وورد عن السلف قولهم: " لا كبيرة مع استغفار ، ولا صغيرة مع إصرار ". 2- الجهر بها ، وذلك لما يدل عليه الجهر بهذه المعاصي من قلة تعظيم مرتكبها لله جل جلاله ، وليس هذا حال المؤمنين الذين يملأ قلوبهم الخوف والوجل منه سبحانه ، فلا يجاهرون أو يفاخرون بمعصيته ، وإذا وقع منهم خطأ أو زلل بادروا بالتوبة ، لهذا جاء الوعيد الشديد في حق المجاهرين ، فقال عليه الصلاة والسلام: ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجانة أن يعمل الرجل بالليل عملا ، ثم يصبح وقد ستره الله ، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه) رواه البخاري ومسلم. 3- الاستصغار ، فالذنب وإن تفاوت قدره ، إلا أن العبد ينبغي أن ينظر إلى ذات المعصية من حيث أنها مخالفة للخالق جل جلاله ، لذلك قال من قال من السلف: " لا تنظر إلى صغر المعصية ، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت " ، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال: ( وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) رواه البخاري ، فالتهاون بالمعاصي واستصغارها ليس من شأن المؤمنين ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا فطار ".
الذنوب الكبيرة والذنوب الصغيرة
الخوف والجزع يبقى صاحب المعصية خائفاً جزعاً، من إطلاع الناس عليه، فتجد السارق في خوف شديد، وكذلك الزاني، وفي المقابل تجد العباد الصالحين أصحاب الطاعة في استقرار وأمان. قال تعالى:{ كلّا بل رانَ على قلوبهم ما كانوا يكسبون* كلّا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون}. فالذنوب والمعاصي إن لم يسارع الإنسان بالتوبة منها تتراكم مع الأيام على القلب وتحجبه عن نور الله حتى لا يعود صاحبه يشعر بحلاوة الإيمان والأنس بالله بل يصبح مطرودا من حضرة الله ويعيش بعيدا عن رحاب الله فتُمحق البركة من عمره ورزقه ويفقد نور وجهه لأن ظلمة قلبه تنعكس على وجهه ويصبح ممقوتا حتى من أقرب الناس إليه لأنه كما ان الطاعات تجعل الإنسان محبوبا عند ربه ومحبوبا عند خلقه فإن المعاصي تجعله مبغوضا سواء في الملأ الأعلى او في هذا العالم الأرضي. لذلك تجد العصاة تنفر منهم قلوب الخلق بالفطرة بينما تجد أولياء الله المداومين ليل نهار على طاعة الله تميل إليهم القلوب بالمحبة لكونهم محبوبين عند الله. كما ان الذنوب والمعاصي تحرم الإنسان من الحياة الطيبة ومن السلام والسكينة والطمأنينة وتؤدي إلى عدم التوفيق والخذلان في أمور الحياة فلا حياة تحلو وتطيب إلا في رحاب الله وفي رياض الأنس بالله.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: فهذا فصل مختصر من كتاب (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي).. للإمام ابن القيم الجوزية - رحمه الله -والكتاب غني عن التعريف. واختصرت ما يتطرق للمعاصي وأضرارها، وأوردتها في أرقام متسلسلة كما سيقتº لترتيب النقاط ولتيسير القراءة والاطلاع. يقول الإمام - رحمه الله -: وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة، ما لا يعلمه إلا الله. 1. حرمان العلم. فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور. 2. حرمان الرزق. وفي المسند (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه). 3. وحشة يجدها العاصي في قلبه لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلا، لو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تفِ بتلك الوحشة. وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة، وما لجرُحٍ, بميتٍ, إيلامُ. 4. الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس لا سيما أهل الخير منهم. فتقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه، وبينه وبين نفسه، فتراه مستوحشا من نفسه. وقال بعض السلف: إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي. 5. تعسير أموره. 6. ظلمة يجدها في قلبه، حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم.
ج/ أما فتنة الحياة فهي التي تعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات وأشدها وأعظمها والعياذ بالله تعالى أمر الخاتمة عند الموت وأما فتنة الموت فاختلفوا فيها فقيل فتنة القبر وقيل يحتمل أن يراد بالفتنة عند الاحتضار أضيفت إلى الموت لقربها منه ، ولم يصح في اسم الملك الموكل بالموت حديث، وما روي من أنه عزرائيل فهو من الأحاديث الضعيفة والإسرائيليات، وليس في ذلك ما يستند إليه، ويعتمد عليه، وملك الموت ذكره الله جل وعلا في قوله: { قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}
ما هي فتنة المحيا والممات - عودة نيوز
القول الثاني: المراد ب " فتنة الممات ": ما يكون عند الموت في آخر الحياة ، ونصَّ عليها - وإنْ كانت مِن فتنة الحياة - لعظمها وأهميتها ، كما نصَّ على فِتنة الدَّجَّال مع أنها مِن فتنة المحيا ، فهي فِتنة ممات ؛ لأنها قُرب الممات ، وخصَّها بالذِّكر لأنها أشدُّ ما يكون ؛ وذلك لأن الإنسان عند موته ووداع العمل صائر إما إلى سعادة ، وإما إلى شقاوة ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن أحدَكُم ليعملُ بعملِ أهلِ الجنَّة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتابُ ؛ فيعملُ بعملِ أهل النَّارِ) فالفتنة عظيمة. وأشدُّ ما يكون الشيطانُ حرصاً على إغواء بني آدم في تلك اللحظة ، والمعصومُ مَنْ عَصَمَه الله ، يأتي إليه في هذه الحال الحرجةِ التي لا يتصوَّرها إلا من وقع فيها ، قال تعالى: ( كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ. وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ. وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ. ما هي فتنة المحيا والممات - عودة نيوز. وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ. إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ) القيامة/26– 30 ، حال حرجة عظيمة ، الإنسانُ فيها ضعيفُ النَّفْسِ ، ضعيفُ الإِرادة ، ضعيفُ القوَّة ، ضيقُ الصَّدر ، فيأتيه الشيطانُ ليغويه ؛ لأن هذا وقت المغنم للشيطان ، حتى إنه كما قال أهل العلم: قد يعرضُ للإِنسان الأديان اليهودية ، والنصرانية ، والإسلامية بصورة أبويه ، فيعرضان عليه اليهودية والنصرانية والإسلامية ، ويُشيران عليه باليهودية أو بالنصرانية ، والشيطان يتمثَّلُ كُلَّ واحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه أعظم الفِتَن ِ.
أدعية مستحبة قبل الإفطار في رمضان
فتنة المحيا
الفتنة هي الابتلاء والاختبار، ويقال إنَّ الرجل فُتِن إذا تغير حاله من حال حسن إلى حال سيء، وفتنة المحيا تعني اغترار العبد بالدنيا وانشغاله بها، مما يصرفه عن ذكر الله تعالى وطاعته، وكلّ ما يُلهي عن طاعة الله فهو فتنة، [1] حيث يُمتحن المسلم في الدنيا بدواعي البدعة أو المعصية أو الكفر، وهذه الدواعي قد تكون إما شهوة أو شبهة، ينغمس من خلالها الإنسان في الدنيا وينسى أمر الآخرة، [2] وقد أنكر الله سبحانه وتعالى هذا الفعل على العباد بقوله: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى). [3]
فتنة الممات
أضيفت الفتنة إلى الموت لقربها منه، وتشمل هذه الفتنة شيئين هما: [2] الفتنة عند الموت: أي ما يعرض للمؤمن من إغواء الشيطان عند الموت، إذ إنَّ ساعة الموت هذه هي ساعة حاسمة، فيحاول الشيطان أن يحول بين المرء وقلبه، بأن يوقع في قلبه ما يجعله يخرج عن الملّة. الفتنة في القبر: لأن الإنسان إذا مات ثمَّ دفن وتولّى عنه أهله وأصحابه يأتيه ملكان فيسألانه عن ربه ودينه ونبيّه.
حان الآن موعد أذان المغرب حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة | فيديو
شيخنا الفاضل ارجو توضيح ما هى فتنة المحيا والممات حيث كنت قد قرأت انه عند الموت يأتى شيطان للانسان على صورة اقرب الناس اليه فى الدنيا و قد مات قبله ويقول له مت على النصرانية فإن ثبت على الاسلام جاءه آخر و قال له مت على اليهودية فهل هذا صحيح وهل هذا هو المعنى حقا ام انها الفتنة عند سؤال الملكين فى القبر؟ بارك الله فيك وجزاك عنا كل الخير لا أعلم لهذا القول أصلا ، ولا أراه يصحّ. وفتنة المحيا فُسّرت بأنها: 1 - فتنة الاحتضار 2 – فتنة القبر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال. رواه البخاري. وأما عند الاحتضار فإن الشيطان يحرص على إغواء بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني. رواه الحاكم وصححه. وأما فتنة المحيا والممات فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله منها دُبر كل صلاة. وقد روى الإمام مسلم عن عبد الله بن سرجس قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، والحور بعد الكون ، ودعوة المظلوم ، وسوء المنظر في الأهل والمال.
وأشدُّ ما يكون الشيطانُ حرصاً على إغواء بني آدم في تلك اللحظة ، والمعصومُ مَنْ عَصَمَه الله ، يأتي إليه في هذه الحال الحرجةِ التي لا يتصوَّرها إلا من وقع فيها ، قال تعالى: ( كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ. وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ. وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ. وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ. إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ) القيامة/26– 30 ، فيأتيه الشيطانُ ليغويه ؛ لأن هذا وقت المغنم للشيطان ، حتى إنه كما قال أهل العلم: قد يظهر للإِنسان بصورة أبويه ، فيعرضان عليه اليهودية والنصرانية والإسلامية ، ويُشيران عليه باليهودية أو بالنصرانية ، والشيطان يتمثَّلُ كُلَّ واحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه أعظم الفِتَن ِ. ولكن هذا - والحمد لله - لا يكون لكلِّ أحدٍ ، كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ،: " وعرض الأديان على العبد عند الموت ليس عاما لكل أحد, ولا هو أيضاً منفي عن كل أحد ، بل من الناس من لا تعرض عليه الأديان, ومنهم من تعرض عليه ، وذلك كله من فتنة المحيا التي أمرنا الرسول أن نستعيذ في صلاتنا منها ، ووقت الموت يكون الشيطان أحرص ما يكون على إغواء بني آدم " انتهى من "الاختيارات" (ص 85).