(20) 20646 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن رجل ، عن الحسن ، في قوله: ( وما كان لي عليكم من سلطانٍ) ، قال: إذا كان يوم القيامة ، قام إبليس خطيبًا على منبر من نار ، فقال: ( إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم) ، إلى قوله: ( وما أنتم بمصرخيّ) ، قال: بناصريَّ ( إني كفرت بما أشركتمون من قبل) ، قال: بطاعتكم إياي في الدنيا. 20647 - حدثني المثنى قال ، حدثنا سويد قال ، أخبرنا ابن المبارك عمن ذكره قال ، سمعت محمد بن كعب القرظي ، قال في قوله: ( وقال الشيطان لما قُضِيَ الأمر إن الله وعدكم وعد الحق) ، قال: قام إبليس يخطبهُم فقال: ( إن الله وعدكم وعد الحق) ، إلى قوله: ( ما أنا بمصرخكم) ، يقول: بمغنٍ عنكم شيئًا ( وما أنتم بمصرخيّ إني كفرت بما أشركتمون من قبل) ، قال: فلما سمعوا مقالته مَقَتُوا أنفسهم ، قالا فنودوا: لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ، الآية [سورة غافر: 10]. 20648 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سَعيد ، عن قتادة ، قوله: ( ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي) ، ما أنا بمغيثكم ، وما أنتم بمغيثي قوله: ( إني كفرت بما أشركتمون من قبل) ، يقول: عصيت الله قبلكم.
أحوال الظالمين في القرآن الكريم
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فعلى معنى هذه الروايات يكون معنى قوله تعالى: قضي الأمر أي: تعين قوم لدخول النار، وقوم لدخول الجنة، وذلك كله في الموقف. وروي في حديث أن إبليس إنما يقوم بهذه الألفاظ في النار على أهلها عند قولهم: ما لنا من محيص في الآية المتقدمة. فعلى هذه الرواية يكون معنى قوله تعالى: قضي الأمر ، أي: حصل أهل النار في النار، وأهل الجنة، وهو تأويل الطبري. و"قضي" قد يعبر بها في الأمور عن فعل كقوله تعالى: وقضي الأمر واستوت على الجودي ، وقد يعبر بها عن عزم على أن يفعل كقوله: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان. و "الوعد" في هذه الآية على بابه في الخير، أي إن الله وعدهم النعيم إن آمنوا، ووعدهم إبليس الظفر والأمل إن كذبوا، ومعلوم اقتران وعد الله بوعيده، واتفق أن لم يتبعوا طلب وعد الله فوقعوا في وعيده، وجاء من ذلك كأن إبليس أخلفهم. وقال الشيطان لما قضى الأمم المتحدة. والسلطان: الحجة البينة، وقوله: إلا أن دعوتكم استثناء منقطع، و"أن" في موضع نصب، ويصح أن تكون في موضع رفع على معنى: إلا أن النائب عن السلطان [ ص: 240] أن دعوتكم، فيكون هذا في المعنى كقول الشاعر:..................... تحية بينهم ضرب وجيع
ومعنى قوله: فاستجبتم لي أي: رأيتم ما دعوتكم إليه ببصيرتكم، واعتقدتموه الرأي، وأتى نظركم عليه.
تلاوة ..وقال الشيطان لما قضي الأمر .. بصوت الشيخ عبدالله كامل - Vidéo Dailymotion
ومعنى: لما قضي الأمر أي حصل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ، على ما يأتي بيانه في " مريم " عليها السلام. إن الله وعدكم وعد الحق يعني البعث والجنة والنار وثواب المطيع وعقاب العاصي فصدقكم وعده ، ووعدتكم أن لا بعث ولا جنة ولا نار ولا ثواب ولا عقاب فأخلفتكم. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة ابراهيم - الآية 22. وروى ابن المبارك من حديث عقبة بن عامر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الشفاعة قال: فيقول عيسى أدلكم على النبي الأمي ، فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد حتى آتي ربي فيشفعني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ثم يقول الكافرون قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فمن يشفع لنا فيقولون ما هو غير إبليس هو الذي أضلنا ، فيأتونه فيقولون قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فاشفع لنا فإنك أضللتنا فيثور مجلسه من أنتن ريح شمها أحد ثم يعظم نحيبهم ويقول عند ذلك: إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم الآية. " وعد الحق " هو إضافة الشيء إلى نعته كقولهم: مسجد الجامع; قال الفراء قال البصريون: وعدكم وعد اليوم الحق أو وعدكم وعد الوعد الحق فصدقكم; فحذف المصدر لدلالة الحال. وما كان لي عليكم من سلطان أي من حجة وبيان; أي ما أظهرت لكم حجة على ما وعدتكم وزينته لكم في الدنيا ، إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي أي أغويتكم فتابعتموني.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة إبراهيم - قوله تعالى وقال الشيطان لما قضي الأمر - الجزء رقم14
(21) في المطبوعة: " إبليس الصادق " ، أخر وقدم بلا داع مفهوم. (22) الأثر: 20656 - " الحكم المكي " ، و " عمر بن أبي ليلى " ، انظر ما سلف تعليقًا على الرقم: 20639 ، وهو تتمة ذاك الخبر. وكان في المطبوعة هنا أيضًا " عمرو بن أبي ليلي ".
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة ابراهيم - الآية 22
وقيل: لم أقهركم على ما دعوتكم إليه. إلا أن دعوتكم هو استثناء منقطع; أي لكن دعوتكم بالوسواس فاستجبتم لي باختياركم ، فلا تلوموني ولوموا أنفسكم وقيل: وما كان لي عليكم من سلطان أي على قلوبكم وموضع إيمانكم لكن دعوتكم فاستجبتم لي; وهذا على أنه خطب العاصي المؤمن والكافر الجاحد; وفيه نظر; لقوله: لما قضي الأمر فإنه يدل على أنه خطب الكفار دون العاصين الموحدين; والله أعلم. فلا تلوموني ولوموا أنفسكم إذا جئتموني من غير حجة. ما أنا بمصرخكم أي بمغيثكم. وما أنتم بمصرخي أي بمغيثي. والصارخ والمستصرخ هو الذي يطلب النصرة والمعاونة ، والمصرخ هو المغيث. قال سلامة بن جندل: كنا إذا ما أتانا صارخ فزع وكان الصراخ له قرع الظنابيب وقال أمية بن أبي الصلت: ولا تجزعوا إني لكم غير مصرخ وليس لكم عندي غناء ولا نصر. يقال: صرخ فلان أي استغاث يصرخ صرخا وصراخا وصرخة. واصطرخ بمعنى صرخ. والتصرخ تكلف الصراخ. والمصرخ المغيث ، والمستصرخ المستغيث; تقول منه: استصرخني فأصرخته. والصريخ صوت المستصرخ. والصريخ أيضا الصارخ ، وهو المغيث والمستغيث ، وهو من الأضداد; قاله الجوهري. تلاوة ..وقال الشيطان لما قضي الأمر .. بصوت الشيخ عبدالله كامل - Vidéo Dailymotion. وقراءة العامة بمصرخي بفتح الياء. وقرأ الأعمش وحمزة بمصرخي بكسر الياء.
فإذا قال البشـر للـشـيطان يـوم القـيامة: أنـت سـبب ضـلالنا وغـوايتـنا رد الشـيطان عـليهـم بـقـوله:{وقال الشـيطان لما قـضي الأمـر إن الله وعـدكـم وعـد الحـق ووعـدتـكم فأخـلـفـتـكـم، وما كان لي عـليـكـم مـن سـلطان إلا أن دعـوتـكـم فاسـتجـبتم لي، فـلا تـلـومـوني ولـومـوا أنفـسكـم مـا أنـا بمصـرخـكـم وما أنـتم بمصـرخي، إنـي كـفـرت بما أشـركـتـمـون مـن قـبـل ، إن الـظـالمـين لهـم عـذاب ألـيـم} (إبـراهـيم ـ 22). يـعـني: لا تـلـومـوني ولا تظـلـمـوني وتحـملـوني أوزاركـم، فـقـد كـنـتم: عـلى استعـداد لمـا دعـوتـكـم إلى اتبـاعي فـقـبلـتم ذلك عـن طـواعـية وليس لي عـليكـم مـن سـلطان ، لا سـلطان قـوة أقهـركـم بها وأجـبركـم عـلى طـاعـتي ، ولا سـلطان حجـة أقـنعـكـم به ، والفـرق بـين سـلطان القهـر، وسـلطان الحجـة أنـك تـفـعـل مـع الأول وأنـت غـير راض فأنـت مـكـره ، أما مـع سـلطان الحجـة والمنـطـق فـإنـك تـفـعـل ما يطـلب مـنـك عـن رضا واقــتنـاع. وربـنا عـز وجـل حـذرنا مـن إبليس ووسـوسـته ونـزغـه، وعـلمـنا أننا لـن نقـهـره إلا باللجـوء إلى الله ، خـصـوصا بهـذه الـوصـفـة التي قال الله فـيها: { وإمـا ينـزغــنك مـن الشـيطـان نـزغ فاسـتعـذ بالله إنه هـو السـميـع العـلـيم} (فـصلت ـ 36).
( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( 55) ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ( 56))
( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) [ روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت في عبادة بن الصامت وعبد الله بن أبي بن سلول حين تبرأ عبادة من اليهود ، وقال: أتولى الله ورسوله والذين آمنوا ، فنزل فيهم من قوله: " ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " ، إلى قوله: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " يعني عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال جابر بن عبد الله: جاء عبد الله بن سلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن قومنا قريظة والنضير قد هجرونا وفارقونا وأقسموا أن لا يجالسونا ، فنزلت هذه الآية ، فقرأها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: " يا رسول الله رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء ". القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 56. وعلى هذا التأويل أراد بقوله: ( وهم راكعون) [ ص: 73] صلاة التطوع بالليل والنهار ، قاله ابن عباس رضي الله عنهما. وقال السدي: قوله: " والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ، أراد به علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
ومن يتول الله ورسوله الى الذين عاهدتم
⁕ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ﴿لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ﴾... الآية، يعني في القتال. * * *
وقوله ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ﴾
يقول تعالى ذكره: ومن يُطع الله ورسوله فيجيب إلى حرب أعداء الله من أهل الشرك، وإلى القتال مع المؤمنين ابتغاء وجه الله إذا دعي إلى ذلك، يُدخله الله يوم القيامة جنَّات تجري من تحتها الأنهار ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ﴾ يقول: ومن يعص الله ورسوله، فيتخلَّف عن قتال أهل الشرك بالله إذا دعي إليه، ولم يستجب لدعاء الله ورسوله يعذّبه عذابا موجعا، وذلك عذاب جهنم يوم القيامة.
ومن يتول الله ورسوله وولي
وقد ذكرت الآية (22) من سورة المجادلة - أيضاً - قسماً من صفات حزب الله، سنأتي على شرحها باذن الله عند تفسير هذه السورة.
ومن يتول الله ورسوله والنور الذي أنزلنا
و "اللحاء": المخاصمة. و "القشب" ، (بفتح فسكون): الكلام المفترى: ولو قرئت "القشب" (بكسر فسكون) ، فهو الرجل الذي لا خير فيه. (83) "الضاوي": الضعيف من الهزال وغيره. "ضوى يضوي ضوى": ضعف ورق. وكان في المخطوطة: "أضرى" و "الضاري" ، وهو خطأ وتصحيف.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا (١٧) ﴾
يقول تعالى ذكره: ليس على الأعمى منكم أيها الناس ضيق، ولا على الأعرج ضيق، ولا على المريض ضيق أن يتخلفوا عن الجهاد مع المؤمنين، وشهود الحرب معهم إذا هم لقوا عدوّهم، للعلل التي بهم، والأسباب التي تمنعهم من شهودها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾. ومن يتول الله ورسوله وولي. قال: هذا كله في الجهاد. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: ثُمَّ عذر الله أهل العذر من الناس، فقال: ﴿لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ﴿لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾ قال: في الجهاد في سبيل الله.