعتقده، والسمع عما سمع، والبصر عما رأى. وقال ابن عطية: إن الله تعالى يسأل سمع الإنسان وبصره وفؤاده عما قال مما لا علم له به، فيقع تكذيبه من جوارحه وتلك غاية الخزي. ان السمع والبصر والفؤاد كل. وقيل: الضمير في {كان} و {مسؤولًا} عائدان على القائف ما ليس له به علم، والضمير في {عنه} عائد على {كل} فيكون ذلك من الالتفات إذ لو كان على الخطاب لكان التركيب كل أولئك كنت عنه مسؤولًا. وقال الزمخشري: و {عنه} في موضع الرفع بالفاعلية، أ ي كل واحد منها كان مسؤولًا عنه، ف مسؤول مسند إلى الجار والمجرور كالمغضوب في قوله: {غير المغضوب عليهم} يقال للإنسان: لم سمعت ما لا يحل لك سماعه؟ ولم نظرت ما لم يحل لك النظر إليه؟ ولم عزمت على ما لم يحل لك العزم عليه؟ انتهى. وهذا الذي ذهب إليه من أن {عنه} في موضع الرفع بالفاعلية، ويعني به أنه مفعول لم يسم فاعله لا يجوز لأن الجار والمجرور وما يقام مقام الفاعل من مفعول به ومصدر وظرف بشروطهما جار مجرى الفاعل، فكما أن الفاعل لا يجوز تقديمه فكذلك ما جرى مجراه وأقيم مقامه، فإذا قلت غضب على زيد فلا يجوز على زيد غضب بخلاف غضبت على زيد فيجوز على زيد غضبت.
ان السمع والبصر والفؤاد كل
وأيضاً فالسمع لا اختيار لك فيه، فأنت لا تستطيع أن تحجب أذنك عن سماع شيء، أما الإبصار فأنت تتحكم فيه بالحركة أو بإغلاق العين. وجاء الحق سبحانه وتعالى بالسمع أولاً؛ لأن الأذن هي أول وسيلة إدراك تؤدي مهمتها في الإنسان، أما العين فلا تبدأ في أداء مهمتها إلا من بعد ثلاثة أيام إلى عشرة أيام غالباً. وهنا يقول الحق سبحانه: { أَمَّن يَمْلِكُ ٱلسَّمْعَ وٱلأَبْصَارَ} [يونس: 31]. والحق سبحانه يملكها؛ لأنه خالقها وهو القادر على أن يصونها، وهو القادر سبحانه على أن يُعَطِّلها، وقد أعطانا الحق مثالاً لهذا في القرآن فقال عن أصحاب الكهف: { فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي ٱلْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً} [الكهف: 11] فَعَطَّل الله سبحانه أسماعهم بأن ضرب على آذانهم، فذهبوا في نوم استمر ثلاثة قرون من الزمن وازدادوا تسعاً. تفسير قوله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ ...}. كيف حدث هذا؟.. إن أقصى ما ينامه الإنسان العادي هو يوم وليلة، ولذلك عندما بعثهم الله تساءلوا فيما بينهم: { قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} [الكهف: 19]. ولكن هيئتهم لم تكن تدل على هذا، فإن شعورهم قد طالت جدّاً، بل إن لونها الأسود قد تبدل وأصبحوا شيباً وكهولاً، ولذلك قال الحق سبحانه: { لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً} [الكهف: 18].
قال عثمان: وهناك وجه لغوي جليل وهو أن السمع مصدر سُمّي به فأفاد الجنس(جنس السمع) الموجود في جميع حواس الناس والجنس فيه عموم ؛ وأما الأبصار فهي جمع بصر وهو اسم لا يفيد العموم لاحتمال توهّم بصر مخصوص حين إفراده فكان الجمع أدل على معنى العموم فيه. قال الشيخ: ولِمَ الإفراد إذن في قوله تعالى:"إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" أيا عثمانُ! ؟ قال عثمان: الخطاب هنا لكل أحد من أجل تحديد المسؤولية فوقع على كل أحد مخاطَبٍ بعينه فكل آلة سمع لأحد وكل آلة بصر له تحت طائلة المسؤولية الفردية المباشرة. مساهمة رقم 2 رد: لماذا قدّم الله السمع على البصر في القرآن اسما الأربعاء يونيو 29, 2011 6:23 am مساهمة رقم 3 رد: لماذا قدّم الله السمع على البصر في القرآن حسان الأربعاء يونيو 29, 2011 6:46 am جازاكي الله خير جزاء وجعلها في ميزان حسناتك صمتي لغتي فاعذروني لقلة كلامي " /> مساهمة رقم 4 رد: لماذا قدّم الله السمع على البصر في القرآن غايتي حفظ كتاب الله الأربعاء يونيو 29, 2011 6:49 am يــســلـــمــو اســـومــه ع مـــرورجــــ
الشيخ محمد متولي الشعراوي. كتاب نهاية العالم..
كنت حاسة بالإكتئاب البسيط وضيق الدنيا، ولكن هذا الكتاب أراني نظرة جديدة، نظرة أخرى للعالم والدنيا، ذكرني بأن هموم الدنيا لا تسوى شيئاً. كتاب رائع جداً انصح فيه، وان شا الله سأقرأ كتب الشعراوي الأخرى. 🍀اللهم اجعل همي الأخرة🍀
تعرض لذكر بعض علامات القيامه باختصار ، فكرته الاساسيه تقريب فكره البعث بعد الموت للاذهان والتأكيد المستمر على الايمان بقدره الله وعظمته
الله يرحم الشيخ متولي السهل البسيط
كتاب رائع ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته. كنت قد انتهيت أمس من قراءه كتاب الحياه والموت للشعراوي أيضا فوجدت ان كتاب النهايه قريب جدا لما ذكر في الكتاب السابق مع كثير من التفصيل والإعادة استمتعت اكثر بالكتاب الاول! كتاب خفيف وعظيم.. رحم الله الشيخ الشعراوي
كتاب عميق جداً يعكس أسلوب الشعراوي و غزارة علمه و نبوغ فكره. عرض الكثير من الالتباسات التي قد يساء فهمها وسلط الضوء عليها بالأدله القرآنية و الشرح الشافي مستوضحاً تفسير بعض الآيات الكونية مما يدعونا الى التفكر و اعادة النظر لذواتنا و سبب وجودنا في الحياة، مناسب جداً لتجديد الإيمان و التدبر و التفكر.
قراءة كتاب نهاية العالم
جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب, لإجراء أي تعديل الرجاء الإتصال بنا. قد يعجبك ايضا
مشاركات القراء حول كتاب المسيح المنتظر نهاية العالم من أعمال الكاتب عبد الوهاب عبد السلام طويلة
لكي تعم الفائدة, أي تعليق مفيد حول الكتاب او الرواية مرحب به, شارك برأيك او تجربتك, هل كانت القراءة ممتعة ؟
إقرأ أيضاً من هذه الكتب
منذ / 08-05-2010, 05:48 PM
# 1
عضوية نآدي القرآءة ♥
●
عضويتي:
2674
تاريخ
إنتِسَآبيْ:
Jul 2010
مكاني:
في أعمآق السكون..!