فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي» فَقَدَّمُوهُ إِلَى النَّهْرِ فَذَبَحُوهُ كَمَا تُذْبَحُ الشَّاةُ، فَأُتِيَ عَلِيٌّ فَأُخْبِرَ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، نَادُوهُمْ أَنْ أَخْرِجُوا إِلَيْنَا قَاتِلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خباب، فقالوا: كنا قَتَلَهُ- ثَلاثَ مَرَّاتٍ- فَقَالَ عَلِيٌّ لأَصْحَابِهِ: دُونَكُمُ الْقَوْمَ، فَمَا لَبِثَ أَنْ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ، وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ. Permalink ( الرابط المفضل إلى هذا الباب): عوف بن مالك بن عبد كلال س: عوف بْن مَالِك بْن عَبْد كلال الأعرابي الجشمي أَبو الأحوص كذا أورده العسكري فيما ذكره ابْن أَبِي عليّ، عَنْ عم أَبِيهِ، عَنْهُ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى. Permalink ( الرابط المفضل إلى هذا الباب): عَوْف بْن مالك بْن نضلة أَبُو الأحوص الجشمي سَمِعَ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود وأباه روى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق وعطاء بْن السائب والْحَسَن ومورق، وَقَالَ أَبُو نعيم عَنْ مبارك عَنِ الْحَسَن أَخْبَرَنِي أَبُو الأحوص سَمِعَ ابْن مَسْعُود يَقُولُ سباب المُسْلِم فسوق.
قصة عوف بن مالك الاشجعي
وذكر الحديث، وأَنزل الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (*) [الطلاق: 2] الآية. وقال السِّدَّي: كان ابن لعوف بن مالك أَسيرًا. وقال سالم بن أَبي الجعد: إِن رجلًا من أَشجع أَسره العدوّ، فجاءَ أَبوه. ولم يسمهما. وقال مِسْعر، عن علي بن بَذِيمة، عن أَبي عبيدة أَن رجلًا أَتى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: إِنّ بني فلان سَرَقوا غَنَمي. فقال: "سَلِ الله عَزَّ وَجَلَّ" (*). وقيل غيرُه. )) أسد الغابة.
هؤلاء الأئمة الذين هم ولاة أمورنا، ينقسمون إلى قسمين: قسم نحبُّهم ويحبوننا، فتجدنا ناصحين لهم وهم ناصحون لنا؛ ولذلك نحبُّهم؛ لأنهم يقومون بما أوجب الله عليهم من النصيحة لمن ولاهم الله عليه، ومعلوم أن من قام بواجب النصيحة فإن الله تعالى يحبه، ثم يحبه أهلُ الأرض. فهؤلاء الأئمة الذين قاموا بما يجب عليهم محبوبون لدى رعيتهم. وقوله: ((ويصلُّون عليكم، وتصلُّون عليهم)) الصلاة هنا بمعنى الدعاء، يعني تَدْعون لهم ويدعون لكم، تدعون لهم بأن الله يهديهم ويصلح بطانتهم، ويوفِّقهم للعدل، إلى غير ذلك من الدعاء الذي يُدعى به للسلطان، وهم يدعون لكم: اللهم أصلِح رعيتنا، اللهم اجعلهم قائمين بأمرك، وما أشبه ذلك. أما شرار الأئمة: فهم ((الذين تبغضونهم ويبغضونكم)) تكرهونهم؛ لأنهم لم يقوموا بما يجب عليهم من النصيحة للرعية، وإعطاء الحقوق إلى أهلها، وإذا فعلوا ذلك فإن الناس يبغضونهم، فتحصل البغضاء من هؤلاء وهؤلاء؛ تحصل البغضاء من الرعية للرعاة؛ لأنهم لم يقوموا بواجبهم، ثم تحصل البغضاء من الرعاة للرعية؛ لأن الرعية إذا أبغضت الوالي، تمَّردت عليه وكرهته، ولم تطع أوامره، ولم تتجنب ما نهى عنه، وحينئذٍ ((تلعنونهم ويلعنونكم)) والعياذ بالله؛ يعني يسبُّونكم وتسبُّونهم، أو يدعون عليكم باللعنة وتدعون عليهم باللعنة.
عهد عبد الرحمن الثاني
ومن أهم ما تميَّز به عهد عبد الرحمن الأوسط الأمور الثلاثة التالية:
أولاً: ازدهار الحضارة العلمية
ومن أشهر العلماء في عصر عبد الرحمن الأوسط عباس بن فرناس -رحمه الله- (274 هـ=887م)، وكنيته أبو القاسم، وهو من أهل قُرْطُبَة ، من موالي بني أمية، وبيته في برابر (تاكرنا) كان في عصر الخليفة عبد الرحمن الأوسط (في القرن التاسع للميلاد)، وله أبيات في ابنه محمد بن عبد الرحمن (المتوفى سنة 273هـ)، وكان فيلسوفًا شاعرًا، له علم بالفلك [5]. وهو أول مَنِ استنبط في الأندلس صناعة الزجاج من الحجارة، وصنع (الميقاتة) لمعرفة الأوقات، ومَثَّل في بيته السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها، وهو أول طيار اخترق الجوَّ؛ أراد تطيير جثمانه، فكسا نفسه الريش، ومدَّ له جناحين طار بهما في الجوِّ مسافة بعيدة، ثم سقط فتأذَّى في ظهره؛ لأنه لم يعمل له ذنبًا، ولم يَدْرِ أن الطائر إنما يقع على زِمِكِّه [6]. ولكنه -برغم هذه المحاولة الرائدة التي فشلت- كان عبقرية هائلة؛ حتى إن الصفدي بَعْدَ كثيرٍ من المدح له يصفه بأنه «له شخص إنسي وفطنة جني» [7]. ثانيًا: ازدهار الحضارة المادية
اهتمَّ عبد الرحمن الأوسط بالحضارة المادية (العمرانية والاقتصادية وغيرها) اهتمامًا كبيرًا [8] ، فازدهرت حركة التجارة في عهده؛ ومن ثَمَّ كثُرت الأموال [9] ؛ ومن المهم أن نعلم أن بلاد الأندلس لم يكن فيها ما نُسَمِّيه بـ «التسوُّل»، فقد كانت هذه العادة في بعض البلاد الإسلامية الأخرى؛ لكنها لم تُعرَف في بلاد الأندلس [10].
عبد الرحمن الأوسط | مركز دراسات الأندلس و حوار الحضارات
ملخص المقال
عبد الرحمن الثاني - عبد الرحمن الأوسط، مقال د. راغب السرجاني، يتناول ولاية عبد الرحمن الأوسط على الأندلس وجهاده والحضارة العلمية والمادية في عهده
ولاية عبد الرحمن الأوسط
بعد الحكم بن هشام تولَّى ابنه عبد الرحمن الثاني، وهو المعروف في التاريخ باسم عبد الرحمن الأوسط (فهو الأوسط بين عبد الرحمن الداخل وعبد الرحمن الناصر كما سيأتي)، وقد حكم من سنة (206هـ=821م) وحتى آخر الفترة الأولى (عهد القوة) من عهد الإمارة الأموية، وذلك سنة (238هـ=852م)، وتُعَدُّ فترة حكمه هذه من أفضل فترات تاريخ الأندلس، فاستأنف الجهاد من جديد ضدَّ النصارى في الشمال، وألحق بهم هزائم عدَّة [1] ، وكان حسن السيرة، هادئ الطباع، محبًّا للعلم، محبًّا للناس [2].
محمدبن عبد الرحمن الأوسط .. جهاد حتى الممات
بعد أن انتهت أزمة النورمان، عاد عبد الرحمن إلى عادته، فأرسل جيشًا بقيادة ابنه محمد حاصر مدينة ليون، وضيّق عليها، مما أضطر الكثير من أهلها إلى الفرار واللجوء للجبال. وفي عام 234 هـ، وجّه عبد الرحمن حملة بحرية من ثلاثمائة سفينة لتأديب أهل جزيرتي ميورقة ومنورقة لنقضهم العهد، ومهاجمتهم سفن المسلمين، فأوقعت بهم خسائر كبيرة. وفي عام 232 هـ، لجأ ويليام السبتماني إلى عبد الرحمن لمعاونته في ثورته على شارل الأصلع، فأمر عبد الرحمن عمّاله على الثغر الأعلى معاونته، وإمداده بما يلزمه. فاستطاع ويليام تحقيق انتصارات على قوات لويس في بعض المعارك، واستولى على برشلونة وجرندة. وفي عام 237 هـ، هاجم الغاسكونيين شمال الأندلس، فخرج لهم موسى بن موسى بن قسي، وألتقوا في البيضاء بالقرب من بقيرة، ودارت معركة كبيرة، انتهت بهزيمة الغاسكونيين. وفاته وأولاده
توفي عبد الرحمن بن الحكم في 3 ربيع الآخر عام 238 هـ، وصلى عليه ولده محمد، ودفن بقصر قرطبة.
تاريخ افتتاح الأندلس. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) ابن عذاري, أبو العباس أحمد بن محمد (1980). البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب. دار الثقافة، بيروت. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) ابن دحية الكلبي, أبو الخطاب عمر بن حسن. المطرب من أشعار أهل المغرب. دار العلم للجميع، بيروت. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) القرطبي, ابن حيان (1995). المقتبس من أنباء أهل الأندلس. وزارة الأوقاف المصرية، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي. ISBN 977-205-073-0. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) المقري, أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد (1988). نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - المجلد الأول والثالث. دار صادر، بيروت. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) عنان, محمد عبد الله (1997). دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول. مكتبة الخانجي، القاهرة. ISBN 977-505-082-4. الوسيط |CitationClass= تم تجاهله (مساعدة) صيانة CS1: تجاهل خطأ ردمك (link)